( عالم البيئـة ) الأمطـار .... وظاهـرة النينـو بقلم : د/عـلى مهـران هشـام تعرضت المدن الشاطئية وبعض المناطق الأخرى فى مصـر و كذلك العديد من المدن العالمية لنوبات سريعة ومستمرة من الأمطار التى تسببت فى الكثير من الخسائر والأضرار البشرية والمادية حيث لم يعتاد سكان هذه البلاد لمثل ذلك من قبل وأصبح التنقل مكان إلى آخر يمثل رحلة شاقة وخطرة أيضا؟!! ومثلت هذه الأمطار المنهمرة كالسيول عبئا إضافيا على كاهل السلطات التنفيذية ومتخذى القرار سواء اداريا أو ماليا. الأمطار نعمة من الله للتخلص من الشوائب والتلوث الفضائى وسقيا للناس وتعمير الصحراء وزراعتها ولكن يتم ذلك عند الاستعداد البشرى والتخطيط العلمى والادارى والتوقع المستقبلى للفعل حتى نستثمر هذه الظواهر البيئية والكونية. على كل حال، منذ القدم يسعى العلماء إلى قراءة الحقائق الكامنة وراء نشوء الكثير من الظواهر، وارتباطها سواءً بحركة الكواكب أو العوامل الفلكية والمناخية الأخرى وتحديد درجة تأثيرها على كوكب الأرض. من خلال مجموعة من المتغيرات التي تحصل مناخياً، وبالتالي تساعد هذه الدراسات على تجنب وقوع الإنسان ضحية للكوارث الطبيعية من فيضانات وسيول وأعاصير وزلازل. وتبقى الظواهر الطبيعية هي الشغل الشاغل للعلماء والهيئات والمنظمات الدولية في مجال علوم الفلك والبيئة والفضاء والتي تختص بدراسة الظواهر الطبيعية وتأثيراتها المناخية والتوظيف الأمثل لها لخدمة البشر وتنمية وتعمير الأرض. ظاهرة النينو هى ظاهرة مناخية تتسم بدفء سطح المياه بالمحيط الهادي مما ينتج عنه تولد تيارات وكتل مائية بحرية دافئة، وتحركها شرقا وغربا حتى بلوغ سواحل أميركا الجنوبية، مما ينجم عنه تغيرات مناخية وبيئية قاسية وخطرة بأرجاء العالم، وتحدث هذه الظاهرة تقريبا كل ثلاث إلى 12 سنة وتشتد الظاهرة على منطقتنا هذا العام من شهر ديسمبر حتى شهر فبراير 2016 . وسيكون شتاء هذا العام باردا قارسا وممطرا وسيسقط الجليد على بعض الدول العربية . عموما ، ظاهرة النينو هي شذوذ حراري يحدث كل فترة غير محددة للمياه السطحية المحاذية لخط الإستواء في المحيط الهادي و تتمثل في تسخين غير اعتيادي لطبقة المياه السطحية مابين السواحل الغربية لقارة امريكا الجنوبية و السواحل الشرقية لقارة اسيا و يمكن اعتبارها تيارا مائيا دافئا يتحرك شرقا في المحيط الهادي بحركة غير اعتيادية ، إنه التغير المناخى الكونى نتيجة الفساد والإفساد البيئى وبما كسبت أيدى الناس . هناك ظواهر مناخية مشابهة لـ " النينو " وهي ظاهرة " النينا " وهي الشقيقة الصغرى " للنينو " ولكنها تختلف عنه في أنها أخف منه قوة ولها إيجابيات عديدة وخاصة على المحاصيل الزراعية ، وتحدث في بعض جزر إندونيسيا ونيوزلندا ويمتد تأثيرها إلى استراليا . كما ظاهرة أخرى تدعى بظاهرة " الناو " الذي يشابه في نشاطه ظاهرة " النينو " ولكنه يتمركز فوق شمال المحيط الأطلسي وتعرف بـ " تقلبات شمال المحيط الأطلسي". تشير التقارير أن الهند «ستكون أول المتضررين من النينو، وذلك من خلال قلة في الأمطار الموسمية ما سيضعف مؤونتها الغذائية ، كما سيتبع ذلك موجات من الجفاف في أستراليا، وتقلص في الموارد السمكية في جنوب أميركا. من هنا، يقع على الحكومات، وقطاعات المستثمرين والتأمين، إلى جانب منظمات الإغاثة كـ " الصليب الأحمر» و«منظمة الغذاء العالمي»، وجميع المنظمات الدولية دورا حيويا فى مراقبة التطورات المناخية عن كثب والتعاون الإيجابى لحماية كوكب الأرض. هناك عدة اجراءات يلزم اتخاذا مبكرا لتفادى المخاطر نوجزها فى الآتى: • التوعية والتثقيف البشرى بطرق الاستعداد والحماية من مثل هذه الظواهر الطبيعية. • التهيئة الفنية المسبقة للبنية التحتية لتقليل المخاطر مثل شبكات الصرف الصحى. والامطار والمياه وتنظيف الشوارع والتخلص من أكوام القمامة فى الميادين والساحات. • عمل مصدات صناعية لكسر الأمواج بمسافة كيلو متر او اكثر من الشواطئ. • ترشيد السلوك العام لحماية البيئة من التلوث البرى والبحرى والجوى. • توفير بدائل مناسبة سواء للايواء أو الصحة أو التعليم للمناطق الاكثر تضررا بحيث لاتكون الحلول ردود أفعال عند حدوث الكوارث. • إقامة خزانات عملاقة لتخزين المياه فى مسارات السيول للاستفادة منها فى الرى والزراعة وخاصة المناطق الجافة والصحراوية. • الاستفادة بالمعارف الحديثة والتقنية وعلوم البيئة والفضاء وأبحاث العلماء فى تكييف الظواهر الطبيعية لخدمة الانسـان وتعميـر الكـون. والله المستعـان،،،،،، http://kenanaonline.com/drmahran2020