<!--<!--<!--<!--<!--
فاعلية برنامج مقترح لتنمية كفايات تعليم التفكير الإبداعي
لدى الطالبات المعلمات بكلية رياض الأطفال
بحث مقدم من
انشراح إبراهيم محمد المشرفي
المدرس المساعد بقسم العلوم الأساسية
كلية رياض الأطفال – جامعة الإسكندرية
لنيل درجة دكتوراه الفلسفة في التربية
(مناهج وطرق تدريس رياض الأطفال)
إشراف
2003
<!--<!--<!--
الإطار العام للبحث
يهدف هذا الفصل إلى عرض مشكلة البحث ، وتحديدها في شكل تساؤلات ، وتوضيح الفروض التي يسعى البحث إلى التحقق من صحتها ، وكذا توضيح أهمية البحث ، ومحدداته ، والمنهج الذي سوف يعتمد عليه ، ثم التعرف بعد ذلك على الإجراءات التي سوف يسير البحث وفقاً لها متضمنة مجموعة الأدوات المستخدمة في البحث ، وأخيراً تحديد التعريف الإجرائي لمجموعة من المصطلحات التي يعني البحث بها .
مقدمة :
يدين العالم للمبدعين من أبنائه، بكل ما أحرزه من تقدم في العلوم والفنون والآداب ، وما توصل إليه من حضارة إنسانية شامخة . وفي ظل التقدم الحضاري المطرد ، تتسابق المجتمعات في جميع الميادين ، ووسيلتها في ذلك استثمار كل طاقاتها وإمكاناتها وثرواتها ، وعلى رأسها الثروة البشرية ، فهي المحرك لكل القوى الأخرى ، وبدونها تصبح الثروات والإمكانات الأخرى عديمة القيمة ، فالبترول والمعادن موجودة في باطن الأرض منذ آلاف السنين ، والشمس موجودة منذ بدء الخليقة . ولم تتحول هذه المصادر إلى تلك الطاقة الهائلة التي تدور بها عجلة التكنولوجيا إلا عندما وُجِدَ الإنسان القادر على اكتشافها واستغلالها ، ولم يكن ذلك وليد الصدفة ، ولكن نتيجة لإعمال الفكر ، والجهد الذي بذله الإنسان بشكل منتظم ومحسوب ، إلى الحد الذي جعل التقدم العلمي في الوقت الحالي لا يحدث كل فترة - كما كان من قبل - وإنما كل يوم هناك جديد ، يضيفه الإبداع العقلي للإنسان ، من أجل تطوير الحياة الإنسانية ، وتحقيق التقدم والرخاء .
ويمكن القول أن الصراع بين الدول المتقدمة هو صراع بين عقول أبنائها من أجل الوصول إلى سبق علمي وتكنولوجي يضمن لها الريادة والقيادة .
ومن ثم فإن الهدف الأعلى من التربية في القرن الحادي والعشرين هو تنمية التفكير بجميع أشكاله لدى كل فرد ، ومن هنا يتعاظم دور المؤسسة التربوية في إعداد أفراد قادرين على حل المشكلات غير المتوقعة ، ولديهم القدرة على التفكير في بدائل متعددة ومتنوعة للمواقف المتجددة فأمامهم الكثير من القرارات التي يجب اتخاذها وعليهم مسؤوليات ضخمة يجب تحملها .
تلك الحقيقة تبدو واضحة في كل الكتابات التي تعرضت لوظيفة التربية بدءً من "ديوي" ، إلى "سكنر" و"بياجيه" و"أريكسون" ، و"فرويل" ، وغيرهم ، لأن المهم أن يتعلم التلاميذ كيف يفكرون وإذا لم يتعلموا هذا أثناء التحاقهم بالمدارس ، فيمكن أن نتساءل كيف يتسنى لهم أن يستمروا في التعليم ؟!
فهناك اتفاق يكاد يكون عاماً بين الباحثين الذين تعرضوا في كتاباتهم لموضوع التفكير على أن التفكير وتهيئة الفرص المثيرة للتفكير أمران في غاية الأهمية ، وينبغي أن يكون التفكير هدفاً رئيساً لمؤسسات التربية والتعليم ، فهو بمثابة تزويد التلميذ بالأدوات التي يحتاجها حتى يتمكن من التفاعل بفاعلية مع أي نوع من المعلومات أو المتغيرات التي يأتي بها المستقبل ومن هنا يكتسب التعليم من أجل التفكير وتعليم التفكير أهمية متزايدة كحاجة لنجاح الفرد وتطور المجتمع .
لذا فإن قضية إدخال تعليم التفكير إلى المدارس إلى جانب أهميتها العملية والتربوية هي قضية تتعلق بمسألة النمو والتقدم ومواجهة تحديات المستقبل في عالم أصبح قائده الفكر .
