الموقع الرسمى الخاص بالاستاذ الدكتور محمد جابر خلف الله

موقع: بحثى - تربوى - تعليمى

خامساً- خصائص الوسائل التعليمية:

     للوسائل التعليمية بمعناها السابق مجموعة من الخصائص المهمة والتى تميزها عن غيرها وتجعلها أكثر وضوحاً وهى:

1- الوسائل التعليمية جزء لا ينفصل عن المنهج:

      فالوسائل التعليمية ليست غايةً أو هدفاً فى حد ذاتها، وإنما هى عبارة عن أدوات للتعلم تساعد فى الحصول على خبرات متنوعة لتحقيق هذه الغايات أو الأهداف.

    وهى كذلك ليست بالمواد الثانوية أو الإضافية، وإنما هى من الناحية العملية جزء متكامل مع ما يتضمنه المنهج الدراسى من مقررات مختلفة ( علوم – رياضيات – مواد اجتماعية – لغات – وغيرها من المقررات).

2- الوسائل التعليمية تستخدم فى جميع المراحل التعليمية:

       لا يقتصر استخدام الوسائل التعليمية على مرحلة تعليمية معينة دون أخرى، فهى تخدم أغراض التعليم والتعلم فى المراحل التعليمية المختلفة؛ من مرحلة رياض الأطفال إلى المراحل الأكثر تقدماً: (التعليم الابتدائي – التعليم الاعدادى – التعليم الثانوى – التعليم الجامعي- التدريب أثناء الخدمة)، وهى تختلف من حيث الشكل والنوع عند اختيار الوسيلة التى تناسب المحتوى المراد توضيحه ومن حيث العينة التلاميذ ومستواهم المعرفى والمرحلة العمرية فلكل مرحلة الوسيلة التى تناسبها.

      فاستخدام الرحلات التعليمية والعينات والنماذج يفيد فى تعليم التلاميذ الكبار والصغار، كما أنها تناسب التلاميذ المتفوقين والتلاميذ بطيئى التعلم.

3- الوسائل التعليمية تحقق أهداف التعليم وليست عملاً ترفيهياً:

       لما كانت الوسائل التعليمية جزءاً متكاملاً مع المنهج بمعناه الشامل فهى ليست بالمواد الثانوية أو الكمالية، وهى مواد ليس الغرض منها الترفيه عن التلاميذ من عناء الدراسة أو التسلية أثناء التعليم، فقد أكدت الدراسات أن الوسائل التعليمية توفر الأساس المادى المحسوس للتفكير الإدراكى لدى المتعلمين، كما أنها تثير اهتمامات المتعلمين وتجعل خبراتهم التعليمية باقية الأثر وتوفر خبرات واقعية حقيقية تثير النشاط الذاتي للمتعلمين وتساعد الوسائل التعليمية أيضاً على التفكير المنسق المستمر المتسلسل فهى توفر خبرات متنوعة يصعب الحصول عليها عن طريق أدوات ووسائل أخرى. (أحمد كاظم، جابر عبد الحميد، 1986، 28-29).

 

 

 

سادساً- الوسائل التعليمية في عمليتي التعليم والتعلم:

      يقصد بعملية التعليم توصيل المعرفة إلى المتعلم، وخلق الدوافع، وإيجاد الرغبة لديه للبحث والتنقيب، والعمل للوصول إلى المعرفة، وهذا يقتضي وجود طريقة، أو أسلوب يوصله إلى هدفه.

     لذلك لا يخفى على الممارس لعملية التعليم والتعلم ما تنطوي عليه الوسائل التعليمية من أهمية كبرى في توفير الخبرات الحسية التي يصعب تحقيقها في الظروف الطبيعية للخبرة التعليمية، وكذلك في تخطي العوائق التي تعترض عملية الإيضاح إذا ما اعتمد على الواقع نفسه.

      وتنبع أهمية الوسيلة التعليمية، وتتحدد أغراضها من طبيعة الأهداف التي يتم اختيار الوسيلة لتحقيقها من المادة التعليمية التي يراد للطلاب تعلمها، ثم من مستويات نمو المتعلمين الإدراكية، فالوسائل التعليمية التي يتم اختيارها للمراحل التعليمية الدنيا تختلف إلى حد ما عن الوسائل التي نختارها للصفوف العليا، أو المراحل التعليمية المتقدمة، كالمرحلة المتوسطة والثانوية.

