يتم التعديل من خلال التعرف إلى أداء الطفل التوحدي والذي يختلف من واحد إلى آخر وملاحظة إتفاق الاسرة على سلوكه المشكل ,وأيضاً مراجعة أي علاجات سابقة تعاملت مع الطفل ,وترتيب مشكلاته السلوكية وفقاً لأولويتها مع الأخذ في الاعتبار .المشكلة الواضحة والقابلة للقياس المباشر . والمشكلة التي يؤثر علاجها في علاج الطفل ومشكلاته السلوكية الأخرى ,المشكلة التي لم يتم التدخل لعلاجها ستسبب ضرراً والهدف من تعديل سلوك الطفل التوحدي ليس إلغاء سلوك عنده غير مرغوب فيه أو تعديل سلوك معين ولكن الهدف الأساسي هو استمرار التغيير الايجابي لصالح الطفل من خلال مساعدته على التنظيم الذاتي .
كما يهدف التعديل من أجل خدمة الطفل حيث يخفض سلوك الطفل التظاهري بالصمم وتخفيف نشاطه المفرط وزيادة اختلاطه بالأطفال الآخرين وزيادة التواصل البصري للطفل التوحدي عند التحدث مع الآخرين .
وتتحسن المهارات الاجتماعية للأطفال التوحد يين عند تناول فيتامين.( B66 ).
وهناك أبحاث كثيرة تدور حول كيفية التحكم في حركات الطفل التوحدي وتفاعله الاجتماعي وكانت نسبة النجاح (03-05%) من الأطفال الذين وضعوا تحت العلاج ولكن بشرط أن يبدأ العلاج في سن مبكرة (من عمر السنتين).
النظام التعليمي والتأهيلي لمرضى التوحد:
يميل التوحديون إلى اسلوب واحد للتعليم (البصري أو السمعي) وإذا كان الطفل يحب النظر إلى الكتب المصورة ومشاهدة التلفزيون بصوت أو بدون صوت ويمعن النظر في الناس والاشياء.
فهو/ يتعلم بالمشاهدة/ وإذا كان يتكلم كثيراً ويشبع استمتاعه بالكلام ويحب الاستماع إلى الراديو فهو/متعلم بالاستماع/.
وهناك أطفال يحبون التعلم/بالممارسة اليدوية/ ومظاهرهم أخذ الاشياء وفرزها ويعبثون بالأزرار ويفتحون الادراج ومعرفة الطريقة التي يفضلها الطفل التوحدي تزيد من إمكانية تعلمه بشكل كبير. وأفضل طرق التعلم هي الجمع بين الأساليب الثلاثة (البصري-السمعي-اليدوي)
ويعاني الأطفال من الركض داخل الصفوف وإذا كان الطفل لا يحب التعلم بالسمع فإنه لا يستمع لمعلمته ,المهم أن يحدد المعلمون المنهج التعليمي فور دخول الطفل التوحدي للمدرسة أو المركز وأن يلائمو أساليب التعلم وفقاً لقدرات الطفل ليضمن للتوحدي الفرصة الأكبر للنجاح في تعليمه ويمكن استثمار الألعاب التي تدور حول أمور محببة إليه دون أن تكون إجبارية وبعض الحالات أحادية التواصل أي لا يستطيع الاستماع والنظر في وقت واحد وعدد كبير من الحالات يفكرون بالمشاهدة وليس بالكلام .وتعد حاسة اللمس أساسية للطفل التوحدي.
إن وجود الطفل في المدرسة أو الحضانة مهم جداً في التعديل السلوكي لتوفير الخدمات التعليمية والاجتماعية وإن تدخل الأسرة والمحيطين يحقق نتائج ايجابية.
والأطفال التوحديون عموماً يحتاجون في التعامل معهم إلى الحب والحنان مع الحزم والحذر من الافراط بالدلال وهذا يساهم في تحقيق توازن الطفل من خلال الاستمرار في العلاج ومتابعته مع تجنب عدم مقارنته بأخوته الآخرين.
