السيد متييه معالج فيزيائي فرنسي أعطى نظرة جديدة لعلاج الشلل الدماغي في الثمانينات من خلال عمله مع فريق طبي على رأسه البروفسورGuy Tardieu ومع أستاذاتي البروفسورة Daniel Truscelli
اعتمد السيد متييه على أن الطفل خلال مراحل نموه وليداً ورضيعاً ثم طفلاً تتطور لديه وبدون أي تدريب ( عفوياً ) برامج عصبية حركية عفوية معقدة ومتكيفة مع الظروف الجسدية الحركية، وهذه القابلية للتطور لا تختفي مع تقدم عمر الطفل والتحول الخاطئ لهذه القابلية هو السبب في حدوث التأخر في التطورالنفسي الحركي,والطفل المصاب يعاني من خلل في هذه البرامج علينا إصلاحه عن طريق إجراء تدريبات عصبية حركية والاستفادة من القابلية التطورية لديه .إذاً الطفل المصاب تكون المناطق المسؤولة عن الحركة في الدماغ لديه مصابة وبالتالي الميكانيكية البدئية ومراحل تطور الدماغ التي ترافقها مراحل التطور الحركي عند الطفل تكون مصابة بالخلل وإذا راقبنا التطور االنفسي الحركي عند الطفل المصاب نلاحظ غياب بعض الحركات أو حركات غير طبيعية التي يقوم بها الطفل الطبيعي في مرحلة معينة من عمره واعتماداً على هذه الملاحظات نستطيع وضع المقارنة بين التطور الروحي الحركي عند الطفل الطبيعي والطفل المصاب وبالتالي تحديد العمر الوظيفي له وتعين برنامج إعادة التأهيل الحركي .
كما قام بدراسة تحليلية للوظائف العصبية الحركية , إن الدراسات السريرية تظهر بأن الرضيع الصغير يمكنه الاعتياد وبشكل آلي على الشروط الطبيعية الفيزيائية الحركية المعقدة التي يتعرض لها والتي تتطور عند تفاعل الطفل مع محيطه وعندما يتعلم تصحيح حركاته لجعلها أكثر نفعاً .يمكن تقييم الوظيفة الدماغية الحركية العفوية التي تتكون من وظائف متنوعة تسمح بظهور الإجابات الحركية الآلية بما له من علاقة مع الشروط الحركية التي يخضع لها الطفل وهذه الوظائف هي :
أولاً – وظيفة الوضعية :
هذه الوظيفة هي مسؤولة عن تنظيم مجموعة التقلصات العضلية للعضلات الضادةantagonist والمضادةagonist لها ( مثلاً العطف والبسط ) في سبيل تعاون عدة أعضاء ( جذع – أطراف ) لإنجاز وضعية معينة 1- بأخذ وضعية 2- التخلي عنها 3- الرجوع للوضعية الأولى 4- التكيف مع الوضعية الثانية .
مثال : يمكن ملاحظتها في وضعية الاستلقاء ( حيث تكون ردات الفعل ضد الجاذبية معدومة ) ومن ثم الانتقال لوضعية الزحف أو الدوران الجانبي .
ثانياً – وظيفة معاكسة الجاذبية :
هذه الوظيفة مسؤولة عن العمل الميكانيكي المساعد لتكيف الجسد مع الجاذبية وتتضمن الوظائف الجزئية التالية :
· وظيفة الاستناد : تنظم عفويا"ً تقلص العضلات لمعاكسة الجاذبية .
مثال : عند حديث الولادة – الاستناد العفوي بوضعية الجلوس .
· وظيفة الهيئة : تنظم عفويا"ً الانتصاب المرتفع لأجزاء الجسد الواقعة فوق نقاط الاستناد .
مثال : انتصاب الرأس وارتفاعه في وضعية الجلوس .
· وظيفة الانتصاب : تنظم عفويا"اً التقلصات العضلية لارتفاع وانخفاض الجسد اعتباراً من قاعدة الاستناد .
مثال : محاولة الطفل الانتصاب مع الاستناد االعفوي على المرفق .
· وظيفة التوازن : تحدث عفويا" ردة فعل تعويضية عند حدوث عدم التوازن فتغير حركات الجسم وتطلق عمل الآلية العصبية الحركية الفطرية وبذلك تقاوم أكثر الجاذبية والسقوط .
مثال : أجوبة حركية معاكسة عند حدوث انحناءات جانبية وأمامية وخلفية للجذع ،ردة الفعل التواز نية التأرجحية للأطراف السفلية .
ثالثاً – وظيفة الانتقال من مكان لآخر :
تساعد في التحرك على الأرض مع وجود نقاط استناد متعددة مثال : 1- الزحف 2- الدوران من الظهر إلى البطن وبالعكس 3- المشي .
رابعاً – وظيفة إصدار الأوامر الإرادية وتحديدها :
يعبر عنها بالحركة العفوية والحركة الإرادية وإن إمكانية تحديد الأوامر الإرادية تتطور مع تطور الإنسان ويمكن ملاحظتها في تناغم حركة الأطراف وأول ما تظهر عند الوليد في مستوى الحركة الشدقية الوجهيةbucco-facial .
إن الوظائف العصبية الحركية تتداخل في آن واحد لإنجاز حركة طلبت من الطفل مثلاً : تداخل وظيفة النهوض مع وظيفة الاستناد ومع وظيفة التوازن على شكل الميزان المتصالب ثم نزيد من ميلان الطفل فيحاول المحافظة على توازنه بإسناد قدميه بحافة الطاولة مع الحفاظ على وضعية النهوض وفي النهاية يسند يده على الطاولة ليحافظ على وظيفة النهوض ووظيفة التوازن .
أما عند الطفل المصاب وبحسب الإصابة الكلية التي تؤثر على القيام بالوظائف الحركية العصبية وتطورها وتداخلها لإكمال عمل ما فالطفل لا يستطيع أن يستخدم أكثر من وظيفة واحدة ويجد صعوبة في إنجاز حركات معقدة .
لذلك يجب تقديم العلاج عن طريق تحسين العمل بكل وظيفة على حدة ومن ثم التحسين في التداخل الوظيفي العصبي الحركي بتطبيق التمارين الحركية المناسبة .
كما اكد السيد متييه ضرورة الأهتمام بالوضعيات الوظيفية الصحيحية للوقاية من حدوث التشوهات العظمية .
الجلسة تقسم إلى خمسة اقسام :
1. وضعية مريحة مع الطفل :
2. السيطرة الإرادية والأوتوماتيكية للتقلصات العضلية وتصحيح الوضعية
3. تحريض للأوتوماتيكية الدماغية الحركية العفوية والعمل على الوظائف العصبية الحركية
4. تطوير الأوامر الإرادية الإجمالية والأنتقائية خاصة للأطراف العلوية
5. الوقاية من التقفعات والتشوهات
يؤكد السيد متيية على دور التحريضات الحسية المختلفة من بصرية ولمسية كما يؤكد على دور الأهل في عملية الـتأهيل .
المصدر: مركز الرحمة
نشرت فى 15 مارس 2011
بواسطة el-rahmapt
تسجيل الدخول
ابحث
عدد زيارات الموقع
2,391,820
مركز الرحمة للعلاج الطبيعى
أ.د/ محمد على الشافعى
استاذ مشارك العلاج الطبيعى للأطفال بكلية العلاج الطبيعى جامعة القاهرة و استشارى العلاج الطبيعى المكثف للأطفال
لمشاهدة قناه الفيديو الخاصة بالمركز