وقد ظهرت العديد من الدراسات والأبحاث التي تناولت الحث على تعليم التفكير في المدارس وتؤكد على أهمية تدريس مهارات التفكير في المدارس كجزء من المنهج المدرسي .
وقد اتخذت المدارس التربوية في تعليم التفكير وتنميته مسارين ، هما : تعليم التفكير كبرنامج مستقل ؛ أو دمج التفكير في المنهج الدراسي ، وذلك من خلال إعادة بناء الكيفية التي يستخدم بها محتوى المنهج التقليدي في العملية التعليمية . (Swartz, J., Perikins, N., 1990: 63)
وقد تم إدخال برامج التعليم المباشر (تعليم التفكير كبرنامج مستقل) لمهارات التفكير ضمن المنهج المدرسي ، وطبقت هذه الفكرة ، وانتشرت في كثير من الدول المتقدمة مثل الولايات المتحدة الأمريكية ، وكندا ، واستراليا ، ونيوزيليندا ، وفنزويلا وغيرها . (De Bono, E., 1991: 3)
ويرى البعض إمكانية الدمج بين المسارين إذا وجدت الإرادة والخبرة لدى المعلم . (فتحي جروان ، 1999: 3)
والتفكير الإبداعي Creative Thinking هو أحد أنواع التفكير المهمة ، والتي لخص أهميتها برنادت دوفي B. Duffy (1998 : 4-6 ) في عدة نقاط ، أهمها أن : التفكير الإبداعي يمنح الفرد الفرصة لـ :
- تنمية قدراته إلى أقصى حد ممكن .
- إثبات قدرته على التفكير والتواصل .
- التعبير عن كل ما يجول في خاطره .
- اكتشاف قيمة الأشياء .
- تنمية مهارات متعددة .
- فهم ذاته وفهم الآخرين واستيعاب ثقتهم .
- مواجهة التحديات وتلبية الاحتياجات للتغيرات السريعة في العالم .
ويتوفر لدى الأفراد المبدعين قدرات إبداعية متعددة تمكنهم من الإنتاج الإبداعي ، وقد كشفت العديد من الدراسات والأبحاث عن أهم القدرات الإبداعية التي تحدد الإمكانية الإبداعية لدى الأفراد ، وهي الطلاقة ، المرونة ، الأصالة ، الحساسية للمشكلات ، التخيل . (خليل معوض ، 1995: 51-54)
كما يتميز الفرد الذي يفكر إبداعياً بأنه : (Duffy, B.1998: 4-6)
- يتعامل مع الأشياء غير المتوقعة .
- يطبق المعرفة التي يعرفها في الموقف الجديد .
- يكتشف العلاقات التي تربط بين الأشياء والمعلومات المختلفة .
- يستخدم المعرفة بطريقة جديدة .
- يتفاعل مع المتغيرات السريعة .
- يستطيع الاستفادة من الأفكار والأدوات المختلفة .
- يتميز بالمرونة في التفكير .
ومن هنا نجد أن تنمية التفكير الإبداعي يسهم في تحقيق الذات ، وتطوير المواهب الفردية ، وتحسين النمو ، ويسهم كذلك في زيادة إنتاجية المجتمع برمته ثقافياً ، وعلمياً ، واقتصادياً .
وقد تعددت التعريفات التي تناولت التفكير الإبداعي Creative Thinking فيرى محمود منسي (1991: 235) أنه ” قدرة الفرد على التفكير الحر الذي يمكنه من اكتشاف المشكلات والمواقف الغامضة ومن إعادة صياغة عناصر الخبرة في أنماط جديدة عن طريق تقديم أكبر عدد ممكن من البدائل لإعادة صياغة هذه الخبرة بأساليب متنوعة وملائمة للموقف الذي يواجهه الفرد بحيث تتميز هذه الأنماط الجديدة الناتجة بالحداثة بالنسبة للفرد نفسه وللمجتمع الذي يعيش فيه ، وهذه القدرة يمكن التدريب عليها وتنميتها “ .
ويعرف كل من فؤاد أبو حطب ، وآمال صادق (1994: 627-628) التفكير الإبداعي على أنه ” فئة من سلوك حل المشكلة ولا يختلف عن غيره من أنماط التفكير إلا في نوع التأهب أو الإعداد الذي يتلقاه الفرد “ .
وعلى ذلك فإن الإبداع قدرة عقلية موجودة عند كل فرد وبنسبة معينة تختلف من واحد لآخر ، وإبداع الصغير يكون جديداً بالنسبة إليه حتى ولو كان معروفاً للكبار ، حيث يرى العلماء أن الإبداع الحقيقي للإنسان الناضج هو نتاج لعملية طويلة يمثل إبداع الصغار الحلقة الأولى منها .
