فى أصول التربية

يهدف هدا الموقع الى التواصل والحوار وتبادل الخبرات فى مجال أصول التربية

مفهوم اصول التربية

 

 

إن أصول التربية كمجال للدراسة والبحث التربوي يتفق مع الاتجاهات المعرفية الحاضرة والمستقبلية , حيث كسر الحواجز بين مجالات المعرفة المختلفة والتداخل والتفاعل الواضح بينها . الأمر الذي كان له الصدى الواضح في الدعوة إلى البعد عن التخصص الضيق في المراحل المبكرة من الدراسة , بل المطالبة بتأجيل التخصص إلى ما بعد الانتهاء من الدراسة الجامعية ويشير البعض(1) إلى أصول التربية .باعتبارها المعالجة المنظمة للمشكلات الأساسية في التربية مستفيدة في ذلك من نتائج العلوم الأخرى , وما انتهت إلية الخبرة العلمية . مؤكدا على إن أصول التربية تعنى إلى درجة كبيرة بالنتائج التي ثبتت صحتها في النظرية التربوية والتطبيق. بينما يقرر آخران(2) أن الدخول إلى التربية من زاوية أصولها يعنى التجاوز عن الجزئيات إلى المبادئ والقيم التي تحكم العمل التربوي , فالتربية محالا للتطبيق العلمي المستند إلى أصول تستمد من العلوم الأخرى . مثل علم النفس وعلم الاجتماع , وعلم التاريخ , وعلم السياسة , وعلم الاقتصاد , وعلم الإدارة , وعلم النفس , والعلوم الدينية . ومن ثم يمكن القول أن ثمة أصول التربية تتفاعل داخل العملية التعليمية حيث تزود التربية بالنظم والتنظيمات والتجديدات والمستحدثات. كما إن لكل أصل من هذه الأصول علم فله أيضا مجاله التطبيق أو ما يطلق علية نظام. فيوجد النظام السياسي والنظام الاجتماعي والنظام الادارى ... الــــخ. هذا بالإضافة إلى  أن داخل كل علم فــروع  أو يطلق علية تخصصات . وليس معنى ذلك إن أصول التربية. تضم كل هذه العلوم بل تضم منها القدر المناسب لتفسير الظواهر وتجديد تفاعلاتها . إن الانتقال بالحديث  إلى البحث التربوي في مجال أصول التربية يعطى مزيد من الإيضاح .الوضوح لأهمية وفائدة الأصول الثمانية للتربية .

