مقدمة :
تتميز فئة الإعاقات الجسمية والصحية بعدم التجانس , فهي تشمل حالات شديدة التباين لدرجة يشعر معها الفرد بأن الروابط بينها غير وثيقة . ومن الصعب الاتفاق على مصطلح واحد للإشارة إلى جميع الإعاقات الجسمية والصحية لأنها متنوعة من حيث طبيعتها وأسبابها ولأنها تترك تأثيرات جسمية ونفسية وتربوية وإجتماعية ومهنية تتفاوت بشكل واسع .
وتتحدد تأثيرات الإعاقة الجسمية والصحية على الفرد في ضوء عدة متغيرات من أهمها : شدة الإعاقة ومدى وضوحها , والعمر الزمني للفرد عند حدوثها . ويهدف هذا البحث إلى التعريف بالإعاقة الجسمية والصحية ومعرفة تصنيفاتها .
تعريفات الإعاقات الجسمية والصحية :
هو أن يكون لديهم قصور جسمياً أو مشاكل صحية تمنعهم من الحضور إلى المدرسة أو التعلم وهم بحاجة إلى خدمات التربية الخاصة والتدريب والمواد وتسهيلات ولديهم خصائص متنوعة للغاية وقد يكون لديهم نوع من الموهبة ( هلهان وكوفمان,2006 ) .
هم الأفراد الذين يعانون من خلل ما في قدرتهم الحركية او نشاطهم الحركي بحيث يؤثر ذلك الخلل على مظاهر نموهم العقلي والإجتماعي والإنفعالي بما يستدعي الحاجة إلى التربية الخاصة ( الروسان , 1989 ) .
مصطلح الإعاقة الجسمية والصحية (Physical and Health Impairments):
هو مصطلح عام يشمل حالات عديدة ومتباينة لدرجة أنها قد تبدو غير مترابطة مع بعضها البعض إلا أنها جميعها تفرض قيوداً وصعوبات على المستوى الحركي واستخدام الجسد لتأدية أنشطة الحياة اليومية بشكل مستقل . ( الخطيب ,1998 ) .
تصنيفات الإعاقة :
1- الإعاقات العصبية الحركية .
2- الإعاقات العضلية .
3- الحالات التي تؤثر على صحة الفرد .
وما لنا إلا أن نميز بين تلك الحالات التي تعتبر حادة أو مزمنة والعرضية والتطورية .
المرض الحاد : قد تكون خطيرة جداً أو شديدة الا أنها تخف في حدتها وتتعالج مع تقديم العلاج الطبي .
المرض المزمن : هي التي تدوم لدى الفرد أي تعتبر دائمة غير قابلة للشفاء حتى مع تقديم الوسائل العلاجية .
المرض العرضي : هي التي تحدث على شكل نوبات التي تتكرر بين فترة وأخرى .
المرض التطوري : أكثر خطورة وشدة وتزداد خطورتها وشدتها بشكل كبير مع مرور الوقت .
نسبة حدوث الإعاقات الجسمية والصحية :
من الصعوبة تقديم معلومات دقيقة عن نسبة حدوث الاعاقة فهذه الفئة تأخذ أنماطاً فرعية متنوعة ( عصبية وعضلية وصحية ) وكل نمط فرعي هو الآخر يشمل أنماطاً شتىء في حالات الاعتلال أو العجز أو الإعاقة وترتبط صعوبة تقدير نسبة شيوع الإعاقات الجسمية بتنوع تعريفات هذه الإعاقة .
تبلغ نسبة انتشار الإعاقة الجسمية والصحية التي تعتمدها معظم الدول الغربية حوالي ( 1%) من مجموع الأفراد في المجتمع . (الخطيب وآخرون ,2006)
بلغت الاحصائيات حوالي ثلاثمائة الف طالب في المدارس العادية في الولايات المتحدة يتلقون خدمات التربية الخاصة في إطار فئتين من فئات التربية الخاصة التي ترتبط بالاعاقات الجسمية تتمثل فئة الاعاقات العضوية التي ترتبط بعضو معين من أعضاء الجسم وتقدر نسبة ( 75) الف طالب , أما الفئة الثانية تتمثل في فئة ذوي مشاكل صحية وتضم (225) الف طالب .
يرجع سبب الزيادة في معدل الانتشار الى تلك التطورات التي يشهدها تشخيص أولئك الأطفال الذين يعانون من حالات معينة إلى جانب تطور خدمات الطبية المقدمة , ولا يوجد علاقة بانخفاض عدد الافراد ذوي الاعاقات بسبب تطور الخدمات ولكن يوجد عامل مهم في زيادة ذلك العدد هو عوامل البيئية .
