التدين لا يكتمل بدون التمسك الإخلاق
د. هالة ضرغام
لم يعد هناك حديث الآن غير الحديث عن تدهور الأخلاقيات في الأمة المصرية، فالشارع المصري حاله لايسر عدو ولا حبيب ولا يستطيع اي اجنبي ان يقود سيارته في مصر فالقيادة في رأيه انتحار، وحسبما سمعت من أحدهم انه لا يمكن التكهن بما سوف يفعله السائق أمامه أو خلفه أو بجواره كما لا يمكن التكهن بما سوف يفعله المشاة فهم يعبرون الطريق فجأه وعلى سائق السيارة أن يتجنبه.
وقيادة السيارة في مصر تتناسب تماما مع منطق الفهلوة المصرية، ناهيك عن الافلام والتركيز علي السلوكيات السيئة والألفاظ البذيئة التي تقدم مصر للعالم العربي والعالم باسرة في صورة بيوت الدعارة والكباريهات والسرقة والنهب وأن نموذج السيدة المصرية هي الراقصة أوتلك التي تنتظر الثري الذي ستستولى علي أمواله مقابل المتعة الحرام. وتتجاهل هذه الافلام السيدات الكادحات اللواتي يعملن بشرف في العديد من المجالات – السيدات اللواتي يخرجن من بيوتهن في الصباح الباكر لايصال اطفالهن الحضانات او المدارس ثم يتجهن الى أعمالهن وبعد انتهاء العمل يسرعن لاخذ هؤلاء الاطفال ليبدأن عمل المنزل من مأكل ومشرب ومذاكرة ونظافة. كلنا نعرف هذه النماذج التي ليست بالضرورة أن تكون فقيرة أو محدودة الدخل فكلنا هذه السيدة المكافحة بصورة او بأخرى.
اما عن العمل فحدث ولا حرج، فنحن درسنا وسمعنا منذ سنوات طويلة عن ال27 دقيقة التي يعملها الموظف المصري في اليوم بالرغم من تدينه الشديد والذي يقتطع من وقت العمل ايضا للصلاة في اوقاتها، ولا يربط بين القيم التي يدعو اليها الدين من إتقان العمل وجودته وبين هذا التدين المرتبط بالطقوس.
ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم في حديث له بأن الدين هو الخلق الحسن وهو الهدف النهائي من بعـثة الأنبياء حيث يقول: إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق