فراس حج محمد

موقع يختص بمنشورات صاحبه: مقالات، قصائد، أخبار

زياد خداش:

هل الاسم هو الأصل؟ سر الجملة الاسمية لفراس حج محمد

جريدة عُمان| عدد يوم الخميس: 16/1/2025، الصفحة 21، وعلى موقع الصحيفة الإلكتروني: https://omandaily.om/article/1171308

يواصل الكاتب والشاعر فراس حج محمد جنونه الجمالي، قافزا عن كثير من العراقيل ومتجاهلا هجوم النقاد، واستياء قطاع كبير من القراء، هذا الجنون دفع وزارة التربية والتعليم برام الله إلى تشكيل لجنة تحقيق لمساءلة الكاتب عن مضمون كتاباته الموغلة في إباحية النص وتفلته من الحشمة حسب رأي المشتكين الذين تقدموا بالشكوى إلى الوزارة، فراس كما يقول أقنع لجنة التحقيق أن كلماته ومضامين نصوصه لا يمكن لجمها أو تقييدها، لأن ذلك سيحد من جمالية المشهد ومن الصدق الفني ومن حرارة المشاعر.

في هذا الكتاب الجديد الذي بين أيدينا، يذهب فراس إلى تحد آخر لا علاقة له بالحسية المعهودة في كتاباته، (سر الجملة الاسمية) صدر حديثا جدا عن دار الرقمية برام الله وهو يبحث في موضوع جديد قديم، لكن فراس دخل إليه من مداخل جديدة كعادته، فراس يبحث عن استخدامات الجملة الاسمية في الشعر الفلسطيني والعربي، ويطبق ذلك في قصيدة يكتبها لا أفعال فيها، وتقول الكاتبة الفلسطينية الليبية جمانا العتبة في تقديمها للكتاب: يبدأ الكاتب بشرح معنى الاسم وأنه الأصل بعرض بعض من الأمثلة في أصل الأشياء بداية من القرآن الكريم وتعليم سيدنا آدم، والبشرية الأسماء أولا لا الأفعال. وهنا ينوه الكاتب أن الاسم ليس بداية اللغة وإنما أيضا الكينونة والوجود، فالاسم له دلالات وجودية لحامله فيذكر كيف للأسماء تأثيرها على الحياة الاجتماعية وكيف يخلد الاسم الفعل.

الكتاب مكون من عدة محاور: لماذا علم الله آدم الأسماء كلها؟ محمود درويش والجملة الاسمية، والنصوص الدينية والجملة الاسمية، والأساليب الإنشائية والشعر، والجملة الاسمية والترجمة، التجليات الإيقاعية والمعنوية لاسم فاطمة، وقراءات في بعض مقاطع ديوان هي جملة اسمية.

ولعل محور محمود درويش والجملة الاسمية هو الأكثر غنى وحيوية وجرأة، فهو يناقش ويحلل مطلع ديوان حصار لمدائح البحر: ليس سهلا التخلي عن الفعل في الحياة والكتابة كما يقول الباحث، بما يشكله الفعل من ثلث مساحة اللغة، باعتبار اللغة العربية مكونة من اسم وفعل وحرف، عدا أننا كائنات سردية، نحب الحكي، والسرد يحتاج إلى فعل، وإسقاط الأفعال من الكلام مع بقاء المعنى حاضرا يحتاج قدرة ما، هذا ما حدث مع محمود درويش فقد التزم في مطلع النص بالجملة الاسمية كاملة مع إمكانية تعويض الاسم باستخدام المشتقات التي تتفق مع الفعل في جملها للحدث فقط دون الارتباط المؤقت بزمن طارئ سرعان ما يزول.