*الاعاقات الحركية العصبية
تعد نتيجة لاصابة يتعرض لها المخ او الحبل الشوكي وتؤدي الى حدوث تلف عصبي بتالي تتأثر قدرة الفرد على أن يقوم بتحريك أجزاء معينة من جسمة وتؤدي الى إعاقة حركية . وقد ترتبط الاعاقة بعوامل ما قبل الولادة أو اثناءها أو ما بعد الولادة . وسوف نتحدث عن الشلل الدماغي وإضظراب التشنج (الصرع)وإنشقاق النخاع والاصابات الاخرى للحبل الشوكي .
الشلل الدماغي ( cerebral palsy):
هو من أكثر الإصابات شيوعاً بالنسبة للإعاقات الجسمية والصحية . وهو اضظراب غير متطور يصيب الجهاز العصبي الرئيسي مما يؤثر على الأداء الحركي , ولقد تم تصنيف الشلل الدماغي وفق السمات الحركية وأعضاء الجسم المصابة إلى :-
أ- التشنج وارتجاف الأطراف (athetosis) .
ب- عدم انتظام الحركة وعدم التوازن (ataxia) .
ج- التيبس (rigidity) .
د- ارتخاء العضلات (hypotonic) .( السرطاوي ,2000)
أسبابه ما قبل الولادة :
إصابة الأم الحامل بالعدوى , والأمراض المزمنة , والصدمات البدنية ,وتعرض الأم الحامل للمواد السامة , أو الأشعة السينية ويمكن لهل جميعها تؤدي الى تلف المخ بالنسبة للجنين .
أسباب أثناء الولادة :
فقد يتعرض المخ للإصابة وخاصة إذا ما كانت الولادة صعبة . هناك بعض العوامل التي يمكن أن تؤدي إلى ذلك أثناء الولادة من أهمها الولادات المبتسرة , والاختناق أو نقص الاكسجين , ارتفاع درجة الحرارة , التسمم والاصابة بالحمى .
أسباب ما بعد الولادة :
منع وصول الاكسجين الى الطفل , أو التسمم , أو نزيف المخ , أو حدوث صدمة مباشرة للمخ يمكن أن يكون سبباً محتملاً يؤدي بالتالي إلى حدوث الشلل الدماغي .
( عادل ,2008 مترجم)
يصنف الشلل الدماغي حسب المظهر الخارجي الى أنواع منها :
1- الشلل النصفي الطولي (Hemiplegia) وتمثل هذه الحالة شلل النصف الأيمن أو الأيسر من الجسم .
2- الشلل النصفي العرضي (Diplegia) وتمثل هذه الحالة شلل النصف العلوي أو السفلي من الجسم .
3- شلل الأطراف (Quadriplegia) وتمثل هذه الحالة شلل الأطراف الأربعة من الجسم .
4- الشلل النصفي السفلي (Paraplegia) مثل شلل الرجلين من الجسم .
5- شلل طرف واحد (Monoplegia) تمثل شلل طرف من أطراف الجسم .
6- شلل ثلاث أطراف (Triplegia) تمثل هذه الحالة شلل ثلاث أطراف من أطراف الجسم
7- الشلل الكلي (Double Hemiplegia) تمثل هذه الحالة شلل نصفي الجسم معاُ
(2004,Hallahan&Kuaffman).
الاعاقات المصاحبة والتطبيقات التربوية :
عندما يتعرض المخ لبعض التلف فإن ذلك يؤثر سلباً على القدرات الحسية للفرد والوظائف المعرفية التي يمكنه أن يقوم بها أو يؤديها . كما تشير الدراسات أن هناك نسبة من الاطفال المصابين بالشلل الدماغي يعانون من الاعاقة السمعية أو البصرية أو إضظراب الادراك أو مشكلات سلوكية وتخلف عقلي , ويلاحظ بعض المعاقين بالشلل يتميزون بقدرات العقلية العادية أو فوق المتوسط الى الموهبة .
التطبيقات التربوية :
قد يتعرضون لمشاكل تربوية نتيجة الاعاقة وبتالي لا بد من توفير أجهزة معينة لهم للتعامل معهم . وأن يكون هناك تقييم مستمر لقدرات الفرد والتعرف على كل ما يتعرض له من تغيرات سواء كانت سلبية أو إيجابية وتعليم أولئك الاطفال يتطلب الكفاءة المعرفية في مجالات التربية الخاصة (عادل,2008 مترجم)
الصرع (Epilepsy)
هو إصابة تتصف بحالات متكررة من الإفراز المفرط والمتزامن للخلايا العصبية في منطقة أو أكثر من الدماغ . وتظهر على شكل اضظرابات في الوعي أو الإحساس أو الوظيفة الحركية ( السرطاوي ,2000) .
أسبابه :
أهم الاسباب الشائعة والمباشرة للصرع مايلي :
1- نقص الاكسجين .
2- نقص كمية السكر في الدم .