(محمد عبد الرازق ، 1994: 8-9)
وانطلاقاً من أن تنمية التفكير الإبداعي هو أحد أهم الأهداف التربوية التي تسعى المجتمعات الإنسانية إلى تحقيقها ، وأن مرحلة الطفولة من المراحل الخصبة لدراسة الإبداع واكتشاف المبدعين ، وأن الإبداع إذا لم يشجع في مرحلة الطفولة فإن تشجيعه بعد ذلك يكون ضعيف الجدوى . كان إصدار وثيقة العقد الثاني لحماية الطفل (2000-2010) "المجلس القومي للطفولة والأمومة" كإشارة البدء لأن تحتل قضايا الطفولة مكانها اللائق من الاهتمام باعتبارها المركز والجوهر لكل خطط المستقبل ولكل آفاق التقدم ، ولابد من إعداد الأطفال الذين هم رجال الغد وأمل المستقبل من خلال تنشئتهم على ثقافة قوامها الإبداع وجعل التفكير الإبداعي هو منهج التعامل مع الحياة والتمكين من إطلاق الملكات الإبداعية عند الطفل .
ولقد تعددت الدراسات والبحوث التي تؤكد ذلك منها دراسة " كارولين إدواردز " C. Edwards و "كاي سبرنجت" K. Springate (1995) التي اهتمت بتشجيع التفكير الإبداعي في فصول رياض الأطفال ، كما تناولت دراسة مصري حنورة (2000) أهمية التفكير الإبداعي للطفل ، وكذلك هدفت دراسة زين العابدين درويش (2000) إلى توجيه الانتباه إلى الموقف الذي يتخذه الأفراد نحو ما يعتبر خصالاً سلوكية مميزة للطفل المبدع ، وقد استخلص الباحث أن الطفل نظام مفتوح بقدر قابليته للنمو بقدر قابليته للضمور، ومن حق الطفل أن يحصل على أفضل الفرص لينمو ويبدع .
إن ثمة حقيقة مقررة وهي أن التفكير الإبداعي يتأسس منذ الطفولة المبكرة ، حيث أن كل طفل مشروع مبدع ويجب أن ينظر إليه كذلك .
فبدايات التفكير الإبداعي ومقوماته لدى الطفل تتمثل في تلك الخصائص التي تميز هذه المرحلة، مثل اهتمامه بتبادل الأشياء والتعامل معها والتعرف عليها ، واهتمامه بالاستكشاف والاستطلاع ، واهتمامه بالتجريب والتعرف على مكونات أو عناصر الشيء ، بجانب القدرة التخيلية التي يتميز بها الطفل ، والتي تظهر في مواقف وأنشطة لعبه الإيهامي ، وكثرة الأسئلة التي يحاول أن يحصل منها على إشباع لجوعه العقلي وحاجاته إلى البحث والاستقصاء .
وفي هذا الصدد توضح دراسة عبلة عثمان (2000) أهمية التفكير الإبداعي لدى الطفل وكيفية تنميته من خلال ألعابه الحرة ، والإيهامية ، ومن خلال الأنشطة الفنية المختلفة التي تساعد على تأصيل مجموعة العادات الفكرية الإبداعية المهمة ، فهذه الأنشطة ذات نسق مفتوح وتساعد على المرونة الذهنية للطفل ، وتنمية قدراته الإبداعية ، كما تعمل على إبراز تفرده ، وتميزه عن الآخرين .
وتضيف فاتن عبد اللطيف (1999 "أ" : 102) أن الطفل يجد متعة كبيرة أيضاً في الحركة تدفعه إلى ممارسة الرياضة والرقص ومن خلال استمتاعه بالحركة يكتشف بأكثر من طريقة العالم المحيط به ، ويتلذذ باكتشافه طرقاً جديدة للحركة غير المألوفة كالجري والقفز والوثب ، وكل هذه الحركات تقوي البناء العضلي للطفل وتساعده على التحكم في جسمه ، ولأن الحركة هي المكون الأساسي للتعبير فهي تعتبر الخطوة الأولى في الدراما الإبداعية .
