دراسة عزوف الشباب عن الزواج  أسباب .. حلول

الباحث التربوي والاجتماعي

عباس سبتي

مارس 2012م

لم يشهد العالم منذ خلق تعالى الأرض عزوف الشباب والشابات عزوفاً عن الزواج كما يشهد عالمنا الأيام بهذا الشكل الواسع  ، وقد بسط الباحثون وعلماء النفس والاجتماع أسباباً وراء هذا العزوف إلى جانب اهتمام القطاع العام والرسمي والقطاع الخاص أو الأهلي بظاهرة عزوف الشباب عن الزواج سواء من خلال الاستعانة بالباحثين والأكاديميين بإجراء الدراسات أو عقد الندوات والدورات التدريبية لرصد أسباب هذه الظاهرة وإيجاد الحلول لها

كشفتدراسة جديدة أن العزوبة أشد خطراً من التدخين وأن العازبين أكثر تعرضاً للأمراضوالوفاة من المدخنين وأن للزواج فوائد عديدة غير متوقعة، وذكرت وكالة قدس برس أنالباحثين في جامعة وورويك البريطانية وجدوا أن الرجال والنساء المتزوجين يتمتعونبصحة أفضل من نظرائهم العازبين، ويعتقد أن السبب في ذلك يرجع جزئياً إلى الدعمالاجتماعي والعاطفي لوجود زوج أو زوجة ، أو أن العازبين من الجنسين يعيشون حياة غيرصحية ولا أحد يهتم بصحتهم، وقالوا: إن الزواج هو السر في التمتع بحياة أطول وليسالمال، وإن الرجال المتزوجين أقل عرضة للوفاة بحوالي 9% مقارنة بغير المتزوجين؛ لذاينصحون بالزواج في أقرب وقت ممكن لإزالة خطر الأمراض ومن ثمالوفاة

ليس تأخير سن الزواج أو العزوف عنه مشكلة فقط وإنما تولد أو تنتج عنها مشكلات أخرى مثل العنوسة ، وكلما زادت نسب العنوسة كما تشير الدراسات الاجتماعية فأن هناك مشكلة العزوف عن الزواج

مشكلة عزوف الشباب عن الزواج لم توجد فقط في الدول مكتظة بالسكان أو الفقيرة بل حتى في الدول الغنية ، فدولة الكويت تعاني من هذه المشكلة ، وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بها تعد حالياً دراسة لرصد أسباب عزوف الشباب عن الزواج في المجتمع، ووضع أهم الحلول لها بالتعاون مع وزارة العدل، تمهيداً لانتقاء آليات وتصورات جديدة ترفع الى مجلس الوزراء عن طريق وزير الأوقاف( القبس العدد 13829نوفمبر 2011) وفي بريطانيا أجريت دراسة لمشكلة العزوف عن الزواج عام 2008 وهي تشهد أقل نسبة في عدد المتزوجين منذ مائة عام

الحضارة التكنولوجيا تتحمل النصيب الأكبر في عدم رغبة الشباب بالزواج
 
 

تأخر سن الزواج  :

في الماضي أي قبل قرن من الزمان وأكثر كان سن الزواج للذكر ما بين 18-20 سنة والأنثى ما بين 16-18 سنة ، بينما نجد الآن أن الشاب أو الشابة قد تخطيا سن 30 ولم يتزوجا بعد ، ولعل ذلك يرجع إلى أن عدد من تعمل من النساء كان قليلاً حتى في الدول الغربية خاصة النساء اللاتي يعملن في المؤسسات الحكومية ، بينما المرأة في الأرياف فان عملها في الحقول ومساعدة أسرتها لا يشكل مانعاً في تأخر سن زواجها علماً بأن المرأة الريفية في السابق غالباً تتزوج وهي صغيرة السن وتلتحق بأسرة زوجها وتعمل في الزراعة إذا اقتضى الأمر ، ومن جانب آخر الديانة لها دور في اهتمام الأسر بتزويج أبنائها إلى جانب الأعراف والتقاليد في المجتمعات