3- العدوى .
4- الصدمات الجسمية .
يلاحظ المعلمون أن نوبات التشنج قد تختلف بدرجة كبيرة وذلك وفقاً للأبعاد التالية :
1- مدة دوام الحالة .
2- فترة تكرار الحالة .
3- بداية الحالة .
4- الحركات التي تنتج .
تقسم أعراض الصرع الى نوعين :
1- حالات الصرع الكبرى (Grand Mal Sizure) : قد تستمر حالات الصرع الكبرى لمدة تتراوح ما بين دقيقتين الى خمس دقائق .
2- حالات الصرع الصغرى (Petit Mal Sizure) : تستمر حالات الصرع الصغرى لمدة أقل من نوبات الصرع الكبرى .
تظهر حالات الصرع لدى الفرد عندما تزيد الطاقة الكهربائية في الدماغ وذلك بسبب إصابة الدماغ أو تلفه (Brain Damage) وقد تحدث الإصابة في الدماغ لأكثر من سبب مثل نقص الاوكسجين أو التسمم أو صدمات الولادة أو الالتهابات . ( الروسان ,2006 ) .
التطبيقات التربوية :
إن الاطفال الذين يعانون من اضظرابات التشنج أو النوبات التشنجية يتمتعون بمستوى ذكاء متوسط أ و حتى مرتفع ومن ثم يصبح مثلهم في ذلك مثل أقرانهم العاديين . وعلى المعلمين أن يقوموا بمايلي :
1- الهدوء عند حدوث النوبة وعدم الانزعاج لاننا لا تقدر ان نوقف تلك الحالة .
2- مساعدة الطفل الاستلقاء على الارض وأن يفك أزرار ملابسه .
3- منع الطفل من القيام بضرب رأسه أو جسمه .
4- أن يقوم بتحريك وجه الطفل ليصبح على جانبه لخروج اللعاب بسهولة
5- إبعاد الطفل عن كل شيء صلب من حوله .
وبتالي قد يتم توقفهم عن الدراسة أو المدرسة قيجب ان يتم تسكينهم في المكان الملائم وتقديم الارشاد لهم وادراك المعلمين كيفية التعامل معهم
إنشقاق النخاع والإصابات الأخرى للحبل الشوكي :
هو قصور وراثي في الوسط ينشأ عن عدم تمكن عظام العمود الفقري من الإقفال أو الالتحام بإحكام خلال مرحلة نمو الجنين ويمكن أن يحدث ذلك القصور في أي مكان وذلك في المنطقة التي تمتد من الرأس إلى الطرف السفلي للعمود الفقري . ونظراً لأن العمود الفقري لا يكون قد تم اقفاله بعد فإن الحبل الشوكي قد يشكل بروزاً أو نتوءاً مما يؤدي إلى تلف الاعصاب والشلل وعدم القدرة على القيام بأي أداء وظيفي .
أسباب الإنشقاق النخاع والإصابات الآخرى للحبل الشوكي :
لا زالت غامضة غير معروفة لكن السبب الأساسي ينتج عن الحوادث والفرق بين إنشقاق النخاع والإصابات الحبل الشوكي يتمثل أن يصاب الفرد بأي وقت بعد ولادة الطفل .
وقد تنتج إصابات الحبل الشوكي عن تشوهات خلقية وأمراض متنوعة منها : شلل الأطفال , والعمود الفقري المفتوح , التصلب المتعدد , الضمور العضلي الشوكي , التقوس المفصلي . ( الخطيب وآخرون , 2007 )
التطبيقات التربوية :
إن القصور الإحساس ونقص القدرة على التحكم في الوظائف الجسمية يتوقف على مدى حدة وتباين درجة الإصابة وبتالي بعضهم بحاجة إلى توفير الكراسي المتحركة وبعضهم قد يحتاج إلى المستشفي وإجراء الجراحة اللأزمة لهم وبذلك فإنهم بحاجة الى تكييف البيئة التربوية لتناسب قدراتهم (عادل ,2008 مترجم)
*إضظراب أحد الأعضاء أو الأضظرابات العضلية الهيكلية :
يعتبر بعض الأطفال الذين يعانون من قصور أو أمراض في عضلاتهم أو عظامهم من المعوقين جسمياً . ومن الملاحظ أنه رغم عدم وجود إعاقات نيورولوجية لدى هؤلاء الأطفال فإن قدرتهم على الحركة تتأثر سلباً حيث نجدهم يعانون معظم الوقت من مشكلات عضلية وهيكلية تتضمن الرجلين , والذراعين , والمفاصل , أو العمود الفقري تجعل من الصعب أو من المستحيل بالنسبة لهم أن يقوموا بالمشي , أو القيام , أو الجلوس , أو استخدام اليدين . وقد تكون مثل هذه المشكلات وراثية أو مكتسبة تحدث بعد ولادتهم . وقد تتضمن تلك الأسباب التي تؤدي إليها أوجه قصور جينية أو وراثية , أو الأمراض المعدية , أو الحوادث , أو الاضظرابات النمائية .
