أسئلة لم تُجب عنها أوروبا
عهود مكرم (بون)
هذا يكفي».. هكذا استهل الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند فقرة سورية في كلمته أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة، معتبرا أن الأمر بات مخجلا للغاية إذا لم تتمكن المجموعة الدولية من وضع نهاية للكارثة السورية.
وفي ظل أبشع أنواع المجازر التي يرتكبها النظام وروسيا في حلب، التقى وزراء خارجية دول «الكوينت» وهي ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا ووزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي في نهاية الأسبوع بعد اجتماع مجموعة دعم سورية في نيويورك وأعلنوا في بيان لهم تصورهم حول الوضع في حلب وسورية بوجه عام دون أن يحددوا إلى أين يتجه الصراع في سورية.
وجاء في بيان «الكوينت» عدة بنود أهمها وقف قذف النظام السوري لمواطنيه في حلب والدعم الروسي لهذه الممارسات، وأن يكون مجلس الأمن على قدر المسؤولية لوقف جرائم الحرب في سورية، والضغط على موسكو للالتزام بالتعاون مع الشركاء وإظهار استعدادها للبدء في إجراءات فوق العادة وصارمة من أجل تفعيل الجهود الدبلوماسية لإعادة العمل بقرار وقف إطلاق النار. واتفقوا أن الصبر على روسيا له حدود.
وفي بيان الاتحاد الأوروبي الذي تجنب أيضا احتمالات مستقبل سورية، كان اللافت فيه الأسلوب الواضح والحاد بإدانة القصف على حلب وعرقلة مسار قافلة المساعدات الدولية.
ومن أبرز المواقف الأوروبية هو مطالبة الأمم المتحدة بتقصي الحقائق دون شروط حول استخدام الأسلحة الكيماوية في سورية والعمل على فتح ممرات آمنة لقوافل المساعدات.
ومع تزايد البيانات الأوروبية والضغط المستمر المتعلق بالالتزام بالمسار الدبلوماسي رغم الأحداث يبقى هناك فراغ أوروبي لما يمكن أن يتوجه إليه الصراع في سورية، فإلى الآن لم نسمع عن مخاوف من تقسيم سورية ولم يحدد الأوروبي موقفه من روسيا بوضوح، كما لا يبدو أن هناك معلومات وافية تتعلق بممرات الأسلحة إلى سورية والدور الإيراني في هذا الصدد.
إن الأوروبي حريص على القرارات الدولية وعودة مفاوضات جنيف، من هذا المنطلق يترك الإجابة على سؤال «إلى أين يتوجه الصراع في سورية» لما يمكن أن تتوصل إليه المفاوضات القادمة في حال التزام جميع الأطراف بقرار وقف إطلاق النار في المستقبل.