فعالية استخدام برنامج في اللعب على تنمية التفكير الابتكاري

لدى أطفال الروضة بمدينة تعز

رسالة ماجستير( فؤاد العامري)

 

 

جامعة صنعاء

نيابة الدراسات العليا والبحث العلمي

كلية التربية

قسم علم النفس التربوي

 

 

 

رسالة مقدمة

للحصــــول علـــى درجـــة الماجستـــير فـــي التربيـــــة

تخصــص علــم نفـــس الطفــل

 

إعداد

فؤاد عبده مقبل غالب العامري

 

اشراف

غيلان عبد القادر الشرجبي خديجة أحمد السياغي

 

2007

 

 

 

 

 

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الاستاذ فؤاد العامري 

  

 يهدف هذا البحث بصورة رئيسية إلى:-

1- التعرف على تأثير برنامج اللعب على تنمية التفكير الإبتكاري لدى أطفال الروضة بمدينة تعز .

2- التعرف على الفروق في التفكير الإبتكاري تبعاً لمتغير الجنس

( ذكور ، إناث) .

3- التعرف على علاقة التفكير الإبتكاري لدى أطفال الروضة بمتغيرات

( المستوى الاجتماعي , الاقتصادي , الثقافي ) للأسرة .

 

حـــدود البحــــث :

يقتصر البحث الحالي على:

1- الأطفال المسجلين في رياض الأطفال الحكومية .

2- الفئة العمرية لمرحلة الروضة 5 سنوات ذكوراً وإناثاً .

3- مدينة تعز ( مركز المحافظة ) للعام الدراسي 2006- 2007م .

 

يعرض الباحث في الصفحات الآتية لنتائج البحث ومناقشتها طبقاً لأهداف البحث بالشكل الآتي:

 

الهـــدف الأول:

لتحقيق الهدف الأول وهو التعرف على أثر برنامج اللعب على تنمية التفكير الإبتكاري لدى أطفال الروضة، قام الباحث باستخدام اختبار (t.test) لعينتين مستقلتين للكشف عن دلالة الفروق بين متوسطات درجات المجموعتين التجريبية والضابطة في التفكير الإبتكاري، وقد دلت نتائج البحث الحالي على أنه توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات المجموعتين الضابطة والتجريبية في التفكير الإبتكاري لصالح المجموعة التجريبية بعد تطبيق برنامج اللعب.

 

ويتضح من الجدول أن قيمة (ت) للفروق بين المجموعتين (7.42) وهي دالة إحصائياً عند مستوى (0.01)أي أنه توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات المجموعة التجريبية والضابطة في التفكير الإبتكاري، إذ بلغ المتوسط الحسابي للمجموعة الضابطة (54.96) بانحراف معياري مقداره (4.50)، والمتوسط الحسابي للمجموعة التجريبية بعد تطبيق برنامج اللعب (73.95) بانحراف معياري مقدرة (11.37) وهذا يشير إلى فعالية برنامج اللعب على تنمية التفكير الإبتكاري.

 

الهـــدف الثانــي:

بهدف التعرف على الفروق في التفكير الإبتكاري تبعاً لمتغير الجنس (ذكور / إناث)، قام الباحث باستخدام اختبار تحليل التباين الثنائي للكشف عن دلالة الفروق بين الذكور والإناث لدى المجموعتين التجريبية والضابطة في التفكير الإبتكاري، وقد دلت نتائج البحث الحالي على أنه لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين الذكور والإناث في التفكير الإبتكاري لدى المجموعتين التجريبية والضابطة.

 

يتضح من الجدول أن قيمة (ف) للفروق بين الجنسين (الذكور والإناث)= (0.720) وهي غير دالة إحصائياً عند مستوى (0.05) أي أنه لا توجد فروق ذات دلالة إحصائياً بين الذكور والإناث في التفكير الإبتكاري لدى المجموعة التجريبية والضابطة.

ويتضح أيضاً أن قيمة (ف) لفروق التفاعل بين المجموعة والجنس = (0.873) وهي غير دالة إحصائياً عند مستوى (0.05) أي أنه لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية في التفاعل بين المجموعة والجنس في التفكير الإبتكاري.

وبالرجوع إلى جدول يتضح بأنه توجد فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى (0.001) بين متوسطات درجات الذكور والإناث لدى المجموعة التجريبية والضابطة في التفكير الإبتكاري لصالح المجموعة التجريبية بعد تطبيق برنامج اللعب.

 

الهـــــدف الثالـــــث:

يهدف إلى التعرف على علاقة التفكير الإبتكاري بمتغيرات المستوى الاجتماعي والاقتصادي والثقافي للأسرة كافة، وهي: (حجم الأسرة، تماسك الأسرة، ترتيب الطفل في الأسرة)، (مهنة الأب، دخل الأسرة شهرياً، المؤثرات الاقتصادية)، (تعليم الأب، تعليم الأم، المؤثرات الثقافية).

وقد قام الباحث باستخدام معامل ارتباط بيرسون للكشف عن العلاقة بين متغير التفكير الإبتكاري ومتغيرات المستوى الاجتماعي والاقتصادي والثقافي للأسرة كافة.

وقد دلت نتائج البحث الحالي على أنه لا توجد علاقة ذات دلالة إحصائية بين متغير التفكير الإبتكاري ومتغيرات المستوى الاجتماعي والاقتصادي والثقافي للأسرة كافة.

 

يتضح من الجدول أن قيمة مستوى دلالة الارتباط بين متغير التفكير الإبتكاري ومتغير حجم الأسرة، تماسك الأسرة، ترتيب الطفل في الأسرة (0.92 ، 0.83 ، 0.89) وهي غير دالة إحصائياً عند مستوى (0.05) أي أنه لا توجد علاقة ذات دلالة إحصائية بين متغير التفكير الإبتكاري ومتغيرات المستوى الاجتماعي للأسرة كافة.

