اليــوم العـالمى لحـريـة الصحـافـةًً
World Press Freedom Day, 2011
د/علـى مهـران هشـام
يحتفل العالم فى الثالث من مايو / آيار من كل عام باليوم العالمي لحرية الصحافة. وقد قررت اليونيسكو الإشادة بالدور الحاسم الذي تؤديه وسائل الإعلام في تعزيز الديمقراطية والحكم السليم وإزكاء روح التسامح بين الشعوب من خلال أختيار موضوع رئسى لليوم فمثلا كان موضوع : "وسائل الإعلام والحكم السليم" كموضوع رئيسي للأحتفال بهذه المناسبة لعام 2005. وعنوان آخر : ( حرية الأعلام والحق في المعرفة ) فى عام 2009م .
يهدف هذا اليوم كمناسبة لتعريف الجماهير بأنتهاكات حق الحرية في التعبير وكذلك كمناسبة لتذكيرهم بالعديد من الصحافيين الشجعان الذين أثروا الموت أو السجن في سبيل تزويدهم بالأخبار اليومية. وقد أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم العالمي لحرية الصحافة في عام 1993، عقب التوصية التي أعتُمدت في الدورة السادسة والعشرين للمؤتمر العام لليونسكو في عام 1991. تراوحت المخاطر التي تعرض لها الصحفيون أثناء الثورة المصرية بين الأعتقاال والتعذيب والأصابة والقتل أيضا رغم أن مهنة الصحافة محفوفة بالمخاطر لكن هذه المخاطر تزداد في مناطق الأضطرابات والصراعات، وهذا ما كان الحال عليه خلال الثورة المصرية فى 25 يناير .
تشير إحصاءات نقابة الصحفيين المصرية وإحصاءات مؤسسة مراسلون بلا حدود إلى واقع صعب عاشه الصحفيون الباحثون عن الحقيقة خلال 18 يوما هي عمر ثورة 25 يناير 2011.
وقد تراوحت المخاطر التي تعرض لها الصحفيون أثناء الثورة المصرية بين الأعتقال والتعذيب والأهانة المعنوية والمادية والأصابة والقتل أيضا رغم أن مهنة الصحافة محفوفة بالمخاطر لكن هذه المخاطر تزداد في مناطق الأضطرابات والصراعات، وهذا ما كان الحال عليه خلال الثورة المصرية فى 25 يناير .
تقول الإحصاءات أن صحفيا واحدا على الأقل قتل برصاص قوات الأمن خلال الثورة، هو الشهيد أحمد محمد محمود الذي عمل بجريدة التعاون التابعة لمؤسسة الأهرام والذي أصيب بطلق ناري يوم التاسع والعشرين من يناير نقل على إثره إلى المستشفى وهناك لفظ أنفاسه الأخيرة بعدها بأيام.
ترصد الإحصاءات كذلك 79 حالة أعتداء جسدي على صحفيين و25 حالة تدمير ممتلكات وإغلاق مكاتب صحفية منها مكتب قناة الجزيرة، و48 حالة احتجاز لصحفيين من قبل قوات الأمن، و60 حالة منع لصحفيين من دخول ميدان التحرير , ساحة الأعتصام السلمية الرئيسية للمتظاهرين .
وقد وجه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون رسالة للعالم بمناسبة اليوم العالمي للصحافة، قال فيها:
اليوم العالمي للصحافة ثمرة نبتة تفتقت عنها قبل عشرين عاما بصائر ورؤى لفيف من الصحافيين اجتمعوا في ويندهوك في ناميبيا وتوافقوا على صياغة إعلان، عرف بإعلان ويندهوك، كان بمثابة نداء ودعوة لرص الصفوف وتشمير السواعد من أجل حماية المبادئ الأساسية لحرية التعبير التي جسدتها المادة 19 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان. وكان أيضا نذيرا تدق أجراسه عبر العالم منبهة إلى أن ساعة التغيير قد حانت.
أضاف: وها قد مر عشرون عاما على الإعلان وتغيرت ملامح المشهد الإعلامي بلا رجعة، ولكن هدفنا بقي راسخا كالطود لم يتغير ألا وهو: تعزيز حرية التعبير بوصفها الأساس الذي ترتكز عليه كرامة الإنسان وحجر الزاوية الذي يستند إليه صرح الديمقراطية.
وتابع: نقف اليوم شهودا على مفارقة كبرى ينطوي عليها زماننا. فمن جانب، تفتحت أمامنا أبواب ومنافذ لم نعهدها من قبل تبيح لنا حرية التعبير بفضل التكنولوجيات الجديدة والتطور غير المسبوق في وسائل الإعلام. وصار الناس يدخلون أفواجا أفواجا في هذا الفضاء الجديد غير المتناهي لينهلوا ما شاءوا من المعلومات والمعارف ويتبادلوا الآراء ووجهات النظر. وكل هذا تربة صالحة لنمو الإبداع وازدهار مجتمعات صحية واستيعاب الجميع تحت مظلة أشكال جديدة من الحوار.
