إجراءات وصعوبات قياس القدرة العقلية للأطفال التوحديين


القياس هو العملية التي تمكن أخصائي القياس من الحصول على معلومات كمية عن ظاهرة ما ، مثلاً القدرة العقلية - درجة الذكاء – يعبر عنها 90% أو 110% .... الخ . هذه الدرجة تعبر عن مفهوم قياس القدرة العقلية وتمثل الصفات والظواهر موضوع القياس – الذكاء - .
القياس في علم النفس وفي التربية الخاصة هو حجر الزاوية الأساس في التعرف على فئات الأطفال غير العاديين وبدون توفر أدوات للقياس المناسب لكل فئة ولكل صفة مراد قياسها فأنه يصعب وضع البرامج التربوية المناسبة أو تحويل تلك الفئات إلى المكان المناسب لها .
الإعاقة العقلية والتي يعاني منها معظم الأطفال التوحديين تشير إلى قصور دال في جوانب معينة من الكفاءة الشخصية ، وتظهر في انخفاض دال عن المتوسط في وظائف القدرة المعرفية مصحوب بقصور في المهارات التكيفية . وجوانب القصور المعينة قد تتواجد غالباً مع جوانب قوة في مهارات أخرى.
وتلجأ لتحديد مستوى القدرات المعرفية لأطفال التوحد باستخدام قياسات الذكاء المختلفة الأدائية أو اللفظية أو الأدائية واللفظية ومن أكثر المقاييس استخداماً في قياس القدرات المعرفية بشكل عام هي :
1. مقياس ستانفورد سينية.
2. مقياس وكسلر.
3. مقياس الرسم لجود إنف.
4. مقياس لوحة الجودارد – لوحة الأشكال - .
5. متاهات بورتيس.
ونجد أن القصور الدال عن المتوسط في مقاييس القدرات المعرفية يمثل نسبة ذكاء 70% فأقل ، وتصنف الفئات حسب الدرجة إلى :
69 – 55 إعاقة عقلية بسيطة وقابل للتعلم.
54 – 40 إعاقة عقلية معتدلة وقابل للتدريب.
39 – 25 إعاقة عقلية شديدة رعاية وتدريب.
24 – فأقل إعاقة عقلية بالغد الشدة رعاية كاملة
وتتلخص أهداف القياس بشكل عام في النقاط التالية :
أ - تصنيف الأطفال إلى فئات أو مجموعات متجانسة .
ب - تحديد موقع الأطفال غير العاديين على منحى التوزيع الطبيعي من حيث قدراتهم العقلية .
ج - تحويل وإحالة الأطفال غير العاديين إلى البيئات التربوية المناسبة لهم.
د - إعداد الخطط التربوية الفردية والحكم على مدى فعاليتها.
هـ إعداد الخطط التعليمية الفردية والحكم على مدى فعاليتها.
و - إعداد برامج تعديل السلوك والحكم على مدى فعاليتها.
إجراءات قياس أطفال التوحد :
يتطلب تطبيق أي مقياس لقياس القدرة المعرفية بشكل عام من أخصائي القياس ألفه كاملة ومعرفة بالقياس والمقياس الذي يستخدمه والتعليمات الخاصة به وأن يتسم الفاحص بحساسية نحو حاجات المفحوص أما بشكل خاص بالنسبة للتوحديين بالإضافة يتطلب قياسهم معرفة كاملة عن التوحد وأعراض الأطفال التوحديين وكيفية تحقيق الضبط السلوكي للطفل التوحدي أثناء عملية القياس وذلك لأن في قياس القدرة العقلية للتوحديين نجد من الصعب الحصول على تقديرات ثابتة وصادقة لأسباب تتعلق بالمقاييس نفسها، حيث أنه لم يتم حتى الآن إجراء أي تعديل في المقاييس لتتلائم مع ظروف الأطفال ذوي الحاجات الخاصة ، خاصة أطفال التوحد ، وعموماً هناك شروط لضمان الحصول على نتائج دقيقة نسبياً من عملية القياس واختزال تأثير العوامل والظروف المرتبطة به .
1. اتباع الإجراءات والتعليمات الخاصة بالمقياس وأن تكون هذه الإجراءات مألوفة للفاحص متى يستطيع أن يركز اهتمامه بالمفحوص وإشعاره بالاطمئنان .
2. قيام علاقة طيبة مع المفحوص قبل بدء القياس ومبادلته الأحاديث الودية وتعزيزه لفظياً ومادياً وإشعاره بأنه مرغوب ومتقبل ، لكن في نفس الوقت يجب تحقيق شيء من الضبط والسيطرة على الموقف بهدوء مشوب بالحزم .
3. أدوات المقياس ترتب وتوضع بعيداً عن مرأى المفحوص حتى لا يتشتت انتباهه متى تعد للعرض عليه واحدة واحدة .
4. حجرة القياس يجب أن تكون مناسبة وهادئة واعتاد عليها الطفل حتى يشعر بالأمن وأن تكون خالية مما يشتت الانتباه .
5. وقت كافٍ ومناسب لإعطاء المقياس أكثر من وقت الأطفال العاديين وللأطفال الذين يعانون من فرط الحركة ، ضعيف الانتباه ، والأطفال الصغار يمكن تجزئة المقياس من جلستين إلى ثلاثة جلسات.
6. في حالة أداء الطفل الناجح لمهمات القياس نشجعه ونقدم إليه المعزز ونستحسن ونثني على عمله . وفي حالة الإخفاق والفشل لا نشعره بالتقصير ونحرص على أن تكون ملامح وجهنا ليس فيها ما يوحي بالإحباط بل نشجعه على أداء ما بعده.