ويتضح أيضاً أن قيمة دلالة الارتباط بين متغير التفكير الإبتكاري، ومتغير مهنة الأب ودخل الأسرة شهرياً والمؤثرات الاقتصادية (0.72، 0.34، 0.28) وهي غير دالة إحصائياً عند مستوى (0.05) أي أنه لا توجد علاقة ذات دلالة إحصائية بين متغير التفكير الإبتكاري ومتغيرات المستوى الاقتصادي للأسرة كافة.

وكما يتضح أيضاً أن قيمة دلالة الارتباط بين متغير التفكير الإبتكاري ومتغير تعليم الأب وتعليم الأم، المؤثرات الثقافية (0.88، 0.97، 0.29) وهي غير دالة إحصائية عند مستوى (0.05) أي أنه لا توجد علاقة ذات دلالة إحصائياً بين متغير التفكير الإبتكاري ومتغيرات المستوى الثقافي للأسرة كافة. 

  

 

 

الفصل الاول

 

المقــدمــــــــة :

تمثل مرحلة الطفولة المبكرة أهم المراحل في حياة الإنسان نظراً لما تتميز به من مرونة وقابلية للتعلم ونمو للمهارات والقدرات المختلفة , ومنها أن الأطفال في هذه المرحلة يميلون للتخمين والاستكشاف والتجريب . ويعد اللعب سمة مميزة لهؤلاء الأطفال , حيثُ يستغرقُ جزاءً كبيراً من وقتهم . ويرى علماء النفس أن اللعب يمثل أرقى وسائل التعبير في حياة الأطفال , ويشكل عالمهم الخاص بكل ما فيه من خبرات تؤدي إلى تنمية جميع جوانب النمو بما فيها النمو المعرفي ( إدراكي , انفعالي , اجتماعي , معرفي , ومهارات حركية ) وللطفل قدرة على التخيل والابتكار والتفكير اللا محدود .

ويعد اللعب مظهراً من مظاهر السلوك الإنساني في مرحلة الطفولة المبكرة التي تعتبر مرحلة وضع اللبنات الأولى في تكوين شخصية الفرد , حيث تجمع نظريات علم النفس رغم اختلافها على أهمية هذه المرحلة في تكوين شخصية الفرد ( قناوي : 1995 : 5 ) .

وتؤكد الدراسات الحديثة أن لعب الأطفال هو أفضل وسائل تحقيق النمو الشامل المتكامل للطفل ففي أثناء اللعب يتزود العقل بالمعلومات والمهارات والخبرات الجديدة من خلال أشكال اللعب المختلفة التي تثري إمكانياته العقلية والمعرفية وتكسبه مهارات التفكير المختلفة وتنمي الوظائف العقلية العليا كالتذكر والتفكير والإدراك . ( شريف 28:1: 2001 ) .

وتعتبر مواقف اللعب بمثابة خبرات حسية عملية وتمثل بعداً مهماً في عملية التعليم وتنظيم البيئة المتحدية لإمكانيات الطفل وقدراته فالطفل يتعلم ويتذكر المعلومة التي ترتبط بالخبرة الحسية والممارسة العلمية والتداول مع الخبرة ذاتها في حين أنه يصعب عليه تذكر أو استيعاب المعلومة التي تقدم له بصورة شفهية أو مجردة وهو يستمتع بالخبرة عندما يتعامل معها مباشرة ويتداولها ويسهل عليه تخزينها في الذاكرة ويسهل عليه استدعائها عند الحاجة إليها .

كما أن موقف اللعب هو أفضل وسيلة لتحقيق التعلم الفعال وهو ما تدعو إليه التربية الحديثة فالتعلم الفعال يحتاج إلى الفهم ويحتاج إلى تنمية القدرة على تصنيف المعلومة الحديثة فالتعلم الفعال يحتاج إلى الفهم ويحتاج إلى تنمية القدرة على تصنيف المعلومة وتخزينها في الذاكرة بصورة من بعد استدعائها واستخدامها ( العارضة – 1003 –29 ) .

كما يؤدي اللعب دوراً أساسياً في تنمية القدرة على الابتكار عند الطفل لأننا نجده وهو يلعب يحول اللعب إلى مسألة جدية يضع فيها كل قوته ويتعامل بكيانه ومشاعره سواء كان ذلك ببناء المكعبات أم عمل نماذج من الرمال في شكل أكوام أو بناءات أو ملاحظة لعبة وهي تجري أمامه بعد دفعها والتعامل بحركتها تعامل الفاهم المقتدر ( : 2006 : 59 ) .

إن العلاقة بين لعب الطفل وتفكيره علاقة وثيقة لذا وليس من الصواب النظر للعب الطفل على أنه عبثاً ومضيعة للوقت، فقد أكدت جميع النظريات الحديثة للنمو العقلي على أن أصل الذكاء والتفكير الإنساني يكمن فيما يقوم به الطفل الصغير من نشاط وحركة لعب حر (الدين : 2001:13 ) .

وهذا مما يؤكد على أهمية اللعب في بناء تفكير الأطفال وعقولهم ونمو الكثير من العمليات العقلية العليا لديهم كمهارات التفكير والملاحظة والمقارنة والتجريب.

ويساعد اللعب على النمو المتكامل بالنسبة للطفل بل إنه يعد وسيلته الأصلية في الحصول على المعرفة سواء كانت هذه المعرفة متعلقة بالعالم الخارجي أو ببيئته التي يعيش فيها. (بهادر، 2005: 75)

فعن طريق اللعب يكتشف أشياء جديدة غير مألوفة من قبل وينمو لديه دافع حب الاستطلاع فضلاً عن إعداده للحياة المستقبلية( القزاز:200 : 235 : 236).

