كثير منا مر بقصة حب عنيفة، أو تجربة عاطفية عاصفة، فالحب يسكن في الوجدان، ويستقر في النفوس ويحيا في القلب، كل القلوب بلا استثناء تدق، وبدون سابق إنقاذ يجد الإنسان نفسه قد وقع في الحب، ولكن .. من منا يحافظ علي هذا الحب ؟ ومن منا يحب بصدق ؟ ومن منا يعيش الحب الحقيقي ؟ .. إن الحب الحقيقي هو الحب المستمر الذي لا ينتهي، هو الحب الذي يتخطي جميع الظروف، ويتحدي جميع الصعاب، ويجتاز كل العقبات.. إن أغلب قصص الحب تنتهي بالفشل، وتكون النهاية هي جرح عميق يدمي القلوب، يترك أثرا في النفوس، ويخلف ألما لا يستطيع أن يتحمله بشر. إننا في زمننا الحاضر نري أن الحب أصبح مقترنا بالظروف، فعندما يواجه أحد الطرفين أي ظرف من ظروف الحياة المختلفة والمتعددة، يسارع بالتخلي عن الطرف الآخر ويقول: لا .. لم أعد قادرا علي أن أكمل مشواري وتنتهي تلك القصة العاطفية دون تحد لهذه الظروف، ودون أن يحاول المحب أن يقدم أية تضحية أو أي اهتمام، ولا يبقي بعد الفراق سوي الألم والجراح .. والسؤال هنا هو: هل السبب في فشل قصص الحب ظروف عصرنا ؟ أم عدم الصدق في مشاعرنا تجاه الآخرين ؟ وهل الحب تعوقه ظروف الحياة ؟ وهل يختلف الحب في الزمن الحاضر عن الحب زمان الذي كان يعج بقصص التضحية الصادقة، والتحدي الحقيقي لشتي أنواع الظروف من أجل تحقيق الهدف والوصول إلي قلب الحبيبة، ومن أجل أن تتوج قصة الحب بالنجاح وتستمر بالزواج أملا في استمرار الحب ؟ والأمثلة في ذلك كثيرة .. فلا يمكن أن ننسي قصة عنتر وعبلة، ولا مجنون ليلي، وقيس ولبني، وجميل بثينة، وكثير عزة، وعروة والعفراء، وغيرهم الكثير. بصراحة يختلف حب هذه الأيام عن الحب زمان، لأن أغلبية الشباب في هذه الأيام غير جادين في الحب نتيجة لانعكاس الحالة الاقتصادية السيئة والبطالة التي خلفت ظواهر سلبية أبرزها العنوسة وارتفاع سن الزواج لدي كل من الشباب والفتيات. إن الحب يضيع بالإهمال، لكنه لا يخضع للظروف، فالحب قوة قاهرة تتحكم في الإرادة، إن الحب الحقيقي هو الذي يأتي دون إرادتك هكذا تحبها .. لماذا ؟ أنت لا تدري .. كيف ؟ .. لا تعلم .. المهم أن حبها سكن قلبك، وتربع في وجدانك، واحتل مجري شرايينك، وسري في عروقك مسري الدم، واختلط بكيانك، وتغلغل في روحك، فأصبحت أسيرا لهذا الحب لا يمكن أن تنفصل عنه أبدا مهما حدث، ولا يستطيع الموت حتى أن يفرق بينك وبين حبيبتك، ولا الدنيا كلها تستطيع أن تؤثر في حبك لها .. لأنك أنت أصلا لا تعرف لماذا أحببتها ؟!.