في الدول العربية والخليجية لم يوجد ما يعرف بتأخر سن الزواج في الماضي خاصة في منتصف القرن الماضي ، ولكن نتيجة لطغيان المادة وارتفاع أسعار النفط وتطور أدوات التكنولوجيا وراء تأخير الزواج في الدول العربية

في المغرب ظهرت دراسة أجراها منتدى الشباب للألفية الثالثة تشير إلى أسباب عزوف الشباب المغربي عن الزواج منها ، لم يجد الشاب الزواج البديل الوحيد للعيش مع الجنس الآخر بعد أن أعطى المجتمع ( العولمة ) بدائل أخرى وإن كانت بدائل غير شرعية

 

دراسات تتحدث عن أرقام :

 

أجريت دراسة بالأردن تحت رعاية جمعية العفاف الخيرية أن أسباب العنوسة وتأخير سن الزواج لدى الشباب والشابات ترجع إلى ارتفاع تكاليف الزواج ، وأن متوسط عمر الزواج لدى الفتيات هو 28 سنة ولدى الفتيان هو 30 سنة ، بينما هناك الآلاف من الفتيات تجاوز أعمارهن سن الثلاثين ولن يتزوجن

إن 35% من الفتيات تجاوزن سن35 دون الزواج و20% منهن يتزوجن ما بين 35و40 سنة ، وأشارت دراسة اجتماعية حديثة إلى أن ثلث عدد الفتيات في الدول العربية بلغن سن الثلاثين دون زواج وأجرى مركز الدراسات الاجتماعية في مصر دراسة من نتائجها أن 9 ملايين فتاة طافهن قطار الزواج

كشفت دراسة اجتماعية أجرتها جامعة أوكلاهوما الأمريكية السر في عزوف الشباب صغير السن عن الزواج وأكدت أن السبب يعود إلى مخاوفهم من حدوث الطلاق.

وأكدت الدراسة التي نشرت في مجلة العلاقات الأسرية أن أكثر من 67% من الشباب الذين أجريت عليهم الدراسة أبدوا خوفهم من الارتباط وما يترتب عليه من مشكلات تؤدي إلى الطلاق.

كما كشف القائمون بالدراسة أن بعض الشباب ينظرون إلى الزواج إلى أنه مجرد ورقة لا قيمة لها وأنهم يمكن أن يعيشوا حياتهم دون أن يتزوجوا..( موقع مجلة الخليج العربي الاكترونية 8/1/2012م )

أشارت الإحصائيات الرسمية الكويتية إلى أن نسبة العازبات بلغت 30%، كما أوضحت أن الشباب الكويتي بدأ يتأخر في الإقدام على الزواج لأسباب عديدة

في إحصائية سعودية صادرة عن وزارة التخطيطقدمت من رئيسة وحدة التربية الإسلامية وفاء الشيخ ورقة تفيد أن عدد اللاتي تجاوزن سنالزواج في مكة المكرمة وحدها بلغ 396248 فتاة كما بلغ عدد من تجاوزن سن الزواج فيالرياض 327427 ثم المدينة المنورة التي يصل العدد فيها إلى 95542 ثم جازان التي تصلإلى 84845 وفي القصيم والجوف بلغ عدد الفتيات اللاتي جاوزن سن الزواج  52914 فتاة

وفيدراسة أجراها صندوق خيري في دولة الإمارات حول التوقعات المستقبلية للعزاب والعازبات حتى عام2015م في الفئة العمرية ما بين 15-49سنة، أكدت الدراسة زيادة عدد العزاب من الجنسين بشكل ملحوظ،فمن المتوقع أن يصل عدد العزاب والعازبات في الإمارات إلى 98ألفاً عام 2015م

 

وكشفت دراسةٌ أجراها جهاز التعبئة العامة والإحصاء المصري أن هناك نسبةً متزايدةً لغير المتزوجين بين الشباب المصري بلغت 37% منهم.
 وفي لبنان أثبتت الدراسات التي أجرتْها وزارةُ الشئون الاجتماعية اللبنانية أن نسبة العوانس تتساوَى مع نسبة الشباب العازبين، كما أكدت أن نسبة الذكور المتزوِّجين من الفئة العمرية (25: 30) سنةً تبلغ 1.95%، ،نسبة العازفين عن الزواج في لبنان من الجنسين 90%ممن هم بين 25-30 عاماً

