17% من المصريين مصابون بالاكتئاب بسبب الضغوط العصبية
منى حرك 2 202 طباعة المقال "الرعاية الصحية للمريض النفسى.. وكيفية الوقاية من المرض النفسى".. كانت محور اهتمام المؤتمر الدولى العاشر للطب النفسي بكلية الطب بجامعة عين شمس، الذي ناقش العلاجات الجديدة فى أمراض الفصام، والاضطرابات النفسية، وكيفية العناية المتكاملة بالمريض النفسى من علاج دوائى ونفسى، ورعاية مجتمعية وأسرية، باعتبار أن الدواء وحده لا يكفى لعلاج الأمراض النفسية. وأكد المشاركون في المؤتمر أنه كلما زاد الاستقرار السياسى والاجتماعى أدى ذلك إلى شعور المواطنين بالأمان، وزادت معدلات الانتماء، وانخفضت الأمراض النفسية، وأن إدمان الانترنت يصيب بالعزلة والقلق.
وشهد المؤتمر استعراض عدد من الأرقام أبرزها أن الاكتئاب يصيب أكثر من 17% من الشعب المصرى، نتيجة الضغوط العصبية والنفسية والاجتماعية، وانتشار البطالة، والمتاعب الاقتصادية، وأن 10% من الأطفال المصريين مصابون بمشكلات نفسية كتشتت الانتباه.
فى البداية تقول د. صفية عفت أستاذ ورئيس مركز الطب النفسى بالكلية: "إن المؤتمر ناقش كيفية التشخيص المبكر للأمراض النفسية، لأنه يساعد بشكل كبير فى علاج معظم الحالات، لذلك تم إنشاء جمعية لعلاج مشكلات الأطفال والمراهقين النفسية، كي تقوم بتشخيص الأمراض النفسية للأطفال، وعلاجهم، وتوعية الأسر بأهمية علاج الحالات النفسية، وطرق التعامل معها".
وتشير إلى أن أكثر من 30% من المصريين تحت سن 18 سنة منهم نحو 4ملايين مصابون بأمراض نفسية، ونحو 10% من أطفال مصر لديهم فرط حركة وتشتت انتباه، وأن هذا المرض إذا تم تشخيصه قبل سن الثامنة يتم علاجه تماما ثم تأتى الاضطرابات السلوكية، وتمثل نحو 3% من الاطفال، وهي مرتبطة ارتباطا وثيقا بالمشكلات الاسرية، لذلك فالجمعية هدفها الرئيسى التثقيف الصحى لاسر الاطفال لتقليل حجم هذه المشكلات.
في سياق متصل، تقول د.عفاف حامد أستاذ الطب النفسى بجامعة عين شمس ومنسق عام المؤتمر إن 17% من الشعب المصرى مصاب بالاكتئاب نتيجة الضغوط العصبية والنفسية والاجتماعية وانتشار البطالة والضغوط الاقتصادية التى أثرت بشكل كبير على الجوانب النفسية وكل ذلك مع تراجع دور الاسرة مما أدى الى تدهور عام لذلك لابد أن يعود الترابط مرة اخرى بين الأسرة الواحدة، وأن تكون هناك لغة حوار للحماية من الاكتئاب.
من جهته، يؤكد د.هاشم بحرى رئيس قسم الطب النفسى بجامعة الازهر أن هناك بصيص ضوء يلقى بظلاله على الحالة النفسية للمصريين، وأنها سوف تبدأ فى التحسن مع بداية استقرار الاحوال السياسية إذ سيبدأ المواطنون ساعتها الشعور بالاطمئنان.
ويضيف أن المواطن يعيش فى حالة ترقب وقلق على المستقبل، ولديه آمال عريضة وتوقعات ضخمة للمستقبل فإذا استفدنا من ذلك ودعمنا مشروعات قومية لحل مشكلة البطالة فسيؤدى هذا الشعور الى طاقات ايجابية وتحسن كبير، خاصة اذا نفذت هذه المرحلة القادمة على اساس سليم وتفادت عيوب الماضى، وبدأ المواطن يشعر بتحسن فى الاحوال المعيشية، وحينها سيبدأ في الشعور بالتفاؤل، وسيزيد الامل لديه مما يخفض من معدلات الاكتئاب.
وأضاف: "قدمنا أبحاثا مختلفة تشير الى ان العلاج الدوائى لا يحقق نتائج كبيرة فى العلاج النفسى إلا اذا كان مرتبطا بالاسرة والمجتمع، علما بأنه من المستحيل علاج الامراض العقلية نفسيا ولكن أثبتت الابحاث العلمية ان العلاج النفسى له قدرة تأثير كبيرة على تحسين بعض الحالات المختلفة، وقد أثبتنا أن الانسان هو الاصل، وليس المواد الكيميائية".
ومن جهتها، قدمت د.سهير الغنيمى أستاذ مساعد الطب النفسى بجامعة عين شمس بحثا في المؤتمر عن إدمان الانترنت، أشارت فيه إلى أن تعرض الشخص لاكثر من 40 ساعة إنترنت فى الاسبوع يصبح حالة من الحالات المرضية التى يمكن ان تصيب الانسان بالقلق والاكتئاب، فضلا عن حدوث تدهور في التواصل بين الفرد والمجتمع والاسرة.
وتشير إلى أن هناك نحو 15% من المراهقين مصابون بإدمان الانترنت. والأمر هكذا، تنصح د.سهير بالاستخدام المناسب للانترنت حتى لا يؤثر على حياتنا الاجتماعية والأسرية، وإلا فسيصيبنا بالأمراض النفسية، لذلك يجب أن تربي الأسرة أبناءها على ما هو المسموح بتداوله فى استخدام الانترنت.
رابط دائم:0
ساحة النقاش