يقول الشاعر والكاتب فراس حج محمد، ردا عن سؤالنا بخصوص هدف كتابه العام وهواجسه قبل كتابته: (يعد الكتاب (سر الجملة الاسمية) امتدادا لبحثي في صنوف بلاغة الشعر العربي، حيث بدأته في كتاب "بلاغة الصنعة الشعرية"، ليقودني إلى آفاق جديدة، فيحفر عميقا في صورة من صور الشعر، والتعمق أكثر في الأسلوب الذي يحكم الشاعر، فوجدت صنوفا من الصنعة أشار إليها نقاد ودارسون، ولم يلتفتوا إلى الأسلوب العام الذي يحكم القول الشعري، فجاء هذا الكتاب ليبحث في هذا الأمر، وهو اتكاء الشاعر على الجملة الاسمية أكثر من اتكائه على الأسلوب السردي الذي هو أدخل في صنوف السرد، لاعتماده على الفعل/ الحدث والزمن، وهذا ما أردت أن يلتفت إليه قارئ الشعر العربي، ويفتح آفاقا لباحثين آخرين، لدراسة الأسلوب الشعري عموما، وليس عند شاعر بعينه).

ترى ما الذي سيقوله النقاد في فلسطين عن هذا الكتاب البحثي المهم؟ هل سيتجاهلونه خلطا بين فراس الحسي وفراس الباحث؟ لقد تعودوا على انتهاكات فراس للسائد والمتفق عليه في الكتابة الأدبية، وها هو هنا يضعهم في جهده البحثي هذا أمام تحد كعادته، خصوصا وأنه أرفق في آخر الكتاب قصيدة له طويلة لا أفعال فيها، عنوانها (هكذا كأنها كاملة).

كم تحتاج فلسطين إلى معارك ثقافية نظيفة، لا شتائم فيها ولا لجان تحقيق ولا رقابة! للأسف الشديد الحالة الإبداعية في فلسطين غير صحية تماما كما هي في العالم العربي، وأحيانا يظنها المرء انعكاساً للتشرذم السياسي والحزبي والفكري، سننتظر ردود الفعل على هذا الجهد البحثي المهم.

الكاتب في سطور

فراس حج محمد: كاتب من مدينة نابلس، ولد عام 1973، يحمل درجة الماجستير في الأدب الفلسطيني الحديث عن دراسته "السخرية في الشعر الفلسطيني المقاوم بين عام 1948- 1993".

عمل معلما ومشرفا تربويا ومحاضرا جامعيا غير متفرغ، عضو اتحاد الكتاب الفلسطينيين، وشارك مع آخرين في تأسيس "منتدى المنارة للثقافة والإبداع".

أصدر أكثر من ثلاثين كتابا بين السرد والنقد والشعر، منها كتاب "فتنة الحاسة السادسة- تأملات حول الصور" وديوان "في أعالي المعركة"، وحرر (17) كتابا معظمها يختص بأدب الأسرى الفلسطينيين.

 

المصدر: فراس حج محمد
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 107 مشاهدة
نشرت فى 16 يناير 2025 بواسطة ferasomar

فراس عمر حج محمد

ferasomar
الموقع الخاص بــ "فراس حج محمد" »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

775,723

فراس حج محمد

نتيجة بحث الصور عن فراس حج محمد كنانة أون لاين

من مواليد مدينة نابلس في فــلسطين عــام 1973م، حاصل على درجة الماجستير في الأدب الفلسطيني الحديث من جامعة النجاح الوطنية. عمل معلما ومشرفا تربويا ومحاضرا غير متفرغ في جامعة القدس المفتوحة. 

عمل محررا لغويا في مجلتي الزيزفونة للأطفال/ رام الله، وشارك في إعداد مواد تدريبية في وزارة التربية والتعليم الفلسطينية، وكان عضوا في هيئة تحرير مجلة القانون الدولي الإنساني/ الإصدار الثاني الصادرة عن وزارة التربية والتعليم في فلسطين.

نشر العديد من المـقالات والقـصائد في مـجالات النشر المختلفة الإلـكترونية والصحف والمجلات في فلسطين والوطن العربي وبريطانيا وأمريكا وكندا والمكسيك. وشارك في ندوات وأمسيات شعرية ومؤتمرات في فلسطين.