هذا بالإضافة إلى تأكيد نظريات النمو المعرفي والعقلي على أن اللعب خلال سنوات الطفولة المبكرة من عمر الطفل هو الإستراتيجية الأولى والأكثر كفاءة لتعليم الطفل وتنميته، فاللعب يستثير حواس الطفل وينمي بدنه نمواً سليماً كما ينمي لغته وعقله وذكاءه وتفكيره فعن طريق اللعب يستطيع اكتساب أصعب المفاهيم العلمية والرياضية وكذلك قدراته الإبداعية (جابر 2003 : 25 ) .

ويرى ( بياجيه) أن تطور لعب الطفل يرتبط ارتباطاً وثيقاً بمستوى ذكائه والواقع أن تطبيقات اللعب عند ( بياجه ) Peiget تتضمن التدريب الوظيفي والألعاب الإيهامية وألعاب القواعد والألعاب الابتكارية التي نادى بها (أوزبل) كما تناظر الأشكال التي يتخذها ذكاء الطفل إبان مراحل تطور الذكاء الحسي والحركي والذكاء الرمزي والذكاء العملي والذكاء الـتأملي وهي تمثل عمليتي التمثيل والمواءمة والتي تشكل ذكاء الطفل وسلوكه وتكوين أبعاداً معرفية قوية لصنع عالم خاص بالطفل شبيه بالعالم الخارجي والذي يتعامل معه الطفل بحيث يساعده على تكوين إدراكاته المعرفية وتنميتها ( الخولدة : 2000 : 67) .

ويرى ( بروند ) أنه عندما يلعب الأطفال فهم لا يهتمون بتحقيق هدف معين وإنما يخبرون تركيبات سلوكية غير عادية قد لا يخبرونها لو كانوا تحت ضغط تحقيق هدف ويستخدم الأطفال هذه التركيبات السلوكية لحل مشكلات حقيقية في الحياة ( الشربيني : 2001 : 163: 162 ) .

ويرى ( ساتون سمث ) أن التحويلات الرمزية التي يستخدمها الأطفال في اللعب لها أثر فعال على المرونة العقلية هذه التحويلات تمكن الأطفال من مزج الأفكار معاً بطريقة جديدة مما ينتج عنه مجموعة من الأفكار والارتباطات الابتكارية والتي يمكن استخدامهافي أي وقت لأسباب تكيفية.( الحيلة:2006:54).

إن حالة اللعب وما يجري من أعمال يؤدي دائماً إلى تطور النشاط الذهني للأطفال وفي اللعب يتعلم الطفل التعرف ببديل الشيء الذي يغدوا ركيزة للتكفير وعلى أساس الألعاب ببدائل الأشياء يتعلم الطفل التفكير بالشيء الفعلي وتتقلص تدريجياً الألعاب بالأشياء البديلة لتعليم الطفل التفكير بالأشياء الفعلية والتصرف بها من الناحية الذهنية الأمر الذي يساعد على تطوير التصورات عند الطفل

( فوجيتا: 1998م : 35 ) .

كما أن للعب أساليب علمية أثناء ممارسة الأطفال لطرائق اللعب وهي ذات ارتباط في التفكير، منها الملاحظة التي تعد أعرق طريقة في التفكير ولا تزال الملاحظة المقننة طريقة ذات أهمية في التفكير العلمي بالذات ويتاح للطفل بفضل اللعب عقد المقارنات وتتبين أوجه التشابه والاختلاف بين المواقف والتجارب والنتائج مما يشكل تمريناً للطفل على استخدام المقارنة التي تعد أسلوباً في التفكير وهي حين ترقي المستوى العلمي تعد أحد مناهج البحث العلمي المهمة وبوجه عام يخلق اللعب مواقف لا حصر لها وهذه المواقف تستدعي التذكر ومن هنا ارتبط اللعب بالتفكير ( صادق : 2003 : 13 ) .

وتضيف ( سوزان ميلر ) 1974م أن الألعاب ما هي إلا وسيلة لتنمية قدرات الأطفال وابتكاراتهم وقد يكون هذا اللعب فردي أو جماعي وقد يتسم بالتحليل والتركيب والإيهام , فاللعب مفهوم متعدد الأبعاد وهو مطلب مهم من مطالب النمو كما أنه وسيلة هامة للتعلم والتطبيع الاجتماعي , كما أن اللعب يكشف عن حالة الطفل النفسية ويقودنا إلى علاجها.

إن عالم الطفل عالم لعب يعتمد على الاستكشاف والنشاط والاستغراق الشامل في كل خبرة يحقق من خلالها المتعة والسرور ويكتسب المهارات الحسية والجسمية والاجتماعية واللغوية والعاطفية . علاء الدين : 1983 : 67

كما ينظر إلى اللعب أيضاً على أنه وسيلة مهمة لتفهم الطفل ذاته والتوفيق بين الخبرات المتعارضة التي يمر بها ومن خلال أنشطة في اللعب يستطيع الكبار اكتشاف مواهب الأطفال وقدراتهم وابتكاراتهم منذ سن مبكرة .

ويعد اللعب بمختلف صوره نشاطاً حركياً سائداً في مرحلة ما قبل المدرسة أو فترة الحضانة وعن طريق اللعب يمكن أن يتقدم نمو الطفل في جوانبه الجسمية والعقلية والانفعالية والاجتماعية الحركية ويعتبر اللعب وسيلة لاستغلال وتصريف ما لدى الطفل من طاقة زائدة وتوجيه هذه الطاقة وجهة بناءة كما يتميز اللعب أيضاً بأهميته التعليمية والإبداعية ( إبراهيم : 2005 126:127 ) .

