الموقع الرسمى الخاص بالاستاذ الدكتور محمد جابر خلف الله

موقع: بحثى - تربوى - تعليمى

المثيرات البصرية Visual Stimuli :

تشير معظم الكتابات التي تناولت المثيرات البصرية إلى وجود حاجة ملحة إلي زيادة الاهتمام باستخدام بالمثيرات البصرية فى العملية التعليمية وخاصة لدى المتعلمين في السنوات الدراسية الأولى، كما يمكن أن يكون الاهتمام بالمثيرات البصرية نابعاً من إثبات أن المتعلم يستقبل عن طريق البصر المعارف والمعلومات بصورة تفوق جميع الحواس الأخرى مجتمعة.

1- مفهوم المثيرات البصرية:

يرى (على عبد المنعم، 2000، 66) أن المثيرات البصرية هى كل ما يتعامل معه الفرد عن طريق حاسة الإبصار، عدا اللغة اللفظية المكتوبة.

ويرى ( فتح الباب عبد الحليم، 1991 ،657) أن المثيرات البصرية مجموعة من الصور والأشكال التى تعتمد على الكفايات البصرية، يستطيع الفرد أن ينميها عن طريق التكامل بين حواسه الخمس، وهى تمكن من تمييز الأشياء والرموز والأحداث التى تقابله فى حياته وتفسيرها، ثم استخدامها إبداعيا فى تواصله مع الآخرين.           

ويعرف (Linn, H, 2003) المثيرات البصرية بأنها مجموعة من المثيرات المرتبطة بحاسة الإبصار والتى يمكن أن يستقبلها المتعلم عن طريق الرؤية، وعندما تنمى مهارات قراءة تلك المثيرات البصرية فإنها تمكن المتعلم (المثقف بصرياً) من أن يفهم ويفسر الأحداث بصرياً والرموز البصرية والأشياء التى عادة ما يتعرض لها المتعلم فى بيئته التى يعيش فيها سواء كانت طبيعية أم من صنع الإنسان نفسه(.

وعليه فالمثيرات البصرية هى ما يصل إلى المتعلم عن طريق حاسة البصر من صور ورسوم ورموز وأشكال تؤثر فى مدركاته بحيث يستطيع فهمها وتفسيرها بصرياً فتساعده فى جوانب تعلمه وإتقانه للمهارات وتعديل الاتجاهات والتواصل مع الآخرين.

2- معايير اختيار وعرض المثيرات البصرية فى التعليم:

هناك عدد من المعايير التى يجب أن يأخذها المعلم فى اعتباره قبل اختيار أى صورة وهذه المعايير هى:

أ- الجاذبية: ضرورة أن يكون محتوى المثيرات البصرية المختارة لتعليم التلاميذ جاذباً لانتباههم. 

ب- علاقة المثيرات المختارة بموضوع الدرس: يجب أن ترتبط المثيرات البصرية المختارة بموضوع الدرس حيث يتوقف حجم الاستفادة من تلك المثيرات على مدى ارتباطها بموضوع الدرس.

جـ- سهولة التمييز: ضرورة تمكن التلاميذ من فهم المعانى التى تعبر عنها المثيرات البصرية بمعنى أنه يستطيع كل متعلم تفسير الرسالة التى نريد توصيلها إليه بواسطة تلك المثيرات، على أن يكون موضوع المثيرات المختارة ومكوناتها فى إطار معلومات التلاميذ وثقافتهم .

هـ- حسن توظيف المثيرات البصرية: يفضل حسن توظيف المثيرات البصرية وعدم إقحامها بالدرس، أو الإكثار منها دون الحاجة فقد يسبب ذلك تشتت انتباه التلاميذ وعدم تركيزهم فى محتوى المثير.

و- عرض المثيرات البصرية في الوقت المناسب: يفضل استخدام المثيرات البصرية فى تعليم التلاميذ فى الوقت المناسب لعرضها سواء كان ذلك قبل الدرس أو أثنائه أو بعد الانتهاء منه. (محمد عبد الهادى، عبد الحفيظ عبد الرحمن، 2004، 11).

3- المثيرات البصرية الواقعية والرمزية:

أن المثيرات البصرية تقع علي خط يتصل بين التجريد التام والواقعية النسبية, وكلما اتجهنا إلي التجريد التام تقل نسبة مماثلتها للواقع, ولقد اختلفت آراء الباحثين من حيث أي النوعين من الصور(الواقعية- الرمزية) أكثر فعالية في عملية التعليم.

أ- المثيرات البصرية الواقعية Real Visual Stimuli:

تتمثل المثيرات البصرية الواقعية فى كل ما يخاطب حاسة البصر من صور وأشياء تمثل تجسيداً حقيقياً للواقع بتصويره ونقله للمتعلمين دون التغيير فى طبيعته أو مكوناته.

