تعد الخريطة البحثية فرعا من الخرائط التربوية والتي تستهدف توفير بيانات ومعلومات تتيح للمخطط التربوي، تحديد المناطق الأكثر احتياجا ، بشكل يضمن العدالة في توزيع الخدمات التعليمية، وتستهدف الخريطة البحثية مساعدة المخططين التربويين علي تشخيص واقع المؤسسات التعليمية، وبيان مدي قدرتها علي تلبية احتياجات تلك البيئة التي تتواجد فيها(<!--).كما يمكن أن يكون للخريطة التربوية إسهامات متعددة ليس فقط في المجال التربوي، بل يمكن أن يكون لها القدرة علي تشخيص أوضاع اجتماعية معينة كالعنف بين طلاب المدارس داخل منطقة جغرافية تعليمية، بل وتحديد الأسباب الكامنة وراء انتشار تلك الظاهرة، ثم تقديم حلول للتغلب عليها واحتوائها من قبل القائمين علي العملية التعليمية بالمناطق الموجودة بها تلك الظواهر. وفي ضوء ذلك يطلق عليها البعض الخريطة المدرسية.
وحيث أن الخريطة البحثية فرع من الخريطة التربوية فإنها يكون لها نفس الأهداف والاتجاهات مع تركيز الخريطة البحثية، علي الموضوعات التي تتطلب البحث والدراسة داخل نظام أو مجال تعليمي معين، ويعرفها البعض بأنها أداة تخطيطية لتشخيص الواقع البحثي في مجال محدد، واستثمار الموارد المتاحة بهذا المجال لتلبية احتياجات القطاعات التنموية المختلفة في المجتمع الحاضر منه والمستقبل بصورة تحقق تنمية شاملة ومتكاملة، علي أن يتطلب ذلك تكاملا في وجهات النظر بين عدد من الخبراء والمتخصصين في ذلك المجال والاستفادة من خبراتهم وقدرتهم علي الحدس والاستبصار العلمي والتخيل الإبداعي للمجال البحثي(<!--). ومن ثم فإن الخريطة البحثية تشتمل علي عدد من المجالات البحثية المرتبطة بالواقع البحثي، وقد تكون في شكل موضوعات بحثية أو قضايا ومجالات يتفرع منها العديد من الموضوعات.
ويعرفها البعض بأنها شبكة من العلاقات التفاعلية بين العناصر الرئيسية لمجالات الفكر ذات الأهمية، والتي تعتبر مؤشرات للاحتياج البحثي في ميدان من ميادين الحياة بأبعادها الزمنية الثلاثة، علي أن يتم فيها ترتيب الموضوعات والقضايا التي تحتاج إلي تركز من المتخصصين بما يمنع من التكرار والازدواجية ومحاولة التوصل إلي عدد متكامل من البحوث، والتي يمكن تحديدها بفترات زمنية تسهل علي متخذي القرار تنفيذها(<!--). ولقد استخدم البحث الحالي مفهوم الخريطة التربوية البحثية واتبع التعريف الإجرائي لها، وهو، أنها عبارة عن أداة أو مخطط يتم من خلاله وضع مجموعة من الأبحاث التربوية المستقبلية المتعلقة بالتعليم الجامعي والتي ستكون في اتجاهين: الأول، اتجاه المجالات الخاصة به، وهي أهداف التعليم الجامعي وسياساته، عضو هيئة التدريس، الطالب الجامعي، الإدارة والتمويل، المناهج والبرامج الجامعية ونظم الدراسة، المكتبات ومصادر المعلومات. ثم يأتي المجال الثاني، حيث تحديد اتجاه الأولويات البحثية التي تندرج تحت كل مجال، وذلك في ضوء التحديات والمشكلات المتوقعة والتي ستواجهه حتي عام2025 من ناحية، وآراء خبراء التربية من ناحية أخري.
ومن الأساليب التي اعتمد عليها البحث الحالي في بنائه للخريطة البحثية
<!--[endif]-->
(1) فاروق شوقي البوهي: التخطيط التربوي، عملياته ومداخله، وارتباطه بالتنمية والدور المتغير للمعلم، الإسكندرية، دار المعرفة الجامعية،1999، ص ص 270 -271.
(2) السعيد محمد رشاد: أنماط الدراسات المستقبلية وأساليب منهجها ودورها في توجيه البحث العلمي التربوي نحو المستقبل : التعليم من أجل مستقبل عربي أفضل، المؤتمر العلمي الخامس لكلية التربية، جامعة حلوان، في الفترة من 29-30 أبريل 1997، كلية التربية، جامعة حلوان، 1997، ص 143.
- مصطفي عبد السميع: مرجع سابق، ص
- حسان محمد حسان: مرجع سابق، ص
ساحة النقاش