كتبت - منال بيومي: 3214
كشفت دراسة أميركية حديثة أن تأثير خبر طلاق الوالدين علي الأولاد أكثر صعوبة من خبر وفاتهما, وأن كافة محاولات الأهل ليكون الطلاق أقل وطأة علي الأولاد لا تفيد
وأظهرت الدراسة الحديثة التي نشرها موقع هيلث داي نيوز أن أولاد المطلقين معرضون لمشاكل أكثر من غيرهم, ويكونون أكثر عرضة للقلق وفقدان الثقة بالنفس. وأشارت إلي أن30% من أبناء المطلقين يعانون من أمراض عضوية مرتبطة بالحالة النفسية,
وكثيرا ما نسمع عن الأثار السلبية الناتجة عن الطلاق علي الأبناء بصفة عامة وبالأخص الأبناء بفترة المراهقة وان الطلاق عقبة امام مستقبلهم, في الوقت الذي يري فيه الأباء الذين قرروا اتخاذ خطوة الطلاق انه وسيلة لأنقاذ الأبناء من المشاكل النفسية و انه قد يكون طوق النجاة لأنقاذ الأبناء من الصراعات والمشاكل الاسرية, ولكن ما يحدث قد يكون علي غير المتوقع, فبرغم وجود عدد لا يحصي من الطرق التي يتم استخدامها لتخفيف حدة الطلاق علي الأبناء بفترة المراهقة الا ان هناك معاناة بالطبع يواجهها هؤلاءالأبناء تؤثر علي نفسيتهم والسمات الشخصية الخاصة بهم. ومن الطبيعي ان يتعرض الشاب او الفتاة بمرحلة المراهقة لبعض المشاعر السلبية المختلطة التي تتأرجح ما بين لوم النفس اولوم الوالدين او الشعور بالذنب مما قد يؤدي الي تغييرات في شخصية المراهق او المراهقة قد تكون في بعض الأحيان طويلة الأجل وخطرة جدا علي صحة الأبناء النفسية
وتقول د. نهي معروف استاذ علم النفس بالجامعة الامريكية انه من الملاحظ قيام الأبناء بفترة المراهقة بلوم الوالدين نتيجةالشعور بالأهمال وعدم الأهتمام بهم وبمستقبلهم وحياتهم, حيث يشعر الأبناء بأفتقاد الشعور بالأمان نظرا لحدوث تغيرات في الحياة بصفة عامة سواء من النواحي المالية او النفسية
وبأن الوالدين هم السبب في قلب موازين الحياة الأسرية مما يجعلهم اكثر عنفا وعدوانية في كثير من الأحيان تجاه الذات علي اعتبارها طرف في المشكلة وتجاه الوالدين علي اعتبارهم المتسببين في افتقاد الشعور بالامان
لذلك فانه علي الوالدين شرح الاسباب الحقيقية للطلاق للابناء لتفادي لوم طرف للاخر وضرورة توزيع المسئوليات بين الوالدين فيمايتعلق بتربية الابناءوالايحاول احدهما ان يجتذب الابن باعطائه مساحة اكبر من الحرية او النقود مما يؤدي الي التسيب الاخلاقي فعدم الاختلاف في اسلوب تربية الابناء اساسي ولابد من استمرار العلاقة الطيبة بين الوالدين والاتفاق علي كل صغيرة وكبيرة في ذلك فالطريقة التي يربي بها الابناء واحدة سواء في حالة الطلاق او الزواج لذلك فابناء الطلاق ليسوا دائما فاسدين لان الفساد ينتج عن عدم الاتفاق في اسلوب التربية بين الوالدين كماينبغي علي الام اذا كانت تتولي الانفاق بشكل اساسي ان توضح للابناء قدرتها المادية بمنتهي الشفافية خاصة وان اسباب الطلاق معروفة
لديهم وبالتالي لن يحاولوا توجيه اللوم اليها ولكن العكس تماما قد يحدث لانهم سيتعاطفون معها لاقصي درجة
وكلمة اخيرة اقدمها للزوجين انه قد يبدوان الطلاق سهلا في وجود ابناء بفترة المراهقة علي اعتبار ان الأبناء قد يكونوا اكثر تفهما وتقبلا للواقع الجديد, ولكن من الملاحظ ان الأثار السلبية الناتجة عن الطلاق لا تفرق بين الأبناء الكبار او الصغاربل علي العكس الشعور بالألم قد يكون مضاعف نظرا للمرحلة الحرجة التي يمر بها الأبناء في تلك الفترة
ساحة النقاش