دراسة مصرية بمؤتمر الحوار الدولى بالرياض تطالب بدور ايجابى للاعلام فى التعايش مع الغرب

فى دراسة علمية للدكتور مجدى الداغر  الإعلام ودوره فى تعزيز الحوار والتعايش مع الاخر فى مؤتمر الحوار الدولى بجامعة الإمام محمد بن سعود بالرياض   حول اتجاهات الشباب الجامعي نحو دور وسائل الإعلام في نشر ثقافة الحوار وتعزيز التعايش مع الآخر، يستعرض الدكتور مجدى الداغر أستاذ تكنولوجيا الإعلام بكلية الآداب بجامعة المنصورة ضمن فعاليات مؤتمر الحوار الدولى الذى يعقد غداً الثلاثاء بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض وحتى 13 ديسمبر الحالى ، وتتناول دراسة مجدى الداغر اتجاهات الشباب الجامعي نحو دور وسائل الإعلام في نشر ثقافة الحوار وتعزيز التعايش مع الآخر ، وتستهدف التعرف على رؤية الشباب الجامعي للدور الوظيفي لوسائل الإعلام فى خدمة القضايا المجتمعية والدولية عند التعرض للقضايا الشائكة ذات البعد المحلى والدولي ، حيث ترى الدراسة أن الآخر هو كل مختلف معه فى الدين والعرق والجنس والفكر والتصورات والرؤى ، وقد جاء اختيار هذا الموضوع تحديداً نظراً لما شهدته المنطقة العربية من تطورات وتحولات مجتمعية وتصاعد قيم التعصب والعنف بعيداً عن قيم التسامح وثقافة الحوار مع الأخر. وتأتى أهمية الدراسة من الحاجة إلى حوار هادف يقوم بين الحضارات والثقافات قائم على التسامح والتعايش تتطلبه طبيعة هذا العصر الذي اشتد فيه الصراع بين الدول والأمم والشعوب وانتشر فيه النزاع حول المصالح والمواقف والسياسات، وأخذ تعامل البشر فيه طابع الحدة والعنف، بينما تراجعت فيه القيم الإنسانية السامية التي تحث على التسامح والتراحم وتدعو إلى الإيثار وحب الخير، وبالقدر الذي تشتد الحاجة إلى حوار جدي لمد جسور التفاهم بين الشعوب والأمم تبرز حاجة مماثلة لتهيئة الأجواء الملائمة لإجراء ذلك الحوار بغرض توجيه المسارات الصحيحة التي تؤدي إلى تحقيق الأهداف المنشودة والغايات المرجوة من خلال إعلام تنموي واع يعزز من ثقافة الحوار ، ويقوم على مبدأ التسامح مع الآخر ، ويسعى لإيجاد الفرص المناسبة للتعايش معه . وتستعرض دراسة الداغر بمؤتمر الحوار بالرياض ما أحدثته وسائل الإعلام من تغيرات متلاحقة وسريعة في مسيرة الحياة الإنسانية وشكلت عاملا مهمًا في حدوث التغيرات التي طرأت على التحولات العربية 2011-2012م، السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية وغيرها ، وساهمت في ظهور مشكلات اجتماعية وثقافية جديدة في المجالات المختلفة وبخاصة تلك المتعلقة بحقوق الإنسان ، الديمقراطية، العولمة ، العلاقة مع الغرب، حقوق المرأة، التسامح الديني،حوار الثقافات، وتعايش الحضارات، وتظل الإشكالية: هل يستطيع الإعلام بوسائله وقدراته الاتصالية والتكنولوجية أن يساهم في إيجاد حوار جاد مع الآخر يقوم على التعايش والتسامح على المستوى السياسي والديني والاقتصادي والثقافي بعيداً عن التعصب والتمييز والعنف والإرهاب. ؟ وتؤكد الدراسة على أن وسائل الإعلام بذاتها لا تصنع الصورة أو تغير منها، ولكن توجد مؤسسات أخرى تعمل في هذا الاتجاه وتسعى إلى تحقيقه، وأن في المجتمعات عامة مؤسسات تعمل على تقديم المواد والمعلومات الخام التي يتم منها تشكيل الصورة النمطية للمجتمع، وتتلقف وسائل الإعلام هذه المواد وتشكلها وتصيغها في مواد إعلامية مناسبة يتم الاعتماد عليها في صناعة أو تغيير أو تعديل أو تأكيد الصورة الذهنية للأفراد والمجتمعات والدول والمؤسسات بما في ذلك الآخر . ويرى الداغر أن مشكلات هذا العصر آخذة في التشعب والتعقد يوماً بعد يوم، فإن معالجتها تتطلب حراكاً موسعاً على الصعيد الوطني والعالميّ، مثل هذا النشاط الشامل، لا يمكن أن يسنَد أمره إلى الحكومات وحدها، ومع نمّو هذا الوعي، شرعت مؤسّسات المجتمع الدولية، تأخذ على عاتقها المهام التي كانت منوطة بالحكومات؛ حيث بات من المسلّم به أن مشكلات العصر لا تحلّ من دون حوار وتعاون، وأن لا أمة تستطيع أن تعيش في عزلة عن سائر الأمم، حيث أصبحت مظاهر العولمة تسري في تفاصيل حياتنا