مع العلم بعدم وجود علاج شاف للشلل الدماغي فإن هناك العديد من الطرق لمساعدة هؤلاء الأطفال للحصول على أفضل نتيجة محتملة للنمو والتطور، ولكي يتمكن من تحسين قدراته العضلية لأداء الكثير من المهام التي يحتاجها في حياته اليومية كالمشي والأكل والتواصل مع الآخرين عن طريق الكلام ، فالتشخيص والتدخل المبكر ذو أهمية كبيرة، حيث تقوم المجموعة العلاجية بوضع خطة علاجية خاصة للطفل، هذه الخطة العلاجية يمكن أن يكتب لها النجاح عندما يكون لوالدي الطفل دور كبير في التخطيط لها وتطبيقها .
متى نبدأ علاج الشلل الدماغي ؟
من المهم البدء في برامج التدخل المبكرللتدريب والعلاج عند الأشتباه في وجود الشلل الدماغي وقبل التشخيص النهائي، فالتشخيص قد يأخذ مدة من الزمن، فكلما أسرعنا في التدريب كان ذلك أفضل، والبداية عادة ما تكون بالعلاج الطبيعي والإجلاس المناسب كما العلاج الوظيفي، والهدف منها الوصول بقدرات الطفل إلى مستوى أقرانه في نفس العمر، ومنع التشوهات الجسمية قبل حدوثها، هذه التدريبات تعتمد على الوالدين حيث يتم تدريبهما على أستخدام المثيرات الحسية والتدريبات والأوضاع الصحية للطفل، وهذه البرامج تبدأ في الأشهر الأول من العمر.
ما هي نقاط التدريب الأساسية ؟
يحتاج الطفل إلى التدريب الحركي والتعليمي والسلوكي في كل مرحلة من مراحل حياته ، ومن أهم نقاط التدريب الأساسية :
o التدريب على الحركة
o التدريب على التواصل والنطق
o التدريب على قضاء الحاجة في الحمام
o التدريب على العناية بالنفس ( تغيير الملابس ، غسل الوجه والبدن ، تنظيف الأسنان ، وغيرها )
o التدريب على التغذية ( طريقة الأكل ، استخدام الأواني ، أوقات ونوعيات الأكل )
o المساعدة في المنزل
o الرياضة بأنواعها
كيفية التدريب ؟
كلما كان تدخل الأهل مبكراً ومكثفاً كانت فرص التحسن أكثر وأكبر، وهذا التدخل بالتدريب يجب أن يكون واضحاً مستمراً وبإتجاه واحد ، وتربية الطفل المصاب بالشلل الدماغي لا تختلف عن تربية بقية الأطفال ولكنها تحتاج إلى المثابرة والصبر، فالأهل يستطيعون أن يعلموا الطفل الكثير من المهارات البسيطة اليومية والتعامل الأجتماعي، وهناك نقاط لابد من توضيحها :
o الطفل يتعلم بسرعة إذا كان ما يتعلمه فيه متعة
o الطفل يرغب في التشجيع والمكافئة
o الطفل يتعلم المهارة الجديدة إذا جزئت إلى خطوات بسيطة بدلاً عن دفعة واحدة
o مساعدة الطفل على أداء المهارة ثم تقليل الأعتماد بصورة تدريجية
o تعليم المهارة الأبسط ثم التدرج إلى أنواع أخرى ( درجة درجة )
o لكل مرحلة عمرية قدراتها ولكل طفل قدراته الخاصة
o المثابرة والصبر فقد تحتاج المهارة الواحدة مدة طويلة
العلاج الطبيعى المكثف للشلل الدماغى يشمل البرنامج العديد من الجلسات العلاجية لتاهيل الشلل الدماغى و الوصول لافضل نتائج حركية و اعتماد على الذات (انظر العلاج الطبيعى المكثف )
ما هي الأدوية العلاجية ؟
لا يوجد أدوية علاجية تشفي الطفل المصاب بالشلل الدماغي ولكن الطبيب قد يصف بعض العلاجات المساعدة ومنها :
o أدوية لتخفيف التقلص العضلي وزيادة التناغم بينها، ولكن هذه الأدوية ذات مفعول مؤقت حيث ترتخي العضلات لفترة معينة ثم تعود للتقلص، ولكنها تستخدم في بعض مراحل العلاج.
