الموقع الرسمى الخاص بالاستاذ الدكتور محمد جابر خلف الله

موقع: بحثى - تربوى - تعليمى

يعد التعلم التعاونى من المفاهيم التى أخذت قدراً كبيراً من اهتمام الباحثين والكتاب مما جعل هناك العديد من التعريفات التى وضحت طبيعة هذه الاستراتيجية التعليمية؛ ومن هذه التعريفات ما أوردته كتابات (السعدنى، 1993، ص 205) أن التعلم التعاونى هو: "طريقة للتدريس يعمل فيها مجموعات صغيرة متعاونة من المتعلمين ذوى مستويات أداء مختلفة وذلك لتحقيق هدف مشترك، ويتم تقييم كل فرد فى المجموعة على أساس الناتج الجماعى ويتراوح عدد كل مجموعة ما بين 2-7 أفراد يعملون معا باستقلالية تامة دون تدخل من المعلم الذى يعد مرشداً وموجهاً.

       ويعرف (الدسوقى، 1998، ص 304) التعلم التعاونى بأنه: تصميم لموقف تعليمى قائم على تفاعل إيجابى لمجموعة من المتعلمين يتبادلون المعارف والخبرات، ويكتسبون المهارات الشخصية والاجتماعية، ويحكمهم هدف أساسى هو أن كفاءة الجميع هى الضمان لتميز المجموعة والفرد.

2- مبادئ التعلم التعاوني:  تستند فكرة التعلم التعاونى على مجموعة من المبادئ الرئيسة هى:

  أ- التفاعل وجهاً لوجه (Face To Face Interaction): ويعنى ذلك أن يكون هناك حاجة ضرورية لجلوس أفراد المجموعة بعضهم بعضاً والتفاعل والتواصل وتبادل وجهات النظر؛ سعياً للوصول إلى فهم مشترك وحلول متفق عليها، بحيث يلتزم كل فرد بالمجموعة بتقديم المساعدة والتفاعل الايجابى مع زميل آخر فى نفس المجموعة، وتشجيع كل فرد للأخر وتقديم الدعم، مع الاعتماد الإيجابى المتبادل بين أفراد المجموعة؛ المتمثل فى تبادل الآراء وإثارة الأسئلة والإجابة عنها، وهو ما يكسب الطلاب اتجاهات إيجابية للعمل معا، كما يؤثر فى تحصيل الطلاب ومهاراتهم. (عبد الوهاب، 1999، ص209).

ب- الاعتماد المتبادل (Inter Dependence ): ويعنى ذلك أن كل فرد بالمجموعة يعد عنصراً مهما؛ يعتمد عليه أفراد المجموعة الآخرين، ويدرك كل فرد أن نجاح المجموعة مسؤوليته الشخصية كما هو مسؤولية الجميع، ويعى أن نجاح أعضاء مجموعة التعلم يعتمد على نجاح كل عضو فيها، ونجاح كل عضو يعتمد عليه نجاح الآخرين. (المقبل، 2011، ص 2).

جـ- التواصل البين شخصى (Personal Communication Inter): ويعتبر التواصل ببرامج التعلم التعاونى من العناصر المهمة؛ وذلك حيث إن الأصل فى برنامج التعلم التعاونى هو التفاعل والتعاون، ولا يتحقق ذلك إلا إذا كان الأفراد قادرين على التواصل الإيجابى وتبادل الأفكار فيما بينهم.

د- المسؤولية الفردية (Individual Accountability): وتعنى أن يتحمل كل فرد في المجموعة مسؤولية إنجاز العمل المنوط به فى الوقت المحدد، وبالنوعية ودرجة الإتقان المطلوبة، والإسهام بنصيب فى العمل والتفاعل مع بقية أفراد المجموعة بايجابية، كما أن المجموعة مسؤولة عن استيعاب وتحقيق أهدافها وقياس مدى نجاحها فى تحقيق تلك الأهداف وتقييم جهود كل فرد من أعضائها، كما يعنى أن كل فرد يتحمل مسؤولية عمل المجموعة مما يعنى أن كل فرد معنى وملتزم برفع مستوى كفاياته بما يؤهله لإنجاز العمل وإتقانه، كما أنه ملزم بتقديم الدعم العلمي والاجتماعي والتربوي لأفراد المجموعة الآخرين سعياً وراء نجاح المجموعة وإتقانها لأعمالها.

