الحمى القرمزية مرض معدي يصيب الاطفال أساسا. اكتسب اسمه من الطفح الجلدي البراق الذي ينمو أثناء المرض. تحدث الحمى القرمزية نتيجة الإصابة بنوع معين من البكتيريا يسمى المكور السِبَحي المحلل للدم مجموعة (أ) . والعدوى تكون إما مباشرة أو غير مباشرة. بعد يوم إلى يومين من بداية المرض يظهر الطفح القرمزي المميز للمرض على هيئة نقط صغيرة مثل رأس الدبوس لونها أحمر قان (قرمزي). ينصح بالتأكد من اختفاء (الميكروب السبحي) تماماً عند المريض بعد أخذ العلاج اللازم عن طريق الكشف المعملي لمسحة من حلقه.
الشرح :
الحُمى القرمزية
تعريف:
الحمى القرمزية مرض معدي يصيب الاطفال أساسا. اكتسب اسمه من الطفح الجلدي البراق الذي ينمو اثناء المرض ، كان المرض خطرا ومنتشرا ذات يوم ومنذ مطلب الخمسينيات من القرن العشرين الميلادي اصبح اقل شيوعا في كثير من الدول .
الأسباب:
تحدث الحمى القرمزية نتيجة الإصابة بنوع معين من البكتيريا يسمى المكور السِبَحي المحلل للدم مجموعة (أ) (Streptococcus Haemolyticus Group A).
طرق نقل العدوى:
1. عدوى مباشرة: عن رذاذ اللعاب المتطاير من أنف وحلق الطفل المصاب عند السعال.
2. عدوى غير مباشرة: عن طريق أدوات الطفل المريض الملوثة بميكروب المرض كالفوط المناديل واللعب.
3. حامل المرض (Carrier): وهو الشخص الذي يبدو ظاهرياً سليماً ولكنه يحمل ميكروب المرض بداخله.
4. اللبن: قد تنتقل العدوى عن طريق الطعام أو الماء أو اللبن الملوث بالميكروب السبحي ويلعب الحلابون الحاملون للميكروب دوراً خطيراً في حدوث العدوى عن طريق تلويثهم اللبن أثناء عملية الحلب، وفي هذه الحالة ينتشر المرض بشكل وبائي.
الأعراض:
1. طور الإصابة: بعد فترة حضانة تتراوح بين 2 5 أيام، يبدأ المرض فجأة بارتفاع درجة حرارة الطفل وصداع وغثيان وقيء وآلام بالبطن، مع آلام بالحلق وصعوبة في البلع. وقد تحدث بعض التشنجات خاصة مع ارتفاع درجة الحرارة والتي قد تصل إلى 40 درجة مئوية. وتلتهب اللوزتان ويظهر عليهما غشاء رمادي اللون يسهل إزالته (يتكون غشاء مثل هذا في مرض الدفتريا بَيْد أنه لا يمكن إزالته بسهولة وإذا أزيل فإنه ينزف دماً). كما تتضخم الغدد الليمفاوية بالرقبة.
2. طور الطفح الجلدي: بعد يوم إلى يومين من بداية المرض يظهر الطفح القرمزي المميز للمرض على هيئة نقط صغيرة مثل رأس الدبوس لونها أحمر قان (قرمزي)، يظهر أولاً على العنق والظهر ثم يمتد إلى البطن وتحت الإبطين والإربيتين والأطراف ثم ينتشر تدريجياً إلى أن يغطي الجسم كله مرة واحدة ماعدا الوجه الذي يبدو شديد الاحتقان خاصة عند الوجنتين والجبين بينما لا يشمل الإحمرار المنطقة المحيطة بالفم، ومن ثم تبدو هذه المنطقة كحلقة من اللون الأبيض تحيط بفم الطفل.
ويتميز الطفح بغزارته عند أماكن الضغط بالجسم مثل خلف الركبتين وتحت الإبطين وعند الكوع والمنطقة الإربية. كما يتميز كذلك باختفائه عند الضغط عليه بأحدأصابع اليدين ويصير (مبيضاً) لفترة ماعدا أماكن الضغط.
3. طور التقشير والنقاهة: بعد أسبوع تقريباً يبدأ الطفح في الاختفاء، ويبدأ الجلد في التقشر على العنق أولاً ثم الظهر والبطن وأخيراً اليدين والقدمين (أي بنفس ترتيب ظهور الطفح)، ومن ثم تظهر قشور جلدية رقيقة ملتصقة ببقية الجلد.
4. تغيرات باللسان: من العلامات الهامة التي تساعد في تشخيص الحمى القرمزية تلك التي تعتري لسان الطفل، ففي البداية يغطي اللسان بطبقة بيضاء تبرز من خلالها حلمات اللسان الحمراء، فيشبه بذلك ثمر (التوت) (White Strawberry Tongue). بعد ذلك تسقط هذه الطبقة البيضاء تاركة اللسان أحمر اللون مع بروز حلماته الحمراء، فيشبه بذلك ثمرة (الفراولة) (Red Strawberry Tongue).
التشخيص:
بجانب الأعراض الإكلينيكية (السريرية) الآنفة الذكر، يتم إجراء بعض الفحوصات المعملية وتشمل:
1. عمل مزرعة خاصة لعزل الميكروب السبحي بعد أخذ عينة من حلق الطفل المصاب.
2. ارتفاع عدد كرات الدم البيضاء (أعلى من 15 ألف).
3. فحص معملي مهم يطلق عليه (Antistreptolysin Titre)، حيث يلاحظ ارتفاع معدل مضادات الميكروب السبحي (حيث يصل إى أعلى من 150 وحدة).
