|| بحث - حول المراهقه ~

السلام عليكم
أضع بين أيديكم هذا الموضوع حول المراهقة
لا تنسونا بالدعاء في سجودكم

تعريف المراهقة.
ترجع كلمة "المراهقة" إلى الفعل العربي "راهق"(1) الذييعني الاقتراب من الشيء، فراهق الغلام فهو مراهق،أي: قارب الاحتلام، ورهقت الشيء رهقاً، أي: قربت منه. والمعنى هنا يشير إلىالاقتراب من النضج والرشد.
ويستخدم علماء النفس كلمة المراهقة كمصطلح ليشير إلى (مرحلة فريدة من مراحل عمر الإنسان الحافلة بالتغيرات الجسمية، الانفعالية والاجتماعية)(2)، ولكنه ليس النضج نفسه؛ لأن الفرد في هذهالمرحلة يبدأ بالنضج العقلي والجسمي والنفسي والاجتماعي، ولكنه لا يصل إلى اكتمالالنضج إلا بعد سنوات عديدة قد تصل إلى 10 سنوات وهناك فرق بين المراهقة والبلوغ،فالبلوغ يعني بلوغ المراهق القدرة على الإنسال، أي: اكتمال الوظائف الجنسية عنده،وذلك بنمو الغدد الجنسية، وقدرتها على أداء وظيفتها، أما المراهقة فتشير إلىالتدرج نحو النضج الجسمي والعقلي والنفسي والاجتماعي. وعلى ذلك فالبلوغ ما هو إلاجانب واحد من جوانب المراهقة، كما أنه من الناحية الزمنية يسبقها، فهو أول دلائلدخول الطفل مرحلة المراهقة.
ونشير كذلك إلى حقيقة مهمة، وهي أن النمو لا ينتقلمن مرحلة إلى أخرى فجأة، ولكنه تدريجي ومستمر ومتصل، فالمراهق لا يترك عالم الطفولةويصبح مراهقاً بين عشية وضحاها، ولكنه ينتقل انتقالاً تدريجياً، (فأثناء المراهقة، يواجه الفرد تدريجيا مرحلة جديدة تسمح له بتغيير تصوراته نحو ذاته ونحو الآخرين)(3)، ويتخذ هذا الانتقالشكل نمو وتغير في جسمه وعقله ووجدانه.وجدير بالذكر أن وصول الفرد إلى النضجالجنسي لا يعني بالضرورة أنه قد وصل إلى النضج العقلي، وإنما عليه أن يتعلم الكثيروالكثير ليصبح راشداً ناضجاً.