وقبل إعطاء مثال يوضح كيفية الاستعانة بالأصول الثمانية والنتائج والمعرفة المتاحة في العلوم المتصلة والمنبثقة منها هذه الأصول يجدر الإشارة إلى كيفية دراسة الظاهرة التربوية كما حددها "سعيد إسماعيل " في قوله بأن دراسة الظاهرة التربوية تتم على مستويين من الأسباب , أسباب مباشرة (علل قريبة ) , وأسباب غير مباشرة (علل بعيدة) كالبحث عن ألا سباب البعيدة المتصلة بالبيئة الاجتماعية العامة من حيث أثرها . إلا أن الاهتمام في أصول التربية لا ينصب على مستوى دون الأخر . وأن حدود القرب أو البعد هنا هي حدود المؤسسة التعليمية "و" النظام التربوي "و" النظام الاجتماعي بالمعنى الكلى للبنية العامة للمجتمع بكل ما فيه ومن فيه . فالبحث عن العلة داخل المؤسسة التعليمية هو بحث عن الاسباب  البعيدة , لكل ما يتفهمه ذلك من قوى وعوامل تؤثر في التعليم مثل العامل الديموجرافى  ودينامية السكان , ومثل البنية الاجتماعية . ومثل فلسفة المجتمع ورؤيته الاجتماعية ومثل الجوانب الاقتصادية الهامة وفى محاوله لتوضيح علاقة التربية بأصولها وأهمية ذلك في معالجة الظواهر التي صاحبت التعليم الثانوي الأول   التكالب على الالتحاق بالتعليم الثانوي العام  . إن الدارس لهذه الظاهرة يمكن أن يجد بعض الأسباب داخل التعليم . إلا أن ثمة عوامل أخرى قد تزيد أهميه عن تلك قد عززت هذه الظاهرة فالأصول التاريخية(3) تشير إلى أهمية الاتجاهات الاجتماعية لتفسير هذه الظاهرة على وجه الخصوص , فالنظرة المتدنية للتعليم الثانوي الفني نبتت جذورها من إدخال التعليم الحديث  في مصر , وتأصلت في عهد الاحتلال , فعلى الرغم من إلحاق إعداد كبيرة من أبناء الشراكسة والأكراد وغيرهم مما كانوا في خدمة "محمد على " بالمدرسة التجهيزية (تلك التي هدفت إلى تجهيز التلاميذ للتعليم العالي , والذي يمكن القول انه كان يمثل التعليم الثانوي العام خلال هذه الفترة) . إلا أن العنصر المصري كان قليلا بين تلاميذ المدرسة . بل زاد على ذلك أن التعليم  فيها كان باللغة التركية أساسا بلاضافة إلى اللغة العربية . مما ساعد على تعلق أعين المصرين بهذا التعليم الاكاديمى . وما ارتبط في الأذهان من انه الطريق إلى نوعيات متميزة من المهن ومن ثم لم يستطع التعليم الفني أن يحقق الهدف منه إبان عصر "محمد على" من إجراءات لأزاله هذه العقبة . وربما عزز هذا الاتجاه نظرة الحكومة لهذه النوعية من التعليم , حيث قصر القبول في المدارس الصناعية على التلاميذ المتأخرين دراسيا وأولاد الفقراء كذلك قصر التعليم الزراعي على "أبناء العرب" لعدم ميل أبناء الترك  لفن الزراعة . الأمر الذي كانت له انعكاسات واضحة على السياسات التعليمية غير المستقرة ووجود الازدواج في مرحلة التعليم الابتدائي خلال فترة الاحتلال البريطاني . والممثلة في وجود تعليم أولى موازيا للتعليم الابتدائي , يهدف إلى إخراج فئة من صغار الموظفين ,كما زود هذا اللون من التعليم المدارس الصناعية بالطلاب لفترة ما . وبناء على ذلك تأصلت  بعض الاتجاهات الاجتماعية  نحو العليم الفني منطلقا من أنة اقل شأنا . هذا بالإضافة إلى طبيعة المستقبل المتاح لكلى الشهادتين . الأمر الذي ساعد على حدوث تزاحم رهيب على العليم الثانوي العام ,مما كان له أثار سيئة على العملية التربوية وما صاحب ذلك من بعض الظواهر مثل الدروس الخصوصية هربا من التعليم الفني . بالإضافة إلى  تفاقم البطالة بين خريجي الجامعات المصرية .فمن الواضح الجلي أن مثل هذه الظاهرة وما ينتج عنها من أثار يصعب معالجتها من جانب واحد فقط وهو العملية التعليمية في المرحلة الثانوية , وإنما قبل هذا يجب العمل على معالجة الاتجاهات الاجتماعية نحو التعليم الفني بإيجاد صيغة جديدة من التعليم تعطى فرصا كاملة للالتحاق في التعليم الثانوي دون تمييز بين عام وفني . 

المراجع :

<!-- فليب . هــ . فينكس : فلسفة التربية , ترجمة محمد لبيب النجيحى ,القاهرة , دار النهضة العربية 1965 ,  ص 41

<!--لمزيد من التفاصيل حول أصول التربية يمكن الرجوع إلى :

<!--حسان محمد حسان وآخرون : دراسات في فلسفة التربية , القاهرة عالم الكتب , 1981 , ص ص 4-6

-    <!--[endif]-->سعيد إسماعيل على : درس في أصول التربية . دراسات  تربوية , القاهرة , عالم الكتاب , الجزء الأول , نوفمبر م1991 ص685-691 .

-    <!--[endif]-->محمد الهادي عفيفي : في أصول التربية "الأصول الفلسفية للتربية , القاهرة , الانجلو المصرية , 1976 , ص أ

<!--سعد مرسى وسعيد إسماعيل : تاريخ التربية والتعليم , القاهرة . عالم الكتب , 1983 , ص 321  

 

جارى التحميل

ا.د. دلال يسن

dalalyassin
يهدف هدا الموقع الى التواصل والحوار و تبادل الخبرات مع السادة الزملاء أعضاء هيئة التدريس والهيئةالمعاونة وطلاب كليات التربية عامة وأصول التربية بخاصه حول عدد من القضايا التربوية المثاره سواء فى التعليم قبل الجامعى أو فى التعليم الجامعى والدراسات العليا ، وكدلك عرض وتحليل بعض رسائل الماجستير والدكتوراه فى مجال »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

93,617
جارى التحميل