إن الطفل بطبعه تلقائي وإن من نواتج التلقائية التعبيرية ، وإن كمال التعبيرية هو الإبداع ، فالإبداع ليس إلا تعبيراً حراً عن وجود حر ، وإن الإبداع ليس مجرد أصالة ، وإن كان ذلك فيه ، ولا طلاقة وإن كان ذلك فيه ، ولا مرونة وإن كان ذلك فيه ، الإبداع هو ذلك كله ، ولكنه ليس كل ذلك فهو قوة التعبير المتفرد عند الطفل . (هدى راجح ، 1998: 4) . لذا يجب عند التعامل مع الأطفال أن يكون التركيز على العمليات Processes أي تطوير وتوليد الأفكار الخلاقة والتي تعد أساس الملكات الإبداعية ، بمعنى أن يكون التركيز على العملية أكثر من المنتج . (Moran, J., 1988: 4)
فلعل أكثر ما يهم الباحثين والعلماء في مجال رياض الأطفال طريقة تطور السلوك الإبداعي للطفل أكثر من ناتج السلوك الإبداعي ، وذلك من خلال دراسة طرق وأساليب تنمية الأفكار الأصيلة أو التي تتسم بالندرة . (Tegans, W., et al., 1991)
وقد نفى "هوارد جاردنر" H. Gardner (1993 “C” : 17-25) فكرة المبدع الشامل ، وأكد على أن الإبداع في مجال ما لا يتطلب بالضرورة التفوق في المجالات الأخرى . فقد توصل "جاردنر" إلى أن الفرد يمكن أن يبدع في ذكاء واحد من أنواع الذكاء المتعدد ، ويكون أداءه ضعيفاً في مجالات الذكاء الأخرى ، طبقاً لنظريته المسماة "تعدد الذكاءات" Multiple Intelligences ، حيث يرى أن الإنسان يتمتع بعدد من القدرات ، قد تتداخل لخدمة بعضها البعض ، ولكنها قد تعمل بمفردها بمعزل عن القدرات الأخرى ، وسمى هذه القدرات بالذكاء ، واقترح ثمانية أنواع í ، كل نوع قد يكون النواة لقدرات إبداعية للفرد ، وهي :
1. الذكاء اللغوي Linguistic Intelligences .
2. الذكاء المنطقي الرياضي Logical Mathematical Intelligences .
3. الذكاء الفراغي Spatial Intelligences .
4. الذكاء الجسدي الحركي Bodily Kinesthetic Intelligences .
5. الذكاء الموسيقي Musical Intelligences .
6. الذكاء بين الأفراد Interpersonal Intelligences .
7. الذكاء الذاتي Intrapersonal Intelligences .
8. الذكاء الطبيعي Naturalist Intelligences .
وهو يرى أن كل أنواع الذكاء تتعامل مع بعضها البعض لحل المشكلات ، أو لإعطاء نواتج ثقافية متعددة ، وتظهر في صورة إبداع .
وتعريف "هاورد جاردنر"H., Gardner (1993 “B” : 36) للإبداع يعكس الوظائف الإبداعية ليس كسمة شخصية عامة ، ولكن في إطار مجال معين ، فهو يذكر أن الفرد المبدع هو شخص يقوم بحل المشكلات ، ويبدع المنتجات ، ويُعَّرف أسئلة جديدة بصورة منتظمة في مجال ما بطريقة تعتبر بالدرجة الأولى جديدة ، ولكنها تُقبل حتماً في إطار ثقافي معين ، والمجال الذي يمكن للفرد أن يكون مبدعاً فيه يتأثر بأنواع الذكاء الذي يملكه ، وشخصيته ، والتأييد الاجتماعي له ، والفرص المتاحة في المجال أو المنطقة .
وتشير " كاثي شيكلي" K. Checkley (1997 : 6) عن حوار مع "جاردنر" أن الذي يجعل الحياة مثيرة للاهتمام هو أننا لا نملك نفس المقدرة الإبداعية في كل مناطق الذكاء ، ولا نملك نفس الكمية منه ، وكما نختلف عن بعضنا البعض ونحظى بأنواع مختلفة من الشخصيات فإن لنا أيضاً أنواع مختلفة من العقول . وهذا الفرض له أثر تعليمي هام ، فإذا عاملنا كل الأطفال كأنهم واحد ، فإننا بهذا نغذي نوع واحد من الذكاء ، وهو الذكاء اللغوي المنطقي ، وهو ذو نتائج عظيمة إن كان الطفل يتمتع بهذا الذكاء فإنه يبدع فيه ، ولكنه فاشل بالنسبة للغالبية العظمى التي لا تتمتع بهذا النوع من الذكاء .
ويترتب على هذه النظرية ضرورة أن تركز عملية التعليم على مزيج من الذكاء الفريد الخاص بكل طفل ، والتنوع في أي مجموعة من الأطفال . وهنا تنشأ حتمية أن تتمركز عملية التعليم على الطفل الفرد من خلال تنمية قدراته الإبداعية .
ويعد المعلم من أهم عوامل نجاح برامج تعليم التفكير الإبداعي لأن النتائج المتحققة من تطبيق أي برنامج لتعليم التفكير الإبداعي تتوقف بدرجة كبيرة على نوعية التعليم الذي يمارسه المعلم داخل الغرف الصفية . لذلك لابد من تنشئة اتجاه إيجابي للإبداعية عند المعلم حتى يصير مقتنعاً بممارسة هذا السلوك مع تلاميذه ، الذين يتصل بهم ويتفاعل معهم كل يوم ويؤثر فيهم ، وبذلك نضمن إلى حد بعيد أن العائد من العملية التعليمية سيكون إيجابياً في اتجاه المستقبل الأفضل من خلال جيل قادر على أن يسلك السلوك الإبداعي .