أكدت الإحصائيات الصادرة عن المرصد الاجتماعي السوري أن أكثر من 50% من الشباب السوري لم يتزوجوا بعد

نشرت بعض الصحف المحلية بالكويت عن زيادة قرض الزواج من (4) آلاف دينار إلى (6) آلاف دينار ، لكن هل هذه الزيادة تحل مشكلة تأخر زواج الشباب ؟ وقد تم استطلاع آراء بعض الشباب ؟ قال أحدهم المرأة لا تتحمل مسئولية الزواج وإلى جانب كثرة طلباتهن ، وتخوف الشباب مما يسمعون عن مشكلات الزواج وكثرة حالات الطلاق يحول بين إقدامهم على الزواج ، وقال شاب آخر أن ارتفاع إيجار السكن وراء مشكلة تأخر الزواج إلى جانب ارتفاع أسعار السلع الغذائية وقال ثالث : أن زيارة قرض الزواج لا تساعد المشكلة بل تزيد في ارتفاع المهور ، وقال رابع أن المشكلة تكمن في إنجاب أول طفل والانفاق عليه في ظل ارتفاع أسعار حليب الأطفال والحفاظات و.... ( جريدة القبس الكويتية 17/3/2012)

 

العنوسة  :

تشكل العنوسة نتيجة من نتائج العزوف عن الزواج وتعد مؤشراً يقلق بال الباحثين وأولياء أمور المسلمين ، في أحدث دراسة ( يناير 2011) أعدتها وزارة التخطيط بالمملكة العربية السعودية أن عدد الفتيات اللواتي لم يتزوجن وقد تعدّين سن الثلاثين قد بلغ حوالى 1,529،418 كما أن عدد المتزوجات قد بلغ 2.683.574 امرأة من مجموع عدد الإناث البالغ 4.572.231 ممّا يؤكّد ارتفاع نسبة العنوسة

 

نسبة العنوسة في دول الخليج واليمن 35% ممن بلغنسن الزواج وتجاوزوا عمر 35
نسبة العنوسة في الأردن 5% ممن بلغن سنة الزواج وتجاوزوا عمر 35 وتقول الإحصائيات إن حوالي 71 ألف فتاة تجاوزن سن الثلاثين و85 ألف شاب تجاوزوا 30 من عمرهم دون زواج

نسبة العنوسة في فلسطين 1% ممن بلغن سن الزواج وتجاوزا عمر 35
أعلى نسبة عنوسة في العراق حيث بلغت 85% ممن بلغن سنة الزواج وتجاوزا عمر 35
يبلغ عدد العوانس في سورية 700 الف مرأة وتقول الدراسات إن 50% من الشباب السوري أعزب و60% من الفتيات السوريات عازبات
يبلغ عدد العوانس في مصر 6.5 مليون ممن تجاوزت أعمارهن 35 عاما
ثلث سكان الجزائر عوانس وعزاب‏ ممن بلغوا سن الزواج وتجاوزه
نسبة العزاب ‏20%‏ في كلٍّ من السودان والصومال، ممن بلغوا سن الزواجو تجاوزه

وكشفت دراسةٌ قامت بها مصالح الأسرة التونسية أن نسبة العازبين في تونس بلغت 67% من المنتمين إلى الفئة العمرية (25: 29) سنة، كما أكدت الدراسة ارتفاع نسبة العازبين الذكور لأكثر من 85% مقابل 49% للإناث

 

 

 

أسباب تأخر سن الزواج :

 

البطالة بين الشباب :

الشاب الذي لا يحصل على العمل بعد تخرجه سنين طويلة فيكبر ويطوفه قطار الزواج ولو أن الشاب الرجل لا عيب فيه ولو بعد بلوغه الأربعين من عمره خاصة لمن تفكر من الفتيات بالزواج منه بسبب نضوجه العقلي وتحمله المسئولية وتكوين الأسرة ، ولكن ليس الحصول على العمل شرط لزواج الشاب ، إذ أن تكاليف الزواج مكلفة وباهظة في عصر ارتفاع أسعار كل السلع الضرورية والكمالية ، في ظل ارتفاع الأسعار متى يستطيع الشاب الذي انتظر كثيراً حتى حصل على مهنة ان يجمع الأموال كي يتزوج فهل ينتظر سنين اخرى حتى يجمع الأموال فيبلغ من العمر الخمسين والستين

 

استكمال الدراسات العليا :

إن من أسباب تأخر الزواج في عالمنا العربي الإقبال على الدراساتالعليا من ماجستير ودكتوراه ولا تقبل الفتاة من يتقدم لها إلا بعد الانتهاء من الدراسة ، وقد يرى بعض أن الحصول على شهادة الدراسات العليا يعني راتب مغري وفتح فرص عمل أكثر ومتعدد لصاحب هذه الشهادة ، لكن كثيراً ما ينتظر هذا الشاب دوره كي يحصل على وظيفة خاصة في الدول العربية كثيرة السكان

 

طبيعة عمل المرأة :

لعل بعض الأعمال التي تعمل المرأة في مجالها تدفع الرجل بعدم الزواج من هذه المرأة وأمثالها وبالتالي تتأخر هذه المرأة في الزواج وقد تصبح عانساً في بعض البيئات ، ونقصد بالأعمال أن المرأة تعمل نظام الوردات أي مرة تعمل في الصباح حتى الظهر ومرة تعمل من الظهر حتى منتصف الليل ومرة تعمل من منتصف الليل وحتى الصباح ، وقد لا يتقدم رجل لطلب يد امرأة تحمل شهادة دكتوراه وتعمل في الجامعة وكذلك هذه الدكتورة لا ترضى أن يكون زوجها يحمل الشهادة الجامعية أو دونها وهكذا ، وفي بعض البيئات لا يرضى الرجل أن يتزوج ممرضة خاصة الذي خرج من أسرة محافظة ولو أن هذا الأمر قد قل من الماضي بسبب تغير مفاهيم بعض الناس

 

الشروط التعجيزية :

في بعض الأسر تلعب الشروط والمطالب الكثيرة في عدم الزواج عند الولد او البنت وقد أعترفت إحدى البنات أن سبب تأخير زواجها أن أمها كانت تطالب شروطاً كثيرة ولعل ذلك من أجل التباهي أمام الأسر الأخرى

 

سن الإنجاب :

بات معروفاً لدى الجميع أن البنت بعد السن الثلاثين قد لا يتقدم لها الرجل خاصة لمن يريد ذرية ولو أن البنت تلد بعد سن الثلاثين طبياً إلا أن بعض الرجال يريدون أكثر من ولد وبنت ، وفي المقابل لا تريد البنت رجلاً قد تخطى الأربعين من عمره لأنه قد لا ينجب ، في دراسة ( عادل بدرانة 2011) أن المرأة بعد الثلاثين تقل فرصة زواجها ولو أن الإحصائيات لا تتفق مع هذا الرأي إذ أن عدد البنات اللاتي تزوجن بعد السن الثلاثين قد ارتفع بنسبة 14% حتى سنة 2000 م

 

تفشي ظاهرة الطلاق :

إن انتشار ظاهرة الطلاق خاصة في العصر الحالي وراء تخوف بعض الشباب على الإقدام على الزواج إذ يخاف الشباب أن هذا الزواج يؤدي إلى الطلاق والانفصال فلماذا يتزوج ؟

وفي دراسة استقصائية لأزواج يلجئون للمعاشرة تراوحت أعمارهم بين 18 و36 في كولومبوسوأهايو. وجد باحثون من جامعة كورنيل وجامعة أوكلاهما الوسطى أن المرأة لاسيماالسيدات ذات الدخل المنخفض يهتمون أكثر بالزواج ولا يوجد لهم مخرج آخر إذا تبدلتالأمور. كشفت الدراسة أيضا أن لديهم مخاوف جادة عن الطلاق: قال حوالي 67% أنهميشعرون بالقلق إيذاء تداعيات السقوط الاجتماعي والعاطفي والاقتصادي المحتمل. ويشيرالباحثون أن هذا هو أحد الأسباب التي تجعل الأزواج يعزفون عن الزواج وأختيار العيشسويا دون زواج. مما جعل هؤلاء الشباب يشغلون تفكيرهم بالاضطرابات الماليةوالقانونية التي يسببهاالطلاق ويصفونالزواج بأنه شئ لا يستحق المخاطرة ( منتدى غزل ، نقلاً عن جريدة تايم اللندية 2012 )

