نظريات التطور والقوة وتفسير نشأت الدولة
د. محمد ماهر الصواف
والحكومة تعرضت النظريات التيوقراطية والعقد الإجتماعي للنقد من عدد من العلماء وقدمت نظريات أخري لتفسير نشأة الدولة والسلطة السياسية بها. ومن هذه النظريات التي تقوم علي الحالة الواقعية للمجتمعات وتطورها الطبيعي هي:
- نظرية القوة أو الغلبة
- نظرية التطور التاريخي والعائلي
وسنتعرض باختصار لهذه النظريات كالتالي:
أولا : نظرية القوة والغلبة:
تقوم هذه النظرية علي فكرة البقاء للأصلح حيث تنطلق من ارتباط ظهور السلطة في التنظيمات الاجتماعية المختلفة (العائلة، القبيلة، القرية، المدينة) بالتفوق الجسدي والمادي وتمكن جماعة من الانتصار على جماعة أخرى ( قانون الغابة ). ووفقا لهذه النظرية فان الحرب هي التي أدت إلى ظهور الدول. وتخوض الدول الحروب لتحافظ على وجودها. ومن سلبيات هذه النظرية تركيزها على عامل واحد. ولفتت النظرية الانتباه إلى الدور الذي تلعبه القوة في نشأة الدولة واستمرارها.
ثانيا نظرية التطور التاريخي أو العائلي:
تقوم هذه النظرية علي فكرة أن الدولة نشأت نتيجة عوامل متعددة ساعدت بعد تطور علي مدي العصور فى خلق ترابط اجتماعي بين كل مجموعة من أفراد الجماعات البشرية، وان العوامل الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والدينية والسياسية ساهمت فى هذا الترابط و تنمية الإحساس بالانتماء والولاء للجماعة ، وتولد لديهم الرغبة فى توفير حياة مشتركة. ولا ينكر أصحاب هذا الفكر أن التفاعل بين هذه العوامل تختلف من مجتمع إلي أخر وأن هناك نسبا مختلفة متباينة من هذه العوامل مما أدي اختلاف مراحل التطور من دولة إلي أخري ولهذا لا غرابة أن نواجه بأشكال مختلفة من الدول وأنظمة الحكم.
ويبرز البعض اهمية بعض العوامل التي ساهمت فى نشأت الدولة بصفة خاصة الدين حيث يعتقد القائلون بالأهمية القصوى للدين ان ممارسة الشعائر الدينية الجماعية كان لها الدور البارز فى إيجاد روابط الانتماء بين العائلات والقبائل ، فضلا عن ذلك فإن الدين كان مصدر القواعد التي تنظم سلوك الأفراد وتحدد العلاقات والتفاعل بينهم، كما كان من الضروري ان تظهر العلاقات من له الحق فى تنفيذ العقوبات الدنيوية عند مخالفة القواعد الدينية، وأن ذلك ساعد علي الوصل إلي مرحلة الدولة.
ويعتقد أصحاب هذه النظرية ان رابطة الدم والعلاقات الأسرية ساهمة أيضا مساهمة فعالة فى نشأت الدولة ونموها. وقد تطور التنظيم الإنساني من العائلة إلى العشيرة فالقبيلة والقرية ثم المدينة والدولة.