وسائل الإعلام أدت إلى تفاقم الأزمات الأمنية أحيانا 0 167 طباعة المقال
الانعكاسات الامنية لمعالجة وسائل الاعلام للازمات، موضوع رسالة دكتوراة للباحث اللواء دكتور مصطفي منيسي التي حصل عليها بدرجة الامتياز وكان الدافع لاختيار هذا الموضوع هو تعدد وتنوع وتز ايد الازمات الناجمة عن المظاهرات والاعتصامات في مصر خلال السنوات الخمس الماضية التي كان النظام السياسي طرفا فيه واكد الباحث العلاقة بين المعالجة الاعلامية للكثير من المظاهرات والاحتجاجات والعديد من النتائج السلبية.
واشار الي السلوك الفوضوي من جانب بعض الفئات الذي وصل الي الحرق والاءتلاف والتعدي علي رجال الشرطة والقوات المسلحة ويري بعض الخبراء ان وسائل الاعلام خاصة الجديدة ادت الي حشد الرأي العام وتشكيل اتجاهات عنيفة من جانب الجماهير وتوجيه اتهامات مباشرة لتحريض الرأي العام ضد الشرطة وبعض قطاعات الدولة.وتشير الدراسات العلمية الي وجود نتائج امنية مرتبطة بتدخل الاعلام وتنعكس سلبا علي درجة الاستقرار الامني والسياسي في المجتمع فأصبح الاعلام طرفا رئيسيا في ادارة الازمات وينظر اليه علي انه سلاح ذو حدين فقد يكون الاكثر قدرة علي التوصل لحلول مقبولة ترتضيها الاطراف المعنية الا انه في حالات اخري قد يكون العامل الرئيسي لتطور الازمة وتعقيدها وتصعيد حدة الخلافات بين اطراف الازمة.
وتشير البحوث العلمية الي وجود نتائج وانعكاسات لتدخل وسائل الاعلام في ادارة الازمات وهذه النتائج قد تكون سياسية او اقتصادية او امنية وركزت الدراسة علي تشخيص وتحليل دور الاعلام المصري في ادارة الازمات والانعكاسات الامنية المترتبة علي هذا الدور . وتوصل الباحث في نتائج الدراسة الي تزايد المشاكل والازمات يوما بعد يوم سواء كانت علي المستوي الوطني او الدولي او الاقليمي وتنامي دور وسائل الاعلام بشكل ملحوظ في التعامل مع الازمات وتفاقم الانعكاسات الامنية لعدد منها، وتعدد وتنوع وسائل الاعلام وتمتعها بدرجة غير مسبوقة من الحرية مما دفع البعض منها الي التجاوز احيانا في استغلال الحرية المتاحة وممارسة دور سلبي في معالجة الازمات ووجود اتجاه لدي بعض الصحف نحو تضخيم الاحداث والمبالغة في نتائجها والمعالجة الاعلامية غير المتوازنة التي قد تركز احيانا علي جانب واحد من الازمة.. بالاضافة الي نقص في كم ونوع المعلومات المطلوب تقديمها في الوقت المناسب مما يفقد وسائل الاعلام القدرة علي تزويد الجمهور بما يحتاجه من معلومات واراء وهو مايؤثر سلبا في تكوين صورة غير دقيقة وينعكس سلبا علي الاوضاع الامنية .