والأنشطة الحركية هي الخطوة الأولى في عملية التعليم والتراكم اللغوي فعندما يستكشف الطفل البيئة يقوم بالتجريب ويبدأ في تنمية فهمه للحياة , فأثناء النشاط الحركي مع الآخرين يتعلم الأطفال أن يعملوا بانسجام مشترك وداخل نظام اجتماعي فمن خلال الأنشطة الحركية يتعلم الطفل أن يتخذ القرارات وينتج استجابات مناسبة ويبتكر تكتيكاً جديداً لحل المشكلات ويكتشف السلوك الضروري لحماية نفسه والترويح عليها فتظهر غريزة اللعب بأنها ضرورية للتنمية المثلى والنضج فاللعب الحركي بالنسبة للطفل ليس وقتا ضائعاً أو لغرض سلوكي غير منتج ولكن هي طريقة لإستكشاف العالم من حوله ( عبد الكريم : 149 : 1995)

فالأنشطة الحركية إذاً هي إحدى ميادين تعلم الطفل حيث أنه يتعلم عن طريق الممارسة ولا ننسى أن الطفل يتصور أنه خلق لكي يلعب واللعب هو وظيفته الأساسية في الحياة فأنت تعلمه من خلال ما يحب وهذا أجدى أنواع التعلم

( شرف : 1995 : 23) .

ويعد الابتكار أحد الأشكال الراقية للنشاط الإنساني حيث أن التقدم العلمي لا يمكن تحقيقه بدون تطوير للقدرات الابتكارية عند الإنسان كما أن تطور الإنسانية وتقدمها مرهون بما يمكن أن يتوفر لها من قدرات ابتكارية تمكنها دوماً من تقديم مزيداً من الابتكارات والإسهامات التي تستطيع من خلالها مواجهة ما يعترضها من مشكلات ملحة ومتفاقمة يوماً بعد يوم ( عبد المجيد : 1981: 80 ) .

ويتميز عصرنا الحاضر بأنه عصر الثورة العلمية التكنولوجية , والفضاء , والإلكترونيات , والحاسوب , والأقمار الصناعية وتفجير المعرفة والتطور السريع في مختلف المجالات الاجتماعية والثقافية والعسكرية وفي هذه الظروف تبرز الحاجة إلى مبتكرين يقدمون إضافات إلى المعرفة الإنسانية ويدفعون عملية التطوير قدماً إلى الأمام وتصبح العملية الابتكارية واستثارة الأفكار الجديدة بمثابة الأمل للمجتمعات التي تطمح إلى الوصول إلى مركز مرموق على الصعيد الدولي . ( مصطفى : 2001 : 15 ) .

ويعد التفكير أعلى مراتب النشاط العقلي , بينما يشكل الإحساس والإدراك المراحل الأولية في العمليات المعرفية التي تضمن في النهاية نشاطاً منظماً للإحساسات والمدركات والصور الذهنية التي تصبح في آخر مراحلها الأساس الذي تقوم عليه قدرة الفرد على الابتكار هذا الابتكار الذي يتشكل في النهاية صور متعددة ( إنتاج أو عمليات أو سلوك ابتكاري ) . ( شعبان : 1984: 14).

وقد أكدت الدارسات والأبحاث العلمية مثل دراسة سكوب 1998م

(ورواية توبس1920م) أن جميع الأفراد يتمتعون بنوع من القدرة الابتكارية ولكن بدرجات متفاوتة في المستوى والنوعية كما أن هذه القدرات تظهر في مختلف الأعمار وفي كافة الميادين والمجالات والمهم هو إستثارة هذه القدرات وتدعيمها وتوفير البيئة المناسبة لتنميتها . قناوي:1993 :20

ويؤكد ( جيل فورد 1969م ) أن إجراء مثل هذه الدراسات من شأنه أن يساعد على ترشيد أساليب التنمية للابتكار وتوجيه أنظارنا من أجل توفر الرعاية والتشجيع لتنمية السلوك الابتكاري في المراحل المبكرة من الحياة.

ويتسم الشخص المبتكر بالثقة بالنفس والمرونة والقدرة على الإقناع والمثابرة والطموح وسرعة التعلم والقدرة على حل المشكلات والاستكشاف والبحث وحب الاستطلاع والتحرر من القيود وتعدد الميول والاهتمامات وتحمل المسئولية والاتزان الانفعالي ( عبادة 1992: 25 ).

ويعتبر الابتكار من ضرورات الحياة المعاصرة وما يراه العالم اليوم من تقدم وتغيير سريع في مجالات العلوم والتكنولوجيا والفنون هو تعبير عن تلك الظواهر الإنسانية التي يترتب عنها ذلك الناتج الابتكاري الذي يسهم في تقدم الإنسان ورفاهيته .

· ويشير ديفيد ( 2000) إلى أن البيئة التعليمية المشجعة للابتكار تعتبر شرطاً ضرورياً لجميع الأطفال سواء الموهوبين منهم أو العاديين , وإذا كان التلاميذ يقضون 17% من وقت اليقظة داخل المدرسة لذا فإن دور الأسرة والبيئة الخارجية مهم جداً , والأسرة التي تدرك هذه الأهمية وتطبقها على أطفالها سوف تكشفه لأطفالها .

· تذكر أمال صادق ( 1991م ) أن الإبداع هو أكثر القدرات الإنسانية حاجة إلى بيئة مدعمة , وأن مثل هذه البيئة لا بد وأن تسعى للتخلص من العوامل التي تعيق الإبداع الإنساني , وتعمل على تهيئة الفرص لتنشيط العوامل الميسرة للإبداع . عويس :1980 :45

ويوضح تورانس ( 1984) أن تنمية الابتكار يستلزم مناخاً تتفاعل فيه عدة عناصر أهمها المعلم والذي يجب أن يتميز بعدة خصائص وسمات من أهمها أن يهيئ لتلاميذه الفرصة كأفراد كل له قدراته واهتماماته وميوله ومعرفة نواحي قوته وضعفه وأن يقدم لهم المساعدة والتوجيه عند الحاجة إليها وإن يكون أميناً مع نفسه أي يعترف بأخطائه التي يقع فيها وبنواحي قصوره أو ضعفه وأن لايلجأ إلى الخداع لكي يغطي هذه الجوانب بالخطاء , وأن لا يكون جازماً بقسوة بل موجهاً ومعلماً فيسمح لتلاميذه بقدر من الحرية والتعبير وإختيار الخبرات وأوجه النشاط التي تناسبهم , وأن يكون واسع الأفق ويسمع بالتجريب مع احتمالات الخطاء والصواب .قمحاوي : 2001 :95