 

طبيعة نفسية جيل اليوم :

جيل اليوم من الشباب والشابات ولدوا في عصر يتوفر فيه كل شيء خاصة أدوات التكنولوجيا والاتصال التي تجعلهم يتواصلون مع الجنس الآخر ، هذا الجيل لم يعرف قداسة الزواج ومسئولياته بسبب ضعف الوازع الديني

فالشاب يكتفي بالتواصل مع الجنس الآخر من خلال المحادثة أو " الشات   CHATT" والفيسبوك ويجد متعته في ذلك ، بل ويتفنن الشباب والشابات في التواصل المحرم شرعاً وإشباع الغريزة الجنسية ، بينما يجدون الزواج ارتباط وقيد للحرية الشخصية وحرمان من متع الدنيا ، وتحمل مسئولية لا طاقة لهم بها ، إلى جانب مشكلات الحياة الزوجية التي تؤرق زهرة حياة هؤلاء الشباب ، فكيف يدخل الشاب في دائرة هذه المشكلات طواعية ؟ وإذا كان لا يتورع عن إشباع الغريزة بالحرام ( الاستمناء أو العادة السرية ) فليس الزواج مهماً في نظره ، وهذا من أسباب تفشي المعاصي في المجتمعات الإسلامية ، فهذا الجيل يصبح عنده المعروف ( الزواج ) منكراً والمنكر ( الزنا ) معروفاً

 

الخيانة الزوجية :

من عوامل العزوف عن الزواج وذلك ما يقرأه الشباب والشابات أو يسمعونه من خيانات زوجية تعصف بالحياة الزوجية خاصة مع عصر الانفتاح والاختلاط بين الذكور والإناث في المؤسسات التعليمية والوظيفية وغيرها من الأماكن ، المرأة إذا كانت عاطفية وتفكر بقدسية الزواج في حال عدم تلوث فكرها بأفكار العولمة والحضارة المعاصرة فأنها لا تقدم على العمل المشين لما تسمعه من خيانات زوجية ولو أن هذا السبب أو العامل أي الخيانة الزوجية ليس سبباً قوياً في نظر الباحثين وحتى في نظر الشباب في إحجامهم على الزواج طالما الشاب يشبع غريزته مع أي بنت فهو كالبهيمة وهذا من إفرازات الحضارة المعاصرة  

 

 

 

 

 

الحضارة التكنولوجية :


المدنية والحضارة الزائفة هي التي ( خربت بيوتنا كما يقول قائل) .. فالفتاة أصبحت تتشرط وتبحث عن سوبرمان كامل مكمل من حث المال والشكل والعائلة والوظيفة ووو.. والرجل يحمل في جيبه قائمة مواصفات ومقاييس ومتطلبات حياة يجب انجازها قبل الزواج ، لكن هذه النظرة قد تغيرت كثيراً في نظر هؤلاء الشباب والشابات بعد اصطدام الأفكار الرومانسية مع الواقع المؤلم

والصورة القاتمة لهذه الحضارة أنها مسخت شخصية وهوية الشباب ، إذ فقدن حنان الأبوة لدى الشاب أو عاطفة الأمومة لدى الشابة نتيجة لممارسات خاطئة وتقليد أعمى لشباب أوربا الذين سبقوهم في هذه التجربة تجربة الانغماس في كل محرم وظهور أمراض الجنسية وأهمها الأيدز ، وأكدت هذه الحضارة مفهوم أن الرجل لا يختلف عن المرأة حتى أن البنت أصبحت نداً للولد فهي تعمل ولها راتب و... فلماذا تخضع لرجل كأن الزواج عبارة عن قيد يقيد المرأة ويضعها في دائرة الرق كما هو كان حاصلاً في العصور الوسطى

هذه الحضارة شوهت قيم الأديان وطرحت قيماً بديلة منها الطعن في قدسية الزواج الشرعي وطرح الزواج المثيل أي زواج الرجل بالرجل والمرأة بالمرأة كما شرعتها قوانين في بعض الدول الأوربية