وتوصل الباحث الدكتور مصطفي احمد منيسي الي مجموعة من النتائج منها ان الانعكاسات الامنية السلبية التي قد تترتب علي تدخل الاعلام في ادارة الازمات تتمثل في توجه الاعلام نحو تكريس الازمة وتعميق الهوة بين الاطراف الفاعلة وقد تكون وسائل الاعلام ذاتها مصدرة للازمة بالاضافة الي التقديم المتميز وغير الامن للمعلومات وتشويه الواقع وتضليل الرأي العام والتركيز علي نقاط الخلاف في الموقف المتأزم وسيادة مناخ التطرف وثقافة العداء والخصومة والدعوة الي الوسائل غير المشروعة مثل الاعتصامات وقطع الطرق والتعدي علي رجال الشرطة والمنشأت . ويضيف الباحث ان الانعكاسات الامنية الايجابية التيتترتب علي دور الاعلام في ادارة الازمات تتمثل في قدرته علي الاسهام في التنبيه والتحذير باحتمال وقوع الازمات والتصدي لها قبل وقوعها والتعامل مع الازمة من خلال تقديم المعلومات والاراء وتخفيف حدة الصراع والتعامل الموضوعي مع اسباب الازمة ونتائجها للتوصل الي الحلول المقبولة مما يؤثر ايجابا علي الاستقرار الامني بالاضافة الي ضرورة ان يتحلي الاعلام بمجموعة من الاخلاقيات والقواعد المهنية ومنها المصداقية والموضوعية والدقة والمهنية المجردة والشفافية والنقد البناء ومراعاة الصالح العام.
ويضيف الباحث ان المشكلة الاساسية في الازمات الامنية تتمثل في ان مصادر تلك الازمات غير امنية وهي اجتماعية واقتصادية وثقافية وسياسية بمعني ان رجل الامن يتعامل مع ازمة ليست من صنعه او لصيقة بعمله
واكد ان هناك عدة اعتبارات ضرورية في اثنآء التخطيط لادارة الازمة الامنية وهي مراعاة الصالح العام وتحديد الهدف من الخطة بدقة وان تكون الخطة ممكنة التنفيذ وتمثيل كل جهاز او مؤسسة وكبار المسئولين في فريق التخطيط وتحديد مسئولية الاجهزة المعنية.
واكد ان التغطية الاعلامية للازمة الامنية تمر بثلاث مراحل وهي التدفق الحر للمعلومات والاختبار عن الازمة ووضوح الاساليب والاطراف الفاعلة في الازمة وممارسة وسائل الاعلام لدورها الاجتماعي بكشف الاسباب الحقيقية للازمة.
واضاف الباحث مصطفي منيسي ان هناك بعض العوامل تؤثر في ادارة الاعلام للازمة وهي المرحلة التاريخية التي تشهدها البلاد وملكية وسائل الاعلام والانتماءات السياسية والتزام رجال الاعلام بمواثيق الشرف و طبيعة الازمة ووفرة المعلومات وتدخل العناصر الدولية وطبيعة الفئة المستهدفة بالازمة. واشار الي و جود علاقة بين التدفق الحر للمعلومات عبر وسائل الاعلام الجديد وتطور الازمات المحلية الي دولية حيث تخطت تكنولوجيا الاتصال قدرة الدولة علي الرقابة الصارمة علي مصادر المعلومات . كما اشار الباحث الي نتائج الدراسة التطبيقية علي ازمة ظاهرة الالتراس في مصر وانها شهدت أول ظهور لها عام 2007 ومصادر تمويل الالتراس غامضة رغم التأكيدات بأن تمويله ذ اتي واشار الي التأثير السلبي للاعلام الرياضي في مصر واذكارء روح الغضب واثارة الجماهير .
واوصي الباحث في دراسته بإنشاء اداره عامة للازمات تتبع وزارة الداخلية وتتضمن مركزا لبحوث الاعلام والبحث عن حلول عملية لمشكلات المجتمع وازماته بعيدا عن الحلول الامنية والاهتمام بتسويق الوظيفة الشرطية للرأي العام والاستجابة الفورية للمؤشرات الدالة علي بوادر الازمة الامنية والنظر في اعداد برامج اعلامية لتحسين الصورة الذهنية لرجال الشرطة والاهتمام بوسائل الاعلام الجديد لما يبثه من ازمات للمجتمع ووضع الضوابط القانونية المنظمة لعمل وسائل الاعلام بمختلف اشكالها واصدار قانون شغب الملاعب وتوجيه طاقات شباب الالتراس دخول الاعمال الخيرية والصالح العام ووضع ضوابط للعاقة بين اجهزة الامن والاعلام يحكمها المصلحة المتبادلة بين الطرفين في إطار قانوني ووطني وسياسي وهذه العلاقة تفرض بعض الحقوق والواجبات لدي الطرفين.
رابط دائم:
ساحة النقاش