وأشار إلى انه من جانب آخر، بدأت تتصاعد مخاطر جديدة في خضم تطور متسارع مع أشكال قديمة من القيود والكبت لتطرح من ثم تحديات هائلة أمام حرية التعبير. فباتت تظهر كل يوم إجراءات جديدة لحجب المعلومات وترشيحها وتكييفها ومراقبتها. ولهذه التحديات وجوه مختلفة، إلا أنها تشترك كلها بوجه واحد هو انتهاك حق أساسي من حقوق الإنسان.
وأكد بان كي مون أن الأمم المتحدة عازمة كل العزم على جعل الإنترنت مصدرا عالميا متاحا ومباحا للجميع حتى يصير بمقدور كل فرد أينما كان أن يجد فيه ضالته كمنبر للتعبير عن نفسه وإسماع صوته والتجاوب مع أصوات الآخرين. وهو أمر يؤكد على جدوى وجودة المضامين ويحتم ضرورة العمل من أجل الدفاع عن سلامة وأمن الذين يستخدمون الإنترنت واسطة للتعبير والنشر والتواصل. فكل مبادئ حرية التعبير ينبغي أن تطبق في عالم الإنترنت. وينبغي حمايتها وحماية من يتمتعون بها .
ولفت إلى أنه خلال العقد المنصرم، فقد أكثر من 500 صحافي حياته أثناء تأديته لواجبه المهني. وقتل 60 منهم في عام 2010 وحده في شتى بقاع العالم. ولا يمضي أسبوع دون أن يتوالى المزيد من التقارير التي تخبر عن معاناة الصحفيين والمدونين وما يتعرضون له من ترهيب وعنف.
وقال إن أنتهاكات حقوق الإنسان أمر لا يمكن السكوت عنه، وينبغي على السلطات الحكومية ألا تألو جهدا ولا تدخر وسعا من أجل ملاحقة ومعاقبة الجناة والتصدي لثقافة الإفلات من العقاب والعمل على ضمان أمن وسلامة الصحفيين. وسوف تعيش في ذاكرتنا أبدا شجاعة الصحافيين الذين ضحوا بحياتهم من أجل أن يكفلوا لنا حقنا في أن نعلم، وحقنا في أن نطلع على ما يدور في عالمنا.
وأضاف لقد فتحت الثورة الإعلامية الباب لنقاشات جديدة بشأن حرية التعبير، وطبيعة الضبط والتنظيم، والتوازن بين حرية التعبير والمسؤولية. وكلها أمور ينبغي أن نتوقف عندها وأن لا نتردد في الغوص فيها واستكشاف جوانبها كافة. ويجب علينا جميعا أن نواجه التحدي ونقبل مسؤولية التغيير.
بعد مرور عشرين عاما على اجتماع ويندهوك، تثبت الأحداث كل يوم أن حماية حرية التعبير وتوطيدها أمر لم يفقد أهميته وضرورته قيد أنملة. وعلى ذلك، ننتهز مناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة لندعو كافة الحكومات إلى وضع يدها بيد الأمم المتحدة والعمل سوية من أجل ضمان حرية التعبير في الكلمة المطبوعة والمنقولة عبر الأثير وعن طريق الإنترنت والعمل على ترسيخها في كل هذه المجالات .
على الجانب الآخر , أكدت منظمة « فريدوم هاوس » الأميركية غير الحكومية في تقرير نشرته ، أن حرية الصحافة واصلت تراجعها في العالم خلال 2009 للعام الثامن على التوالي. وسجل التراجع الاكبر في افريقيا جنوب الصحراء وأميركا اللاتينية والشرقين الأدنى والأوسط. في المقابل، رصد بعض التقدم في منطقة آسيا المحيط الهادئ. بحسب فرانس برس. وأشارت المنظمة إلى أن إيران شهدت التراجع الأسوأ في الشرقيين الأدنى والأوسط إثر الانتخابات الرئاسية في حزيران (يونيو) 2009، في حين سجلت أسرائيل تحسناً واكتسبت مجدداً صفة «حرة» ؟!! بعد رفع القيود التي فرضتها إثر حرب غزة مع نهاية 2008. وفي منطقة أفريقيا جنوب الصحراء، سجل التدهور الأكبر في جنوب أفريقيا وناميبيا، وتراجعت هاتان الدولتان من تصنيف «حرتين» إلى «حرتين جزئياً» ومثلهما مدغشقر التي انحدرت الى تصنيف «غير حرة». وفي أميركا اللاتينية، رصد التدهور الأخطر في المكسيك وهندوراس، فيما تراجع الوضع في الأكوادور ونيكاراغوا وفنزويلا. وفي آسيا، سجل تقدم في بنغلادش وبوتان اللتين باتتا «حرتين جزئياً» وكذلك في ست دول اخرى بينها الهند واندونيسيا وليس الصين. ورأت المنظمة أن روسيا ظلت العام 2009 « من بين المناخات الأكثر قمعاً وخطراً بالنسبة إلى وسائل الإعلام». وفي غرب أوروبا، صنفت ايطاليا وحدها «حرة جزئياً» بسبب «تركز وسائل الإعلام والتدخلات الرسمية في وسائل الإعلام العامة».