 

 

 

الحلولـ :

قدم بعض الباحثين والكتاب بعض الحلول لعلاج عزوف الشباب عن الزواج مثل :

 

اقتراح بالزواج الجماعي للحد من ظاهرة تأخير الزواج بين الشباب من خلال وجود مؤسسات تدعم الشباب المقبلين على الزواج وتسهيل أمورهم المادية والقضاء على البطالة وتطالب الشباب عدم التعفف عن العمل مهما كان بسيطاً ، وإقامة حفلات تتسم بالبساطة وقلة التكاليف ليكونوا قدوه لغيرهم من أبناء المجتمع. وطالب المؤسسات المختلفة بمساعدة العاملين فيها بتقديم القروض الحسنة بدون فائدة، كما طالب العائلات الأردنية، وعشائرها إلى إنشاء صندوق يذهب ريعه لزواج أبنائهم، كما ناشد المؤسسات الاقتصادية ببناء اسكانات وتوزيعها على الشباب ياقساط ميسرة، باعتبار أن السكن حل مشكلة من المشكلات التي تعيق الزواج عند الكثيرين وقال: وما زلنا نطالب بوجود مؤسسات تدعم الشباب المقبلين على الزواج ( موقع اللجنة الوطنية الأردنية لشئون المرأة يناير 2012)

في دراسة التي أشارت إلى أن أحد أهم أسباب عزوف الشباب عن الزواج هو عدم قدرتهم المادية على تحمل تكاليف الزواجالباهظة، واقترحت الدراسة تشجيع إقامة حفلات الزواج والإعراس الجماعية، وتوفير احتياجاتهمالمنزلية الضرورية، كإيجاد منشآت خاصة أو جمعيات تعاونية لبيع المواد الغذائيةوالملابس والأثاث المنزلي بأسعار مخفضة للأزواج الجدد( دراسة تحليلية لأسباب التأخر عن الزواج لدى الشباب 2006 ، المجلس الأعلى لشئون الأسرة ، الشارقة )

 

تشجيع الدول بمنح الشاب أرض مخفضة الثمن كي يبني له سكن أو تخصيص شقق للشباب الذين يقبلون على الزواج لحل مشكلة الإيجار أو ارتفاع سعر إيجار الشقق

 

نتيجة تكاليف الزواج المرتفعة حث بعض رجال الأعمال ومسئولي الجمعيات الأهلية والخيرية في الكويت بتأسيس صندوق للزواج للتوفيق بين الراغبين في الزواج من الجنسَين، وكذلك تقديم القروض المالية لمساعدة الشباب في الحصول على الشقة وتجهيزها

إدخال مقرر " الأسرة المثالية " كمقرر في المناهج التعليمية في المرحلة الثانوية والجامعية لتعريف الشباب بالزواج وتكوين الأسرة واستمرار النسل البشري كهدف من إيجاد الإنسان على الأرض

 

إذا كان بعض يقلق من زواج المواطن من امرأة غير مواطنة ولا تحمل نفس جنسية المواطن وبالعكس و ما ينتج عن هذا الزواج من آثار سلبية فأن الزواج المواطن من غير المواطنة وبالعكس قد يعد من الحلول المطروحة لحل ظاهرة العزوف عن الزواج

مساهمة أجهزة الأعلام المرئية والمسموعة بتوعية الشباب والشابات بأهمية الزواج

وحث أولياء الأمور بعد وضع عراقيل تحول دون تطبيق مراسم الزواج

 
19/4/2012

المصدر: الباحث: عباس سبتي ألف شكر للباحث
azazystudy

مع أطيب الأمنيات بالتوفيق الدكتورة/سلوى عزازي

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 2387 مشاهدة
نشرت فى 19 إبريل 2012 بواسطة azazystudy

ساحة النقاش

الدكتورة/سلوى محمد أحمد عزازي

azazystudy
دكتوراة مناهج وطرق تدريس لغة عربية محاضر بالأكاديمية المهنية للمعلمين، وعضوالجمعية المصرية للمعلمين حملة الماجستير والدكتوراة »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

3,312,100