طرق نقل واقتباس المعلومات من المصادر والمراجع

طرق نقل المعلومات من المصادر :

تتنوع طرق نقل المعلومات من المصادر حسب اعتبارات كثيرة :

        الهدف، الأهمية، أهمية القائل، المناسبة إلى غير ذلك. فأحياناً ما يقتضي الحال نقل النص كاملاً بحذافيره، وأحياناً ما يستدعي الأمر اختصاره، أو إعادة صياغته، وفيما يلي شرح لهذه الأنواع، ومناسبة استخدام كل :

الأول : نقل النص كاملاً.

ينقل النص كاملاً، وبدون تغيير في الحالات التالية :

أ- النص من الكتاب الكريم، والسنة المطهرة.

ب- إذا كانت تعبيرات المؤلف، وكلماته ذات أهمية خاصة.

جـ- إذا كانت تعبيرات المؤلف مؤدية للغرض في سلامة، ووضوح.

د- الخشية من تحريف المعنى بالزيادة، أو النقصان، وبخاصة إذا كان موضوعاً ذا حساسية خاصة.

هـ- في معنى النقض، والاعتراض على المخالف لا بد من نقل كلامه نصاً.

في مثل هذا النوع من النقل لا بد من العناية التامة في نقل النص الأصلي بعباراته، وعلاماته الإملائية، وحتى في أخطائه، ويتدارك هذا الخطأ مباشرة، وذلك بتصحيحه، ووضعه بين قوسين مربعين [ ]، أو يدون كما هو، ثم يدون بين قوسين مربعة كلمة [هكذا].

 

وفي حالة اقتباس جزء من النص، لا بد من التأكد بأن الجزء المأخوذ من النص لا يؤدي إلى تغيير المعنى، أو تشويه قصد المؤلف.

 

ويتعين على الباحث هنا وضع النص بين قوسين حتى لا يتهم بالسرقة.

 

الثاني : إعادة الصياغة :

 

أن يعيد الباحث صياغة أفكار النص بأسلوبه الخاص، وهذا يتناسب إذا كان النص الأصلي يعتريه ضعف في التعبير، أو تعقيد في الأسلوب، أو عدم إحاطة بالأفكار، فليجأ إلى إعادة صياغته بتعبير أقوى، جامع للأفكار التي يريد طرحها.

 

والتغيير البسيط لبعض عبارات المؤلف، أو كلماته لا يعني إعادة صياغتها، كما أن هذا لا يبرر نسبتها إلى الكاتب.

 

والسبيل لتفادي مثل هذا قراءة الجزء الذي يريد إعادة صياغته، ثم يطوي الكتاب، ثم يبدأ في صياغة تلك الأفكار بعباراته، وأسلوبه.

 

الثالث : التلخيص : Summary

 

وذلك بأن يعمد الباحث إلى تلخيص موضوع كامل، أو فكرة بأكملها، شغلت حيزاً كبيراً من الصفحات، فيصوغها بأسلوبه الخاص، دون التأثر بالمؤلف حين وضعها، في الإطار والصياغة. وكل ما يهتم به هنا الاحتفاظ بالفكرة، والموضوع الرئيس.

 

الرابع : الاختصار : Peréci ورد تعريفه لغة بأنه : "أخذ أوساط الكلام، وترك شعبه، وقصد معانيه"،ومعنى هذا أن يقلص الباحث عبارات النص إلى مقدار الثلث، أو الربع بطريقة مركزة جداً، مع الاحتفاظ بأسلوب المؤلف، ووجهة نظره، واستعمال عباراته، وكلماته غالباً، وكل ما يفعله الباحث في النص هنا هو حذف التوضيحات، والتفاصيل، وكل ما يمكن أن يستغني عنه في النص، ويتمكن القارئ من إدراكه بدونه.

 

تكون الإشارة في الهامش إلى المصدر في الطرق السابقة الثانية، والثالثة، والرابعة بكلمة (راجع)، أو (أنظر)، ثم يدون اسم المؤلف، فعنوان الكتاب، ثم الصفحات، فقد جرى الاصطلاح بأن تشير هذه الكلمة إلى تصرف الكاتب في النقل.

 

الخامس : الشرح، والتحليل، والتعليق :

 

كثيراً ما يجد الباحث نفسه أمام نصوص تحتاج إلى شرح، وتحليل لتبين المراد منها، وإظهار أبعادها.

 

وأحياناً ما تكتمل لديه بعض الانطباعات أثناء قراءة المصدر، أو تتراءى له بعض التحليلات، والتعليقات، فمن المفيد أن يدونها رأساً في البطاقة التي دون فيها المعلومات التي أنتجت تلك الانطباعات، أو أدت إلى تلك التحليلات. ومن ثم ينبغي الإشارة إلى النصوص الأصيلة، وذلك بوضعها بين قوسين "..."؛ تمييزاً لها عن جمله، وعباراته.

