( عالم البيئـة ) معالجـة التلـوث البصـرى بقلم : د/عـلى مهـران هشـام التلوث البصري هو اختفاء المظاهر الجمالية سواء طوعا أو كرها ( التدخل البشرى أو الطبيعة ) وهو تشويه لأي منظر تقع عليه عين الإنسان يشعر عند النظر إليه بعدم ارتياح نفسي . ويمكننا وصفه أيضا ً بأنه نوعا ً من أنواع انعدام التذوق الفني، أو اختفاء الصورة الجمالية لكل شئ يحيط بنا من أبنية إلي طرقات أو أرصفة وكتل بنائية وفراغات وتنافر للالوان والارتفاعات وحجب الشواطئ ومياه النيل والبحيرات عن أعين وخيال البشر لاسباب كثيرة ومتنوعة ومعظمها ظالم للبيئة وعناصرها الجميلة مما يساعد على تقليل ملكات التفكير وحرية الابتكار والابداع وغيرها من عوامل التحديث والتطوير للمجتمع . التلوث البصري أيضا هو كل ما يوجد من أعمال من صنع الإنسان تؤذي الناظر لدى مشاهدتها وتكون غير طبيعية ومتنافرة مع ما حولها من عناصر أخرى فهي ملوثة للبيئة المحيطة بها . ويأتي التلوث البصري عادة نتيجة للإهمال أو سوء الاستعمال أو سوء التخطيط والتصميم، أو سوء السلوكيات الاجتماعية والاقتصادية. لذلك أصبحت المسألة البصرية مسألة تحظى بأهمية خاصة لدى الناس وأكاديميات الفنون والمصممين وعلماء النفس وبات التلوث البصري يسبب إرهاقاً نفسيا وجسديا، في حين يعده ألمانيا أحد أمراض العصر . من مظاهر التلوث البصري بإيجاز نذكر الآتى: * سوء التخطيط العمراني لبعض الأبنية سواء من حيث الفراغات أو من شكل بنائها أو البنية التحتية . * الإشغالات والقمامة ومخلفات المباني وهي تنتشر في الشوارع وعلى الأرصفة وحول المواقع المختلفة وخاصة التاريخية والأثرية وأمام مداخل الأقبية القديمة إذ أصبحت الأرصفة مستودعات في الهواء الطلق وانشطة البياعة الجائلين والتسويق العشوائى المختلفة. * استخدام الزجاج والألومنيوم فى مجتمعاتنا العربية مما يؤدي إلى زيادة الإحساس بالحرارة . * الإعلانات التجارية والتي تتميز بألوان كثيرة وصور مفتعلة وبعضها دخيل وغريب على هوية وثقافة المجتمع العربي وكذلك الإعلانات عن الأنشطة التجارية مثل لافتات أسماء المحلات. * الغسيل المنشور في بلكونات المباني السكنية بشكل يشوه الواجهات في الضواحي والمدن، * النباتات والأعشاب التي تنبت على الواجهات نتيجة الرطوبة والإهمال فتشوه الواجهات وتلوثها بصرياً. *ظهور قضبان حديد التسليح على أسطح المباني وترك خزانات المياه وأعشاش تربية الطيور والدواجن على الأسطح دون معالجتها وانتشار صحون التقاط البث الفضائي ( الدش ) بشكل كثيف وعشوائي على الأسطح والبلوكونات وبشكل كثيف على الواجهات اأيضا. * طفح شبكات الصرف الصحى قى الشوارع والحارات دون معالجة جوهرية للمشكلة بدلا من الحلول الوقتية. على كل حال، لقد شاع التلوث البصري في البيئة العمرانية المصرية وخاصة التلوث البصري المعماري وأصبح يمثل ظاهرة نتيجة ظهور صور بصرية غير متزنة وغير متناسقة أو متجانسة وبعيدة عن التناغم الجمالى سواء فى الشكل أو المضمون إضافة إلى تشويه الذوق والنظام العام ، حيث ترى مثلا برج معمارى شاهق يطل على مبنى ثلاث أو أربع أدوار ناهيك عن المناطق غير المخططة والعشوائية والبؤس والتدهور الانسانى والاجتماعى والاخلاقى والاقتصادى الذى يعيشه سكانها ، لذلك كان علي المعماريين والمخططين العمرانيين أن يبحثوا عن حلول غير تقليدية وقابلة للتنفيذ لهذه الظواهر المقلقة للنفس والروح و وشحذ العمل المريح للانسان ولايعوق نهضة وتنمية المجتمع. الجماليات البصرية ليست رفاهية كما قد يظن البعض، ولكنها أساس وجوهر تحفيز الهمم واستنهاض المهارات وملكات الابداع بكافة انواعها وصورها للافراد والمجتع، لذلك وجدنا ثلاثين بالمائة من الاختراعات والابتكارات الجديدة فى العالم بعقول يابانية. إن البداية العلمية والواقعية لتطوير المجتمع نحو الأفضل والأكثر جمالا للبصر والنفس والروح والجسد أن نقوم بتقييم الوضع الراهن ثم استنباط سلبياته وإيجابياته ثم العمل علي تأكيد تلك الإيجابيات ومعالجة السلبيات من خلال الفنيين والمتخصصين ومحترفى الجماليات والتنسيق والذوق العام وبإرادة وضمير وادارة واعية ومحترفة وعلمية من متخذى القرار. وخلاصة القول، فإن معالجة أى تغير غير مرغوب فيه في أحد عناصر البيئة يؤدى إلي الإخلال بتوازنها هو أحد مداخل الحل، إضافة إلى المعالجة بمشرط جراح رقيق وعادل لمناطق النفور الحسى والمادى فى عناصر البيئة العمرانية من كتل بنائية أو فراغات أو طرق تتعارض مع كل من البيئة الطبيعة و المناخية أو المعمارية أو القيم الدينية والاخلاقية أو الحضارية. والله المستعـان،،،،، http://kenanaonline.com/drmahran2020