أحـداث مصر.. تؤثر في الأجنة
رياض توفيق 0 187 طباعة المقالكم تساوي لحظة غضب خلال انفعال؟.. وكم يدفع جسم وصحة الإنسان المصري ثمنا للتوتر خلال مشاهداته لأحداث مصر الدامية؟
مراكز الأبحاث العالمية أكدت أن80% من أمراض البشر سببها لحظات انفعال ناتجة من غضب أو توتر دائم. حيث تؤدي هذه الانفعالات والتوترات الدائمة إلي زيادة كيمياء الغضب داخل أجسامنا.. وتؤدي كيمياء الغضب كما يشرح د.مجدي بدران عضو الجمعية المصرية للمناعة_ إلي إفراز ثلاث مواد خطيرة داخل الجسم وهي اكلوترنرون والإدرينالين والنورادرنالين والتي تسبب ارتفاعا مجنونا في ضغط الدم وتسرع ضربات القلب وترفع معدل السكر في الدم وتسبب خفض المناعة وتضاعف الأمراض المزمنة, وسجلت الأبحاث أن التوتر يرفع معدلات العدوي الميكروبية ويزيد حالات الربو.
وإذا كان قدر الإنسان المصري السقوط الآن في دوامة الغضب والتوتر, فليس من العدل تصدير هذا التوتر وأمراضه إلي الأجيال القادمة التي لم تخرج إلي الحياة فوق أرض مصر.. إذ أكدت الأبحاث أن أجنة الأمهات اللائي يعانين من التوتر والاكتئاب من هذه الأحداث أثناء فترة الحمل تعانين من ارتفاع مستوي هرمون الكورتزول الذي يرتفع لدي الأمهات نتيجة للتوتر والاكتئاب. ويلعب الكورتزول دورا خطيرا في البرمجة السلبية لأنسجة الجنين, حيث يقلل من النمو وتطور الأنسجة ويزيد من احتمالات الإجهاض والولادة المبكرة ونقص مناعة الطفل بعد الولادة, ويمتد تأثيره إلي ما بعد الولادة حيث يزيد من احتمالات نقص الانتباه والتركيز لدي الطفل ويقلل من ذكائه. ولذا فإن النصيحة الطبية للإنسان المصري هي الإقلال من التوتر بالضحك والفضفضة مع نشر الابتسام والقناعة والاسترخاء وزيادة ساعات النوم.
وأغرب نصيحة لإنقاذ الأجنة من توتر الأم طرقتها الأبحاث هي تأكيدها أن الجنين يستطيع أن يسمع صوت الأم من الأسبوع العشرين من الحمل, وأن سماع صوت الأم يقلل من كيمياء الغضب وينشط إفراز هرمون الأوكستوسين وهو هرمون مزيل للتوتر والقلق ينشط عند عناق الطفل.. وطالب الأطباء من الأمهات المصريات بالذات تسجيل أصواتهن لإعادة إسماعها للرضع حديثي الولادة لإكسابهم الطمأنينة, مما يحدث فوق أرض مصر هذه الأيام.
ساحة النقاش