وما ينصح به خبراء التربية الخاصة القيام باختبار تقييم قدرات الطفل ووضع برنامج تعليمي خاص به معتمداً على نقاط الضعف لديه أو القوة.. فمثلاً لو كان ضعيف في الناحية اللغوية.. من المهم البدء بجلسات التخاطب ولو كان هناك نقص في القدرات الادراكية مهم التركيز عليها ووضع تمارين تقوي هذا الجانب .. أو وضع تمارين تقوي مهارة تآذر العين مع اليد.. وهناك عدد من الأنشطة التدريبية التعليمية الخاصة بالطفل التي تعتمد على تقوية المهارات الادراكية /مهارة الادراك الحسي والسمعي والنظري/ومهارة العضلات الصغيرة والكبيرة والمهارة اللغوية ومهارة الاعتماد على النفس وهناك العديد من الالعاب على شكل تمارين تقوي هذه المهارات واختيارها يعتمد على تحديد المهارات الضعيفة والقوية عند الطفل وكذلك العمر التطوري لهذه المهارات وتؤكد د. رابية ابراهيم حكيم على عدم ترك الطفل التوحدي في فراغ أو مشاهدة التلفزيون لساعات طويلة لابد أن يكون هناك تنظيم للوقت واستغلاله في التعليم وتطبيق برنامج منزلي هادف بمساعدة الاخصائي بالتربية الخاصة المشرف على حالة لطفل ففي الصباح عندما يغير ملابسه من الممكن تدريبه على تغيير البيجاما مثلا كذلك في تناول طعام الافطار وتدريبه على أن يمسك الملعقة بيده تدريبه على إحدى المهارات ثم السماح له بمشاهدة التلفزيون لمدة ساعة ثم في الغداء يتم تدريبه على الاكل ثم تدريب على إحدى المهارات الاخرى وهكذا طبعا مع تطبيق التعزيزات المناسبة له والذي يساعد الاهل على التعرف على هذه الاساليب هو الاخصائي المشرف على الطفل .
تقول د. سلوى صيام الخبيرة في النطق واللغة : الهدف من الانظمة التعليمية والتأهيلية للطفل التوحدي هو تخفيف أعراضه السلوكية وتعويض غياب المهارات الاساسية له في حياته اليومية من تواصل ورعاية للذات والتفاعل والنمو الاجتماعي وهذا يتحقق من خلال نظام التعليم الفردي للطفل الذي يهدف إلى تعديل سلوكه كما تؤكد د. صيام على تحديد المحاور التي يقوم عليها النظام التعليمي وهي :
- المحور السلوكي : يهدف في حالة السلوك النمطي والروتيني إلى التقليل من تحريك اصابع اليدين وتكرار أنماط اللعب وفي حالة سلوك الطفل العدواني والتخريبي يتم العمل على تغييره تجاه الاخرين والتقليل من اتلافه للأشياءوللتغلب على عزلة الطفل ووحدته يعمل البرنامج التعليمي على إشراكه في نشاطات مع الاخرين وحثه على الاهتمام بالمحيطين به كما يعمل علي التقليل من نشاط الطفل الزائد ودعم مهاراته الاستقلالية واهتمامه بالذات ( تنظيف الاسنان وارتداؤه ملابسه ) .
- المحور التربوي : يتم من خلال تنمية مهارات الانتباه والتركيز لفترة أطول وعلاج تشتته وزيادة مهارات الطفل المعرفية من خلال مطابقة الالوان وتصنيفها وبالمثل الاشكال الهندسية مع الدلالات المعرفية لدى الطفل من خلال تسمية الالوان والاشكال وتم تعرف الطفل إلى الاحرف الابجدية والارقام وبشكل متدرج وتلوين الاشكال الهندسية وعمل خطوط عشوائية ومنظمة ومن أهداف البرنامج أيضا تنمية مهارات التواصل ( اللغة والكلام ) لطفل التوحد من خلال استحبابه لسماع اسمه وللاوامر البسيطة وتسمية الأشياء المألوفة في البيئة والتقليل من كلام الطفل غير المفهوم .