إن إعداد المعلم ليستخدم طريقة في التدريس تشجع التفكير الإبداعي لدى تلاميذه قد تكون له الفعالية في زيادة إبداعهم بالفعل ، فالمعلم متغير أساسي في تنمية إبداع التلاميذ ، وإعداده لتعليم التفكير الإبداعي يتطلب إعادة النظر في كثير من البرامج الراهنة في كليات ومعاهد إعداد المعلم ، بحيث تخلق لديه نظرة جديدة إلى طبيعة التربية وخصائص التلاميذ . (آمال صادق، 1994: 174)
وبذلك تحدد أهداف برامج تدريب المعلم في إطار الإبداع في هدفين أساسيين متكاملين أقرب إلى أن يكونا وجهين لعملة واحدة ، يتعلق إحداهما تغيير اتجاهات المعلمين نحو أهداف التعليم وعملية التدريس ، بحيث يقدر المعلمون أهمية تطوير التعليم على أسس إبداعية ، والثاني يتعلق بتمكين المعلمين من التدريس من أجل الإبداع . (فايز مينا ، 2000)
إن تعليم التفكير الإبداعي في الطفولة المبكرة مسئولية المعلم وضرورة تدريبه على ترجمة الإبداع إلى ممارسات صفية وذلك عن طريق المعرفة الجيدة والفهم بنمو الطفل ، وخلق البيئة التعليمية المنتجة والمشجعة والمثيرة للإبداع واستخدام التكنيكات المناسبة والشاملة لعملية تفاعل المعلم والطفل وتنمية قدراتهم على التشخيص الدقيق لقدرات الأطفال والبرمجة المناسبة لهم . (Carter, M., 1992: 38-42)
وهنا تكمن أهمية وجود معلم كفء قادر على تنمية التفكير الإبداعي لدى تلاميذه ، ويعد ذلك اتجاهاً عالمياً يستهدف تطوير إعداد المعلم ، وقد بذلت جهود عديدة منذ زمن ولا تزال تبذل حتى الآن لوضع قوائم للكفايات المطلوبة والتي يجب أن يتمكن منها المعلم .
والكفاية Competency عبارة عن ”قدرة المعلم على توظيف مجموعة مرتبة من المعارف وأنماط السلوك ، والمهارات أثناء أدائه لأدواره التعليمية داخل الفصل نتيجة لمروره في برنامج تعليمي محدد ، بحيث ترتقي بأدائه إلى مستوى معين من الإتقان يمكن ملاحظته وتقويمه “ . (أحمد سالم ، 1996: 15)
وتعتبر حركة إعداد المعلم وتدريبه على أساس فكرة الكفايات التعليمية من أبرز الإنجازات التربوية المعاصرة ؛ حيث يعمل برنامج إعداد المعلم المبني على أساس الكفايات التعليمية على إيجاد علاقة بين برامج الإعداد وبين المهام والمسئوليات التي سوف يواجهها المعلم في الميدان حيث .
فقد أكدت نتائج دراسة " هيلين فرسر" H. Fraser (1997) فاعلية برنامج الإعداد والتدريب للطالب المعلم بكليات رياض الأطفال في اكتساب الكفايات ، مما أدى إلى زيادة ميلهم واتجاهاتهم نحو امتلاك الكفايات والتدريب عليها .
كما أوصت دراسة صفاء الأعسر (1999) بضرورة تقديم مناهج تعليمية جديدة يدرس فيها الإبداع بكل مقوماته وأهدافه . فمن خلال هذه البرامج تتحول الإمكانات إلى حقائق تغير حياة الأفراد والمؤسسات والمجتمعات .
وكذلك أوصت دراسة ماهر عمر (2000) بضرورة الاهتمام بتنظيم وإدارة برامج تدريب المعلمين من أجل رفع كفايتهم المهنية في نطاق تربية وتنمية المبدعين .
وفي ضوء دراسة الباحثة لطبيعة ومحتوى منهج النشاط في الروضة وسمات وخصائص مرحلة رياض الأطفال ، وتحليل الأدوار المتعددة المنوطة لمعلمة الروضة ، ونظراً للاهتمام الملحوظ بتعليم التفكير الإبداعي سواء من خلال برامج تختص بذلك أساساً أو من خلال دمجه بالمنهج الفعلي أو من خلال الدمج بين المسارين . ترى الباحثة أنه من المفيد الاتجاه في تعليم التفكير الإبداعي نحو البرامج التي تعتمد على دمجه بالمنهج الفعلي ، وذلك ضمن الأنشطة المتعددة المقدمة بالروضة كالمناشط القصصية ، والفنية ، والحركية والموسيقية مع مراعاة طبيعة المفاهيم والمهارات التي يجب إكسابها للأطفال ونوع مهارة التفكير اللازمة لها . ولعل الاهتمام بتعليم التفكير الإبداعي بصفة عامة وكفايات تعليم التفكير الإبداعي لمعلمة رياض الأطفال بصفة خاصة قد يساعدنا على تحقيق ما نأمله من أهداف .