 

مشكلــــة البحـــــث :

من خلال نزول الباحث إلى مؤسسات رياض الأطفال وإجراء دراسات إستطلاعية لمعرفة مستوى قدرات التفكير الإبتكاري لدى الأطفال لوحظ وجود العديد من المعوقات التي تحول دون تحقيق الدور الذي ينبغي أن تقوم به هذه المؤسسات تجاه الأطفال في الروضة لتنمية قدراتهم الابتكارية من خلال ترك حرية الاختيار للطفل للبحث عن الحلول الممكنة للمواقف المعروضة عليهم وتشجيع الطفل على الابتكار، لذا كان من الضروري بناء مواقف تعليمية وأنشطة متعددة يمكن من خلالها تنمية الثقة بالنفس وحب الاستطلاع وحرية النشاط العلمي لدى أطفال الروضة وفقاً للأسس المنهجية الحديثة لتعليم الأطفال عن طريق بناء برنامج ألعاب وأنشطة حركية موجهة وحرة تسمح بالمشاركة في الأنشطة المفتوحة التي تحقق أهداف مؤسسات رياض الأطفال على معرفة وإكتشاف وتنمية القدرات الإبداعية وكذا تشخيص الأسباب التي تحول دون تحقيق الدور الذي ينبغي أن تقوم به هذه المؤسسات تجاه أطفال الروضة في تنمية القدرة الإبداعية.

ومن خلال الدراسات الاستطلاعية التي قام بها الباحث اختار دراسة هذه المرحلة العمرية المبكرة لما لها من أهمية خاصة في تكوين الطفل ولما تتيحه من فرص لدراسة الكثير من الجوانب المتعلقة باللعب والأنشطة الحركية المهمة.

لـــذا:- فإن مشكلة البحث الحالي تتحدث بمعرفة أثر استخدام برنامج في اللعب وأثره في تنمية التفكير الابتكاري لدى أطفال الروضة بمدينة تعز .

 

أهميــــة البحـــــث :

تبرز أهمية البحث الحالية بالنظر إلى جدوى تنمية التفكير الإبداعي والابتكاري بصورة محددة خلال مرحلة رياض الأطفال من أجل تنمية الجوانب الإدراكية والمعرفية والوجدانية والنفسية الاجتماعية والمهاراتية من خلال مضامين تعمل على إكساب الطفل المفاهيم والمهارات المختلفة عن طريق اللعب والأنشطة الموجهة والحرة وكذلك السعي إلى تحديد أفضل المقاييس التي تمكن استخدامها لقياس القدرة الإبداعية والابتكارية للتعرف على الأطفال الذين يملكون أكبر قدر من إمكانيته للسلوك الإبداعي والإبتكاري في مرحلة رياض الأطفال بإعداد برامج مصممة للبحث لهذا الغرض وتطبيقه على عينة الدراسة .

ونستخلص من النتائج التي يمكن أن تفيد القائمين على مؤسسات رياض الأطفال بأساليب تفعيل برنامج اللعب في تنمية مهارات التفكير الإبداعي والابتكاري ومساعدة المعلمات والوالدين ولو بقدر بسيط من الخبرات المعرفية لفهم أطفالهم وإستيعاب مؤثرات سلوكياتهم وتصرفاتهم وبالتالي فإن طريقة التفاعل والتعامل معهم وأيضاً إرشاد مدارس الرياض والمعلمات والأمهات في اختيار الألعاب التي تعمل على تنشيط القدرات العقلية وتحسين المواهب الإبداعية لدى الأطفال .

وتتعزز أهمية الدراسة الحالية بتمييزها على المستوى المحلي إذ لم يسبق هذه الدراسة، دراسة يمنية تطرقت إلى اللعب وعلاقته في تنمية قدرات التفكير الإبتكاري والإبداعي لدى الأطفال في حدود علم الباحث.

 

أهــداف البحـــــث :

يهدف هذا البحث بصورة رئيسية إلى:-

1- التعرف على تأثير برنامج اللعب على تنمية التفكير الإبتكاري لدى أطفال الروضة بمدينة تعز .

2- التعرف على الفروق في التفكير الإبتكاري تبعاً لمتغير الجنس

( ذكور ، إناث) .

3- التعرف على علاقة التفكير الإبتكاري لدى أطفال الروضة بمتغيرات

( المستوى الاجتماعي , الاقتصادي , الثقافي ) للأسرة .

 

حـــدود البحــــث :

يقتصر البحث الحالي على:

1- الأطفال المسجلين في رياض الأطفال الحكومية .

2- الفئة العمرية لمرحلة الروضة 5 سنوات ذكوراً وإناثاً .

3- مدينة تعز ( مركز المحافظة ) للعام الدراسي 2006- 2007م .

 

مصطلحــات البحـــــث :

اللعب : له عدة تعريفات وان اختلفت العبارات إلا أن مضمونها واحد، ومن هذه التعريفات:

أ) اللعب : هو عبارة عن جميع الأنشطة التي يقوم بها الطفل لإشباع حاجاته النفسية وتفريغ طاقاته بحيث يجد فيها متعة ولذة وهو في اللعب يكون مدفوعاً بدوافع كثيرة مثل حب الاستطلاع والاستكشاف ( السيد : 1995 : 55 ) .

ب) اللعب : مجموعة من الأنشطة المتنوعة التي تشبع حاجات الطفل الجسمية والعقلية والاجتماعية والانفعالية ( سوزانا ملير 1974: 4 ) .