o أدوية الصرع للأطفال المصابين به
o الحديد والفيتامينات لمنع نقصها
o الأغذية المناسبة لكل مرحلة عمرية لمنع حدوث سوء التغذية
هل هناك علاج جراحي ؟
لا يوجد علاج جراحي للشلل الدماغي ولكن هناك بعض العمليات الجراحية التي يتم عملها لتسهيل العلاج الطبيعي وتقليل التشوهات الحركية ، وتلك العمليات تجرى في مراحل عمرية معينة بعد حصول الطفل على مهارات حركية معينة، وأخصائي الجراحة سوف يعطيكم الصورة الكاملة لذلك، ومن تلك العمليات:
o القيام بجراحة للعضلات والأوتار المتقلصة لزيادة طولها
o التدخل الجراحي على المفاصل والعظام لإصلاح التشوهات الحاصلة بها
هل هناك علاج نفسي ؟
من الأمور المهملة في البلاد العربية هي التأثيرات النفسية للإعاقة على الطفل وعائلته، وقد لا يستطيع الطفل التعبير عن نفسه وعن حاجاته، وتلك الحاجات يجب أن ندركها فهو طفل كغيره من الأطفال لديه أحاسيس ومشاعر وانفعالات، وهو بحاجة إلى الأحتكاك للتعلم من الحياة ، كما أن العائلة تقاسي في البحث عن العلاج والإرشاد لما تستطيع عمله لطفلها ، كما أن رعاية الطفل تحتاج إلى الكثير من الوقت والجهد ، كل ذلك ينعكس بتأثيرات سلبية عليها ، مما قد يؤثر على الأستقرار العائلي وعلاقة العائلة بعضها البعض، كل ذلك يجعلنا نؤكد على أهمية الدعم الأجتماعي للعائلة بالإضافة إلى إحتياجها للدعم والتوجيه النفسي.
هل هناك حل لمشكلة سيلان اللعاب ؟
سيلان اللعاب من الأعراض الرئيسة لحالات الشلل الدماغي، وتحدث نتيجة الشلل الحاصل لعضلات الوجه والفم وكذلك عضلات البلع، وإن لم يكن لها أضرار مباشرة فإنها تقلق الوالدين وتؤثر على نفسية الطفل، وعادة ما يقوم المعالج الوظيفي بمساعدة الوالدين للقيام بتمارين لعضلات الفم كي تقوم بعملها بشكل أفضل ومن ثم الإقلال من سيلان اللعاب، ومن تلك التمارين :
o الأهتمام بالأسنان واللثة للوقاية من الإلتهابات والتسوس وهو ما يزيد من سيلان اللعاب
o تدريب الطفل على مهارات النفخ بطرق متعددة مثل نفخ البالونة ، نفخ الصفارة .
o التصفير وهي محاولة لإغلاق الفم والنفخ.
o وضع قطرات من عصير الليمون في الفم وبذلك يقوم الطفل غريزياً بإبتلاعه وهو ما يقوي عضلات البلع
o تدريب وتعويد الطفل على مسح اللعاب بين فترة وأخرى.
كيفية التعامل مع مشاكل الكلام والنطق ؟
عدم القدرة على الكلام بوضوح من المشاكل الشائعة في حالات الشلل الدماغي، ويعتمد العلاج على السبب، فإذا كان السبب هي أصابة مركز الكلام في القشرة الدماغية فذلك عطل لا يمكن علاجه، ولكن يجب على العائلة التركيز على كيفية التواصل مع الطفل وفهم تعبيراته غير الصوتية كتعبيرات الوجه والأشارات، وإذا كانت المشكلة في عضلات الفم واللسان فيمكن بمساعدة أخصائي النطق من تدريب الطفل على الكلام، وهنا يجب أن لا ننسى أن الطفل الذي لا يسمع لا يتكلم، وعليه يجب قياس السمع للطفل بشكل دوري لمعرفة وجود أي نقص في القدرات السمعية وعلاجها مبكراً، كما منع التهاب الأذن الوسطى.