ويمكن حصر دور الوسائل التعليمية وأهميتها في عملتى التعليم والتعلم فيما يلى:

1- تقليل الجهد، واختصار الوقت من المتعلم والمعلم:

      فعن طريق الوسائل التعليمية يمكن استخدام النماذج عوض عن الذهاب والسفر لمشاهدة الشئ الحقيقى البعيد مكانياً، وبذلك يتم اختصار الوقت والجهد، وكذلك استخدام العينات التعليمية والتى تكون جزءاً من الطبيعة البعيدة كل ذلك يوفر وقت وجهد المتعلم.

2- تتغلب على اللفظية وعيوبها:

    فكثيراً من المتعلمين وخاصة فى مراحل التعليم الدنيا يرددون ألفاظاً دون معرفة معناها أو مدلولها الحقيقي مما قد يتسبب فى وجود خلط فى المفاهيم؛ ومن خلال توظيف الوسائل التعليمية من رحلات علمية للأماكن التى تحوى مدلول المفاهيم وإحضار المفهوم فى شكل عينة وعمل معروضات للمدلولات الخاصة بالمفاهيم كل ذلك يساعد على التقليل من اللفظية غير الهادفة وجعل التعليم أكثر ايجابية.

3- تساعد في نقل المعرفة، وتوضيح الجوانب المبهمة، وتثبيت عملية الإدراك:

      فالوسائل التعليمية المختلفة تساعد على نقل المعرفة من جيل إلى جيل آخر من خلال ما توضحه الوسيلة فمن خلال بقاء الآثار الفرعونية القديمة أصبحت وسيلة تعليمية تعبر عن الحضارة الفرعونية وتم عمل العديد من المعارض الخاصة بالآثار لعرضها والتعليم من خلالها، ولذلك فإن حجر رشيد رغم أنه معروض لكنه كان وسيلة مهمة فى كشف اللغة المصرية القديمة.

4- تثير اهتمام وانتباه الدارسين، وتنمي فيهم دقة الملاحظة:

   فالتعليم من خلال الوسائل التعليمية وتوظيفها جيداً باستخدام المعارض المدرسية والمتاحف والنماذج والعينات جعل التعليم بالنسبة للمتعلم أكثر انتباهاً واهتماماً فهو تعليم أكثر جاذبية وتقريباً لأذهان المتعلمين ويجعل المتعلم فى ملاحظة دوماً.

 

5- تثبت المعلومات، وتزيد من الحفظ، وتضاعف الاستيعاب:

     فالتعليم من خلال الوسائل التعليمية ومخاطبة حواس كثيرة لدى المتعلم حيث إن المقولة الشهيرة التى تقول إن الصورة تغنى عن ألف كلمة، حيث إن التعليم من خلال العين أكثر بقاءً عنه من خلال السمع فقط ومن خلال المعارض والمتاحف يتم توظيف الصوت الضوء ومخاطبة حاستي السمع والبصر فيكون التعليم أكثر ثباتاً ويضاعف الحفظ والاستيعاب.

6- تنمي الاستمرار في الفكر:

     فالاستعانة بالوسائل التعليمية فى تقديم المعارف والمعلومات يجعل المتعلم فى تفكير مستمر للربط بين الوسيلة ومحتواها والمقرر الدراسى وأهدافه.

7- تسهل عملية التعليم على المعلم والتعلم على الطالب:

       فالوسائل التعليمية تسهل على المعلم تقديم محتوى الدرس، فكما كان فى السابق من وقوف المعلم طوال الحصة بجوار سبورة سوداء اللون واستخدام الطباشير الضار بالصحة ومحاولته السيطرة بذاكرته على المحتوى لكن بتوظيف الوسائل التعليمية أصبح المعلم شارحاً للمحتوى وموضحاً له ومرشداً للتلاميذ، وتغير دور الطالب من متلقياً سلبياً للمعارف والمعلومات من خلال المتعلم إلى دور القائم بالبحث عن المعارف من خلال المشاركة الجماعية فى الرحلات ومشاهدة المتاحف والزيارات وتجميع العينات.

 

 

8- تعلم بمفردها:

     فالرحلات، والمتاحف وغيرها من الوسائل التعليمية تستطيع تقديم محتوى التعليم من خلالها مباشرةً دون الحاجة لتوضيح من آخرين وهى بذلك تدعم التعلم الذاتي القائم على النشاط والاستبصار.