ج) يعرف اللعب: بأنه نشاط موجه يقوم به الأطفال لتنمية سلوكهم وقدراتهم العقلية والجسمية والوجدانية ويحقق في نفس الوقت المتعة والتسلية وأسلوب التعلم وهو استغلال للأنشطة في اكتساب المعرفة وتقريب مبادئ التعلم للأطفال وتوسيع آفاقهم المعرفية (الحيلة : 2003 : 225 ) .

د) وعرفه ( بياجيه ): بأنه عملية التمثيل لمعطيات البيئة من خلال النشاط والحركة وهو وسيلة فعالة لتسهيل عملية التمثل لمحتوى التعلم .

هـ) اللعب :يعني التخيل والاختراع فالطفل يستخدم مهاراته في الاختراع وهو يلعب , فيجعل ألعابه تبكي وتضحك وتتكسر وتموت، أو يبعث فيها الحيوية والحركة من خلال تخيلاته واختراعاته , فيبدأ بتخيل الألعاب ألأكثر قرباً من الواقع ( يونس : 2000 : 105 ) .

و) اللعب: هو نشاط حر وموجه يكون على شكل حركة أو عمل , ويمارسه فردياً أو جماعياً ويشغل طاقة الجسم الحركية والذهنية، ويمتاز بالسرعة والخفة لارتباطه بالدوافع الداخلية، ولا يتعب صاحبه، وبه يتمثل الفرد المعلومات ويصبح جزءاً من حياته ولا يهدف إلا إلى الاستمتاع ( بلقيس مرعي 1987: 27 ) .

ويعرف الباحث اللعب

بأنه أنفاس الحياة بالنسبة للطفل -أي أنه حياته- وليس مجرد مضيعة للوقت وإشغال للذات واللعب للطفل هو كالتربية والاستكشاف والتعبير الذاتي والترويج والعمل للكبار .

تعريف الإبتكار :

عرفه السيد بأنه إنتاج شيء ما على أن يكون هذا الشيء جديداً في صياغته , وأن كانت عناصره موجودة من قبل كإبداع عمل من أعمال الفن أو التخيل الإبداعي ( السيد : 1967: 12 ).

وعرف تورانس التفكير الابتكاري: بأنه عملية يصبح فيها الفرد حساساً للمشكلات وأوجه النقض وفجوات المعرفة والمبادئ الناقصة وعدم الانسجام أو غير ذلك من الصعوبات التي تدفعه للبحث عن الحلول ويقوم بتخمينات ويصوغ فروضاً عن النقائص ويختبر هذه الفروض ويعيد اختبارها أو يعدل اختبارها ثم يقدم نتائجه في آخر الأمر وفقاً للأبعاد الآتية :

الطلاقـــــة : وتعني القدرة على توليد عدد كبير من البدائل أو المرادفات أو الأفكار أو المشكلات أو الاستعمالات عند الاستجابة لمثير معين والسرعة والسهولة في توليدها – كما يمكن تعريفها بـ ( سرعة الرد ).

المرونـــــة : وهي القدرة على توليد أفكار متنوعة ليست من نوع الأفكار المتوقعة عادة وتوجيه أو تحويل مسار التفكير , مع تغيير المثير أو متطلبات الموقف ويقصد بها سلاسة التفكير وعدم الجمود الفكري.

الأصالة : وهي أكثر الخصائص ارتباطاً بالإبداع والتفكير الإبداعي وتعني الجدة والتفرد، وهي العامل المشترك بين معظم التعريفات التي تركز على النواتج الإبداعية للحكم على مستوى الإبداع . ( Torrance , 1966, p06 ) ... فالأصالة مضادة للتقليدية .

· يقول ( روجز 1959 :55 ) في تعريفه للعمليات الابتكارية أنها جهد ذهني لإنتاج جديد نسبياً وبأسلوب يجمع ما يتصف به الفرد من تميز من ناحية وبين المواد والأحداث والظروف المرتبطة بحياته من ناحية أخرى.

· ( سيد خير الله 1976م :107 ) يعرف الابتكار بأنه قدرة الفرد على الإنتاج المتميز بأكبر قدر من الطلاقة الفكرية , والمرونة التلقائية والأصالة وبالتداعيات البعيدة وذلك كاستجابة للمشكلة أو موقف مثير .

· ( أما ديوك 1974م :67) تشير إلى أن الابتكارية لدى الأطفال الصغار هي اتجاه أو سمة شخصية أطلقت عليها التعبيرية ... وترى (ديوك) أن التعبير صفة يولد بها الطفل . وهي قابلة للنمو من خلال التدريب كما أنها تتميز بالتلقائية والانفتاح والحيوية.

 

التفكير الإبتكار:

هو عملية يحاول فيها الإنسان أن يحقق ذاته من خلال استخدام الرموز الداخلية أو الخارجية التي تمثل الأفكار والناس , وما يحيط به من مثيرات لكي ينتج إنتاجا جديداً بالنسبة له أو بالنسبة لبيئته على أن يكون هذا الإنتاج نافعاً للمجتمع الذي يعيش فيه .

التفكير الابتكاري : يقصد به الدرجة التي يحصل عليها الطفل في اختبار التفكير الابتكاري . تعريف اجرائي

تعريف البرنامج :

البرنامج : هو مجموعة الأنشطة والألعاب والممارسات العلمية التي يقوم بها الطفل تحت إشراف وتوجيه وإرشاد غيره بالخبرات والمعلومات والمفاهيم والاتجاهات التي تدربه على أساليب التفكير السليم وحل المشكلات والتي ترغبه في البحث والاستكشاف . ( بهادر : 2003 : 24) .

يعرف الباحث البرنامج : بأنه مجموعة من الأنشطة والألعاب الذي يقوم بها طفل الروضة في ممارستها عملياً وحركياً وهي تتضمن لعباً مناسبة لقدارتهم النفسية والجسمية والعقلية .