والدول العشر التي شهدت الأوضاع الأسوأ خلال 2009 على صعيد حرية الصحافة هي: بيلاروسيا وبورما وكوبا وغينيا الاستوائية وأريتريا وإيران وليبيا وكوريا الشمالية وتركمانستان وأوزبكستان. واعتبرت المنظمة أن «وسائل الإعلام المستقلة (في الدول المذكورة) إما معدومة وإما بالكاد تستطيع العمل». وأضافت أن «الصحافة (في هذه الدول) ناطقة باسم النظام، ووصول المواطنين إلى معلومة حيادية أمر محدود فيما يتم سحق المعارضة عبر السجن والتعذيب وأشكال قمع أخرى».
في بيان أصدرته المديرة العامة لليونسكو ايرينا بوكوفا ذكرت فيه أن اختيار هذا الشعار يأتي " لان حرية الاعلام مبدأ يقتضي من المنظمات والحكومات أن تعمم ما لديها من معلومات وتسهل الاطلاع عليها لأي شخص يريدها وذلك استنادا إلى حق الجمهور العام في أن يكون على دراية بالأمور". من جانب آخر, فازت الصحفية التشيلية مونيكا غونزاليس موخيكا، بجائزة اليونسكو غيليرمو كانو العالمية لحرية الصحافة لعام 2010 . وتمنح الجائزة العالمية لحرية الصحافة، التي تبلغ قيمتها 25 ألف دولار، سنويا إلى الأفراد أو الهيئات أو المؤسسات ممن ساهموا بقدر كبير في الدفاع عن، أو تعزيز حرية الصحافة في أي مكان في العالم، ولاسيما إن كانت هذه المساهمات تعرض فاعليها للمخاطر.
وخلاصة القول , فقد أصبح من الأهمية بمكان, أن تقلع الحكومات وخاصة فى العالم النامى والعربى عن سياسة التوجيه والإرشاد والتلقين والتعتيم وأسلوب الدعاية السياسي.
وفي ظل التغييرات المذهلة في تكنولوجية الاتصال وتبادل وتداول المعرفة والمعلومات وكذلك ظهور الطرق المختلفة الحديثة للمعلومات والاتصال ,وفي مناخ كوني عام يسمح بتداول المعلومات, يصبح لا معنى ول اسبب منطقى أو أنسانى أو حقـوقى لأستمرار القيود على وسائط الإعلام, وهو مؤشر خطير ودائم, على العديد من الانتهاكات على حقوق الإنسان, مما يتطلب: إلغاء القيود المفروضة على حرية إصدار المطبوعات والصحف التي تصدر بشكل دوري. وإلغاء قيد الترخيص المسبق من الحكومة كشرط أساسي لإصدار المطبوعة,وهذا يتوقف على مشيئة الجهة الإدارية وإرادتها .وإلغاء قيد التأمين المالي كشرط مسبق لإصدار الترخيص. وإلغاء القيد الذي يتعلق بالموافقة على شكل المطبوعة والمواد التي تختص بها وإلغاء القيود المفروضة على حرية تداول المطبوعات, فان أي عملية بيع وتداول للمطبوعات في الطريق العام أو في محل عمومي مؤقت أو دائم تخضع لترخيص مسبق من الحكومة. وإلغاء القيود المفروضة على المصنفات السمعية والسمعية البصرية ( السينما والمسرح والأغاني والفيديو ). إن لجان الدفاع عن الحريات الديمقراطية وحقوق الإنسان في العالم, وهي تحتفل بيوم الصحافة العالمي تحييّ الصحافيين، وتعرب عن قلقها الشديد لما يتعرضون له من مضايقات وإجراءات من شأنها الحد من تأديتهم لدورهم في نقل الحقائق وعرض مختلف الآراء، وتدعو إلى إزالة العقبات والحواجز بمختلف أصنافها وخاصة شبكة التواصل الإجتماعى وعدم الحجر أو الحجز أو التضييق على المدونات والمدونيين والمواقع الإلكترونية من أجل خلق وضع صحفي قادر على إشاعة روح الشفافية والحرية بعيدا عن التلويح بالعقوبات التي لم تعد متوافقة مع روح العصر . وبهذه المناسبة تعرب لجان الدفاع عن الحريات الديمقراطية وحقوق الإنسان في العالم عن قلقها إزاء أوضاع حرية الصحافة والصحافيين في الدول غير الديمقراطية والمقيدة للحريات والحقوق الإنسانية والتوقف الفورى والآنى عن تطبيق القوانين السالبة للحرية في قضايا الرأي والنشر سواء عن طريق الصحافة أو الميـديـا والأعلام بكافة صوره وأشكاله المتعددة والمعقدة أيضا.
والله المستعـان ,,,,,
ساحة النقاش