وتأسيساً على ما سبق فإن البحث الحالي يسعى إلى وضع برنامج لتنمية كفايات تعليم التفكير الإبداعي لدى الطالبات المعلمات بكلية رياض الأطفال ، ودراسة أثر ذلك لدى أطفالهن .
مشكلة البحث :
إن موضوع تطوير التعليم وتنمية التفكير الإبداعي لدى التلاميذ أصبح مثار اهتمام كثير من العلماء والتربويين في العالم ، إلا أن الأمر لا يزال في طور المهد والتجارب العربية تعتبر محدودة في إدخال وسائل تعليم التفكير في المدارس .
فلقد أكد علماء التربية المعاصرون على أن التعليم بشكله الحالي غير كاف لتطوير مهارات التفكير وتنميتها عند التلاميذ وأنه لابد من تعليم مهارات التفكير في المدارس كجزء من المنهج التعليمي ، وهذا ما أكدته العديد من الدراسات مثل دراسة إدوارد دي بونو E. De Bono (1986) إدوارد جون E. John (1991) .
وانطلاقاً من أن التفكير الإبداعي هو أحد أهم الأهداف التربوية التي تسعى المجتمعات الإنسانية إلى تحقيقها وأن مرحلة رياض الأطفال من المراحل الخصبة لدراسة الإبداع واكتشاف المبدعين ، وأن الإبداع إذا لم يُشجع في مرحلة الطفولة فإن تشجيعه بعد ذلك يكون ضعيف الجدوى ، وأنه صفة مشتركة بين جميع الأطفال ، وذلك ما أوضحته وأكدت عليه مجموعة من الدراسات من بينها دراسة (أمين النبوي : 1995 ، عبد العزيز البطاطيني : 1995 ، صفاء الأعسر: 1999) ، والتي أوصت بضرورة تقديم مناهج تعليمية جديدة يُدرَّس فيها التفكير الإبداعي بكل مقوماته وأهدافه ، فمن خلال هذه البرامج تتحول الإمكانات إلى حقائق تغير حياة الأفراد والمؤسسات والمجتمعات ، واستناداً إلى أن تدريس التفكير الإبداعي يتطلب وجود المعلم الكفء المؤهل والمدرب ، والقادر على القيام بدوره في اكتشاف المبدعين وتوفير الرعاية التربوية اللازمة والمناسبة لهم ، وإثراء بيئتهم التعليمية بالخبرات التي تساعد على تهيئة أفضل الظروف لتنمية إبداعهم وقدراتهم إلى أقصى حد ممكن ، إلا أنه في ضوء مراجعة بعض الدراسات والبحوث المرتبطة بموضوع الدراسة لوحظ عدم الاهتمام ، بالدراسات التي تناولت تصميم برامج لتدريب معلمات رياض الأطفال على طرق واستراتيجيات لتنمية التفكير الإبداعي للطفل بصفة خاصة . هذا إلى جانب أن العديد من تلك البرامج قد اقتصرت على تنمية مجال محدد من مجالات الإبداع لدى الطفل ، بغض النظر عن نوع الذكاء الذي قد يمتلكه الطفل ، والذي يعد النواة الأساسية للإبداع لديه وفقاً لنظرية "جاردنر" لتعدد الذكاءات .
إضافة إلى ذلك فقد قامت الباحثة بدراسة استطلاعية على عينة قوامها (16) طالبة من الطالبات المعلمات بالفرقة الثالثة بكلية رياض الأطفال . وقد صممت الباحثة بطاقة ملاحظة (بصورة أولية) لبعض كفايات تعليم التفكير الإبداعي ، وتم ملاحظة وتسجيل الأداء الفعلي للطالبات المعلمات عينة الدراسة أثناء قيامهن بالتدريس في فترة التربية العملية لطفل الروضة ، وقد أشارت نتائج الملاحظة إلى انخفاض مستوى أداء الطالبات المعلمات في استخدام كفايات تعليم التفكير الإبداعي .