التعريف الإجرائي للبرنامج:- هو ما يقوم به الأطفال عند ممارسة الألعاب والأنشطة المحددة في البرنامج وهي تتضمن أنشطة حركية موجهة وتنفذ وفق خطة محدودة تبدأ بالاستماع والتفاعل مع الموقف التعليمي الذي يعززه المعلم بهدف إستثارة التفكير وتحريك العواطف نحو اللعبة أو الموقف المثير وبعد ذلك يسمح للأطفال بكل حرية التعبير عن مشاعرهم وأحاسيسهم تجاه اللعبة التي تعرض عليهم من خلال استجابتهم واستيعابهم للعبة وإتقانها.

 

الروضــــــــــــة :

الروضة بمثابة تمهيد عريض أو تقديم للخبرة المستمرة من مقتطفات المعرفة والمهارات العملية المحسوسة بما يفيد التنمية العقلية والجسمية والصحية للطفل عن طريق نشاطه الحر وبعيداً عن التقيد بمنهج جامد ( زهران : 1995 : 233 )

رياض الأطفال هي تمثل مرحلة خاصة بالأطفال الصغار الذي أكملوا السنة الرابعة من عمرهم وتسبق المرحلة الابتدائية وتضم الأطفال الذين تتراوح أعمارهم من 4-6 سنوات ومدة الدراسة فيها سنتان وتكون على مرحلتين هما :

· الروضة : وهي مخصصة للأطفال الذين أكملوا السنة الرابعة من عمرهم .

· التمهيدي:وهي مخصصة للأطفال الذين أكملوا السنة الخامسة من عمرهم .

وتجرى الدراسة فيها وفق منهج مقرر من قبل وزارة التربية والتعليم

( محمد – 1999: 294) .

ويعرف الباحث رياض الأطفال: بأنها تلك المؤسسات التربوية الاجتماعية التي يلتحق بها الأطفال في السن ما بين الثالثة والسادسة من العمر في كثير من البلاد بمدارس الحضانة أو مراكز الرعاية النهارية أو رياض الأطفال .

 

 

 

الفصل الثاني

 

المقــدمــــة:

كثيراً ما نستخدم كلمة اللعب في حياتنا اليومية إلى درجة يكاد معها هذا المفهوم أن يفقد معناه الحقيقي فيحصره بأي نشاط يمارسه الفرد يهدف إلى التسلية وقتل الفراغ أو مضيعة الوقت وبأي نشاط ترفيهي ترفي غير مجدي ووفقاً لهذا فقد فهم اللعب على أنه نشاط هدفه اللهو واستهلاك الطاقة والجهد.

إلا أن تعقيدات الحياة وظروفها الصعبة، وتشابك متطلباتها الحياتية المتزايدة تجعل الاهتمام والبحث عن التربية الاجتماعية ضرورة ملحة وأمراً حيوياً يجب أخذه بعين الاعتبار لإعادة النظر في الكثير من المفاهيم السائدة الخاطئة ... ومنها أهمية اللعب في حياة الأطفال وقيمته التربوية في بناء شخصية الطفل وتكوين المفاهيم المعرفية والإبداعية والتي تتحدد أساساً بوعي الكبار عامة والآباء والمعلمين خاصة وبمدى إتاحة الفرصة أمام الطفل لتحقيق الذات في أنشطة اللعب ومواقفه المتنوعة فاللعب موضوع حيوي ومهم وضروري لحياة الإنسان وإعداده للحياة المستقبلية ولإحداث التوازن فيها فكل فرد يحتاج إلى وقت لاستعادة النشاط والتخلص من الهموم والمشاكل اليومية أو من تعقيدات الروتين الممل وضغوط العمل المتواصلة وإلا ستكون حياة الإنسان جحيماً لا يطاق يتعذر على الإنسان العيش فيه كإنسان، وإيماناً بالدور الفعال للعب وأهميته في تكوين وصقل الشخصية وإعدادها للحياة المستقبلية وتزويد طلبة كلية التربية تخصص تربية خاصة ورياض الأطفال بمجموعة من المفاهيم والخصائص والأفكار حول اللعب لتكون لهم بمثابة الزاد الذي يساعدهم ويمكنهم من تأدية رسالتهم في إعداد الأجيال القادمة فقد حرص الباحث على التوقف عند أهم الأسس النظرية لهذه المرحلة وذلك على النحو الآتي:-

 

مفهـــوم اللعـــب :

نظراً لأهمية اللعب بالنسبة للأطفال فقد اهتم الباحثون اهتماماً كبيراً وتعرضوا لدراسة جوانب كثيرة ومنها التعريف، ومن هذه التعريفات المعبرة والموجزة:-

تعريف فرانك بارون (Frank Barron) بأنه مصدر سرور الطفل ومصدر عريزي يساعد على طرح التوترات Inner Tensions وهو نوع من التمرين الاستعدادي الفعال لنمو الخبرة (frank Barron 1979 , p. 187)

(دارون Dearden) : عرف اللعب بأنه نشاط غير جدي مستقل بذاته هدفه الإشباع الخالص ويبدو مثل أي نشاط مفيد ( Dearden D.F , 1964, P.16) ( عبد الرحيم 1971).

ويعرف اللعب: أيضاً بأنه: ممارسة الفرد لنشاط تشترك فيه جميع عناصر الشخصية من بدنية ونفسية وعقلية واجتماعية ومزاجية فهو إذن النشاط المتناسق الشامل الذي يرضي حاجات الفرد ويشبع دوافعه.

 

مما سبق يتضح أن مضمون اللعب يتسم بالخصائص الآتية:-

هو نشاط تعليمي واجتماعي عبر حركة أو سلسلة من الحركات تهدف إلى التسلية ، وهو نشاط موجه يقوم به الطفل من أجل المتعة والتسلية يعمل على تحويل المعلومات الواردة لتلاءم مع حاجات الفرد، وهو نشاط فطري تتم من خلاله عملية النمو والتطور عند الطفل وتساعده على نمو شخصيته وبإختصار فإن اللعب هو مخرج لعلاج مواقف الإحباطات الموجودة في الحياة.

