ويتعجبون لماذا تتعدي قوات داعش علي النساء ؟
د. محمد ماهر الصواف
تصدر من حين لآخر بعض الفتاوي من شيوخنا الأفاضل اساتذة الأزهر تعبر عن فكر متشدد ، وتتضمن آراءا يعتقدون صحتها تتفق مع الفكر المتشدد لداعش وتضفي المشروعية علي ما ترتكبه قواتها وقادتها من جرائم في حق النساء وسكان المدن التي تحتلها .
فقد أجرت بعض أجهزة الإعلام العالمية مقابلات مع نساء المسلمات وغير مسلمات استطاعن الهروب من قبضة داعش وقد أظهرت هذه الحوارات كيف تم معاملت النساء بشكل غير إنساني من قوات داعش وقادتها وما شاهدوه من إغتصاب وإهانات ، وأوضحوا ان سكان المدن والقري التي سيطروا عليها كانوا منذ بدائة الأمر مسالمين تماما ويخضعن لأوامر قيادات داعش اعتقادا منهم ان هذه القوات تتبني تطبيق الشريعة الاسلامية وأن الإسلام دين سلام و جاء عدل ورحمة للعالمين ، إلا أنه للأسف لم يجدوا اي رحمة في المعاملة حيث يتم الإستيلاء علي النساء والقاصرات ، ويتم معاملتهن علي أنهم من الغنائم وسبايا حرب ، ومن ثم من حق القوات المحتلة اغتصابهم بالقوة وعرضهم للبيع .
وفي ظل هذه الجرائم التي ترتكب بإسم الإسلام كما تزعم داعش يرفض كل المؤسسات الإسلامية والمسلمون في الدول كافه هذا السلوك الإجرامي ويؤكدون عدم اتفاق هذه الأفعال مع الفهم الصحيح للإسلام . ومن الغريب انه في نفس الوقت نجد من يتحدث في أجهزة الإعلام من الشيوخ ويعلن إنه يجوز لقائد الجيش العسكري أو الجندي المسلم "الاستمتاع بغير المسلمات . فقد أثارت أستاذة الفقه المقارن بجامعة الأزهر المصرية، سعاد صالح، ضجة بمواقع التواصل الاجتماعي، بعد ظهور مقطع فيديو لها على برنامج "فقه المرأة" المذاع على قناة "الحياة 2" التلفزيونية المصرية.
فقد تضمن حديثها أن الإسلام نظم "’ملك اليمين‘ والذي كان نظاما موجودا قبل الإسلام، في كل الأمم وكل الدول، ، وانه يجوز في حالات الحرب المشروعة بين المسلمين وبين أعدائهم." للجندي المسلم إغتصاب النساء اسري الحرب
وأكدت أستاذة الفقه بجامعة الأزهر ، سعاد صالح ذلك بالقول : "لو إحنا حاربنا إسرائيل، وإسرائيل دي مغتصبة للأرض، بل معتدية على البشر وعلى العقيدة، وطبعا إحنا بنتكلم عن المستحيل، يعني مستحيل إن إحنا حيجي اليوم اللي نحارب فيه إسرائيل ولو أن سورة الإسراء مبشرة بكده، وليس مستحيلا على الله سبحانه وتعالى، فأسري الحرب من النساء هم ملك اليمين، بمعنى أنه علشان أذلهم يصبحوا ملكا للقائد أو للجيش المسلم يستمتع بيهم كما يستمتع بزوجته."
وأعتقد ان مثل هذه التصريحات الإعلامية تصدر دون وعي كامل بالتطور الدولي والعالمي و اتفاقية السلام التي تمت بين مصر وإسرائل ،فما جاء بحديث استاذة الفقه يساعد علي فقد الثقة بيننا وبين كافةالدول غير الإسلامية ويعبر عن عدم رغبتنا وحرصنا علي إلتزامنا بتعهداتنا الدولية أمام العالم ، و يتعارض ما جاء بحديث سيادتها مع ما تم التوقيع علي من مواثيق دولية ،فمن المعلوم أن هذه المواثيق وقواعد القانون الدولي العام تنظم معاملة الإسري والمدنين في اوقات الحرب وتتلزم كافة الدول بها ومنها مصر . وكان من المفضل عدم الخوض في مثل هذه الموضوعات خاصة إن مصر تواجه عديدا من الصعوبات في إعادة الثقة بينها بين كثير من الدول وبصفة خاصة الدول الأوربية ولا شك ان مثل هذه التصريحات تؤثر سلبيا علي علاقات مصر السياسية والاقتصادية العالمية .