ثم تتابع د. صيام بأنه يتم بعد ذلك عمل قياس وتقييم للطفل وحالته وكل مراحل النمو الخاصة به من خلال استمارة خاصة بها كل البيانات التي تصف سلوكه بدقة وبعد هذا التقييم بتم وضع خطة قصيرة الاجل وأخرى طويلة من أجل تطبيق برنامج التأهيل بجوانبه وأبعاده بأساليب تربوية مصحوبة بممارسة الالعاب إلى جانب العلاج التخاطبي .
الاسرة شريك أساسي في العلاج
النجاح في تعليم الاطفال ذوي الاحتياجات الخاصة مهمة تشارك فيها الاسرة والاخصائيون معا كأن تتوافر لدى الجهات الطبية المسؤولة عن تشخيص المرض اجراءات واضحة ومحددة لمناقشة المشكلة مع الوالدين من البداية تحدثت الباحثة سعاد السويدي حول هذا الموضوع بأنه من الضروري التنسيق بين الاخصائيين وبيئة الطفل الخاصة وربط احتياجات التعليم أو العلاج باحتياجات الاسرة مع مراعاة مصلحة الاسرة واحتياجات الطفل وأن الوالدين هما امتداد العلاج الرئيسي للطفل وأخوته مع ضرورة تبادل المعلومات بين الوالدين والمعلمين باستمرار وهذا يستوجب اختبار الافراد الذين سيعملون مع الاباء بعناية وفي الوقت نفسه دون ترك الاباء تحت تأثير الاحساس بأنهم مقصرون في تنمية مهارات أطفالهم خاصة وأن الواقع يقول بأنه قد لاتتفق تصورات الاباء للاحتياجات مع تصورات المتخصصين تجاه الطفل المريض .
وتؤكد الباحثة سعاد السويدي على أهمية تقبل الاباء للارشاد الاسري والنفسي حيث تقول الباحثة أن بعض الاباء لايدركون وظيفة الارشاد النفسي والاسري وأهميته لاطفالهم وغير قادرين على معرفتهم بآثار الارشادات الايجابية في حل المشكلات السلوكية قبل تفاقمها ويرجع ذلك في كثير من الاحيان لخجل الاباء من الحديث عن حالة أطفالهم وهذا يحتاج إلى توعية الاسرة بالدور الايجابي للارشاد النفسي وحول ايجاد علاقة تعاون وترابط وثيق بين الطفل وأسرته وبين الاختصاصيين كافة ثم تتابع السيدة سعاد السويدي بأن تحقيق التعاون يبدأ بالمواقف المتجانسة بين الاسرة والمدربين ومشاركة الآباء في التقويم التشخيصي والمراقبي للطفل للتعرف إلى قدراته على التواصل والتنقل والاعتماد على الذات فلايكفي ملاحظة الطفل في المدرسة أو المركز ولكن دور الآباء في مراقبته في المنزل وبين أخوته كما يفضل أن تتم مشاركة الآباءفي وضع البرامج التربوية وتنفيذها وهذا يضعهم في دورهم الطبيعي والفاعل.
المصدر: مركز الرحمة
نشرت فى 3 فبراير 2011
بواسطة el-rahmapt
تسجيل الدخول
ابحث
عدد زيارات الموقع
2,392,112
مركز الرحمة للعلاج الطبيعى
أ.د/ محمد على الشافعى
استاذ مشارك العلاج الطبيعى للأطفال بكلية العلاج الطبيعى جامعة القاهرة و استشارى العلاج الطبيعى المكثف للأطفال
لمشاهدة قناه الفيديو الخاصة بالمركز