إن الخدمات المكتبية ليست عملية جديدة، فقد عرفت منذ ألاف السنين؛ حيث عرف البابليون والآشوريون والمصريون القدماء واليونانيون وكذلك العرب والمسلمون وغيرهم من الأمم نوعاً من علوم المكتبات والتصنيف والفهرسة يتلاءم مع حياتهم ومتطلباتها، وقد حرص الإنسان منذ فجر التاريخ على تدوين كتاباته وأفكاره ومظاهر الحياة التى تحيط به، وكان حريصاً على نقش أثاره على الأضرحة والنقش على الهياكل، والأبنية التاريخية، أو تدوينها على النقود والحلي والزينة وبطون القراطيس كما حدث لجميع الشعوب ذات الحضارات القديمة، حيث يشهد التاريخ لما خلفه الآشوريون، والبابليون، والمصريون، والحيثيون، والفينيقيون، والصينيون، والهنود، وغيرهم من الشعوب ما نعلمه ومالا نعلمه، والذين تركوا لنا أثاراً تدل عليهم وعلى ثقافتهم ومعرفتهم.
وبعد مرحلة الحفر والنقش والتدوين على الأضرحة؛ أخذت النخبة تحفظ الوثائق فى الأديرة، وقصور الملوك هذا إلى أن ظهرت المكتبات والتى راحت تستوعب كل مظاهر الحياة الإنسانية، وقد برز منها أسماء مكتبات عظيمة مثل مكتبة الإسكندرية، ومكتبة أرسطو ومكتبة بيت الحكمة.
وبصفة عامة فقد تزامنت نشأة الكتاب مع نشأة اللغة من ناحية، ومع نشأة الفن من ناحية أخرى؛ حيث اختلفت وسائل الكتابة من مجتمعٍ لآخر، ونشاهد ملامح ذلك الاختلاف فى تباين أشكال الكتب القديمة
ساحة النقاش