سهير عبد الوهاب 124
لم تكن المرأة المسلمة مجرد زوجة وربة بيت وأم أطفال فقط بل كانت صاحبة رأي ومشورة, ومثال علي ذلك أم سلمه زوجة رسول الله صلي الله عليه وسلم.
هي هند بنت أمية, وقد تزوجت من عبد الله بن عبد الأسد بن هلال عبد الله بن عمر بن مخزوم وقد أسلما وهاجرا إلي الحبشة, حيث ولدت إبنه سلمه ثم رجعا إلي مكة وبعدها هاجرا إلي المدينة. وطلبت من زوجها أن يتعاهدا علي ألا يتزوج بغيرها إذا ماتت وألا تتزوج هي إذا مات هو, فطلب منها أن تتزوج إذا مات هو, ثم قال: اللهم ارزق أم سلمه بعدي رجلا خيرا مني لا يحزنها ولا يؤذيها فلما مات أبو سلمه, تساءلت في نفسها: من هذا الفتي الذي هو خير لي من أبي سلمه؟
فبعد أن قضت عدتها خطبها أبو بكر فردته, ثم خطبها عمر فردته ثم بعد ذلك خطبها رسول الله وتزوجها.
وكانت صاحبة رأي صائب, وقد أخذ الرسول الله(ص) بمشورتها, عندما حدث صلح الحديبية بين المسلمين والكفار, وكان من شروط الكفار ألا يدخل المسلمين في هذه المرة لزيارة الكعبة ويعودوا العام القادم, وبعدما فرغوا من كتابة وثيقة الصلح طلب رسول الله من المسلمين أن ينحروا ويحلقوا ولكن لم يقم أحد منهم وأعاد الرسول( ص) طلبه ثلاث مرات ولم يفعلوا, فدخل رسول الله( ص) علي أم سلمه فذكر لها ما حدث من المسلمين فقالت رضي الله عنها: يا نبي الله, أتحب ذلك اخرج ولا تكلم أحدا حتي تنحر بدنك( ذبيحتك) وتدعو حالقك فيحلقك, فخرج رسول الله وفعل بمشورتها فما كان من المسلمين إلا أن نحروا وحلق بعضهم لبعض, وبذلك حلت المشكلة.. وقد روت عن رسول الله الكثير من الأحاديث وأخذوا عنها كثير من أحكام فقه النساء.. ومن مواقفها الشجاعة أنه كتبت إلي معاوية لما أمر بلعن علي رضي الله عنه علي المنابر فقالت: إنكم تلعنون الله ورسوله علي منابركم وذلك أنكم تلعنون علي بن أبي طالب ومن أحبه, وإني أشهد أن الله أحبه ورسوله(ص).
وكانت أم سلمه آخر من توفي من زوجات الرسول( ص).
ساحة النقاش