الموقع الرسمى الخاص بالاستاذ الدكتور محمد جابر خلف الله

موقع: بحثى - تربوى - تعليمى

مما لا شك فيه أن الاستعانة بالتكنولوجيا الحديثة فى العملية التعليمية أحد الدعائم التى لا غنى عنها، حيث إن إستخدامها يتيح للمتعلمين أشكالاً جديدة من الإتصال وطرقاً جديدة فى حل المشكلات، وعلى ذلك كان إستخدام الأجهزة التعليمية فى التعليم أمراً ضرورياً ومتطلباً من متطلبات وأصبح تقدم العملية التعليمية وكفاءتها مرهوناً بالإستخدام السليم لهذه الأجهزة .
فقدرة أخصائيى تكنولوجيا التعليم على الاستخدام الجيد للأجهزة التعليمية يحسن من آدائها بفاعلية وكفاءة لأن إستخدام الأجهزة التعليمية تحتاج لمهارات وقدرات خاصة، وقد اعتبرت مهارات تشغيل واستخدام وصيانة الأجهزة التعليمية من العمليات القائمة على أسس علمية ومسئولية مهنية ينبغى أن يقوم بها أخصائى تكنولوجيا التعليم، وعلى ذلك فإن برنامج اعداد أخصائي تكنولوجيا التعليم ينبغى أن يتيح له الفرصة لمعرفة الأسس النظرية والعملية المرتبطة بتشغيل واستخدام الأجهزة التعليمية وصيانتها والتعامل معها والممارسة العملية خلال سنوات الدراسة.
أولا- مفهوم الأجهزة التعليمية:
رغم التعدد فى تعريفات الأجهزة التعليمية إلا أنها جميعاً اتفقت على هدف رئيسى وهو تيسير عملية التعليم، فبينما تم تعريف الأجهزة التعليمية على أنها آلات وماكينات تستخدم لعرض المحتوى التعليمى نجد أن (مصطفى عبد السميع، 1999، 101) يرى البعض أنها هى الأنظمة التى نوظفها فى مجال التعليم وفق أسلوب أو طريقة منظمة لتحقيق هدف وهو توصيل المعلومات بيسر وسرعة ودقة مع توفير الوقت والجهد.
     هذا ويعرفها (دونقلى جيمDonlevy , jim – 2000,121  ) بأنها الوسائل التى تحقق المهارات الدراسية وتوصل الأهداف والحاجات التعليمية.
وعلى ذلك تكون الأجهزة التعليمية هى وسائل لتحقيق أهداف العملية التعليمية بطريقة منظمة لتساعد على توصيل المعلومة بسهولة ودقة عن طريق آلات وماكينات مستخدمة لتحقيق هدف محدد.
       وقد اتفق كل من (الغريب زاهر، إقبال بهبهانى،1999،52 )       و( زاهر أحمد، 1996،21) على أن الأجهزة التعليمية هى أى شئ يحمل المعرفة بين مصدر المعرفة ومستقبلها بطريقة آلية فى عرض المادة العلمية. 
ويذكر ( "جونز" Jones – 1983, 2  )  أن الأجهزة التعليمية هى أنواع من الوسائل السمعية والبصرية ووسائل العرض، وما تحتويه من صور ورسوم وتسجيلات لتحقيق شتى أنواع الأنشطة التعليمية والتطبيقية وحل المشكلات التعليمية. 
ويميز (حسين الطوبجى، 1981، 91) بين المواد التعليمية مثل الأفلام والصور والشفافيات والنماذج وغيرها، وبين الأجهزة التعليمية ويحذر من الخلط بينهما، ويرى أنه كثيراً ما يذكر مصطلح الوسائل التعليمية ويقصد به المواد التعليمية والأجهزة معا.