الكتب المطبوعة: 

رسائــل إلى شهرزاد، ومــن طقوس القهوة المرة، صادران عن دار غُراب للنشر والتوزيع في القاهرة/ 2013، ومجموعة أناشيد وقصائد/ 2013، وكتاب ديوان أميرة الوجد/ 2014، الصادران عن جمعية الزيزفونة لتنمية ثقافة الطفل/ رام الله، وكتاب "دوائر العطش" عن دار غراب للنشر والتوزيع. وديوان "مزاج غزة العاصف، 2014، وكتاب "ملامح من السرد المعاصر- قراءات في القصة القصيرة جدا- دار موزييك/ الأردن وديوان "وأنت وحدك أغنية" عن دار ليبرتي/ القدس وبالتعاون مع بيت الشعر في فلسطين، وكتاب "يوميات كاتب يدعى X"، وكتاب "كأنها نصف الحقيقية" /الرقمية/ فلسطين، وكتاب "في ذكرى محمود درويش"، الزيزفونة 2016، وكتاب "شهرزاد ما زالت تروي- مقالات في المرأة والإبداع النسائي"، الرقمية، 2017، وديوان "الحب أن"، دار الأمل، الأردن، 2017. وكتاب "ملامح من السرد المعاصر- قراءات في الرواية"، مكتبة كل شي، حيفا، 2017. وكتاب "ملامح من السرد المعاصر- قراءات في متنوع السرد"، مؤسسة أنصار الضاد، أم الفحم، 2018، وديوان "ما يشبه الرثاء"، دار طباق للنشر والتوزيع، رام الله، 2019، وكتاب "بلاغة الصنعة الشعرية"، دار روافد للنشر والتوزيع، القاهرة، 2020. وكتاب "نِسوة في المدينة"، دار الرعاة وجسور ثقافية، رام الله، وعمّان، 2020. وكتاب "الإصحاح الأوّل لحرف الفاء- أسعدتِ صباحاً يا سيدتي"، دار الفاروق للنشر والتوزيع، نابلس، 2021. وكتاب "استعادة غسان كنفاني"، دار الرعاة وجسور ثقافية، رام الله، وعمّان، 2021، وكتيّب "من قتل مدرّس التاريخ؟"، دار الفاروق للثقافة والنشر، نابلس، 2021. وديوان "وشيء من سردٍ قليل"، وزارة الثقافة الفلسطينية، رام الله، 2021. وديوان "على حافّة الشعر: ثمّة عشق وثمّة موت"، دار البدوي، ألمانيا، 2022. وكتاب "الكتابة في الوجه والمواجهة"، الرعاة وجسور ثقافية، رام الله وعمان، 2023. وكتاب "متلازمة ديسمبر"، دار بدوي، ألمانيا، 2023. وكتاب "في رحاب اللغة العربية"، دار بدوي، ألمانيا، 2023، وكتاب "سرّ الجملة الاسميّة"، دار الرقمية، فلسطين، 2023. وكتاب "تصدّع الجدران- عن دور الأدب في مقاومة العتمة"، دار الرعاة وجسور ثقافية، رام الله وعمّان، 2023، وديوان "في أعالي المعركة"، دار الفاروق للثقافة والنشر، نابلس، 2023، وكتاب "مساحة شخصية- من يوميات الحروب على فلسطين"، دار الفاروق للثقافة والنشر، نابلس، 2024، وكتاب "الثرثرات المحببة- الرسائل"، دار الفاروق للثقافة والنشر، نابلس، 2024، وكتاب "فتنة الحاسة السادسة- تأملات حول الصور"، دار الفاروق للثقافة، نابلس، 2025. 

حررت العديد من الكتب، بالإضافة إلى مجموعة من الكتب والدواوين المخطوطة. 

كتب عن هذه التجربة الإبداعية العديد من الكتاب الفلسطينيين والعرب، وأجريت معي عدة حوارات ولقاءات تلفزيونية.