9- تساعد على إبراز الفروق الفردية بين الطلاب:

     قد يكون لدى المتعلمين فروقاً فرديةً يصعب التعرف عليها من خلال التعليم الشفهى القائم على الحفظ والاستظهار، لكن باستخدام الوسائل التعليمية يتم إبراز الفروق الفردية بين المتعلمين من خلال المشاركات فى المجلات والزيارات والرحلات وتجهيز المحنطات والعينات.

10- تتيح للمتعلمين فرصا متعددة للمتعة وتحقيق الذات:

     فالتعليم القائم على النشاط فى ذاته وسيلة من وسائل المتعة وتحقيق الذات، ومن خلال الوسائل التعليمية وتوظيفها الجيد فى التعليم يمكن إتاحة فرصا للمتعة الذاتية والجماعية للتعلم من التفاعل والمنافسة والتعاون فى الوقت نفسه وهو ما يعود بالإيجاب على عملية التعليم والتعلم.

11- تساعد على إبقاء الخبرة التعليمية حية لأطول فترة ممكنة:

     فالمشكلة المعروفة عن المتعلمين هو عملية النسيان والتى تكون بعد الانتهاء من الامتحانات، لكن من خلال التعليم بالوسائل التعليمية تكون الخبرة التعليمية باقية الأثر لأبعد وقت ممكن فالطلاب الذين يشاركون فى رحلة علمية إلى مدينة أسوان والأقصر على الرغم من الاستفادة العلمية الكبيرة إلى أن الطالب يظل يتذكر هذه الرحلة طوال حياته.

12- تعلم المهارات، وتنمي الاتجاهات، وتعدل السلوك:

      فكثيراً من السلوكيات قد يكون من الصعوبة التغلب عليها وتغييرها من خلال النصح والإرشاد، لكن بتوظيف الوسائل التعليمية يمكن تعديل السلوك بدرجة كبيرة، فالذهاب فى رحلة لإحدى المستشفيات ومتابعة المرضى بسرطان الرئة مع شرح مبسط من خلال معرض مجهز لتأثير التدخين على الرئة والمرض بالسرطان قد يؤدى إلى تغيير أكبر فى اتجاهات الطلاب نحو الإقلاع عن التدخين.

13- إثارة اهتمام التلاميذ نحو التعلم:

      فالتعليم القائم على وجود أهمية لدى المتعلمين أبقى أثراً من التعليم القائم على غير أهمية لدى المتعلم، فمن يتعلم شئ يرى فيه أهمية يكون أكثر دافعية للتعلم عن تعلم شئ لا يكون له أهمية من وجهة نظرة، ولذلك فالوسائل التعليمية تجعل التعليم يتحول من الجمود والشفهية والسلبية إلى النشاط والايجابية والعمل وهو ما يجعل التعليم أكثر أهمية.

14- توفر خبرات واقعية حقيقية تثير النشاط الذاتى للمتعلم:

       فالتعليم من خلال الوسائل التعليمية؛ تعليم قائم على خبرات حقيقية يقوم بها المتعلم بدلاً من الخبرات السماعية فقط، فهو يسافر فى رحلة لمشاهدة اهرامات الجيزة فى مقرر التاريخ المصري عندما يدرس هذه الوحدة المتعلقة بالأهرامات، ويتعرض لتجارب حية عن طريق عينات كيميائية فى مقرر العلوم، ويتابع معرض المدرسة عن حرب تحرير سيناء، كل هذا يجعل التعليم يثير النشاط الذاتي لدى المتعلم ويجعل الخبرات حقيقية وواقعية لذا فهى خبرات باقية الأثر.

15- تساعد على التفكير المنظم المنطقي:

    فالتعليم القائم على توظيف الوسائل التعليمية يساعد على التفكير المنطقي المنظم من خلال التفاعل النشط والمشاركة والمشروعات والتعاون بين الطلاب والتعليم عن طريق العمل.

azhar-gaper

أ. د/ مـحمـد جـابـر خـلف الله

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 384 مشاهدة
نشرت فى 24 نوفمبر 2012 بواسطة azhar-gaper

ساحة النقاش

دمحمد جابر خلف الله

azhar-gaper
دمحمد جابر خلف الله- أستاذ تكنولوجيا التعليم بكلية التربية جامعة الأزهر »

البحث داخل الموقع

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,093,751