3 أخطار تهدد ثروتنا السمكية
الفوازير التى تنتشر فى وسائل إعلامنا الآن خاصة على شاشة التليفزيون تمتلك فى الأسئلة التى تطرحها منطقا يتيح للمتلقى أن يجد لها إجابة حين يهم بذلك ، أما فزورة الثروة السمكية فى مصر فهى لا تجد لها حلاُ .
ويبدو أنها لن تمتلك هذا الحل فى المستقبل القريب لأنها تفتقر فى البداية الى المنطق .
و هى تطرح أسئلتهاعلينا و اذا كنت غير مصدق فحاول أن تجد حلا لهذه القضية بلد مثل مصر يمتلك شواطىء ممتدة على البحر المتوسط والبحر الأحمر اضافة الى عدد كبير من البحيرات بحيث تصل مساحة الصيد التى يمتلكها الى (16 ) مليونا و (200) ألف فدان و مع ذلك يستورد (150) الف طن من الاسماك الشعبية المجمدة بنحو (415 ) مليون دولار فى الوقت الذى تصدر فيه مصر الى الخارج ما تبلغ قيمته (45) مليون دولار من الاسماك الفاخرة التى لا يطلع عليها المستهلك المصرى .
وتحاول التعاون أن تستقصى حلا لهذه الفزورة مع الخبراء والمختصين فى هذه المجال .
عناصرالمشكلة
فى البداية يحدد الدكتور محمد سلامة استاذ علم الحيوان بكلية العلوم جامعة القاهرة عناصر المشكلة فى عدة نقاط فيقول توجد عوامل تتفاعل معا لتكون هذه المشكلة ولايمكن ان نركن الى عامل واحد كسب رئيسى فى هذه القضية وتتلخص هذه العوامل فى (والكلام لا يزال للدكتور سلامة ) فيما يلى :-
اولا : - وسائل الصيد التى يستخدمها الصيادون والتى تعد بدائية مقارنة بالوسائل التى يستخدمها الصيادون فى
الخارج تلك الوسائل لا تتيح للصياد الابتعاد عن الشاطىء كثيرا والتوغل فى المياة العميقة .
ثانيا : - عدم الاهتمام بالبحيرات المنتشر فى أرجاء جمهورية مصر العربية والعمل على تنميتها والكثير من هذه البحيرات يعانى الاهمال للأسف .
ثالثا : - ما زال انتاج المزارع السمكية فى مصر ضعيفا فالمزارع تنتج ما لا يزيد على (700 ) كيلو جرام سمك فى الفدان بينما يبلغ انتاج الفدان فى المزارع السمكية بالخارج ما لا يقل عن 5 أطنان سمك .
ويلتقط اطراف الحديث الدكتور سمير ابراهيم غنيم عميد كلية العلوم – بجامعة قناة السويس ليضيف .. تمتلك مصر خمسة مصادر رئيسية لانتاج الثروة السمكية فى مصر وتشمل مياة البحر الابيض المتوسط والبحر الاحمر التى تبلغ مساحتها حوالى (13.6)مليون فدان وكذلك نهر النيل وفروعه وتصل مساحة الصيد به الى نحو (155) الف فدان والبحيرات الشمالية بالبرلس و ادكو ومريوط مساحتها (120 ) الف فدان وبحيرة ناصر و تبلغ ( 1.25 ) مليون فدان والمزارع السمكية و تصل مساحتها الى (70 ) الف فدان و مزارع الأرز و تبلغ نحو ( 40 ) الف فدان اضافة الى بحيرات قارون و وادى الريان والمنزلة و مع ذلك تقوم مصر باستيراد الاسماك من الخارج .
وأضاف ان الاتجاه لتنمية الثروة السمكية هو الحل الوحيد لسد النقص الحالى فى البروتين الحيوانى فى مصر لأن الحل لا يكمن فى تربية الماشية والحيوانات كبيرة الحجم لأنه لا توجد لدينا مراع و هو ما يدفعنا الى استيراد اللحوم الحمراء وكل ما يستلزم مزارع الدواجن وأيضا يجب أن نضع فى اعتبارنا أن كل 8 كيلو علف تعطى كيلو واحدا من اللحم الاحمر أما كل 1.5 كيلو علف فتعطى كيلو لحما من الاسماك و بالتالى يمكن انتاج بروتين حيوانى بكمية كبيرة و بتكلفة أقل والسوق العربية ما زالت تحتاج الى كم كبير من الاسماك حيث ان نصيب الوطن العربى من حصة الصيد العالمى متواضعه لا تتعدى (1.65 % ) من الصيد العالمى فى حين ان عدد سكان الوطن العربى يمثلون نحو(4.30) من سكان العالم !!
خطر التلوث
و يضيف د . عادل فهيم الباحث بمركز البحوث قسم الأحياء المائية أن هناك سببا آخر مهم لتقلص الثروة السمكية فى مصر الا و هو التلوث فشواطئتنا بما فيها نهر النيل تعانى من تلوث مياة الصرف الزراعى او الصناعى او البشرى و جميع بحيراتنا ايضا تعانى من هذا التلوث خاصة بحيراتنا الشمالية باستثناء بحيرة البردويل التى تعد أقلها .
ورغم التشريعات الكثيرة التى تعمل على الحد من التلوث الا ان هذا التلوث الذى يعد كابوس الثروة السمكية ما زال مستمرا كما يوجد عامل ثان أدى الى تدهور انتاج البحيرات خاصة هو عدم تنظيم عمليات الصيج بها مما ادى الى اجهادها واستنزاف الزريعة والاسماك الصغيرة بها لذلك تغلق البحيرات ابوابها امام الصيد عدة أشهر من كل عام لإتاحة الفرصة للتفريخ و هو نفس الحال فى البحر حيث يتم إيقاف الصيد به شهرين سنويا .
تبقى المشكلة الاجتماعية حيث يعانى الصيادون طوال هذه الفترات من البطالة مما يضطرهم الى الصيد الجائر بعيدا عن أعين السلطات فى فترات منع الصيد ويساهم ذلك فى القضاء على الزريعة ولابد أن تعمل الدولة على مساعدة الصيادين أثناء فترات توقف الصيد حتى يتمكنوا من تلبية احتياجاتهم الضرورية .