ويرى (على عبد المنعم، 1998، 49) أن المواد التعليمية هى أدوات تحمل وتخزن المحتوى التعليمى لنقله إلى المتعلمين بواسطة أجهزة أو دون أجهزة، أما الأجهزة فهى ماكينات ومعدات تستخدم لعرض ونقل المحتوى التعليمى المخزون على بعض المواد التعليمية ومن أمثلتها (جهاز الكمبيوتر ـ جهاز الفيديو) والمواد التعليمية التى تعرضها هذه الأجهزة (ديسكات الكمبيوتر ـ معلبات الفيديو). 
      وتعرف (عفاف حلمى، 1990، 32) الأجهزة التعليمية بأنها  وسائل اتصال تضم أجهزة تحمل وتنقل الرسالة التعليمية سواءً كانت معرفية أو وجدانية أو مهارية. 
بينما يرى (فتح الباب عبد الحليم، 1997، 23) أن الأجهزة التعليمية ما هى إلا مجموعة من الوسائل التى صنعها الإنسان وسيظل يصنع غيرها لتحسين التعليم والتعلم.
      وقد أورد (تكتون Ticton كما قدمه مصطفى عبد الرحمن، 1991، 11) فى التقرير الذى قدمته جمعية التقنيات التربوية أن هناك تعريفين للأجهزة التعليمية :
التعريف الأول : الأجهزة التعليمية هى التى تمخضت من ثورة عالم الاتصال التى يمكننا استخدامها لتحقيق الأهداف التعليمية إلى جانب المعلم والكتاب.
التعريف الثانى: يشمل الأجهزة التعليمية فى إطار الوسائل التعليمية، على أن الأجهزة فى هذا الإطار هى طريقة منظمة لتصميم وتنفيذ وتقييم عمليتى التعليم والتعلم وفق أهداف محددة تعتمد على الأبحاث فى مجال التعليم والاتصال.
      وعلى ما سبق فإن الأجهزة التعليمية هى وسائل تحقيق أهداف العملية التعليمية وتحسين عمليتى التعليم والتعلم، وتحقيق الاتصال الفعال بين المحتوى والمتعلم، قائمة على الاستعانة بمعدات وآلات ووسائل تكنولوجيا التعليم، لتحقيق أفضل أداء وبأقل تكلفة وفى أقل وقت وأكثر سرعة ودقة، مع التحديث والتطوير فى قدراتها وإمكانياتها لخدمة الأغراض التعليمية والتربوية.
فالأجهزة التعليمية هي وسائل نقل المحتوى التعليمي والمثيرات التعليمية إلى المتعلمين، فالمواد التعليمية وما تحمله من رسائل مسموعة أو مرئية أو مقروءة لا يتم تفاعلها مع جمهور المتعلمين إلا من خلال جهاز نقل هذه الرسالة، فمن المعروف أن شريط الكاسيت   لا يمكن سماع محتواه من دون وجود كاسيت سمعى، وشريط الفيديو لا يمكن مشاهدة محتواه أيضاً دون وجود جهاز فيديو كاسيت، وغيرها من المواد وأجهزتها.
     فهى عبارة عن آلات أو ماكينات أو أدوات تستخدم لعرض أو نقل المحتوى التعليمي المخزن على بعض المواد التعليمية ومن أمثلتها:
- أجهزة  التسجيل السمعى (الكاسيت). 
- أجهزة عرض الشفافيات.      
 - أجهزة عرض الشرائح.
- أجهزة عرض الأفلام بأنواعها.    
- أجهزة الفيديو كاسيت.        
- أجهزة الكمبيوتر.
     وهناك من يطلق على المواد التعليمية ( Instructional Materials ) Software وعلى الأجهزة التعليمية Hardware وكثيرا ما تطلق الوسائل التعليمية ويقصد بها المواد والأجهزة معا.      