مما سبق يتبين أن الحاجة تبدو مُلحة إلى تعليم التفكير الإبداعي وإكساب التلاميذ مهاراته ، فإن معلمة الروضة تستطيع تهيئة المناخ الملائم والأرض الخصبة التي تمكنها من ممارسة عملها لتعليم مهارات التفكير الإبداعي من خلال تفاعل الطفل مع الأنشطة المتعددة المقدمة له في الروضة ، والتي تتمشى مع فلسفة منهج النشاط المتكامل، والمرن ، والشامل الذي نجح في إلغاء الفواصل بين المواد ، حتى يتيح الفرصة للطفل أن يبدع في نشاط أو أكثر من تلك الأنشطة طبقاً لميوله ، واستعداداته وقدراته ، وضرورة تخريج معلمة تمتلك مقومات وصفات المعلمة الكفء التي تتصف بمجموعة من الصفات وتمتلك العديد من الكفايات التي تمكنها من أدائها لدورها في تعليم التفكير الإبداعي وهذا ما نفتقده في نظامنا التعليمي الخاص بإعداد وتأهيل المعلمين .
وتأسيساً على ما سبق فقد تم تحديد مشكلة البحث الحالي في وضع برنامج لتدريب الطالبات المعلمات بكلية رياض الأطفال على كفايات تعليم التفكير الإبداعي ، والكشف عن أثر ذلك في تنمية التفكير الإبداعي في المناشط القصصية ، والفنية ، والحركية ، والموسيقية لدى أطفالهن .
ويمكن صياغة مشكلة البحث في التساؤلات الآتية :
1. ما أسس ومبادئ بناء البرنامج المقترح لتنمية كفايات تعليم التفكير الإبداعي لدى الطالبات المعلمات في كلية رياض الأطفال ؟
2. ما فاعلية البرنامج المقترح في تنمية كفايات تعليم التفكير الإبداعي لدى الطالبات المعلمات في كلية رياض الأطفال ؟
3. ما فاعلية البرنامج المقترح في تنمية التفكير الإبداعي لدى أطفال الطالبات المعلمات في كلية رياض الأطفال ؟
فروض البحث :
وللإجابة عن السؤال البحثي الثاني تم صياغة الفرضين الآتيين :
1. لا يوجد فرق ذو دلالة إحصائية عند مستوى (0.05) بين متوسطات درجات الطالبات المعلمات عينة البحث في التطبيق القبلي ومتوسطات درجاتهن في التطبيق البعدي للاختبار التحصيلي في البرنامج .
2. لا يوجد فرق ذو دلالة إحصائية عند مستوى (0.05) بين متوسطات درجات الطالبات المعلمات عينة البحث في التطبيق القبلي ومتوسطات درجاتهن في التطبيق البعدي لكفايات تعليم التفكير الإبداعي .
وللإجابة عن السؤال البحثي الثالث تم صياغة الفرض الآتي :
1. لا يوجد فرق ذو دلالة إحصائية عند مستوى (0.05) بين متوسطات درجات أطفال الطالبات المعلمات عينة البحث في التطبيق القبلي ومتوسطات درجاتهم في التطبيق البعدي لاختبار التفكير الإبداعي .
أهمية البحث :
تتحدد أهمية البحث الحالي من خلال الجوانب الآتية :
1. تحويل الاهتمام في مرحلة رياض الأطفال من التعليم التلقيني الذي يعتمد على حشو المعلومات إلى التعليم الإبداعي الذي يعتمد على التفكير وطرق مواجهة المشكلات وتقديم الحلول الإبداعية لها ، وذلك لما لقدرات التفكير الإبداعي من دور هام في تطوير المجتمع الحديث وازدهاره ، وما يمكن أن يتولد عن هذه القدرات من أفكار أصيلة وحلول جديدة للمشكلات اليومية للأفراد والمجتمع .
2. دراسة التأثير في المتعلمين لإظهار قدراتهم الإبداعية ؛ حيث إنها ليست موهبة محصورة في نخبة من الناس ، بل هي موجودة بصورة كامنة عند كل الأفراد .
3. تحديد كفايات تعليم التفكير الإبداعي المتطلبة لمعلمات رياض الأطفال كخطوة لتحسين العملية التربوية في رياض الأطفال .
حدود البحث :
أقتصر البحث الحالي على الجوانب الآتية :
1. عينة من الطالبات المعلمات بالفرقة الثالثة بكلية رياض الأطفال - جامعة الإسكندرية .
2. عينة من أطفال الروضة الذين تدرس لهم هؤلاء الطالبات المعلمات بالفرقة الثالثة أثناء فترة التربية العملية .
3. قدرات التفكير الإبداعي (الطلاقة ، المرونة ، الأصالة) .
منهج البحث :
تم استخدام المنهج الوصفي في مراجعة وتحليل الأدبيات المتعلقة بالبحث ووضع الإطار المبدئي للبرنامج المقترح ، كما تم استخدام المنهج التجريبي للكشف عن فاعلية البرنامج المقترح لتدريب الطالبات المعلمات بكلية رياض الأطفال في تنمية كفايات تعليم التفكير الإبداعي .
التصميم التجريبي للبحث :
تم استخدام التصميم التجريبي ذو المجموعة الواحدة ، حيث تم تطبيق أدوات البحث تطبيقاً قبلياً ، وتم إجراء المعالجة التجريبية ، التي تتمثل في البرنامج المقترح ، وبعد ذلك تم تطبيق أدوات البحث تطبيقاً بعدياً .