 

السادس : الجمع بين التخليص، أو الاختصار، أو الشرح واقتباس النص :

 

تجتمع هذه الأنواع من النقل، مع الاستشهاد بالنص في ثنايا العرض؛ حيث تقتضي المناسبة ذلك، كأن يتخذ الباحث من النص مقدمة لتلخيص فكرة، أو شرح، وتحليل لها.

 

السابع : الخطوط العريضة :

 

أحياناً ما يجد الباحث نفسه مضطراً إلى إجمال مضمون كتاب، أو رسالة، أو نص، فيضعها في عناوين رئيسة بقصد تعريف القارئ عليها، أو إعطاء فكرة سريعة عنها؛ حيث لا يكون الذكر التفاصيل أهمية، أو أنه ليس هنا مكانها الملائم في البحث.

 

وفي كل هذه الأنواع، وجميع الحالات لا بد من إشارة إلى المصدر، وتوثيق المعلومات توثيقاً علمياً كما سبق توضحيه.

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

اقتباس النصوص :

 

البحث العلمي يفرض الاطلاع على بحوث الآخرين، وأعمالهم في نفس الحقل والتخصيص، فليس غريبا أن تحتوي الكتابات العلمية في أي موضوع، أو مادة على اقتباسات منقولة من مؤلفات العلماء، وكتابات الكتاب السابقين.

 

فالباحث لا يبدأ من فراغ؛ إذ لابد أنه سبق بدارسات العلماء،  وتجارب الباحثين، والبحث العلمي أساسا عملية بناء متتابعة من الباحثين يضم كل واجد منهم إلى العلم والمعرفة ما يتوصل إليه فكره، فكل منهم يضع لبنة في بناء المعرفة الإنسانية وتكوينها، وبذالك تبني الأمم حضارتها، فيكمل الخلف ما أنجزه السلف.

 

وبالرغم من الأهمية البالغة للإطلاع على أعمال الآخرين في استكمال جوانب البحث يقف العلماء، والباحثون في الاقتباس منها، وتضمينها موضوعات البحث موقفين متباينين :

 

الأول : من لا يرى في الاقتباس فضيلة، و أنه -في نظره- مظهر من مظاهر الضعف في التأليف، وبخاصة عندما يكون النقل لفصل كامل، وأراق عديدة، بحيث تختفي شخصية الكاتب بين الاقتباسات الطويلة، المتعددة.

 

نبه على هذا عباقرة المؤلفين من المسلين الذين أسهموا بنتاج علمي فريد، من هؤلاء إمام الحرمين أبو المعالي عبد الملك الجويني في معرض حديثه عن "إمامه المفضول" بقوله :

 

"اختلف الخائضون في هذا الفن في إمامة المفضول على آراء متفاوتة، ومذاهب متهافتة، ولو ذهبت أذكر المقالات وأسقطها، وأنسبها إلى قائليها، وأعزيها، لخفت خصلتين :

 

أحدها : خصلة أحاذرها في مصنفاتي، وأتقيها، وتعافها نفسي الأبية، وتجتويها، وهي سرد فصل منقول، عن كلام المتقدمين مقول.

 

وهذا عندي يتنزل منزلة الاختزال والانتخال، والتشيع لعلوم الأوائل، والإغارة على مصنفات الأفاضل، وحق على كل من تتقاضاه قريحته تأليفا، وجمعا، وترصيفا، أن يجعل مضمون كتابه أمرا لا يلقي في مجموع، وغرضها لا يصادف في تصنيف، ثم إن لم يجد بدا من ذكرها أتي به في معرض التذرع،  والتطوع إلى ما هو المقصود، والمعمود، فهذه واحدة.

 

والخصلة الثانية : اجتناب الأطناب، وتنكب الإسهاب في غير مقصود الكتاب".

 

الثاني : ويذهب آخرون إلى أن الاقتباس دليل القراء الواسعة، والمعرفة التامة بالأفكار، والبحوث، القديمة والحديثة، فمن ثم ينال الباحث ثقة القارئ، ويطمئن لأفكاره وآرائه.

 

والحقيقة أن شخصية الكاتب كما تظهر من آرائه، وأسلوب عرضه فإنها تتجلى أيضا من طريقة نقله، واقتباسه، ودمجها في موضوعات البحث.

 

وكلا  الفريقين متفقان على أن الاقتباس المناسب بالحجم المعقول، في المكان المناسب، أمر يعد في مهارة الكاتب، والاعتدال دائما هو الطريق السوي.