ثانياً- تصنيفات الأجهزة التعليمية:
      نتيجة للثورة الصناعية فى القرن التاسع عشر التى هيأت العديد من المخترعات ووفرت مصادر جديدة للمعرفة مثل آلات التصوير الفوتوغرافى والسينمائى، وأجهزة عرض الشرائح، والأفلام الثابتة والمتحركة، وأجهزة التسجيل الصوتى، ولقد وفرت هذه الأجهزة سبل استقبال المعرفة بصرياً وسمعياً.
وعلى الرغم من نجاح هذه المخترعات والأجهزة فى التعليم بعد ذلك إلا أنها لم تكن تنتج خصيصا من أجل التعليم، وربما يكون ذلك راجعاً لعدم توافر التسويق اللازم لهذه الأجهزة فى المؤسسات التعليمية لعدم المعرفة الكاملة بها وكيفية استخدامها فى ذلك الوقت.
لكن وفى السنوات العشر الأخيرة من القرن العشرين زادت هذه الأجهزة التعليمية تنوعاً وتطوراً لأسباب كثيرة قد يكون فى مقدمتها ذلك التقدم التكنولوجى الذى نعيشه الآن، والذى أدى إلى حدوث ثورة فى عالم الأجهزة بصفة عامة، وفى عالم الأجهزة التعليمية خاصة، حتى أن البعض يرى أننا نعيش فى عصر ثورة الأجهزة، ومن نواتج ذلك أن الأجهزة أصبحت تنتج خصيصا للأغراض التعليمية، بعدما كانت تنتج من قبل لأغراض أخرى غير تعليمية. (على عبد المنعم، 2002، 22 ).
     وقد أصبحت الأجهزة التعليمية جزءاً مهماً فى النظام التعليمى، فلم تعد الأجهزة التعليمية جزءاً كمالياً فى العملية التعليمية، واستخدامها أصبح أمراً أساسياً فى التعليم، وعلى ذلك فقد تنوعت وتعددت لتدخل فى جوانب تعليمية عديدة.
وقد تم تصنيف الأجهزة التعليمية فى ضوء مجموعة من الأسس:
- الوظائف التى تقوم بها الأجهزة .
- طبيعة المواد التعليمية التى تعرضها الأجهزة .
- فكرة عمل الأجهزة .
1- التصنيف بناء على الوظائف التى تقوم بها الأجهزة:
      عملية استخدام الأجهزة التعليمية فى التعليم، تكون إما لعرض المواد التعليمية، ويطلق عليها أجهزة العرض Presentation Equipment ، وإما لإنتاج المواد التعليمية، وتسمى أجهزة إنتاج Production Equipment ، وهناك أجهزة تستخدم للوظيفتين           (العرض والإنتاج)، مثل جهاز عرض الشفافيات وجهاز العرض المتعدد DP.30 ، وجهاز الكمبيوتر.
2- التصنيف وفق طبيعة المواد التعليمية التى تعرضها الأجهزة:
       المواد التعليمية التى تعرضها الأجهزة متعددة ومختلفة، فهناك المواد التعليمية ( الشفافة، والمعتمة، والمسطحة، والمجسمة، والصور والرسوم الثابتة، والصور والرسوم المتحركة )، وتصنف الأجهزة التعليمية فى هذا المجال إلى مجموعات كما يلى:
أ- أجهزة عرض الصور الثابتة. 
ب-أجهزة عرض الصور المتحركة.
جـ-أجهزة عرض المواد التعليمية المخزن محتواها على شرائط أو ديسكات. (على عبد المنعم، 2002، 2).
3 التصنيف على أساس فكرة عمل الأجهزة:
    يمكن تصنيف الأجهزة التعليمية وفقا للفكرة التى تعتمد عليها فى عملها إلى مجموعات على النحو التالى :
أ- أجهزة العروض الضوئية:
     هى التى تعتمد فكرة عملها على وجود مصابيح إضاءة قوية داخلها، وهى بدورها تنقسم إلى فئتين هما:
(1)   <!--[endif]-->- أجهزة الإسقاط المباشر: مثل أجهزة عرض الشرائح الفوتوغرافية والأفلام الثابتة والمتحركة.
      وهو أكثر أنظمة العرض شيوعا ومن أمثلته أجهزة عرض الأفلام المتحركة والأفلام الثابتة والشرائح الضوئية وفي هذه الأجهزة يسقط الضوء مباشرة من مصباح العرض Projection Lamp خلال العدسات Condenser Lenses  ثم يمر في المواد المعروضة كالأفلام المتحركة والثابتة والشرائح ثم خلال عدسة العرض Objective Lens  حتي يسقط على شاشة العرض ويوجد خلف مصباح العرض عاكس refiector  يعمل على تجميع الضوء وتليل الفاقد منه وفي هذه الطريقة لا يفقد الضوء إلا قدر قليل أثناء مساره، فتسير الأشعة الضوئية فى مسار واحد مباشرة من المصباح الضوئي حتى تصل إلى شاشة العرض، انظر الشكل (1) مسار الضوء فى أجهزة الإسقاط المباشر:

