التـوأمـة بيــن العمــران والبيئــة
د/علـى مهــران هشــام
العمارة هي من عناصر عمران الأرض واستمرار الحياة
وخلافة الإنسان لديمومة بنو جنسه ،
وهي المأوى الذي يستقر فيه ذلك الكيان خلف جدرانه ،
ولأداء وظائفه المختلفة ،
كما أن العمارة وجه الحضارة والرقي والتأريخ للأمم عبر السنيين ،
وهي التي تسمو بالأمم معبرة عن هويتها وشخصيتها المميزة الخاصة ،
وبطاقة صادقة لكل شخص بأنه من هذه الأرض مدافعا ومتصديا لكل معتد أثيم .
على كل حال, فقد تعددت الأساليب وتنوعت الطرق والوسائل
في كيفية الوصول إلى منشأ معماري خاص وهناك رأى
يدعو إلى اتصال المبنى بالطبيعة : ويعنى خلق توازن
وتجاذب بين البيئة الطبيعة، والكتلة المبنية ،
بانسجام طبيعي سواء في شكل المبنى ، أو مواد البناء ،
أو ألوان المبنى ، أو الإضاءة أو الأثاث
فكأنهما لحنا وعزفا سيمفونيا بنغمات متجانسة واحدة
ويتجسد ذلك فى الكتل البنائية والطرق والممرات
والفراغات وعناصر التشكيل والتنسيق العمرانى للوحدات
المعمارية
والتجمعات العمرانية كل ذلك
رغم تنوع الأدوات والآلات الموسيقية .
ويمكن أن يتحقق ذلك بإيجاز من خلال التالى :
- التقليل إلى أدنى حد من التقسيم الداخلي العمارة من الهواء ، الضوء ،
- ويجب أن تتخلل كامل البناء المعماري .
- خلق الانسجام بين البناء والبيئة الخارجية
- مثل: التشديد على إبراز السطوح والأقبية المنزلية .
- جعل المبنى أكثر حرية سواء فى الوظيفة أو الحركة أو الفراغ .
- إعطاء تناسب منطقي لأبعاد الفتحات الداخلية والخارجية في جميع أنحاء المبنى .
- تجنب الخلط بين مواد مختلفة ، وأستخدام أقصى
- حد من مواد طبيعية تعبر عن وظيفتها في المبنى .
- إدراج مختلف الأجهزة كعناصر عضوية متفاعلة مع هيكل المبنى .
- الأثاث الداخلي أيضا لابد أن يكون جزء من البيئة العضوية للمبنى .
الأرض بسمائها ، وتضاريسها ،وجبالها ، وأشجارها ، وكائناتها ، ومائها وأنهارها
هى عناصر وكائنات حية للتدبر والتفكر بعمق وحكمة وعلم أيضا ، للخلافة الرشيدة ،
وشق طرق الحياة فيها بأمان وسلام ، والطبيعة هي البرهان على معنى كونها "خلاقة"
فالفكرة الواحدة تعطي أعدادا لا تحصى من الحلول والأشكال، فخلق الشجرة، أو الطائر،
أو الأنسان تمددت وأستمرت كل أنواع الأشجار، والطيور، والبشر الذي لا يتشابه فيه
اثنان رغم أنها تتبع من نفس الخطة والنظام للمبدع الخلاق الله الواحد الأحد الفرد الصمد .
بمثل منطق الطبيعة، وطريقتها في الحلول، يستخرج المصمم العمرانى
من فكرة ما تصميمات لا حصر لها، لذلك فهو لا يغفل دور الطبيعة في إثراء أفكاره الأبتكارية،
فهي بمثابة المتحف الفني الطبيعى المفتوح المواكب لكل زمان ومكان.
أما تضاد المبنى مع الطبيعة : وهي محاولة إبراز المبنى وتطفله على البيئة الخارجية
بصورة مخالفة للنفوس البشرية السوية الحكيمة ، أو اعتبارها جزء سقط من السماء
لا يحمل معايير محدده أو طابع معين تعرض لحادث ما فقد فيه ملامح الهوية .
ويمكن أن يتحقق ذلك من خلال :
1- أن تتحرك العمارة بعيدا عن صلابة المدلولات الطبيعية والمتعارضات إلى التقليدية ومن أمثلة ذلك:
التباين بين شكل المبنى والأرض المقام عليها أى التباين التقليدي
بين الهيكل الانشائى والزخارف وجماليات البناء .
2- محاولة العبث وابتكار مواد بناء مختلفة ، واستخدامها بطريقة متضادة لإبراز جمال الكتل والبروزات البنائية.
3- إبراز المبنى بكتله الغريبة وكأنه ضد الجاذبية الأرضية .
4- تعتمد على التلاعب في التكوينات الهندسية المعقدة للنقاط والخطوط والمسطحات والكتل .
5- عدم الاكتراث بالبيئة المحيطة أو وظيفة المبنى .وربما يمكننا أن ندرج تضاد المبنى مع الطبيعة
تحت فلسفتين مشهورتين في عالم العمارة وهي العمارة الوظيفية التي كان أشهر روادها لوكوربوزية
وذلك من خلال طابع المبنى السكني الشهير في مرسيليا" استخدام الخرسانة العارية ,تكرار العناصر ,
تغير مقياس الفتحات في واجهات المبنى "كما أن كنيسة رونشان في فرنسا
تعكس بعض صفات التضاد مع الطبيعة رغم أن البعض يقول أنها ذات اتجاه فريد وخاص
6- تجاهل التصميمات العمرانية لعناصر البيئة والطاقة المتجددة والنظيفة والمستدامة
مثل: الطاقة الشمسية أو طاقة الرياح أو الطاقة الميكانيكية والحركية
مما يحقق الأمان المعيشى والراحة والأستدامة للمبنى والأنسان معا .
7. تعامل التصميم المعمارى والعمرانى والحضرى لعناصر التلوث المقلقة والخطرة
وبما يحقق الأمان والراحة والصحة للمكان والبشر .
والله المستعان ,,,,,,,,,,
ساحة النقاش