7. حضور الآخرين – المعلم ، فرد من الأسرة – أثناء تطبيق القياس يضعف انتباه الطفل ويقلل من تلقائيته ويجعل من الصعب إقامة علاقة معه . ووجود الطفل لوحده مع الفاحص يشعره بالاطمئنان وفي بعض الحالات يكون وجود الآخرين مهم ، مثل : الأطفال الخجولين يمكن أن يتواجد الأب أو الأم ، ثم ينسحب بعد أن يعتاد الطفل على الموقف . الأطفال الصغار أو الذين لديهم صعوبات نطق يكون ضرورياً وجود أحد من الأسرة أو المعلم بشرط عدم تأثيره على القياس.
صعوبات قياس أطفال التوحد :
كما ذكرنا لأنه لم يتم تعديل في مختلف القياسات يتلائم مع حاجات أطفال التوحد والمعوقات التي يظهرونها أثناء القياس مما يؤثر سلباً على القياس ولا يعطي تقديرات ثابتة وصادقة يجعلنا أن نؤكد على ضرورة إلمام الفاحص بحاجات أطفال التوحد إلماماً كاملاً وبالصعوبات التي يظهرونها أثناء تطبيق القياس مدركاً للظروف المختلفة التي يطبق فيها القياس وله قدرة كبيرة على الملاحظة وتسجيل الملاحظات والتعديلات التي يدخلها على فقرات وتعليمات المقاييس واحتمالات تأثيرها على الأداء وعلى نتيجة وأن يتفادى هذه الصعوبات وهذا التأثير .
يمكن تلخيص الصعوبات التي يواجهها أخصائي القياس أثناء قياس أطفال التوحد كما يلي :
1. يعاني أطفال التوحد من بطء الاستجابة وبطء فهم التعليمات الخاصة من مقياس وضعف الاستجابة لتعليمات الفاحص . يمكن تفادي ذلك بتوجيه التعليمات بكلمات واضحة ومفهومة وموجزة وزيادة توضيح التعليمات والأسئلة حتى الأسئلة التي لا تكرر.
2. يعاني أطفال التوحد من ضعف الانتباه والملل وضعف التركيز والمثابرة على أداء المهمة المطلوبة لتفادي ذلك نلجأ لتطبيق الاختبارات العملية ونجزء الاختبار لجلسات تراعي قصر مدة المهمة . مناداة الطفل باسمه قبل توجيه السؤال أو التعليمات له . تقبل الاستجابات الصوتية الصادرة منه وتفحصها بقدر الإمكان والتحدث معه بطريقة هادئة .
3. يعاني أطفال التوحد من فرط الحركة والنشاط الزائد لتقليل تأثير ذلك على عملية القياس نسمح له بالوقوف أثناء أداء المهمة وتفريغ نشاطه واللعب في فترات أثناء أداء المهمة.
4. الانفعال والتوتر والمزاجية التي يتصف بها الطفل التوحدي تعوق القياس وتؤثر على نتائجه لتفادي ذلك نشجع أي سلوك مرغوب يصدره الطفل. أن كان متوتراً لا تكلمه بصوت عال وبلهجة تهديد بل بطريقة هادئة وصوت منخفض . التحدث معه لوقت طويل أن كان سريع الانفعال .
5. الاندفاعية من السلوكات التي تظهر لدى الطفل التوحدي هنا نتجاهل السلوك غير التوافقي وتعزيزه أن أصدر سلوكاً مرغوباً إذا استمر نوبخه ونؤنبه بصوت هادى والتقرب منه أثناء التوبيخ وضرورة الاتصال العيني أثناء التوبيخ .
6. صعوبة التفاعل مع الموقف ومع الفاحص نتفادى ذلك بالعلاقة الجيدة مع الطفل قبل وأثناء المهمة واعتياده على حجرة القياس في جلسات عادية سابقة .
7. صعوبات التواصل والنطق وضعف المحصول اللغوي يعاني منها الأطفال التوحديين ، نتفادى ذلك بالتركيز على الاختبارات الادائية وحضور الآخرين أثناء القياس ومراعاة قلة المحصول اللغوي عند التصحيح ، مثلاً : أن أشار الطفل للشيء الغلط في صورة ما بإصبعه تعتبر إجابة صحيحة والمطلوب أن يعبر عن الخطأ في الصورة - تعديل تعليمات المقياس .
8. نقص الدافعية والمثابرة وعدم تقبل الفشل والنقد بسهولة ، صعوبات تظهر لدى الطفل التوحدي يتفادى ذلك بالتشجيع المستمر والثناء والاستحسان وتقديم المعزز في حالة إخفاقه ولا نظهر له غضبنا أو إحباطنا بل نشجعه على أداء المهمة التالية

المصدر: مركز الرحمة قسم اختبارات الذكاء
el-rahmapt

مركز الرحمة للعلاج الطبيعى المكثف للأطقال

  • Currently 25/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
8 تصويتات / 1500 مشاهدة
نشرت فى 22 يناير 2011 بواسطة el-rahmapt

تسجيل الدخول

ابحث

عدد زيارات الموقع

2,393,311

مركز الرحمة للعلاج الطبيعى

    أ.د/ محمد على الشافعى
 استاذ مشارك العلاج الطبيعى للأطفال  بكلية العلاج الطبيعى جامعة القاهرة و استشارى العلاج الطبيعى المكثف للأطفال 
لمشاهدة قناه الفيديو الخاصة بالمركز 

اضغط