أدوات البحث :
1. اختبار تحصيلي في كفايات تعليم التفكير الإبداعي . (إعداد الباحثة)
2. بطاقة ملاحظة أداء كفايات تعليم التفكير الإبداعي . (إعداد الباحثة)
3. اختبار التفكير الإبداعي لطفل مرحلة رياض الأطفال . (إعداد الباحثة)
عينة البحث :
انقسمت عينة البحث إلى قسمين :
القسم الأول :
واشتمل على عينة مختارة بطريقة عشوائية قوامها (20) طالبة من طالبات الفرقة الثالثة بكلية رياض الأطفال - جامعة الإسكندرية تم توزيعهن على (10) فصول بواقع طالبتين معلمتين في كل فصل من فصول روضة مدرسة العبور التجريبية ، وروضة مدرسة بلقيس التجريبية بإدارة وسط التعليمية بمحافظة الإسكندرية .
القسم الثاني :
واشتمل على عينة مختارة بطريقة عشوائية قوامها (70) طفلاً من أطفال الروضة بالمستوى الثاني من فصول المدرستين التي تدرس فيهما هؤلاء الطالبات المعلمات أثناء فترة التربية العملية بواقع سبعة أطفال من كل فصل .
إجراءات البحث :
للإجابة عن السؤال البحثي الأول الخاص بأسس ومبادئ بناء البرنامج المقترح . قامت الباحثة بالإجراءات والخطوات الآتية :
أولاً : مراجعة الأدبيات والدراسات المتصلة بالتفكير الإبداعي ومعلمة الروضة من أجل تحديد أسس ومقومات البرنامج واشتمل على الأبعاد الآتية :
1. التفكير الإبداعي .
2. الإبداع في مرحلة رياض الأطفال .
3. تعدد الذكاءات لدى طفل الروضة .
4. الأسس العامة لبرامج الأنشطة في رياض الأطفال .
5. معلمة رياض الأطفال .
6. الكفايات اللازمة لتعليم التفكير الإبداعي .
ثانياً : خطوات إعداد البرنامج المقترح والذي اشتمل على ما يلي :
§ تحديد أهداف البرنامج، محتواه، الطرق والأساليب التدريبية ، الأنشطة والوسائل التعليمية ، أدوات التقويم المناسبة .
§ عرض البرنامج في صورته المبدئية على الخبراء المتخصصين لضبطه .
§ إعداد البرنامج في صورته النهائية في ضوء التعديلات التي أوصي بها الخبراء .
للإجابة عن السؤال البحثي الثاني الخاص بفاعلية البرنامج المقترح لتدريب الطالبات المعلمات في تنمية كفايات تعليم التفكير الإبداعي . قامت الباحثة بالإجراءات والخطوات الآتية :
أولاً : إعداد وتصميم الأدوات البحثية والتي اشتملت على ما يلي :
1. اختبار تحصيلي في كفايات تعليم التفكير الإبداعي . (إعداد الباحثة)
2. بطاقة ملاحظة أداء كفايات تعليم التفكير الإبداعي . (إعداد الباحثة)
ثانياً : تطبيق قبلي للأدوات البحثية والتي اشتملت على ما يلي :
1. تطبيق قبلي للاختبار التحصيلي على الطالبات المعلمات. "عينة البحث" .
2. تطبيق قبلي لبطاقة الملاحظة على الطالبات المعلمات "عينة البحث" .
ثالثاً : تطبيق البرنامج المقترح على الطالبات المعلمات "عينة البحث" .
رابعاً : تطبيق بعدي للأدوات البحثية والتي اشتملت على ما يلي :
1. تطبيق بعدي للاختبار التحصيلي على الطالبات المعلمات "عينة البحث" .
2. تطبيق بعدي لبطاقة الملاحظة على الطالبات المعلمات "عينة البحث" .
وللإجابة عن السؤال البحثي الثالث والخاص بفاعلية البرنامج المقترح في تنمية التفكير الإبداعي لدى أطفال الطالبات المعلمات . قامت الباحثة بالإجراءات والخطوات الآتية :
1. إعداد وتصميم اختبار التفكير الإبداعي لطفل مرحلة رياض الأطفال .
2. تطبيق قبلي لاختبار التفكير الإبداعي لأطفال الطالبات المعلمات "عينة البحث" .
3. التدريس باستخدام كفايات تعليم التفكير الإبداعي لأطفال الطالبات المعلمات "عينة البحث" .
í هذا العدد ليس نهائياً ؛ فقد توصل "جاردنر" إلى أنواع أخرى من الذكاءات ، ومازال بعضها في طور الدراسة والبحث .
ساحة النقاش