        الاقتباس :

 

هو تلك المادة المكتوبة والمسموعة، وقد ظهرت لها قواعد خاصة نتيجة التطورات الحديثة في الثقافة الغربية. وقد كان الاقتباس في الماضي مقصوراً على العلماء. وكان يؤخذ على أنه علامة عدم الأصالة في التفكير وإن كان البعض قد نجح في أن ينال شهرة على أعماله الأدبية على الرغم من كثره الاقتباسات التي استخدمها. إلا أن معظم الكتاب (وهذا ليس اتهاماً يوجه إلى أحد في هذا المقام) يفضلون الاستيلاء على أفكار غيرهم. وذلك بالطبع بعد إعادة صياغتها، ونحن هنا في هذا المقام لا نمنع أو نشجع أحداً على الاقتباس بدون توخي الدقة. ولكن كتذكرة للكاتب بأن ما يكتبه من دراسات أو مقالات أو أبحان يجب أن تكون : أولا من عمله ومن خلال استيعاب وإعادة صياغة صحيحة على المدى الأوسع فيما يتعلق بموضوع البحث، فإذا لم يستطع تحويل معلومات الآخرين وصهرها ومزجها بأفكاره بعد إعادة صياغتها فليس بكاتب ولكنه يعتبر جامعاً Compiler لم يقم بكتابة تقرير، ولكنه وضع مشروعاً استخدم فيه المقص والمادة اللاصقة، وهذا يعتبر عيباً رئيسيا وتهرباً من المسئولية. والبحث الذي يقدم هكذا سيكون مملاً في القراءة وينقصه الترابط والتسلسل المنطقي والقوة. وكثير من كتاب المقالات والكتب وطلاب الدراسات العليا الذين يعدون أطروحات لنيل درجة الماجستير والدكتوراه يعتقدون أن المطلوب منهم هو جمع سلسلة من الاقتباسات من مؤلفين آخرين بعد ربطها، والنتيجة هي ملل لا يحتمل، ويصبح الكتاب وكأنه (سندوتش) وعندما يتناوله القارئ فإنه يتناثر، والسبب واضح، وهو أن الباحث إذا لم يجعل كلمات البحث وأفكاره هي السائدة في الكتاب فإنه سيفقد التسلسل والتتابع المنطقي. فالأشخاص الذين يقتبس منهم في جزء ما كان لديهم أغراض مختلفة عن أغراضه، عندما كانوا يكتبون، وليس في استطاعة مثل هذا الباحث أن يصنع وحدة متصلة من القطع التي اقتبسها.

 

وغالباً ما يجد الباحث نفسه مضطراً إلى الاقتباس والترجمة، وذلك بغض النظر عن الموضوع ما لم يكن البحث محلياً ولم يكتب فيه من قبل، كالدراسات الحقلية أو الميدانية، والاقتباس أصبح ينظر إليه على أنه شيء طبيعي إذا لم نقل أنه أصبح شيئاً مرغوباً، وهو عمل معقد جداً تميزت به حضارة هذا القرن وذلك بفضل انتشار وسائل الطباعة والنقل. وتؤكد الثقافة الحديثة على إثبات الدليل كما تهتم بإسناد الفضل أو اللوم بطريفة مفصلة يمكن التحقق منها.

 

لذلك يشترط في الباحث الذي يقدم على وضع دراسات علمية أن يتقن تقنية الاقتباس.

 

وبما أن البحث يشير إلى حقائق وأفكار فينبغي ذكر الدليل وأن يذكر هذا الدليل من آن لآخر لتأكيد حجتك أو لتستشهد بتعبير مميز، والمقياس ليس طول الاقتباسات، وإذا أراد الباحث إقناع القارئ بأهمية الاقتباس فهناك قاعدتان هما :

 

(أ) يجب أن تكون الاقتباسات قصيرة ما أمكن.

 

(ب) أن تدمج الاقتباسات بأقصى درجة ممكنة في النص.

 

وكلما كانت الاقتباسات طويلة كان من الصعب إدخالها بتناسق في النص، ولكن كلمات الباحث يمكن أن توصل إلى حافة ملاحظات المؤلف الآخر، وباستعمال أو عدم استعمال فعل يسبقها يمكن أن تجعل المتحدثين ينتجون تأثيراً موحداً مثل كومبارس الأغنية يؤدون لحناً واحداً متناسقاً على الرغم من وجود عدة أصوات ولكنها متناسقة.

 

وقد توافر عدد من الباحثين لمعالجة مشكلة الاقتباس وخاصة في الجامعات التي يوجد بها دراسات عليا لمساعدة الطالب، فبعد أن ينتهي الطالب من جمع المادة يبدأ في كتابتها بالطريقة التالية :

 

1- الإشارة إلى ما يتضمنه الاقتباس.

 

2- ذكر الاقتباس.

 

3- صياغة الفكرة، ولكن هذه الطريقة تمر على ثلاث مراحل بالإضافة إلى التكاليف التي يتحملها الباحث. فمعرفة أصول الاقتباس ستقلل من حجم البحث. وما أشرنا إليه بالاقتباس المدمج لا يكون له عادة بداية ونهاية.

 

وفي حالة الاقتباس ينبغي إتباع القواعد التالية لرصد الاقتباس :

 

1- يجب وضع علامات الاقتباس، وفي حالة الاقتباس داخل اقتباس يجب أن يحمل الاقتباس الثاني علامات مميزة عن العلامات الأولى. ولكما تكررت الاقتباسات داخل الاقتباس الواحد يجب تمييزها عن بعضها.