والمثيرات البصرية الواقعية هى التى تحتوى على كثير من التفاصيل للشئ أو الكائن كما يظهر فى الطبيعة من دون إضافة أو حذف أو تعديل، وذلك من الصور المتحركة والثابتة لمواقف حقيقية بكامل تفاصيلها. (فتح الباب عبد الحليم، إبراهيم حفظ الله، 1985، 137).

ويرى (على عبد المنعم، 2000، 236) أن المثيرات البصرية الواقعية تشمل الصور المتحركة والصور الثابتة الناقلة للواقع دون تعديل.

ويرى (محمد يونس، 1999، 157) أن المثيرات الواقعية عبارة عن لقطات مصورة لأشياء حقيقية تنقل للمتعلمين أشياء يصعب عليهم الانتقال إليها ومشاهدتها.

ويقصد بالمثيرات البصرية الواقعية بأنها عرض عناصر حقيقية طبيعية من الحياة لتقريب ذلك إلى ذهن التلميذ، مثل تصوير كائنات حية أو مناظر طبيعية، وغير ذلك وتقديمه للتلاميذ، فهى تعبيرا عن الواقع باستخدام الصور، ويمكن توظيف تلك المثيرات فى خدمة العديد من الإغراض والمقررات الدراسية، وتستخدم فى عرض الاشياء الواقعية التى تحتاجها بعض المقررات، والتي قد يؤدى غيابها عن ذهن المتعلم تصويرياً افتقاد الفهم لها ولمكوناتها.       

ب- المثيرات البصرية الرمزية Symbolic Visual Stimuli:

والمثيرات البصرية الرمزية هى التى ترمز للواقع من خلال إظهار العناصر الأساسية فى الشكل الاصلى وإستبعاد العناصر الأخرى غير المهمة؛ وذلك مثل العرائس المتحركة والرسوم. (منى أبو النصر، 1989، 313).

ويعرف (أحمد الحصرى، 2004) المثيرات البصرية الرمزية على أنها تعبير بالخطوط والأشكال والرموز المبسطة لأفكار أو عمليات أو أحداث أو ظواهر علمية أو قواعد أو قوانين ومبادئ أو علاقات أو تراكيب ومكونات شيء ما فى صورة مختصرة تسهل وتيسر إدراك وفهم هذه الأمور بالنسبة للفرد.

ويرى (فتح الباب عبد الحليم، 1989، 18) أن المثيرات البصرية الرمزية المتمثلة فى "الرسوم المتحركة والرسوم الثابتة" هى تعبير بالوسائط الرمزية لتعويض غياب الحقيقة ولمساعدة المتعلم على فهم الحقائق بشكل أكثر فاعلية.

ويرى (مصطفى عثمان، أمينة عثمان، 1994، 185) أن أهمية استخدام المثيرات البصرية الرمزية (الخيالية فى التعليم) ترجع لعوامل كثيرة منها:

(1) تمتلك المثيرات البصرية الرمزية (الخيالية) قوة وإثارة وجذب انتباه التلاميذ تفوق تأثير الوسائل الأخرى.

(2) تعتبر وسيلة اتصال محببة وتثير اهتمام التلاميذ، وذلك فإن استخدامها في مجال التعليم يثرى المجال التعليمى.

(3) تمثيل الواقع المجرد الذى قد يصعب إدراكه بالحواس، يمكن أن تفسر الرسوم المتحركة الحقائق العلمية الرمزية فتسهل عملية إدراكها.

(4) تتميز تلك المثيرات بسعة الخيال الذى لا تقيده القوانين الطبيعية المألوفة.

(5) تبسيط الأحداث والأشياء الفكاهية إلى الحقيقة الجامدة، وبساطة الإمكانيات تجعل تلك المثيرات أداة طيعة لمواضيع علمية وفنية واجتماعية شيقة يقبل عليها الصغار والكبار.

(6) تستخدم لتيسير بعض الموضوعات الصعبة لإبراز العيوب أو لعلاج مشكلة قد يعجز أسلوب أخر عن علاجها.

(7) تعتبر تلك المثيرات أداة مساعدة لشرح العلوم والظواهر المعقدة مثل العلاقات الوظيفية بين المكونات.

(9) تثير اهتمام المتعلمين وتجعل ما يتعلمه باقى الأثر.

(10) تقدم خبرات لا يسهل الحصول عليها عن طريق أدوات أخرى وتسهم فى جعل ما يتعلمه المتعلم أكثر كفاية وعمقاً وتنوعاً.

 

المصدر: د محمد جابر خلف الله
azhar-gaper

أ. د/ مـحمـد جـابـر خـلف الله

  • Currently 5/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
1 تصويتات / 4252 مشاهدة
نشرت فى 24 نوفمبر 2012 بواسطة azhar-gaper

ساحة النقاش

دمحمد جابر خلف الله

azhar-gaper
دمحمد جابر خلف الله- أستاذ تكنولوجيا التعليم بكلية التربية جامعة الأزهر »

البحث داخل الموقع

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,089,716