السرقة داء‏..‏كيف تحمين طفلك منه؟
مني الشرقاوي


صدمة شديدة تصيب الأم عندما تكتشف أن فلذة كبدها يسرق وقد تتهم نفسها بالتقصير أو الاهمال في تربيته‏,أو أن ظروف الأسرة المادية هي التي دفعته لمد يده,

 

وقد تتكتم الأمر حتي لا يفتضح أمره أمام أفراد الأسرة أو يتعرض للعقاب.
وحتي نفهم دوافع الطفل إلي هذا السلوك السيئ يوضح الدكتور إبراهيم حسن إخصائي الأمراض النفسية أن السرقة عادة مكتسبة وليست فطرية, وتختلف دوافعها حسب السن, فطفل الحضانة قد يأخذ ما يجذب انتباهه ويخفيه في جيبه, وفي هذه المرحلة, لا ينبغي الحكم علي الطفل بأنه سارق لأنه لم يكتسب بعد مفهوم الملكية الفردية والعامة, فهذه الميول الاستكشافية لدي الطفل إحدي سمات هذه المرحلة لذا يجب غرس مفهوم الملكية الخاصة لديه منذ سن مبكرة, كما أن بعض الأمهات يقعن في خطأ جسيم قد يرسخ عادة السرقة ـ التي لم تكن مقصودة ـ عند طفلها بالتعتيم علي هذا السلوك الطارئ, وإن اضطرها ذلك إلي عدم رد الشئ لأصحابه ظنا منها أنها ستسيء إلي ابنها في حين أن الأطفال يترجمون هذا التصرف علي أنه اعتراف بالسرقة.
ويضيف أن دوافع السرقة عند الأطفال قد تبدأ باضطراب سلوكي في سن تتراوح بين الخامسة والثامنة, وقد يتطور الأمر في سن العاشرة حتي الخامسة عشرة.
ومن أعراض هذا الاضطراب الكذب والعدوانية والتأخر الدراسي, كما أن الغيرة من دوافع السرقة التي تكون نوعا من رد الفعل الذي يشعره بشيء من الرضا الكاذب, ومن الأسباب أيضا الاضطراب المزاجي أو لفت الانتباه أو الحرمان من الحب في حال انشغال الأهل أو لوجود مشاكل بينهم.
ويؤكد الدكتور إبراهيم أن المستوي الاجتماعي ليس له علاقة بمحاولة الطفل السرقة.. فقد تتوافر له سبل الرفاهية, ورغم ذلك يسرق وهذا يتوقف علي الطريقة المتبعة في تربيته وتدليله.
وعلاج داء السرقة عند الطفل يكون باتباع ما يلي:
ـ المساواة والعدل بين الأبناء وعدم تفضيل أحدهم علي الآخر.
ـ متابعة الطفل ومعرفة مصدر الأشياء التي بحوزته مع مد جذور التواصل بين الأهل والمدرسة.
ـ اتباع أسلوب الترغيب والترهيب وعدم الصاق تهمة اللصوصية بالطفل, فعند الاكتشاف الأول للسرقة يمكن مسامحة الطفل مع التحذير من أن تكرار هذا الفعل سوف يترتب عليه عقاب بشرط أن يكون متدرجا.
ـ مكافأة الطفل علي كونه لا يعبث بأشياء الآخرين من أصدقائه.
ـ ضرورة توعية الطفل منذ صغره أن السرقة حرام.
ـ ضرورة قيام الأم برد ما أخذه الطفل خلسة لأن التغاضي عن ذلك قد يرسخ في ذهنه أن السرقة أمر عادي.. مع ضرورة الاكثار من رواية القصص التي تبين له عقوبة السرقة وعقاب السارق إذا فعل ذلك.
ـ تربية الطفل علي أنه ليس بالضرورة أن يتوافر لديه كل ما يطلبه أو يتمناه.
ـ أخذ الأمر بجدية وسرية تامة, بحيث لا يتعدي الوالدين وإذا علم أحد من الأخوة يجب اتهامه أنه أخذ الشيء بطريق الخطأ وليس العمد.
ـ متابعة الوالدين لتوعية القصص التي يقرؤها الطفل للتأكد من خلوها من السلوكيات الخاطئة التي من الممكن أن يقلدها.

 

azazystudy

مع أطيب الأمنيات بالتوفيق الدكتورة/سلوى عزازي

  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 109 مشاهدة
نشرت فى 1 إبريل 2011 بواسطة azazystudy

ساحة النقاش

الدكتورة/سلوى محمد أحمد عزازي

azazystudy
دكتوراة مناهج وطرق تدريس لغة عربية محاضر بالأكاديمية المهنية للمعلمين، وعضوالجمعية المصرية للمعلمين حملة الماجستير والدكتوراة »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

4,653,598