 

2- حذف كلمة أو عبارة أو عدة جمل بين الحذف بوضع ثلاث نقط، وإذا كان هذا الحذف في آخر الجملة، فإن النقطة الرابعة التي نراها في الكتب تمثل الفقرة التي في نهاية الجملة الأصلية.

 

3- إذا استدعت الجملة إضافة كلمة أو عبارة قصيرة اعتراضية (ويجب ألا تزيد عن ذلك) توضع الكلمة المضافة بين قوسين وفي غالب الأحوال تأخذ هذه الكلمات صفة أداة التعريف أو الضمير.

 

4- الهجاء وكتابة الحروف الكبيرة وعلامات الوقف التي توجد في الفقرات المقتبسة ينبغي أن تنسخ بأمانة ما لم تعدل عند اقتباس النصوص القديمة التي تبين فيها آراء الباحث عند نقطة ما أو في حالة تصحيح خطأ مطبعي أو لغوي. ففي هذه الحالة يشير الكاتب إلى ذلك في التذييلات في نهاية الصفحة للفت النظر إلى ذلك التعديل.

 

5- في بعض الحالات يلاحظ القارئ وجود أحرف مائلة في الكتب الأجنبية وذلك يشير إلى كلمات المؤلف، ويمكن تحاشي هذا الوضع، وذلك بالتأكد من أن الاقتباس الذي اختير يخدم مناقشة الموضوع. وإذا رأى الكاتب وهو يعيد القراءة أن قوة الاقتباس بطريقة ما ليست واضحة، ففي هذه الحالة يحاول إنقاص الكلمات المقتبسة، وأن يقصرها على تلك التي توضح الفكرة الأساسية فعلاً، وبذلك لن يحتاج إلى كتابتها بأحرف مائلة لإبرازها عن بقية الكتابة.

 

6- أثناء الاقتباس، على الكاتب أن يأخذ بعين الاعتبار أن هناك قواعد قانونية ثابتة تغطي الاقتباسات الفكرية والمادية. وقد وضعت حدود واضحة للكمية التي يمكن اقتباسها بدون الحصول على إذن مسبق.

 

ومن ثم فإن معظم الناشرين إذا حصل على نسخة مطبوعة على الآلة الكاتبة لمؤلف، يفترض أن يحصل على إذن ممن له حق الطبع عن كل اقتباس وهذا عادة يكون في الرسائل العملية التي لم تنشر بعد. ولكن هل يطلب المؤلف إذناً خاصاً لاستخدام (6) كلمات! من الواضح لا! وبعض المؤلفين يسمح بالاقتباس بفقرات يبلغ طولها من 250 كلمة إلى 600 كلمة دون الحصول على إذن مسبق من صاحب الحق، ويبين ذلك في الصفحة التي تظهر فيها حقوق الطبع في الكتاب، ولكن المتوسط 300 كلمة في معظم الكتب. وتسمح معظم المطابع الأمريكية للمؤلفين في كل واحدة منها للأخرى بألف كلمة على أساس عدم ضرورة الحصول على إذن مسبق، وما زاد على ذلك فيكتب إلى الناشر أو المؤلف للحصول على ترخيص مبيناً طول الاقتباس والكلمات الأولى والأخيرة ورقم الصفحات الخاصة بالفقرات التي تود اقتباسها. وكذلك اسم الناشر الذي سيقوم بعملية الطبع، وليكن هناك وقت كاف قبل النشر، فقط يضطر المرء للكتابة لطرف ثالث يكون صاحب الحق الذي يحليه إليه المؤلف أو الناشر، ولسوف يعبر معظم المؤلفين الانجليز عن دهشتهم للرغبة في الحصول على تصريح كتابي بما يمارسونه هم يومياً دون ما موافقة.

 

وعلى الباحث أن يشر إلى مصدر الاقتباس وخاصة في الأعمال الفكرية والفنية وأن يذكر اسم المؤلف عند كل اقتباس، ولكن لا داعي لأن يظهر الإنسان أنه قد غمره العرفان بالجميل، فأنت تحافظ على فكرة المؤلف وشهرته، عن طريقة الاقتباس. إلا أن هذه الصيغ عادة لا يلتزم بها الكتاب، فالكاتب يقتصر على الاعتراف بالشكر في جمل قصيرة لكل أصحاب حقوق الطبع في صفحة الاعتراف بالشكر أو أن يذكر اسم المؤلف الذي اقتبس منه عند النقطة التي استعمل فيها أفكاره.

 

وعند اقتباس شيء من المؤلفين أو التنويه بأسمائهم ينبغي الإشارة إلى ذلك كما هو الحال في مراحل البحث والكتابة.

 

والكثير من الاقتباسات الجارية لا تحتاج لذكر اسم المؤلف، أما إذا كنت من النوع المتساهل فتجاهل صاحب الفكرة في غموض مهذب وكذلك إذا كنت تقتبس قصة أو أخباراً متداولة فلا حاجة إلى الإشارة إلى مصدر الاقتباس لأن فلسفة الاقتباس هي التوضيح كما أن الاستشهاد هي للتحقيق الممكن.

