بيــــــــــئة
فى يناير 2000 كشفت هيئة البيئة فى المملكة المتحدة النقاب عن نتائج دراسة عملية بينت ان التحولات الجنسية التى تتعرض لها الحياة البرية نتيجة للتلوث اكبر كثيرا مما كان يظن فى السابق . اذ وصلت التحولات الجنسية للأسماك فى بعض الأنهار الملوثة نتيجة القاء المخلفات بها الى ما يزيد على 90% بينما لا تتجاوز 12% فى الأنهار غير الملوثة والامر لا يقتصر على الأسماك بل يمتد لكثير من الاحياء فهناك شواهد قوية تتوالى منذ زمن ،تبين كيف تعوق الكيماويات التى تلوث البيئة الصحة الإنجابية .
التلــــــــــــوث
فـــيروس خطــــير يهـــدد مصـــايد الاســــماك
التـــــــلوث يحـــــول ذكـــر الســـمك الـــى انــــاث
لهذا اصدر فريق من الأمريكيين والايطاليين والكنديين فى يناير 1998 صيحة تحذير من ان المواد الكيماوية التى تشوش عمل الهرمونات تنتشر فى كل بقاع العالم ، ان كل شخص على وجه الارض يتعرض لهذه الكيماويات ، وفضلا عن تدميرها الحياة البريه فان لها علاقة بتخفيض معدلات الخصوبة .. والاضرار بالجهاز العصبي والنمو الجنسي للانسان ، ناهيك عما تسببة من اضرار للسيدات الحوامل ، كما كشفت دراسات متعددة عن هبوط عدد بذور الاخصاب لدى الرجال بمعدل 2% سنويا ، واكدت دراسات اخرى ضعف حيوية هذه البذور.
وكشفت دراسة هيئة البيئة البريطانية الاخيرة التى اجرها فريق من جامعة بر ونيل بقيادة البروفيسور جون سيمبتر التى قامت بفحص 2000 سمكة تم الحصول عليها من 18 موقعا مختلفا فى بريطانيا وايرلندا ، ان جنس 60% من ذكور اسماك الروض فى مجرى الانهار بعد مواقع تصريف المخلفات الصناعية قد تعرض لتحولات جنسية حادة ، بينما قلت نسبة الذكور المعرضة لهذه التحولات قبل مواقع التصريف الى 25% فقط .. وظهر ان ذكور السمك تنتج كمية كبيرة من البيض فى " خصياتها " وفى الحالات الحادة تنبت الذكور قنوات تالفة للبيض مثل الاناث ، وقد بينت الاختبارات التى اجريت فى قنوات وانهار لا يتم القاء المخلفات بها ان نسبة الاسماك التى تتعرض لتحولات جنسية تقل عن 12% بينما وصلت التحولات الجنسية الخنثية فى بعض الانهار الملوثة الى 80% .
وتستهدف الدراسات المكملة التى تمولها هيئة البيئة البريطانية ومجلس أبحاث البيئة الحكومي التيقن من مدى تأثير امتداد هذه التحولات إلى أنواع أخرى من الأسماك ، ومدى قدرة الأسماك المتحولة على النسل ويدرس الفريق ما ذا كانت عمليات الجفاف التى تتعرض لها الأنهار عند تصريف المياه المعالجة فيها تؤدى الى تدهور الموقف كما تستهدف دراسات أخرى البحث فى طريق الكشف عن أشباه الأستروجين فى مياه المشروعات الصناعية .. ويدور الشك حول الاف الكيماويات ويقول الباحثون انه لا يمكن معرفة اى منها على وجه التحديد هو السبب في الأضرار ، وكانت الأبحاث السابقة التى أجرتها الوكالة على اسماك موجودة فى أقفاص قد بينت الترابط بين التحولات الجنسية وبين هرمون الأستروجين البشري ، والاستروجين المخلق الموجود فى ضوابط الحمل ، وبينت الدراسات ان شيئا ما فى معالجة هذا الهرمون فى مياه الصرف الصحي يجعله أكثر فاعلية ولكن الدراسات الأخيرة كشف ان كيماويات مختلفة تدخل فى تركيب المنظفات والمطهرات والمبيدات والبلاستيكات والسواحج " المسنفرات " تؤدى هي الاخري الى تأنيث ذكور الأسماك .
ويؤكد العلماء على ضروة اخذ المؤسسات الصناعية وشركات المياه المخاطر والشكوك المرتبطة بهذه المشكلة بعين الاعتبار واتخاذ الاحتياطات الواجبة وتطوير منتجات بديلة لا تؤثر على الهرمونات ، بدلا من الجرى وراء تحقيق الارباح بأى وسيلة والجدير بالذكر ان هذه الدراسة هى الاولى التى توصف بصورة محددة عملية تأنيث ذكور الأسماك فى المياه الملوثة بمختلفات المجارى والمصانع ، والمكشوف التى نتجت عنها تبعت دراسات قامت بها جمعية نيوكاسيل وأسفرت عن اكثر من 90% من ذكور الأسماك المفلطحة " فلا وندر " فى احد الانهار قد تحول جنسها ..
