ظاهرة اطفال الشوارع قضية قتلت بحثا منذ فترات ؛ وخاصة بعد انتشارها واستفحالها بشكل فج في الفترة الاخيرة خاصة بعد قيام ثورة 25 يناير ؛ لذلك كان لازاما علينا فتح هذا الملف لنصل لاسباب ازدياد هذه الظاهرة في مدينة المنصورة بشكل خاص ومصر بشكل عام ؛ ولنتعرف ما هي الدوافع التي حولت هؤلاء الاطفال الي اطفال شوارع ؛ حيث ان طفل الشارع هو طفل اختار الشارع وفضله عن بيته واسرته قد يكون وجد فيه حريته او اصدقاء يعوضنه عن اهله ولكن هل كل من فى الشارع فاقد لاهله ؟ .... بعضهم ينفصل عن اهله انفصال تام واخرين يظلون يتصلون باسرهم ؛ حيث بعضهم يعيش فى الشارع فهو موجود بالشارع بصفه مستمره ولا يوجد له اهل فهو ياكل ويشرب وينام ويعيش حياه كامله بالشارع فالشارع له البيت والاهل والاصدقاء وكل شى ؛ والبعض الاخر يعيش على الشارع وهم موجودين بالشارع ليس بصفه مستمره فهم لهم اهل يتردد عليهم ويوجد بينهم اتصال فهم يستخدمون الشارع وسيله للربح والحصول على مال ليعطيه لاهله ولاسرته فهو يعول اسرته من الشارع ؛جميعهم ضحايا للمجتمع انتشر فيه كل انواع الفساد والفقر والتفكك الاسرى وانعدام الرحمه فعندما جلست مع بعض الاطفال الذين يعيشون بالشارع سمعت منهم ما يجعلك تبكى ؛ فيقول محمد 14 سنه ؛ ان زوج امه جعله يعمل في توزيع المخدرات مقابل حصوله على (500ج) من التاجر ؛ ويضيف محمد (عارفه يا ابله انا اول مره اتمسكت فيها جوز امى كسر رجلى عشان اتمسكت ومعرفتش اهرب وهو كسر رجلى اليمن ثلاتث مرات حتى شوفى رجلى متعلم فيها ازاى والشمال كمان مره انا امى يا ابله كانت بتتدينى فلوس عشان اديها لجوزها عشان يرحمنى من الضرب ؛ بس امى دلوقت ماتت ..عارفه انا امى شهيده ماتت فى التحرير ؛ وبكل حسرة وآلم يقول (انا نفسى اضرب جوز امى لحد ما روحه تتطلع فى ايدى ونفسى اشوف أمى فى الحلم واخواتى انا مشفتهمش من حوالى 5شهور ) أما عن اسلام 16 سنه ؛ فحكايته يشوبها الغموض أسرته باكلمها بالشارع الام وأخوته الثلاثة ينامون احد كباري المنصورة ويتسلون من المارة فاكبرهم هو اسلام واصغرهم أميرة خمسة سنوات ؛ فهو الوحيد من الاطفال الذين التقيت بهم كان مصر اصرار شديد على الذهاب الى دار رعاية رغم ان اسرته معه بالشارع على عكس باقى الاطفال الذين يفضلون الشارع ؛ هؤلاء حالتين من العديد من اطفال الشوارع جمعيهم متشابهون فى اسباب النزول الى الشارع فهم يشربون السجائر ويشمون الكله ؛جمعيهم ضحايا ؛ فهم رغم صغر سنهم الا انهم اوفياء لبعضهم ويحترمونك اذا احترمتهم ؛ وأي كلمة عطف وحب توثر بهم لا ينسون اى شى بسيط تصنعه من اجلهم . وفي نفس السياق تذكر سريا عبد الجواد استاذة علم الاجتماع بجامعه عين شمس ؛ أن الفقر والتفكك الاسرى يعتبر من الاسباب الرئيسية التى تودى الى نزول الاطفال الى الشارع وينتج هذا الفقر نتيجة لسياسات الدولة الخاطئة التى لا يوجد بها التزام بالقوانين المنصوص عليها دوليا فى معاملة الاطفال نتيجه لسياسة الانحياز لبعض الدول بسبب وجود مصالح مشتركة بينهم مما يجعل هذه الدول تتغاطى عن تطبيق القوانين وفرض العقبات على الدول الغير ملتزمه بالقوانين ؛ وتضيف اننا لسنا لدينا ثقافة صحيحة وكاملة عن كيفيه التعامل والتعايش مع ظاهره اطفال الشوارع فبعض الناس يتعملون معهم على انهم بلطجية ولابد ان نفرض عليهم عقوبات وقوانين وانهم لا يستحقون الشفقه ؛ وترى ان طفل الشارع سواء كان سارق او بائع مناديل فهو مجنى عليه لانه ضحية فكر مجتمع وبيئة لم تحتوية ؛ والفتره الاخيرة استخدمهم الاعلام والنظام كطرف ثالث فى احداث المظاهرات وما يحدث فى المجتمع مما ادى الى زياده الفجوة بينهم وبين المجتمع وعدم تعاطف الناس معهم فالاعلام ركز على الاسباب الظاهرية دون التعمق فى نفسية وتركيبه هذا الطفل وتشير عبدالجواد ان الحل هو الالتزام بالقوانين والسياسات المفروضه دوليا وداخليا دون الانحياز للدول معينه ؛ وتوفير مستوى اجتماعى ومادى مناسب لهولاء الاسر ؛و توفير تتدريب مهنى لهولاء الاطفال على مهن سهله ومناسبه لاعمارهم واجسامهم ؛ وتوفير مدارس ودور رعايه بموصفات جيده لهم ؛ وتصحيح طريقه ونظره الاعلام لهذه الظاهره وعدم التعامل معها بسطحيه ونشر ثقافه التعامل مع هولاء الاطفال على انهم ضحا يا وليسو مجرمين . أما رشاد عبد اللطيف عميد كلية الخدمه الاجتماعية جامعة حلوان ان الاسباب تندرج تحت اربعه نقاط وهي التنشئه الاجتماعيه السيئه ؛ وانخفاض الدخل فى الاسره ؛ وتشجيع من الاصدقاء بالشارع ؛ ولا يوجد تتدريب على حرف باجر ؛ ويضيف عبداللطيف انه يجب رفع دخل الاسره الفقيره ؛ وان يتوفر ورش تتدريب اوالورش المغذيه للمصانع الكبيره يتتدرب فيها الاطفال ويحصلون على مرتبات مناسبه تحول بينهم وبين الشارع