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

ومما ينبغي أن يتحاشاه الباحث أن يعنى بموضوع يفتقر إلى لغة لا يتقنها إتقانا تاما، ومن هذا القبيل المصادر التاريخية المتأخرة في عصر المماليك، فإنها تحمل مصطلحات تركية كثيرة، على نحو ما يتضح في الجزأين "الثاني عشر والثالث عشر" من "النجوم الزاهرة" لابن تغري بردي، ومما يتصل بذلك كثرة المصطلحات العلمية، فإذا لم يفهم الباحث المصطلحات فهما دقيقا اضطرب فهمه لما يبحثه، لهذا حري بالباحث أن يبتعد عن مثل هذه الموضوعات التي سيجد عثرات في مصادرها.

 

نشير إلى خطأ يرد لدى الباحثين، وهو أنهم يجدون في بحث سابق لهم إشارة إلى مصدر فيأخذون هذا المصدر عنه ورقم صفحته دون الاطلاع عليه، أو مراجعة له، أو الوقوف على ما قد يقع فيه من تحريف في رقم الصفحة، وقد يعمد الباحث إلى كتاب مزود بكثير من النصوص والمصادر، يتنقل منها بما في ذلك ما يوجد فيها من استنباطات، مما يجعل سمة بحثه أنه ترداد وليس إبداعا وأصالة، فالغرض من البحث أن يستنبط الباحث من مجموع ما يقرأ قضايا وأفكارا جديدة، وليس الهدف منه أن يدل الباحث على كثرة ما قرأ من المصادر المتصلة مباشرة بالبحث وغير المتصلة، إن الغرض الحقيقي من البحث هو استنباط نظرية لم يسبق إلى استنباطها أحد، وليس حشد المصادر مما يخرج الباحث أحيانا عن غايته ومهمته.

 

لعل فيما قدمناه ما يوضح أهمية استخدام المصادر والانتفاع بها، فليس يكفي أن نجمعها بل لا بد من أن نحسن الإفادة منها أكبر فائدة.

        - ولا بدمن حسن الانسجام بين ما اقتبس وما قبله وما بعده بحيث لا يبدو أي تنافر في السياق.

 

4- ويجب ألا تختفي شخصية الباحث بين ثنايا كثرة الاقتباسات، وألا تكون الرسالة سلسلة اقتباسات متتالية، كما يجب أن تنسق الاقتباسات تنسيقاً بديعاً، وألا توضع خالية من التقديم والمقارنة والتعليق على حسب الظروف.

 

5- أما عن طول الاقتباس في الرسالة فقد وضع الباحثون له نظاماً يلخص فيما يلى :

 

إذا لم يتجاوز طول الاقتباس ستة أسطر فإنه يوضع كجزء من الرسالة ولكن بين شولات "..." فإذا تجاوز ستة أسطر صفحة فإنه حينئذ لا يحتاج إلى شولات، ولكنه يوضع وضعا مميزاً بأن يترك فراغ أوسع بين الاقتباس وبين آخر سطر قبله وأول سطر بعده ، وبحيث يكون الهامش عن يمين الاقتباس وعن شماله أوسع من الهامش الأبيض المتبع في بقية الرسالة، وأن يكون الفراغ بين سطوره أضيق من الفراغ بين السطور العادية "مسافة واحدة في حالة الآلة الكاتبة ، وفي حالة الطبع يكون بنط الحرف الذي يجمع به الاقتباس أصغر قليلا من بنط الحرف الذي جمع به الكتاب"، وقد مرت أمثلة في هذا الكتاب طبقت فيها جميع هذه الإرشادات، فإذا تجاوز ما يراد اقتباسه صفحة فإنه لا يجوز حينئذ الاقتباس الحرفي، بل يصوغ الكاتب المعنى في أسلوبه الخاص، ويشير في الحاشية إلى ما يفيد أن هذا المعنى - لا الألفاظ - قد اقتبس من مرجع كذا، كأن يقول : انظر كتاب معجم البلدان لياقوت جـ 2 ص 225 وما بعدها.

 

6- الاقتباس لا يكون من الكتب والمجلات . . . فحسب بل يكون أيضاً من المحاضرات أومن محادثات علمية شفوية، ولكن يجب حينئذ استئذان صاحب الرأي ما دام هذا الاقتباس لم يصبح عاماً بنشره للجماهير في كتاب أو مقال.

 

7- وإذا كان الطالب يريد اقتباس رأى لمؤلف ما ليناقشه، فعليه أن يتأكد من أن المؤلف لم يعدل عن هذا الرأي فيما نشر بعد ذلك من أبحاث، أو في الطبعات الحديثة للكتاب.

