جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
( عالم البيئـة )
اليـوم العالمـى للميـاه
بقلم : د/عـلى مهـران هشـام
تمثل مشكلة نقص المياه وشحتها، اخطر التحديات التي تهدد مستقبل الحياة والتنمية على سطح الكرة الارضية، ويعود لأنانية الانسان وفساده ايضا إضافة إلى استمرار الصراعات الاقليمية والدولية والخلافات السياسية بين اغلب دول العالم، أحد الأساب الرئيسة فى تدهور وعدم استقرا الكوكب الأرضى. إن النمو السكاني وتغيّر المناخ بصورة متزايدة يؤديان إلى إحداث تغييرات في مدى توافر المياه وجودتها التي ازداد الطلب عليها بشكل كبير، واصبحت تعد هاجسا مرعبا للحياة الامنة للكثير من المجتمعات والدول فى العالم ، بعد أن أخذت مصادر المياه العذبة في التقلص والتلوث أيضا. إن عددا كبيرا من مصادر المياه أصبح مهددا بسبب المعالجة الخاطئة للنفايات والصرف الصحى والتصرف غير الرشيد فى معالجة الملوثات الصناعية وسوء السلوك البشرى. وفقا للتقديرات يحتاج كل فرد في المتوسط إلى 1000 متر مكعب من المياه على الأقل سنويا لأغراض الشرب والنظافة وزراعة متطلبات غذائه.
إن احتمال حصول الناس على كميات كافية من المياه يتوقف في الغالب على مكان إقامتهم وثقافتهم، فمثلا يستهلك الفرد في بريطانيا حوالي 150 لترا من الماء يوميا في المتوسط ويرتفع الرقم لأكثر من 4500 لتر يوميا عند حساب كل "المياه الخفية". وفي المقابل هناك ما يقرب من 750 مليون نسمة في العالم يعانون فى الوصول للمياه النظيفة لاستمرار حياتهم. وقد كشفت دراسة للبنك الدولي أن تنخفض حصة الفرد من المياه بأكثر من 50 بالمئة بحلول العام 2050 .
على كل حال، منذ فجر التاريخ ويبحث الإنسان عن مصادر المياه العذبة والصالحة للحياة والتنمية ويستوطن بجانبها ويقيم العمران والحضارة حول روافد ومنابع هذه المياه. إن كمية الماء الموجودة فوق وتحت الأرض، كافية لكل الاحتياجات البشرية مع تغير الأزمنة ، ولكن هذه الكمية ليست موزعة بالتساوي أو العدل. فهناك بعض المناطق تعاني من القحط والجفاف، بينما مناطق أخرى بها كل مصادر المياه العذبة، من أمطار وأنهار وبحيرات. ولا يخفى على أحد ، أن الإنسان قد صنع بنفسه مشكلة المياه في بعض المناطق، بسوء استخدامه لمصادر المياه الطبيعية أو بسوء مقاصده وجوره على جيرانه. إن تعامل الدول الصناعية والغنية بسوء مع البيئة الكونية مثل صرف مخلفاتها الصناعية ونفاياتها السامة والإشعاعية في عرض البحر بواسطة السفن، أو دفنها فى قاع المحيطات يمثل تدميرا لمصادر المياه وظلما لمستقبل الشعوب والدول الفقيرة على الاخص ، كما يُعدّ التسرب البترولي من حقول البترول، أو من حوادث الناقلات المحملة بالنفط، من أحد أسباب التلوث المهمة في البحار والمحيطات. ومما يزيد من خطورة هذه المصادر، عدم التزام العديد من الدول بتطبيق الاتفاقيات والمعاهدات الدولية، التي أنشئت ووقِّعت لحماية البيئة، مثل معاهدة لندن عام 1972، واتفاقية الكويت لحماية البيئة البحرية عام 1978. أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة فى القرار 193/47 المؤرخ في 22 ديسمبر 1992 ، أعتباريوم 22 مارس من كل عام بوصفه اليوم العالمى للمياه. وكان أول احتفال بهذا اليوم هو في عام 1993 ل، ولم يزل العالم يحتفل بهذه المناسبة حتى الان لتسليط الضوء على قضايا البيئة المختلفة ومنها المياه من أجل أن يسود الأمن والسلام والتنمية المستدامة كافة شعوب الأرض. اختارت الأمم المتحدة شعار اليوم العالمي للمياه 2016 تحت عنوان " : المياة النظيفة من أجل عالم صحي ". تسعى قمة المياه لهذا العام 2016 للتبادل المعرفي بين المعنيين بالقطاع المائي من أجل البحث في الفرص والتحديات القائمة والمتوقعة، وتسريع العمل لوضع استراتيجيات جديدة واعتماد تقنيات مبتكرة وغير تقليدية بُهدف تحقيق استدامة المياه.
إن التوقعات حول ارتفاع في التعداد السكاني في ظل التنمية الاجتماعية والإقتصادية بالمنطقة العربية ، تفرض على الجمبع أهمية العمل الدؤوب والتعاون الجاد والمخلص من أجل تلبية الطلب المتنامي على المياه، من خلال وضع خطط وسياسات تنظيمية مستدامة ومتكاملة ، وضرورة التركيز على كفاءة الاستخدام والتوزيع، إلى جانب تعزيز جودة المياه وترشيد السلوك العام وتعزيز التوعية البيئة والمائية والتوظيف الأمثل للتكنولوجيا والثورة المعرفية فى ايجاد بدائل جديدة للمياه مثل تحلية مياه البحر وتوفير نباتات واشجار تروى بالمياه المالحة، إضافة إلى الاستفادة القصوى من هذا المورد الحيوي خصوصاً مع ارتباطه الكبير بالطاقة.
والله المستعـان،،،،،
http://kenanaonline.com/drmahran2020
المصدر: المقال الشهرى الدكتور على مهران هشام - مجلة العلم - باب : عالم البيئة - عدد شهر مارس 2016
ساحة النقاش