الصوت العالي‏:‏ يعتاده الكبار‏..‏ يكتسبه الصغار ويستنكره المتخصصون سالي حسن 0 266 طباعة المقال
من الملاحظ أننا أصبحنا نعيش يوميا في حالة من الضوضاء المستمرة سواء في الشارع أو المنزل أو المدرسة أو العمل‏,‏ التي تعتبر من أبرز مظاهر التلوث السمعي‏,‏

 ويري المتخصصون أنها تؤثر علي الذكاء ومستوي التحصيل والتفهم والاستقرار أيضا.. ومن أبرز أشكال هذه الضوضاء الأصوات المرتفعة للمصريين التي يمكن من خلالها تمييزهم بسهولة في أي مجتمع خارجي. ولا شك أنها عادة سيئة ولكن ما أسبابها وتأثيرها وكيف يمكن التخلص منها؟
توضح د.هبة محمد وجيه قطب أستاذ علم النفس بالجامعة الأمريكية أن المصريين ليسوا الشعب الوحيد الذي يتمتع بهذه الثقافة ولكنها تميز مجتمعات حوض البحر المتوسط مثل إيطاليا واليونان ودول الشرق الأوسط, ولهذه الشعوب بعض الجوانب الإيجابية مثل دفء المشاعر والحميمية, ولكن هناك جوانب سلبية أخري, منها كثرة استخدام الإشارات بالأيدي والصوت العالي. وتنشأ ثقافة الصوت العالي عند الطفل من البيت من خلال الأم أوالأب, ويعتاد عليها شيئا فشيئا حتي تصبح عادة مكتسبة. ومن أبرز هذه الأمثلة أن نجد الأم تنادي علي ابنها من غرفة لأخري, وهناك سلوكيات أخري تزيد من هذه الثقافة داخل البيت مثل فتح الراديو أو التليفزيون باستمرار طوال اليوم مع ارتفاع صوته حتي لو لم يشاهده أحد, وفي أثناء حديث العائلة أو ضيوفهم مما يتطلب منهم رفع أصواتهم أكثر حتي يمكنهم أن يستمعوا لبعضهم البعض. ويمتد هذا السلوك وينمي في المدرسة بتشجيع التلاميذ علي رفع أصواتهم من خلال التلقين الجماعي وأشهرها صباح الخير يا أبلة, وكذلك تعويد الطالب علي رفع صوته لكي يجاوب أو يسمع بسبب كثرة عدد التلاميذ في الفصل الواحد. ولايخص هذا السلوك طبقة بعينها ولكن يمكن ملاحظته بسهولة في كل طبقات المجتمع ولكنه يزيد بالتأكيد في الطبقات الدنيا, كما أنه قد يكون مؤشرا لضعف الشخصية وقلة الثقة بالنفس أو دليلا علي ضعف الحجة, فيستخدم الشخص صوته العالي كحيلة دفاعية لتعزيز موقفه علي طريقة خدوهم بالصوت, وقد يكون أيضا وسيلة لجذب الانتباه أو لفرض السيطرة علي المتلقي.
حتي حياتنا السياسية لم تخل من هذه الظاهرة, فنجد الاحتجاجات والاعتصامات يصاحبها دائما أصوات عالية وصراخ, كانعكاس لحرارة العواطف التي تميز شعوبناعلي عكس الدول الباردة والشمالية التي نجد الاحتجاج فيها يتم بطريقة متحضرة عن طريق رفع لافتات تعبرعن مطالبهم في صمت, وقد تكون رسالتها الصامتة أعلي صوتا من الصراخ. وتوضح أن هناك موروثا حضاريا يستنكر صوت المرأة العالي والذي يتميز بعلو نبرة الصوت حيث يفقدها أنوثتها, إلا أنها تؤكد أن علو الصوت غير مطلوب للجنسين دون تفرقة.
وهناك مشكلات تنشأ نتيجة ثقافة الصوت العالي خاصة عند الأطفال منها القلق والخوف والتوتر والعصبية, وتؤثر علي الجهاز السمعي كما تؤدي إلي ارتفاع نسبة الخلافات, فأحيانا نفس الكلام إذا قيل بصوت عال يحمل رسالة سلبية أو انطباعا خاطئا, كما أن الضوضاء تندرج تحت بند الثلوث السمعي حتي إذا كانت أغنية مرتفعة الصوت أو آلة تنبيه السيارة, كما أن كل الأبحاث أثبتت أنه كلما زادت الضوضاء من حولنا كلما قل معدل التحصيل الدراسي ومعدل الذكاء والقدرة علي الاستيعاب.
والحل كما تراه د.هبة هو أن يبدأ كل فرد بنفسه أولا, فالأم تبدأ بخفض صوتها في أثناء تعاملها مع أولادها وتنهاهم عن استدعاء بعضهم بعضا من الغرف المختلفة, وخفض صوت التليفزيون أو غلقه في أثناء الحديث أو في وجود ضيوف ويفتح فقط عند الرغبة في مشاهدة برنامج أو فيلم معين, وذلك من خلال التدريب, فيمكنها أن تمتنع عن إجابة طلب الابن إلا عند خفض صوته, ويجب تشجيع المدرسين علي خفض أصواتهم في المدارس والامتناع عن ظاهرة التلقين الجماعي, والامتناع عن استخدام آلات التنبيه إلا عند الضرورة القصوي مثل الدول الغربية, وغيرها من الملوثات السمعية مثل الميكروفونات والأصوات المرتفعة للباعة الجائلين.

رابط دائم: 
          0
azazystudy

مع أطيب الأمنيات بالتوفيق الدكتورة/سلوى عزازي

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 86 مشاهدة
نشرت فى 30 يناير 2014 بواسطة azazystudy

ساحة النقاش

الدكتورة/سلوى محمد أحمد عزازي

azazystudy
دكتوراة مناهج وطرق تدريس لغة عربية محاضر بالأكاديمية المهنية للمعلمين، وعضوالجمعية المصرية للمعلمين حملة الماجستير والدكتوراة »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

4,623,661