 

8- ويجوز أن يحذف الطالب من الفقرة ألتي يقتبسها كلمة أو جملة لا يحتاج إليها في بحثه على ألا يضر الحذف بالمعنى الذي يريده الكاتب الأصلي، وفي حالة الحذف يجب أن توضع نقط أفقية متتابعة في موضع الحذف، فإذا اقتبس الطالب فقرة وتخطى فقرة كاملة وأكل اقتباسه من الفقرة التي تليها، فالدلالة على الفقرة المحذوفة يكون بوضع سطر تام مستقل من النقط.

 

9- وفي بعض الحالات يضطر الطالب أن يضيف كلمة أو كلمات في أثناء الاقتباس ليشرح شيئاً أو ليبين مرجع ضمير أو نحو ذلك، ولا بد إذا أن توضع هذه الزيادات داخل علامتين مثل [ ].

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

دعائم الرسالة الناجحة :

 

للرسالة الناجحة دعائم أهمها :

 

أولاً- القراءة الواسعة : فطالب الماجستير أو الدكتوراه ينبغي أن يقرأ بنهمٍ وعمق، ويجب أن يلم بكل ما كُتِبَ عن موضوعه من بحوث مهمة. والطالب كما سبق يحدد نتائجه بناء على قراءته، ولا شك أن موقفه سيكون حرجاً لو واجهه الممتحون بمعلومات لم يحصل عليها ومن شأنها أن تُحدث تغييراً فيما وصل إليه من نتائج، أو واجهوه بنتائج أروع من نتائجه توصّل لها سواه.

 

ثانيا- الدقة التامة في فهم آراء الغير، وفي نقل عباراته، فكثيراً ما يقع الطالب في أخطاء جسيمة بسبب سوء الفهم أو الخطأ في النقل.

 

ثالثاً- ألا يأخذ آراء الغير على أنها حقيقة مسلم بها، فكثير من الآراء بنُي على أساس غير سليم، فليدرس الطالب آراء غيره ودعائمها، فيقر منها ما يتضح له صحته، ويرد ما لم يكن قوي الدعائم.

 

رابعاً- أن تنتج الرسالة ابتكاراً وتصنيفاً جديداً إلى ما هو معروف من العلوم، فالباحث يبدأ من حيث انتهى غيره من الباحثين؛ ليسير بالعلم خطوة أخرى، وليسهم في النهضات العلمية بنصيب، وليس الابتكار المطلوب في الرسائل هو كشف الجديد فحسب؛ بل هناك أشياء أخرى غير الكشف يشملها لفظ الابتكار، وذلك مثل ترتيب المادة المعروفة ترتيباً جديداً مفيداً، أو الاهتداء إلى أسباب جديدة لحقائق قديمة، أو تكوين موضوع منظم من مادة متناثرة أو نحو ذلك.

 

خامساً- إذا وصل الطالب إلى مرحلة كتابة الرسالة كان عليه أن يبذل جهده ليكون قويَّ التأثير في قارئه، وليورد له من الأدلة ما يجعله يشاركه فيما يذهب إليه، وليدرك الطالب أن مهمته الأولى أن يجعل رسالته بحيث تجذب ذهن القارئ بما فيها من مادة مفيدة مرتبة كتبت بأسلوب طلي، وأن تكون الرسالة بحيث يظل القارئ منجذباً لها متعلقاً بها طيلة قراءته لها لوضحوها وتسلسلها، إذ أن الجاذبية ستضعف إذا صادف القارئ استطراداً أو إبهاماً مما قد يشغل ذهنه عن تتبع الفكرة الأساسية التي يعالجها  الطالب.

 

وليعرف الطالب أن القائد الذي يقصد اقتحام حصن ما، عليه أن يُعدَّ جنده إعدادًا تاماً، ثم عليه أن يبرع في إدارة المعركة، وأن يواصل ضغطه حتى يصل إلى هدفه.

 

وكذلك الطالب إذا كوّن باطلاعه رأياً فليحشد له من المادة ما يكفي لإبانته، وليبرع في عرض هذه المادة بأسلوب جميل وبدقة وإتقان ووضوح، وبدون استطراد أو إبهام؛ وليستمر على ذلك طلية عمله، فليست مهمة الطالب أن يكتشف جديداً فقط، ولكن أن يصوغ ما كشفه في قالب جميل، في وضوح وإغراء، وقوة وتأثير، فهذا لا ريب جزء متمِّم لعمله.

        المبحث الأول :  نسل المعلومات :

 

يتخذ الباحث بطاقات يدون عليها بإيجاز ما يراه نافعاً في المصادر التي يستقي منها ما يفيد بحثه، أما تدوينها كاملة فإنما يكون في البحث نفسه، ومن المهم ألا يشغل بطاقات بحثه إلا بما يتصل به مباشرة، وهناك من ينهضون ببحوث دون استخدام بطاقات، وإنما يستخدمون كراسات، وفائدتها أقل من فائدة البطاقات المنفصلة التي يمكن تنسيقها على أساس معجمي أولي أو أي أساس آخر، ويجب آلا يتهاون الباحث في تسجيل الملاحظة، لأن ذاكرته قد تخونه، وينبغي ذكر المصادر التي تحتويها الملاحظة وصفحاتها.