هناك نمطان يعدان من أكثر الحالات العضلية الهيكلية شيوعاً يؤثران على كل من الأطفال والمراهين أو حتى الراشدين هما :
1- الضمور العضلي
2- التهاب المفاصل الاحداث الروماتزوم ( عادل ,2008 مترجم)
البتر (Amputation) :
هو فقدان طرف أو جزء من طرف . وهو إما يكون خلقياً ويعتقد أن حوالي 75% من حالات البتر من هذا النوع , وإما أن يكون مكتسباً .
ويصنف البتر الى عدة أنواع :
- البتر النصفي .
- البتر الكلي .
- البتر الجزئي .
ويأخذ البتر الخلقي أشكالاً متنوعة منها :
- نقص أصابع اليدين أو القدمين .
- غياب معظم الذراع أو الرجل .
وقد تنتج حالات الخلقية عن الإشعاعات أو الفيروسات أو عن تناول الأم الحامل بعض العقاقير الطبية .
أما حالات البتر المكتسبة فتحدث في الاغلب لدى كبار السن . وقد تكون هذه الحالات ذات أهداف وقائية /علاجية كما في إضظرابات الأوعية الدموية التي تنتج عن السكري وأمراض جهاز الدوران والدم والسرطان والإصابات المباشرة بسبب الحروب أو بسبب حوادث السير وغير ذلك .
وقد يشمل علاج البتر العمليات الجراحية أو العلاج الطبيعي او الأطراف الاصطناعية أو التاهيل وذلك اعتماداً على عمر الشخص ونوع البتر وموقعه . وينصب اهتمام المعلمين على إجراء التعديلات المناسبة على البيئة الصفية والمدرسية وإرشاد الأسرة والزملاء في المدرسة وتشجيعهم على قبول الطالب الذي يعاني من البتر وحثه على الاعتماد على النفس والثقة بالذات لكي لا يواجه صعوبات نفسية (الخطيب وآخرون ,2007 )
وهن أو ضمور العضلات (Muscular Dystrophy)
يقصد بوهن أو ضمور العضلات ذلك الضعف العام الذي يصيب الجسم والذي يبدأ من القدمين ويستمر تدريجياً نحو منطقة الرأس أو العكس .
وتبدو مظاهر هذه الحالة في ضعف العضلات أو اضمحلالها التدريجي ,والتي قد تظهر منذ العام الأول للولادة . وغالباً ما يحتاج الطفل الذي يصاب بهذه الحالة الى كرسي متحرك وذلك بسبب صعوبة اعتماد الطفل على نفسه في الانتقال من مكان الى آخر , وتعتبر حالات وهن العضلات من الحالات الوراثية التي يصعب علاجها .(الروسان ,2006)
انحناءات العمود الفقري (Vertebral Curvatures)
هيا نوعان :
- انحناءات وظيفية : وهذه لا تحدث بها تشوهات مزمنة فهي قابلة للتصحيح بتغير وضع الجسم وبالتمارين .
-انحناءات نمائية : وهذه مزمنة وتتطلب عمليات جراحية .
( الخطيب وآخرون ,2007 )
وتتخذ انحناءات العمود الفقري أربعة أشكال رئيسية :
1- الجنف (Scoliosis) :
هو انحناء جانبي في العمود الفقري غالباً ما يأخذ شكل حرف (C) . وقد يكون الجنف خلقياً بسبب عدم اكتمال نمو العمود الفقري للجنين . وقد يكون ثانوياً بسبب أمراض وتشوهات أخرى .
2- البزخ (Lordosis) :
هو انحناء العمود الفقري الى الأمام , ويحدث البزخ عادة في المنطقة القطنية من العمود الفقري , وغالباً ما ترافقه حالات اضظرابات أخرى مثل القزامة , والحثل العضلي , والشلل الدماغي .
3- الحدب (Kyphosis) :
هو انحناء العمود الفقري في المنطقة الصدرية إلى الوراء . وللحدب مضاعفات جسمية , فهو قد يضغط على العظام والعضلات وأعضاء الجسم الداخلية .
4- التواء العنق (Torticollis) :
هو اضظراب غالباً ما يكون مؤقتاً وينجم عن التهاب الحلق لدى الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة . وقد يقتصر العلاج على طوق العنق وقد يعالج بالحرارة وبالعقاقيرالمؤدية لاسترخاء العضلات (الخطيب وآخرون,2007)
المصدر: مجلة احتياجات خاصة - أيمن الرقيب
مركز الرحمة للعلاج الطبيعى المكثف للأطقال