المضاعفات:
ثمة مضاعفات تحدث في الحال، نتيجة لانشار الميكروب السبحي من مكان تمركزه بالحلق إلى أعضاء الجسم المختلفة سواء موضعياً أو عن طريق الدورة الدموية..
وأهم هذه المضاعفات:
1. التهاب الأذن الوسطى الصديدي.
2. التهاب الجلد.
3. التهاب الغدد الليمفاوية بالرقبة.
4. التهاب الجيوب الأنفية.
5. التهاب المفاصل.
6. التهاء غشاء القلب.
7. التهاب الرئة الشُعبي.
8. التهاب سحايا المخ.. إلخ.
وثمة مضاعفات أخرى تأتي متأخرة (Delayed) إذ تحدث بعد أسبوعين أو ثلاثة أسابيع عقب إنتهاء المرض، وتعد من أخطر مضاعفات الحمى القرمزية قاطبة، وهما:
أولاً: التهاب الكلى الحاد: وهو مرض خطير، يحدث في حوالي 1% من الحالات، ويتميز في بدايته بانتفاخ المنطقة المحيطة بالعينين، ونزول دم في البول، وتغير لون البول فيبدو (دخانياً) Smoky، مع ارتفاع ضغط الدم وارتفاع نسبة البولينا.
ثانياً: الحمى الروماتيزمية: وهو مرض خطير أيضاً، ويصيب حوالي 5.2% من مجموع الحالات التي لم تعالج، حيث تبدو المفاصل الكبيرة متورمة وحمراء ومؤلمة عندالحركة.
والجدير بالذكر أن كل هذه المضاعفات سواء التي تحدث في الحال أو المتأخرة نادرة الحدوث إلا في الحالات التي لم يتم علاجها على النحو الصحيح.
طرق الوقاية:
1. ضرورة اتباع القواعد الصحية السليمة، والاهتمام بنظام الطفل ونظافة أدواته الخاصة.
2. تجنب مخالطة المرضى، وعدم استخدام أدواتهم أو متعلقاتهم الشخصية.
3. عزل الطفل المريض عن أخوته، مع الراحة التامة في الفراش، وعدم تعريضه لتيارات الهواء.
4. تخصيص أدوات خاصة بكل مريض وبخاصة الفوط والمناديل بحيث لا يستعملها غيره.
5. غلي اللبن جيداً قبل تناوله مع الاهتمام بنظافة الماء والطعام.
6. مقاومة الحشرات الطائرة وبخاصة الذباب.
7. ليس ثمة شك أن المنزل الصحي النظيف مع الغذاء السليم المتوازن يزيد مناعة الجسم ويساعده على مقاومة الأمراض بإذن الله.
8. ينصح بإعطاء المضاد الحيوي المعروف (البنسلين) أو (الإريثروميسين) للمخالطين للطفل المصاب على سبيل الوقاية من المرض، خاصة إذا لوحظ أن شدة المرض قد تسبب المضاعفات الآنفة الذكر، وذلك بواسطة الطبيب.
9. ينصح بالتأكد من اختفاء (الميكروب السبحي) تماماً عند المريض بعد أخذ العلاج اللازم عن طريق الكشف المعملي لمسحة من حلقه حتى لا ينقل العدوى إلى الآخرين.
10. الاهتمام بعلاج إلتهابات الحلق والتهابات اللوزتين الحاد والمزمن علاجاً شاملاً وتحت إشراف الطبيب المتخصص.
العلاج
1. يجب المبادرة في علاج الحمى القرمزية بمجرد تشخيصها، تحت إشراف الطبيب المتخصص نظراً لخطورتها وكثرة مضاعفاتها.
2. عزل الطفل المريض لمدة شهر داخل غرفة نظيفة وجيدة التهوية.
3. يراعى في علاج الطفل المريض الراحة التامة، خاصة إذا كان هناك ارتفاع شديد في درجة الحرارة.
4. يقوم الطبيب بإعطاء الطفل المريض المضاد الحيوي المناسب لحالته، وعادة ما يعطى (البنسلين) بمعدل حقنة واحدة يومياً لمدة عشرة أيام متواصلة، يعقبها حقنة
بنسلين طويل المفعول) لمدة ثلاثة شهور. وإذا كان الطفل حساساً للبنسلين يُعطى في هذه الحالة دواء (الإريثرومايسين) أو ما يشير به الطبيب المعالج. فهذه الأدوية كفيلة بالقضاء على الميكروب السبحي ومنع حدوث المضاعفات بإذن الله.
5. يقوم الطبيب كذلك بإعطاء الطفل المريض بعض الأدوي المساعدة لخفض درجة الحرارة وتخفيف وطأة الألم بالحلق واللوزتين.
6. يُنصح بإعطاء الطفل الأغذية الخفيفة سهلة الهضم مع زيادة كمية السوائل.
7. الاهتمام بنظافة الطفل وجلده واستعمال بعض مراهم الجلد الملطفة.
8. يقوم الطبيب المعالج بتحليل بول الطفل لاكتشاف وجود (الزلال) في البول من عدمه، وذلك للتأكد من سلامته من مرض إلتهاب الكلى الحاد.
9. المبادرة بعلاج مضاعفات المرض في حالة حدوثها لا قدر الله.
المصدر: مركز الرحمة
نشرت فى 8 مارس 2011
بواسطة el-rahmapt
تسجيل الدخول
ابحث
عدد زيارات الموقع
2,392,196
مركز الرحمة للعلاج الطبيعى
أ.د/ محمد على الشافعى
استاذ مشارك العلاج الطبيعى للأطفال بكلية العلاج الطبيعى جامعة القاهرة و استشارى العلاج الطبيعى المكثف للأطفال
لمشاهدة قناه الفيديو الخاصة بالمركز