 

تنظم البطاقات في مجموعات، وقد ترتب موضوعياً أو زمنياً، والأولى أن ترتب حسب الأبواب أو الفصول، فيجعل عنوان البطاقة نفس عنوان الفصل، ونلمس تنظيم البطاقات عند أسلافنا الأوائل، كما في كتاب "الحيوان" للجاحظ، و "المغرب" لابن سعيد الذي يتردد فيه ذكر المصادر والأخذ عنها أخذاً مطرداً، حيث يذكر الكتاب ووراءه الاقتباس مباشرة، كانوا يبدؤون الاقتباس بمثل "قال ونحوها" وينهونه بمثل "انتهي"أو" الحمد لله" أو "والله أعلم" وقد يرمزون إليها بحرفين .أهـ.

 

أما المصنفون اليوم فإنهم يبدؤون الاقتباس وينهونه، بعلامات التنصيص : " " وينبغي ألا يفرط الباحث في كثرة الاقتباس من المصادر، لأن ذلك يوحي بأنه يستخدم تفكير سواه، دون أن يتحمل بنفسه عبء البحث والدراسة، رغم أن الاقتباس دليل على القراءة الواسطة والمعرفة التامة بالأفكار، ويحتاج الاقتباس ضرباً من الخبرة، يميز الباحث بين المهم والأهم ومما لا أهمية له، وعلى الباحث ألا يكرر نصاً مقتبساً في بحثه، بل إذا ذكره في موضع امتنع عن ذكره ثانية، وفي حاله الضرورة يشير إليه باقتضاب، ومن أسواً الأشياء أن يسوق الباحث اقتباساً لا يرتبط بكلامه ارتباطاً دقيقاً، ومما يزيد الاقتباس نفعاً الدقة والنقل الصحيح والأمانة ونورد فيما يلي الأمور التي يجب مراعاتها في حالة الاقتباس.

 

أن يذكر الباحث صاحب المصدر المقتبس عنه ووضع ما اقتبسه بين علامات التنصيص " " ثم الإشارة إلى المصدر الذي اقتبس عنه في هامش الصفحة أو الفصل أو البحث وفق الخطة التي يضعها الباحث، ويستحسن أن يقرأ الباحث ويستوعب ما سوف يقتبسه، ثم يصيغه بأسلوبه الخاص، ويشير في هامش الصفحة إلى ذلكب ذكر كلمة "بتصرف" دون أن يضع قوسين في متن الصفحة كما ذكرنا في الحالة الأولى، ونجمل فيما يلي أهم طرق الاقتباس :

 

1- إما أن ينقل الباحث النص كاملاً، ويسمي ذلك بالاقتباس الحر في أو المباشر " Direct Quotaition".

 

2- إذا كان الاقتباس لا يتجاوز ستة أسطر يوضع بين شولات، أما إذا تجاوزها فإن الاقتباس يوضع بشكل مميز، بحيث ترد الأسطر المقتبسة بعد آخر سطر قبله متتالية مع ترك فراغ أو سع بين الاقتباس وبين آخر هذا السطر، وبين الاقتباس وبين أول سطر بعده، كما يكون الهامشان عن يمين الاقتباس ويساره أوسع من الهامش الأبيض المتبع في البحث، وأن يكون الفراغ بين سطور الاقتباس أضيق من الفراغ بين السطور العادية، وكذلك الحرف أصغر من حرف الكلمة الذي يطبع به البحث.

 

3- إذا كان الاقتباس غير مباشر أو ليس بحر في " Indirect Quotation" وهو الأكثر شيوعاً، وذلك بتلخيص ما قرئ، فكرة أو موضوعاً، والأفضل أن يشير الباحث إلى المصدر الذي اقتبس منه بذكر عبارة " ارجع إلى .." أو "انظر .." ويذكر اسم المصدر والصفحات أيضاً، والبعض لا يفضل عبارة ارجع إلى، بل يرى إيراد المصدر أو المرجع كالمعتاد.

 

4- قد يجمع الباحث بين التلخيص والاقتباس، بذكر فكرة ملخصة يتبعها بنص من المؤلف وفي الحالتين يشار في الهامش إلى ذلك.

 

5- يرغب الباحث أحياناً أن يورد تعليقاً على نص اقتبسه، وهنا يشير إلى النص الأصلي ويوضح فيما بعد التعليق.

 

أما طريقة إيراد النصوص المقتبسة في البحوث العلمية فهي كالآتي :

 

1- توضع الفقرات المقتبسة بين قوسين كبيرين ( ) أو بين قوسين صغيرين "علامات التنصيص" " " كذلك يوضع بينهما ما يرد خلال الحديث عن موضوع معين مثلا : يقول الدكتور . . في كتابه ... تحت عنوان " " ما يلي :

 

2- إذا كان ما يراد اقتباسه هو أيضاً مقتبساً من مصدر آخر، فلا بد من استعمال قوسين صغيرين داخل القوسين الكبيرين توضيحاً لذلك ( ..." "...).