هـ- المعالجة (Processing ): ويقصد بالمعالجة قيام أفراد المجموعة بتحليل العمل والممارسات والخروج بالتغذية الراجعة حول المنجزات والنواتج وتحقيق الأهداف ودرجة جودة المنتج، ومدى محافظتهم على علاقات عمل فعالة بينهم، والتوصل للقرارات التى تقودهم لكيفية تحسين أدائهم ومعالجة المهمات بصورة أفضل. (خضر، 1998 ، ص162؛ خليفة، 2003: ص 56).

3- مميزات التعلم التعاوني: تناولت العديد من الدراسات السابقة والأدبيات مميزات التعلم التعاونى ومن أهم هذه المميزات أنه: ( يحقق زيادة كبيرة فى الدافعية نحو التعلم لدى الطلاب- يخفض من معدل القلق والخوف الذى يصاحب عملية التعلم- يساهم مساهمة كبيرة فى زيادة التحصيل الدراسى والأكاديمى- ينمى القدرة على تطبيق ما يتعلمه الفرد فى مواقف جديدة- ينمى القدرة على تقبل وجهات النظر المختلفة- يحقق احترام أعلى للذات ويرفع من ثقة المتعلم بذاته- ينمي المهارات الاجتماعية (التعاون ـ التنظيم ـ تحمل المسئولية ـ المشاركة) - ينمي ويعزز التفاعل الإيجابى بين المتعلمين. (كوجك، 1992، ص 199؛ سويلم، وسليمان، 2001، ص 185).

4- مراحل التعلم التعاوني: يسير التعلم التعاونى وفق مراحل هى:

 أ- مرحلة التعرف: فى هذه المرحلة يتم تفهم المهمة التعليمية المراد أدائها، وتحديد جوانبها ومعطياتها، وكيفية القيام بها، والوقت المخصص للعمل المشترك لحلها.

 ب- مرحلة بلورة معايير العمل الجماعى: وفي هذه المرحلة يتم توزيع الأدوار بين أفراد المجموعة والاتفاق على أسلوب التعاون، وتحديد المسئوليات الفردية والجماعية للمساعدة على اتخاذ القرارات المشتركة، وكيفية الاستجابة لآراء أفراد المجموعة.

 جـ- مرحلة الإنتاجية: وفى هذه المرحلة يتم المكوث من أجل العمل والقيام بالواجبات من قبل أفراد المجموعة والتعاون في إنجاز المطلوب، بحسب الأسس والمعايير المتفق عليها.

  د- مرحلة الإنهاء: وفى هذه المرحلة يتم كتابة تقارير الأعمال والاستنتاجات، وعرض ما توصلت إليه المجموعة، في جلسة الحوار العام.

5- استراتيجيات التعلم التعاونى: يعد التعلم التعاوني استراتيجية تعليمية تتفرع منها استراتيجيات فرعية عديدة، ومن أهم استراتجيات التعلم التعاونى ما يلى: ( استراتيجية البحث الجماعي  Group Investigation - استراتيجية إتقان فرق الطلاب للمادة التعليمية  teams mastery learning – student- استراتيجية التعاون والتكامل فى القراءة التعبير(CIRC) Cooperative Integrated and Composition-  استراتيجية المساعدة الفردية للفريق Team Assisted Individualization   - استراتيجية ألعاب ومسابقات الفرق Teams -Games-Tournaments- استراتيجية ترتيب المهام المتقطعة Jigsaw   - استراتيجية توزيع الطلاب على فرق على أساس التحصيل أو الإنجاز Student Teams - Achievement Divisions. 

المصدر: د محمد جابر خلف الله
azhar-gaper

أ. د/ مـحمـد جـابـر خـلف الله

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 1211 مشاهدة
نشرت فى 28 ديسمبر 2011 بواسطة azhar-gaper

ساحة النقاش

دمحمد جابر خلف الله

azhar-gaper
دمحمد جابر خلف الله- أستاذ تكنولوجيا التعليم بكلية التربية جامعة الأزهر »

البحث داخل الموقع

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,093,805