الصوم علاج للقلق والأزمات النفسية
0 720 طباعة المقالنحتاج جميعا في هذا الوقت بالتحديد إلي الشعور بالأمان والهدوء النفسي خصوصا مع ما نعيشه حاليا من ظروف صعبة تمر بها مصر
, ويأتي شهر رمضان بنفحاته الروحانية ليضفي علينا هذا الإحساس حيث يشعر الإنسان بأن الله عز وجل يكافئه علي التقرب إليه بالصوم والصلاة وتلاوة القرآن وأنه يقف ورائه ويحميه وهذا الشعور هو مصدر الراحة النفسية فطالما أن الإنسان يشعر بأنه يحتمي بخالقه فلا شئ يخيفه مطلقا في أي من الأمور الدنيوية.
تؤكد دراسة علمية حديثة أجراها الدكتور يوري نيكولايف رئيس وحدة الصيام في معهد الطب النفسي بموسكو, في نتائجها أن70% من أصل10000 مريض مصابين بالفصام( الشيزوفرينيا) عولجوا بالصيام, تحسنوا بشكل كبير واستعادوا قدرا كبيرا من نشاطهم الاجتماعي.وفي دراسة أخري أجريت في اليابان في جامعة توهوكو بإشراف الدكتور سوزوكي وياماماتو علي382 مريضا يعانون من الاضطراب النفسي الجسدي الذي يظهر علي شكل آلام مختلفة ومتعددة مزمنة في الجسم, وجد أنهم تحسنوا وخفت حدة الأعراض والآلام وذلك بسبب انتظام عمل الجهاز العصبي اللا إرادي وكذلك منظومة الغدد في الجسم, كما وجد الباحثون أن الصيام ينظم إفراز هرمون الأدرينالين مما يخفف من حدة تأثيره علي مرضي القلق والخوف والهلع.
ويقول الدكتور يسري عبد المحسن أستاذ الطب النفسي بقصر العيني أن الصيام مفيد جدا في علاج الأزمات والاضطرابات النفسية التي تنتج من ضغوط الحياة اليومية حيث يضفي علي الإنسان جوا روحانيا يدخل علي نفسه الطمأنينة ويجعله في حالة من التصالح الداخلي مع نفسه, وفي هذا الشهر المبارك ينبغي علي الإنسان أن يكون علي قدر عال من التحكم في ذاته, وبالتالي فإنه يشحذ هممه ليسيطر بها علي جوارحه وحواسه كما أن تحمل الجوع والعطش يمكنه أيضا من السيطرة علي نزعاته النفسية والتي قد تظهر في صورة سلوكيات سيئة أو هواجس مرضية أو أفكار سوداوية.
ويؤكد الدكتور عبد المحسن أن الصيام يعطي الإنسان ثقة في ذاته من خلال قدرته علي التحكم في إرادته, والذي ينعكس علي زيادة قدرته علي تحمل مصاعب الحياة وفي شهر رمضان يتخلص الإنسان أيضا من المخاوف المرضية التي قد تسيطر عليه, وعلي رأسها الخوف من الموت والرهبة عند مواجهة الناس والفزع الشديد في الأماكن المرتفعة فيصبح أكثر شجاعة وقدرة لأنه يزداد تقربا إلي الله وهذا يجعله يسلم أمره كاملا له. وللصيام دور فعال في علاج الاكتئاب الذي يصل بالإنسان إلي درجة من اليأس والإحباط مع الإحساس بالعجز حيث إن تركيز الإنسان في العبادة علي مدي هذا الشهر يعطه أملا في أن ينال رضا الله ويطمع في المغفرة والرحمة وسعيه جاهدا لأن يبلغ رمضان ينتفي تماما مع إحساسه باليأس, هذا علاوة علي أن الالتزام الكامل بتأدية العبادات المفروضة يجعل الإنسان يشعر وأنه في حوار متواصل مع الله وأنه سنده القوي فلا ينتابه أي إحساس بالعجز.
ويمثل شهر رمضان فرصة كبيرة للقاءات الاجتماعية وزيارة الأهل والأقارب بما يسهم في تخفيف الإحساس بالعزلة والكآبة كما يساعد في التخلص من مرض الخوف الاجتماعي.
2
ساحة النقاش