اليومية شئنا أم أبينا، وبالتالي فإن المعوّل عليه هو توجيه هذه المظاهر الوجهة الصحيحة، للاستفادة منها والحدّ من أضرارها، ولذا فإن التحاور بين المجتمعات، مهما تنوعّت ثقافاتها، وتباعدت أوطانها، وتباينت رؤاها الفكرية، ومهما جرت بينها من خصومات أو صدامات في ماضي العهود، أمر حتمي ومطلب حيوي، وضرورة مشتركة لأجل وأد الخصام وخلق فرص نفع متبادل بين الذات والآخر. ويؤكد الدكتور مجدى الداغر فى دراسته بالمؤتمر أن الحوار بين الشعوب والحضارات يستوجب التعاون على الخير والابتعاد عن العدوان وذلك لصالح الإنسانية ، فلا يستطيع أي شعب أن يعيش أو أي دولة أن تستمر إلا بالاندماج في المجتمع الدولي لتكون عنصراً فعالاً من عناصر الأسرة الدولية وتواكب التطور والتقدم في جميع المجالات الاجتماعية والاقتصادية والعلمية والصناعية والتكنولوجية والثقافية ، ومن ثم كان الانفتاح على الثقافات والحضارات والحوار معها والتعاون لما فيه الخير للبشرية من المقومات الأساسية للمجتمعات الإسلامية، حيث كان الفكر الإسلامي أول من استطاع استيعاب وجهات النظر العلمية المتعددة والتفاعل معها مما كان سمة بارزة للمبادئ التي جاء بها الإسلام الذي أقر التعدد والاختلاف ودعا إلى التعايش الحضاري والثقافي بين بني البشر، ذلك أن الإسلام دين حياة وطاقة للبناء والتقدم، وليس دين جمود ، ونظام يدعو إلى تبادل المنافع والخبرات لغرض صياغة حياة فاضلة تحقق لأتباعه المزيد من الاستقرار والأمن . وتؤكد نتائج الدراسة على كيفية توظيف وسائل الإعلام فى وضع تصورات وسيناريوهات جديدة فى الدفع نحو إقامة حوار حقيقي مع الغرب على كافة المستويات يقوم ترتيباً على النحو التالي : وضع قانون دولي يجرم التعرض للمعتقدات الدينية لأي جماعة أو تشوية رموزها دون النظر إلى حجمها العددي داخل الدولة ، المحافظة على التراث الإنساني والاستفادة من الثقافات الأخرى طالما لا تتعارض مع خصوصيات ومميزات كل ثقافة على حدة، عقد مؤتمر دولي للتسامح مع الآخر والإعلان عن مبادئ عامة ملزمة للطرفين، عدم المساس بحقوق الآخر، تجديد الخطابات الدينية والفكرية التي كانت سبباً فى تفاقم الصراعات والأزمات بين الجانبين ، توضيح الصورة الحقيقية للإسلام، تناول قضايا الغرب بموضوعية دون تحيز أو مغالاة، وأخيراً الاعتراف بحقوق المسلمين وفضلهم على الحضارة الغربية مقابل اعتراف المسلمين بفضل الفكر الأوربي فى تقدم البشرية فى مختلف المجالات . وتوصى الدراسة فى النهاية بضرورة الحاجة إلى بلورة خطاب إعلامي عصري وموضوعي، يغزو الأسواق الغربية، ويتجاوز المتناقضات ويعلو على النزعة العاطفية ويؤسس رؤية معرفية إسلامية مستقلة وشاملة، ويرتكز على الانفتاح النقدي، ويعلي من شأن الأمة كبديل عن الاهتمام بالدولة المركزية خاصة وأننا نعيش في فترة تتميز بحضور متصاعد لمفهوم "ثقافة الحوار"، وهذا يتطلب من المسئولين عن إنتاج الخطاب الإعلامي أن يكونوا مدركين للبعد الحضاري للظواهر حتى يساهموا في أسلمه المعرفة الإسلامية ، وتفعيل دور الأقليات المسلمة التي يمكن أن تشكل قوة ضغط فعالة، خاصة في ظل سيادة أجواء حرية الرأي والتعبير في الدول الغربية، واستثمار قدراتها وإمكاناتها السياسية والاقتصادية فى صناعة إعلام قوى يقوم على نشر الدعوة والذود عن الإسلام والمسلمين وفتح قنوات الحوار والتعايش مع أصحاب الحضارات والثقافات الأخرى .    


اقرأ المقال الأصلي علي بوابة الوفد الاليكترونية الوفد - المواطن الصحفى - دراسة مصرية بمؤتمر الحوار الدولى بالرياض تطالب بدور ايجابى للاعلام فى التعايش مع الغرب
azazystudy

مع أطيب الأمنيات بالتوفيق الدكتورة/سلوى عزازي

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 93 مشاهدة
نشرت فى 10 ديسمبر 2013 بواسطة azazystudy

ساحة النقاش

الدكتورة/سلوى محمد أحمد عزازي

azazystudy
دكتوراة مناهج وطرق تدريس لغة عربية محاضر بالأكاديمية المهنية للمعلمين، وعضوالجمعية المصرية للمعلمين حملة الماجستير والدكتوراة »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

4,797,401