 

نمو وتطور اللعب :

أ) مرحلة تحريك الأطراف واللعب العشوائي (السنة الأولى من عمر الطفل)

يسمي العلماء المرحلة الرئيسية الأولى من مراحل اللعب بمرحلة تحريك الأطراف واللعب العشوائي وتمتد هذه المرحلة لمدة عام من الولادة، ومع نمو الطفل وتطوره ينمو اللعب لديه ويتطور، ويتميز لعب الأطفال في هذه المرحلة بالعفوية والحرية وانعدام القواعد والضوابط، وهو كائن غير اجتماعي.

 

ب) مرحلة الانتقال أو التنقل (السنة الثانية من عمر الطفل)

يحمل إسم المرحلة أهم سمة للعب الطفل في السنة الثانية من عمره، وكالمرحلة الرئيسية الأولى سنحاول أن نحدد السمات المختلفة خلال النصف الأول من السنة الثانية وقبل نهايتها.

يصبح لعب الطفل خلال النصف الأول من السنة الثانية من عمره النوع الهادف لغرض بدائي يرتبط بالحاجة للإشباع أو بإشباع الحاجات نوعاً ما، كما يصبح اللعب أكثر تنظيماً وتنوعاً ويكون الطفل في هذه الأثناء قد بدأ يمشي على قدميه، مما يساعده على بدء عملياته الاستكشافية لما حوله ويتألف معظم نشاط اللعب عنده من المشي وقذف الأشياء بعيداً والمشي نحوها والتقاطها وإعادة قذفها ولالتقاطها ثانية.

وفي هذه المرحلة يسبب الطفل الكثير من التلف والخراب للعب والدمى التي بين يديه وذلك بسبب عدم الإتساق والتنسيق بين حركات عضلات يده وأصابعه وجسمه، وإصراره على اللعب بها واستكشافها للتعرف عليها، وهو في كل ما يتلف أو يخرب لا يقصد ذلك أبداً، لأن ذلك يكون بسبب حركاته غير المتناسقة فعندما يمزق دمية، أو يقطع عقد أو يجذب ذيل حيوان صغير في البيت إنما يقوم بحركات غير متناسقة بهدف اللعب دون معرفة عواقب أو نتائج ما يؤديه من أعمال أو حرمات.( شفيقة 1980 : 94 )

 

ج) مرحلة التكوين : اللعب أداة تشكيل وتكوين (السنة الثالثة من عمر الطفل)

تستمر ألعاب الطفل بالتطور مع تطور نموه، وتتخذ أبعاداً جديدة في السنة الثالثة وبذلك تتصف بصفات مميزة.

بعد سن الثانية تتخذ ألعاب الطفل (Gams) بعداً رمزياً وذلك لأن الطفل يكون قد بدأ بتعلم إتقان الكلام وتتميز ألعاب هذه الفترة بأنها وظيفية (Functional) وحسية حركية (Senscrimotor) بحيث يستمتع الطفل كونها تؤدي وظائف معينة يحتاجها وتحرك مختلف أجزاء الجسم، حركات الإيقاع والتوازن، نطق الأصوات المختلفة والصراخ والهمهمة والدندنة لترنم، ويمضي الطفل في هذا السن قسماً كبيراً من وقته في النظر في الصور وأمام المرآة حيث يبدأ التعرف إلى ذاته ووعيها، ومن الألعاب أو ألوان اللعب الحركية التي يمارسها طفل هذه المرحلة (2 – 3 سنوات ) العاب البناء ( Construction ) أو التركيب.

ويشكل اللعب بالطين والرمل والحصى والخرز والألوان والمقصات والمعجون معظم نشاط اللعب الحس الحركي عنده، ويستخدم المكعبات الخشبية في بناء الجسور والأشكال البسيطة الأخرى تقليداً لما يشاهد في البيئة المحيطة إلا أن الطفل هنا لا يزال غير قادر على تكوين مفاهيم حقيقية للأشياء أي أنه عاجز عن إعطاء سمات مشتركة لصنف من الأشياء.

 

د) مرحلة التجمع الأولي (السنة الرابعة من عمر الطفل)

تسمى هذه المرحلة أيضاً بمرحلة اللعب بوجود الآخرين وليس بمشاركتهم، ويعتبر هذا النوع من اللعب تطوراً إذا ما قورن باللعب في المرحلة السابقة، لأنه بداية اللعب الاجتماعي.

ويحدث التقدم في نوعية اللعب بالاتجاه الاجتماعي نتيجة تشجيع الكبار لهذا النمط من اللعب أكثر منه كنتيجة عوامل النضج ومع أن الطفل لا يلعب مع الآخرين في هذه المرحلة إلا أنه لا يحب كذلك اللعب بمفرده، وحيداً بعيداً عن الأطفال الآخرين أي أنه لا يحب اللعب مع الآخرين ولا يحب أن يلعب بعيداً عنهم، فيلعب بوجودهم وليس معهم: اللعب المتوازي–Parallel play )

(عبد اللطيف وآخرون 1995: 47)

 

هـ) مرحلة التجمع الثانية ( السنة الخامسة عمر الطفل)

يتطور اللعب بوجود الآخرين وليس بمشاركتهم الذي كان سانداً في م

azazystudy

مع أطيب الأمنيات بالتوفيق الدكتورة/سلوى عزازي

  • Currently 63/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
20 تصويتات / 1356 مشاهدة
نشرت فى 15 يوليو 2010 بواسطة azazystudy

ساحة النقاش

الدكتورة/سلوى محمد أحمد عزازي

azazystudy
دكتوراة مناهج وطرق تدريس لغة عربية محاضر بالأكاديمية المهنية للمعلمين، وعضوالجمعية المصرية للمعلمين حملة الماجستير والدكتوراة »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

4,725,693