مرحلة تصميم المواقف التعليمية:
جاءت هذه المرحلة والتى تميزت بالبحث فى تصميم المواقف التعليمية على شكل نماذج ونظم، أخذت مدخلاتها من أسلوب المتعلمين حتى تكون النماذج مناسبة لهم وحسب قدرات كل متعلم واستعداداته وميوله ووفق ظروفه، والسمة الواضحة فى هذه المرحلة أنها استراتيجيات تعليمية تحقق أهدافاً محددة.
وقد جاءت ثمار هذه المرحلة متمثلة فى التعليم المبرمج Programmed Learning، والتعليم بالموديولات Modules أو ما يعرف بالوحدات التعليمية الصغيرة، والتعلم الذاتي Self Learning Systems ، ونظام التوجيه السمعى، ونظام التعليم بالفيديو التفاعلى Interactive Video ، والتعليم من خلال الكمبيوتر والانترنت وغيرها من النظم التى أصبحت نماذج لمواقف تعليمية جاهزة تم تجريبها وتقويمها وتطبيقها بفاعلية وكفاءة.
وخلال تلك الفترة كان يعرف أن تكنولوجيا التعليم هي تصميم التعليم Instructional Design، وفى هذه المرحلة كانت تكنولوجيا التعليم أكثر شمولاً واتساعاً من ميدان الوسائل التعليمية بما تشمله من أجهزة ومعدات، لأن تكنولوجيا التعليم ميدان التصميم التعليمى بأوسع معانيه، وهذا الميدان يعتبر المحور الرئيسي لمجال تكنولوجيا التعليم، والتصميم التعليمى يتناول مجموعة من الأنشطة والإجراءات التى من خلالها يتم التصميم الجيد للبرامج التعليمية، من تحديد الأهداف والأنشطة والمحتوى وأساليب التقويم والعلاج، والبناء الجيد للبرنامج والذي يتخلف وفق أسلوب عرضه (سمعى – بصرى- سمعى بصرى)، أو وسيلة عرضه (برنامج كمبيوترى- برنامج انترنت- برنامج فيديو، ..الخ) وبما يتناسب مع طبيعة المتعلمين ( أطفال – شباب – كبار )، أو جنس المتعلمين (ذكور – إناث)، وكذلك عدد المتعلمين ( فرد – مجموعة صغيرة – جمهور كبير).
وقد تتطلب ذلك وجود كوادر بشرية على علم ودراية كبيرة بأساليب التصميم التعليمى ونظريات التعليم والتعلم ودراسة حركة البحث العلمي فى هذا المجال.
مرحلة ظهور مفهوم الاتصال Communication:
فلقد كان لإدخال مفهوم الاتصال فى مجال التعليم دور كبير فى إبراز وإيضاح المفهوم النظري لتكنولوجيا التعليم حيث أصبح التركيز على عملية نقل المعلومات من المصدر(Source) المعلم أو أي وسيلة أخرى إلى المستقبل (Receiver) المتعلم وكان لنماذج الاتصال التي اكتشفت الفضل فى تحديد عناصر الاتصال والعلاقة بين هذه العناصر، وبينما نجد العديد من نماذج الاتصال ظهر إلا أن النموذج الذى عرفه وحدده Berlo عام 1960 هو ابسطها أكثرها شيوعا واستخداما فى مجال تكنولوجيا التعليم.
مرحلة ظهور الفكر المنظومى Systematic Approach :
يؤكد (على عبد المنعم، 1998، 44) أن ظهور الفكر المنظومى ساعد وبدرجة كبيرة فى تغيير النظرة إلى تكنولوجيا التعليم ومجالها، كما بدأ المربين فى استخدام مصطلح المنظومة التعليمية والذى يشير إلى النظرة المتكاملة والتأثير المتبادل لمكونات العملية التعليمية من أهداف ومحتوى وطرق ومواد وإدارة وأساليب تقويم، واعتبرت تكنولوجيا التعليم طريقة منهجية تقوم على تطبيق المعرفة القائمة على أسس علمية فى مجالات المعرفة المختلفة لتخطيط وتصميم وإنتاج وتنفيذ وتقويم وضبط كامل للعملية التعليمية فى ضوء أهداف محددة، ويشير مفهوم النظم إلى مجموعة منظمة ومترابطة من الأشياء أو مجموعة من الأشياء المترابطة التى تكون مع بعضها وحدة متكاملة، أو هو كل شيء مركب من مجموعة من الأجزاء المرتبة بنظام معين.
ساحة النقاش