سوف نحاول في هذا الجزء إستعراض بعض الاعتبارات الرئيسية في عمليات تشخيص إضطرابات النطق وأساليب قياسها، مع تقديم نماذج للأساليب والممارسات السائدة في الوقت الحاضر في هذا المجال.

نبدأ أولاً بالحديث عن تشخيص إضطرابات التواصل بشكل عام، سبق أن أكدنا أهمية التعرف المبكر على إضطرابات الكلام واللغة، وضرورة أن يبدأ الطفل الذي يعاني من أحد هذه الاضطرابات أو بعضها في الحصول على العلاج قبل أن يصل إلى سن المدرسة كلما كان ذلك ممكناً، عندما يوجد شك في أن طفلاً من الأطفال يعاني من إضطراب في الكلام أو اللغة فإن الخطوة الأولى تتمثل في التقييم الدقيق والشامل للحالة من جانب أحد الأخصائيين في علاج هذه الاضطرابات.

تتوفر في الوقت الحاضر أساليب مختلفة للتعرف على إضطرابات الكلام واللغة الشائعة بين الأطفال في سن المدرسة، بالإضافة إلى إحالة الأطفال الذين يشتبه في وجود إضطرابات لديهم إلى مراكز السمع أو مراكز علاج عيوب النطق سواء من جانب الآباء أو بواسطة أحد الأخصائيين ( مثل أخصائي السمع أو الطبيب ، أو طبيب الأسنان ، أو الأخصائي النفسي أو غيرهم ) توجد طريقتان تستخدمان على نطاق واسع للتعرف على هذه الحالات في إطار النظم المدرسية العادية، أحد هذين الأسلوبين يتمثل في الملاحظة الدقيقة والمضبوطة التي يقوم بها المدرسون للأطفال الذين يبدون أنهم يعانون من صعوبات في التواصل أما الاسلوب الآخر فيتضمن إجراء مسح شامل لمهارات الكلام واللغة عند جميع التلاميذ أو بعضهم في وقت مبكر من العام الدراسي يقوم به الأخصائي الإكلينيكي في عيوب النطق في المدرسة أو من خارجها، في كلتان هاتين الطريقتين يقوم الإكلينيكي المتخصص بفحص مهارات النطق عند كل طفل ، كذلك مهارات الصوت والطلاقة، والمهارات اللغوية بهدف تحديد ما إذا كانت توجد إضطرابات جوهرية في هذه المهارات/ وما إذا كان هناك ما يدعو إلى إجراء فحوص أو قياسات تشخيصية إضافية، إذا كانت الحالة كذلك يجري الأخصائي مقابلة مع الطفل بقصد إجراء القياس الإضافي في محاولة لتحديد نوع الإضطراب ودرجة حدة هذا الإضطراب، ومحاولة الوقوف على السبب أو الأسباب التي أدت إليه ، بالإضافة إلى ذلك يضع الأخصائي التوصيات التي يراها مناسبة لكل حالة، مثل هذه التوصيات قد تتضمن علاجاً لعيوب النطق أو اللغة بأسلوب فردي أو جماعي، والتشاور مع المعلم فيما يتعلق بأفضل الأساليب للتعامل مع المشكلة في إطار الفصل الدراسي، أو إحالة الطفل إلى أخصائيين آخرين بغرض إجراء تقييم إضافي أكثر شمولاً وتحديداً

أثناء عملية التقييم التشخيصي قد يرغب الأخصائي الإكلينيكي في الحصول على بيانات عن تاريخ الحالة يغطي المظاهر النمائية المختلفة عند الطفل وربما يكون بحاجة إلى القيام بملاحظة الأداء اللفظي للطفل أو أداء الطفل بوجه عام، كذلك قد يرى الأخصائي أنه يحتاج الي تطبيق اختبارات من النوع الموضوعي المقنن ، أو من نوع الإختبارات الذاتية التي قام الأخصائي تصميمها بنفسه قد تتضمن عملية التقييم الشاكل أيضاً قياس بعض المهارات كحد السمع والإدراك والأداء الحركي – البصري والتركيب التكويني للجهاز الفهمي والطريقة التي يعمل بها هذا الجهاز ، والمهارات الحركية العامة أو غير ذلك من المهارات ذات الصلة بالكلام واللغة.

بنهاية عملية التقييم يتم التواصل عادة الي تشخيص مبدئي ، وفي هذه الحالة يمكن بدء برنامج علاجي ملائم مع الطفل ، لا يفوتنا أن نذكر أن عملية التقييم لا تتوقف عند مجرد تشخيص الحالة ، وإنما تستمر جنباً إلى جنب مع مراحل تنفيذ البرامج العلاجي ، ربما كان السبب في ذلك هو أن الطفل الذي يعاني من إضطراب في التواصل يحتاج إلى إعادة تقييم بشكل مستمر على مدى البرنامج العلاجي مما يجعل بالإمكان إدخال التعديلات الضرورية لمواجهة الحاجات المتغيرة لهذا الطفل.

المصدر: مركز الرحمة
el-rahmapt

مركز الرحمة للعلاج الطبيعى المكثف للأطقال

  • Currently 45/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
15 تصويتات / 612 مشاهدة
نشرت فى 20 يناير 2011 بواسطة el-rahmapt

تسجيل الدخول

ابحث

عدد زيارات الموقع

2,314,858

مركز الرحمة للعلاج الطبيعى

    أ.د/ محمد على الشافعى
 استاذ مشارك العلاج الطبيعى للأطفال  بكلية العلاج الطبيعى جامعة القاهرة و استشارى العلاج الطبيعى المكثف للأطفال 
لمشاهدة قناه الفيديو الخاصة بالمركز 

اضغط