(2)- أجهزة الإسقاط غير المباشر: مثل أجهزة عرض الشفافيات، والذي يعرض شفافيات مقاس 7X10- أو 10X10-  بوصة مربعة وفي هذه الأجهزة يتغير مسار الضوء من مصباح العرض بعد سقوطه على مرآه Mirror بحيث يمكن وضع الجهاز أمام الفصل أثناء استخدامه وتوضع المواد المعروضة ( الشفافيات) على سطح زجاجي ينفذ خلاله الضوء وعلي الرغم من أن الضوء يغير مساره تغييرا بسيطا إلا أن الفاقد منه يكون بسيطا لا يذكر ولما كانت هذه الأجهزة تستخدم في الضوء العادي لذلك تستخدم مصابيح ذات شدة إضاءة عالية  600 – 1000 وات مثلا)، انظر الشكل (2) مسار الضوء فى أجهزة الإسقاط غير المباشر

(3)- أجهزة العرض المنعكس Reficeted projection:
       ويكون العرض المنعكس فى أجهزة عرض الصور والمواد المعتمة التي والتي يطلق عليها (الفانوس السحري)، مثل جهاز عرض المواد المعتمة متعدد الأغراض D.P 30 ، وهو يقوم بعرض الصور الفوتوغرافية وصفحة الكتاب وبعض الأشياء المسطحة أو المجسمة التي لا ينفذ منها الضوء، وفي هذه الأجهزة لا تستخدم العدسات المجمعة التى تقوم بتوزيع الضوء بانتظام على الأشياء التى يتم عرضها ويستخدم بدلا من ذلك مجموعة من المرايا العاكسة تحيط بالسطح الذي توضع عليه هذه الصورة والمواد المعتمة بحيث توجه كل ما يمكن من الضوء وتصبه على هذه الصورة أو الأشياء المعروضة ثم تنعكس صورتها علي مرآة كبيرة تقع فوق هذه المعروضات مباشرة وتمر خلال عدسة العرض وتسقط على الشاشة، انظر الشكل (3) مسار الضوء بأجهزة العرض المنعكس:

(4)- الأجهزة الرقمية:
       والأجهزة الرقمية تمثل الأجهزة المستحدثة التى تتعامل بالشكل الرقمي (1-0) ويكون مسار الضوء بها معالج رقمياً بحيث تشاهد المعروضات من خلال ضوء شاشة العرض الظاهر بالشكل الرقمى، وفى مقدمتها جهاز الكمبيوتر. 

 

 

 

 

 

 

 

azhar-gaper

أ. د/ مـحمـد جـابـر خـلف الله

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 5227 مشاهدة

ساحة النقاش

دمحمد جابر خلف الله

azhar-gaper
دمحمد جابر خلف الله- أستاذ تكنولوجيا التعليم بكلية التربية جامعة الأزهر »

البحث داخل الموقع

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,089,777