 

3- قد يضطر الباحث إلى حذف عبارة أو جملة من الفقرة المقتبسة، حينئذ يجب الإشارة إلى ذلك بوضع ثلاث نقط " ... " دليلاً على الحذف في ذلك الموضع.

 

4- يرغب الباحث أحياناً إضافة عبارة بهدف التوضيح أو التفسير أو التعليق داخل الفقرة المقتبسة، حيث يوضع ذلك ضمن قوسين مربعين [   ] للتوضيح والتفريق بين عبارة الكاتب والعبارة المقتبسة.

 

5- إذا وقف الباحث على خطأ في فقرة يقتبسها، يكتب بعد الخطأ كلمة هكذا بين قوسين (هكذ) إشارة إلى أن الخطأ ورد الأصل.

        وتجدر أولا الإشارة إلى منهج إيراد النقول في صلب البحث،  ثم يلي هذا الحديث عما ينبغي أن يكون عليه موقف الباحث من هذه النقول.

 

إن النص المقتبس حرفيا يوضع في البحث كجزء منه ولكن بين شولات هكذا "...." إذا كان ستة اسطر فأقل، فإذا تجاوز هذا المقدار إلى صفحة فإنه لا يحتاج إلى شولات، وإنما يوضع وضعا مميزا، بأن يترك فراغ أوسع بين الاقتباس وآخر سطر قبله وأول سطر بعده، وبحيث يكون الهامش عن يمين الاقتباس وعن شماله أوسع من الهامش الأبيض المتبع في بقية البحث، وأن يكون الفراغ بين سطوره أضيق من الفراغ بين السطور العادية.

 

أما إذا كان النص أكثر من صفحة فلا يجوز نقله حرفيا، وإنما يصوغ الباحث المعنى في أسلوبه الخاص مع الإحالة إلى المصدر الذي اقتبس الباحث المعني منه.

 

على أن النصوص التي اقتبسها الباحث واعتمد عليها في دراسته، وأصبحت جزءا منها يعد مسئولا عنها من حيث صحتها لغة وأسلوبا وفكرة ولا يعفيه من هذه المسئولية أنه نقلها كما وردت في مصدرها؛ إذ عليه أن يعقب عليها إذا كان بها خطأ ما أو إبهام ما، فإن نقلها وضمنها بحثه دون تعقيب فقد رضيها، وكأنها صدرت عنه لا عن صاحبها، ومن ثم يصبح مسئولا عنها ومحاسبا على ما قد يكون بها من هفوات وعثرات.

 

وهذه المسئولية عن النقول تقتضي الفهم الصحيح لكل نص مقتبس؛ لأن أدنى خطأ في فهم أي نص ينحرف بالبحث عن مساره المستقيم، وينتهي إلى نتائج فاسدة أو باطلة.

 

وليست مهمة الباحث إزاء المواد العلمية التي ينقلها من مصادرها هي الجمع بينهما، وفق ذلك الترتيب الذي أومأت إليه، وإنما تتلخص مهمته في التفسير والتحليل والاستنباط، بالإضافة إلى وضع تلك المواد في إطار منطقي مفيد.

 

إن المادة التي جمعها الباحث من مختلف المصادر أشبه ما تكون بمواد البناء من حديد واسمنت وحجارة وخشب ونحو هذا، وتبدو مهارة المهندس في التصميم والإنشاء مستعينا بهذه المواد، وتتفاوت براعة المهندسين في هذا المجال، فمنهم من يشيد البناء الجميل الذي يعمر طويلا، ومنهم من يعجز عن هذا، كذلك تتفاوت براعة الباحثين أمام النصوص المقتبسة، فمن كان قادرا على نقدها وتحليلها واستنباط النتائج منها في موضوعية واستقلال فكري فهو الباحث الجدير بهذا الوصف، ومن ظن أن مهمته لا تعدو الجمع بين النصوص دون أن يكون له موقف منها فليس باحثا بالمعنى الحقيقي لكلمة باحث.

 

وموقف الباحث الذاتي من النصوص، موقف النقد والتحليل والتعليل، موقف القبول أو الرفض، هذا الموقف يمثل التحرر العقلي من سلطان الأفكار التي قال بها من سبقه من الباحثين، وهو الخطوة الأولى على طريق الابتكار والتجديد، وعدم التكرار، أو صياغة أفكار الآخرين من جديد.

azazystudy

مع أطيب الأمنيات بالتوفيق الدكتورة/سلوى عزازي

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 121 مشاهدة
نشرت فى 15 يونيو 2016 بواسطة azazystudy

ساحة النقاش

الدكتورة/سلوى محمد أحمد عزازي

azazystudy
دكتوراة مناهج وطرق تدريس لغة عربية محاضر بالأكاديمية المهنية للمعلمين، وعضوالجمعية المصرية للمعلمين حملة الماجستير والدكتوراة »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

4,597,856