ü بعض التعاريف للمراهقة:
المراهقة حسب دوبيس:
يرى دوبيس، أن المراهقة (تعتبر عادة مجموعة من التحولات الجسمية والنفسية، التي تحدث بين الطفولة وسن الرشد)(4)، وبالنسبة له فإن المراهقة، مرحلة انتقالية تحدث فيها تغيرات من جانبين أساسيين ألا وهما:
تغيرات جسمية: تتمثل في النضج الفيزيولوجي الذي يبلغ ذروته في هذه المرحلة، وبحكم هذه التغيرات المرفولوجية التي تطرأ على المراهق، يميل هذا الأخير إلى العزلة والانطواء.
تغيرات نفسية: وتتميز بنمو القدرات العقلية كالقدرة على التفكير المنطقي والتجريد والتخيل؛ بالإضافة على تميز هذه المرحلة بالقلق والتوتر، باعتبارها مرحلة الانبثاق الوجداني وفترة التحولات النفسية العميقة، التي تؤدي بالمراهق إلى محاولة التملص من والديه من خلال رغبته في التحرر وتأكيد الذات.
المراهقة حسب كستيمبرغ:
بالنسبة له ( المراهقة مرحلة إعادة التنظيم النفسي مهدتها الجنسية الطِفْلِية، على المدى الطويل ومختلف الاستثمارات المعقدة التي حدثت في الطفولة وكذلك في مرحلة الكمون)(5).
توضح كستيمبرغ أن مرحلة المراهقة ليست عفوية، ولا منفصلة عن باقي مراحل النمو السابقة بحيث أن هذه الأخيرة تتفاعل خبراتها، وعلى أساسها تبنى مرحلة المراهقة إذ ما تخلفه الطفولة من آثار يؤثر بوضوح في المراهقة.
المراهقة حسب لوهال:
يرى لوهال: ( أن المراهقة هي البحث عن الاستقلالية الاقتصادية والاندماج بالمجتمع الذي لا تتوسطه العائلة، وبهذا تظهر المراهقة كمرحلة انتقالية حاسمة، تسعى إلى تحقيق الاستقلالية النفسية والتحرر من التبعية الطِفْلِية، الأمر الذي يؤدي إلى تغيرات على المستوى الشخصي، لاسيما في علاقاته الجدلية بين الأنا والآخرين )(6).
بالنسبة للوهال المراهقة هي مرحلة جديدة لعملية التحرر الذاتي من مختلف أشكال التبعية، إذ تتضمن البحث عن الاستقلال الوجداني والاجتماعي والاقتصادي.
فالمراهق يسعى إلى تكوين هوية جنسية فردية ومستقلة، ويرفض الخضوع والامتثال للأوامر فهو يميل إلى أن يتميز عن الآخرين ويعمل ما في وسعه لتحقيق ذلك، راميا من وراء سلوكه هذا، إلى تحقيق الاستقلالية وقطع الرباط الطِفْلِي الذي يصله بالوالدين.
مراحل مرحلة المراهقة.
1. مرحلة المراهقة المبكرة:
تمتد فترة المراهقة المبكّرة بين السنة الحادية عشرة والرابعة عشرة من العمرتقريباً. ورغم الاعتقاد بأن الطفل لا يزال صغيراً، فإنه يمر بتغييرات كبيرة ومهمةجداً. ففي هذا العمر يتأرجح المراهق بين رغبته في أن يُعامل كراشد وبين رغبته في أنيهتم به الأهل. وهذا الأمر صعبا ومربكاً للوالدين.
في هذه الفترة يشعر المراهق بضعفالثقة فيما يتعلق بمظهره الخارجي والتغييرات التي تطرأ عليه. ويعتقد بأن الجميعينظر إليه، ويصعب على الأهل إقناعه بغير ذلك .وتنعكس حاجة المراهق لمزيد منالحرية في العديد من الأمور، فيبدأ برفض جميع أفكار ومعتقدات الأهل ويشعر بالإحراجإن وجد في مكان واحد مع أهله. وقد يبدو أكثر عصبية وتوترا. كما يبدأ المراهق فيهذهالمرحلة باكتشاف نفسه جنسيا. (وبحكم هذه التغيرات المورفولوجية التي تطرأ على المراهق، يميل هذا الأخير إلى العزلة والانطواء)(1). وتزداد حاجته للخصوصية والانفراد بنفسه.
2. مرحلة المراهقة الوسطى:
تمتد مرحلة المراهقة الوسطى بين السنةالخامسة عشرة والسابعة عشرة من العمر تقريبا. أهم ما يميز هذه المرحلة, شعورالمراهق بالاستقلال وفرض شخصيته الخاصة، وبسبب حاجته الماسة لإثبات نفسه، يصبحالمراهق أكثر صداميه ونزاعا ضمن العائلة، فيرفض الانصياع لأفكار وقيم وقوانين الأهلويصّر على فعل ما يحلو له. ويجرّب الكثير من المراهقين الأمور الممنوعة أو الغيرمحبذة عند الأهل، كالتدخين وشرب الكحول والسهر خارج المنزل لساعات متأخرة، ومصادقةالأشخاص المشبوهين، كنوع من التحدي للأهل ولفرض رأيهم الخاص،ويصبح المراهق أكثرمجازفة ومخاطرة ويعتمد على الأصدقاء للحصول على النصيحة والدعم، وليس على الأهل، وبما أن معظم التغييرات الجسدية قد حدثت في مرحلة المراهقة المبكرة، يصبحالمراهق أكثر اهتماما بمظهره الخارجي وأكثر اهتماما بجاذبيته للجنس الآخر، يستمرّالنّموّ الفكريّ للمراهق في هذه المرحلة، ويصبح أكثر قدرة على التفكير بشكل موضوعيوالتخطيط للمستقبل، كما بإمكان المراهق أن يضع نفسه مكان الآخر، فيصبح لديه القدرةعلى أن يتعاطف مع الآخرين في هذه المرحلة.
3.مرحلة المراهقةالمتأخّرة.
تمتد هذه المرحلة تقريبًا بين السنة الثامنة عشرة والحادية والعشرينمن العمر وفي مجتمعنا قد تمتد هذه المرحلة فترة أطول، نظرا لاعتماد الأولاد علىالأهل في الشؤون المادية والدراسية إلى ما بعد التخرج وفي بداية مرحلة العمل أيضا .
يستطيع معظم الشباب في هذه المرحلة أن يعملوا بطريقة مستقلة، رغم انهماكهمبقضية هامة تتعلق برسم معالم هويتهم وشخصيتهم. ولأنّهم يشعرون بثقة أكبر اتجاهقراراتهم وشخصياتّهم، يعود الكثير منهم لطلب النصيحة والإرشاد من الأهل. ويأتي هذاالتغيير في التصرف مفاجأة سارة للأهل، إذ يعتقد الكثير منهم- أي الأهل- أن النزاعوالصراع أمر محتّم، قد لا ينتهي أبدا. ولذلك يتنفسون الصعداء. فبالرغم من أن الأولاد اكتسبوا شخصيات مستقلة خلال مراهقتهم، تبقى القيم والأساليبالتربوية للأهل واضحة وظاهرة في هذه الشخصيات الجديدة إن أحسن الأهل التصرف وتفهموا هذه المرحلة الحرجة في حياة أولادهم.
خصائص مرحلة المراهقة.
تتميز مرحلة المراهقة بالنمو الواضح نحو النضج في كافة مظاهر وجوانب الشخصية، والتقدم نحو كل من النضج الجسمي، والنضج الجنسي، والنضج العقلي، والنضج الانفعالي والاستقلال الانفعالي والتطبيع الاجتماعي واكتساب المعايير السلوكية والاجتماعية وتحمل المسؤولية، وتكوين علاقات اجتماعية جديدة والقيام بالاختبارات، واتخاذ القرارات فيما يتعلق بالتعليم والمهنة والزواج. وتحمل المسؤولية وتوجيه الذات، من خلال التعرف على قدراته وإمكاناته وتمكنه من التفكير واتخاذ قراراته بنفسه، والتخطيط لمستقبله.
وتشير البحوث والدراسات إلى أشكال وصور متعددة للمراهقة تتباين بتباين الثقافات وتختلف باختلاف الظروف والعادات الاجتماعية والأدوات الاجتماعية التي يقوم عليها المراهقون في مجتمعاتهم.
فالمراهق البدائي يستطيع أن يشارك بمجرد بلوغه في مجتمع الراشدين البالغين وأن يباشر مسؤولياته خاصة وأن الحرف في مجتمعه تكون من النوع البسيط الذي لا يحتاج إلى تعليم أو تخصص بالمعنى الذي نفهمه. وأن يستقل ويستطيع إشباع حاجاته الأساسية. ويتزوج في سن مبكرة وإقامة الحفلات التي تمثل بالنسبة له خبرات سارة وربما تكون خبرات مؤلمة.
أما المراهق المتحضر فإن مشاركته في مجتمع الراشدين البالغين تتأجل حتى يتم تعليمه وحتى يتعلم مهنته ويتقن تخصصه. كما يتأخر زواجه. ولا يدخل عالم الكبار بالسهولة التي يدخلها المراهق البدائي.

azazystudy

مع أطيب الأمنيات بالتوفيق الدكتورة/سلوى عزازي

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 208 مشاهدة
نشرت فى 1 يونيو 2012 بواسطة azazystudy

ساحة النقاش

الدكتورة/سلوى محمد أحمد عزازي

azazystudy
دكتوراة مناهج وطرق تدريس لغة عربية محاضر بالأكاديمية المهنية للمعلمين، وعضوالجمعية المصرية للمعلمين حملة الماجستير والدكتوراة »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

4,793,298