الدراسات المستقبلية
للدراسات المستقبليةجذور تاريخية بعيدة وظهرت الأمثلة على ذلك من خلال كتابات العلماء ورجال الدين خلال العصور القديمة و الوسطي والتي تؤكد على الاهتمام بها، ولقد اكتملت الدراسات المستقبلية في نهاية الستينيات، وأصبحت تحتوي علي المنهج العلمي في البحث والتفكير، بل وشاع فيها أساليب التقدم والتغير والنهضة والحداثة، وأصبح فيها تأكيدا علي مفهوم المستقبلات البديلة، التي تقوم علي التحكم في المستقبل من خلال اقتراح أكثر من بديل، ويتم فيها تحديد أهداف مستقبلية مع البحث عن مؤشرات الماضي والحاضر معا في العديد من المجالات كالسكان والإنتاج والتقدم التكنولوجي([1]).
وتتعدد التعريفات الخاصة لها حيث يعرفها البعض بأنها: مجموعة من الدراسات والبحوث التي تهدف إلى تحديد اتجاهات الأحداث، وتحليل مختلف المتغيرات التي يمكن أن تؤثر في إيجاد تلك الاتجاهات، وهى تلك الدراسات التي تكشف عن المشكلات والتي من المحتمل أن تظهر في المستقبل وتتنبأ بالأولويات التي يمكن أن تحددها كحلول لمواجهة تلك المشكلات المستقبلية وذلك إما من خلال المستقبل التنبؤي ، الذي ينشأ وينمو من معرفة الماضي والحاضر، أو الإرشادي التوجيهي الذي يصور المستقبل لنا من منظور ما يتمنى حدوثه(<!--).
ومعنى ذلك أن الدراسات المستقبلية تعد من العلوم التي تهتم بالرؤية الشاملة للظاهرة وذلك من خلال دراستها بشكل متكامل ومتداخل حيث أنها تعتمد على جمع معلومات شاملة عن الظاهرة مع اكتشاف واقتراح الحلول الممكنة لمواجهة مشكلاتها من خلال وضع بدائل مستقبلية متعددة وممكنة الحدوث ، وقد يقصد بها البعض بأنها: عبارة عن أسلوب لمعرفة المستقبل باستقراء التطورات المنطقية له، بينما قد تعني القدرة على التحكم في المستقبل من خلال الاستعداد له ووضع مجموعة من المبادرات والخطط الموضوعية لمواجهة الاحتمالات المختلفة(<!--). وباستقراء تلك التعريفات المتعددة يلاحظ أنها جميعها تشير إلي أن الدراسات المستقبلية تهتم بوضع بدائل متعددة للمستقبل من خلال دراسة الماضي والحاضر معاً وذلك بوضع الاحتمالات والأدوات والوسائل التي يمكن أن تؤثر فيها، كما تحدد الإجراءات التي يجب أن تتخذ ، إلا أنها لا تفرض مستقبل محدد وليس لها صفة الثبات والدوام. كما أن استشراف المستقبل أمر لا علاقة له بالتكهن، وذلك لأنه يعتمد على أساليب الاستشراف العلمي التي تقوم على فهم للماضي والحاضر والعوامل المختلفة التي أدت إليه وعلى نظام من المعارف الدقيقة عن الإنسان وعالمه يخضع باستمرار للتعديل وذلك في ضوء المعرفة المستمرة للواقع المدروس(<!--).
<!--[if !supportFootnotes]--><!--[endif]-->
- مصطفي عبدالقادر: استشراف المستقبل ودور التعليم المصري في تحقيقه، دراسات تربوية، المجلد الخامس، الجزء الرابع، رابطة التربية الحديثة، 1990، ص 75
- Deare, Hedlay & Salughter, Richard: Education for the Twenty First Century. London, Rutledge, 1993. P 175
- ضياء الدين زاهر: منتدى عربي للفكر المستقبلي، إطار للتأمل، مستقبل التنمية العربية، المركز العربي للتعليم والتنمية لدول الخليج العربي، العدد 23، 2001، ص 218 – 219.
- محمد سيف الدين فهمي: التخطيط التعليمي أسسه وأساليبه ومشكلاته، الطبعة الخامسة ، القاهرة، مكتبة الانجلو المصرية، 1990، ص 203.
-اليونسكو: ارتياد المستقبل "الدراسات المستقبلية والعلوم الاجتماعية"، المجلة الدولية للعلوم الاجتماعية، 1993. ص 35
<!--لورد نيروفيرو: الدراسات المستقبلية في أمريكا اللاتينية، ترجمة محمود فهمي، المجلة الدولية للعلوم الاجتماعية، اليونسكو، 1993، ص 41.
<!--محسن خضر: كيف نستشرف المستقبل العربي، مجلة العربي، الكويت، وزارة الإعلام، العدد 489، 1996، ص ص 132-150.
ساحة النقاش