%40 من سكان العالم يعانون من تلوث الهواء
اختتمت اليوم رسمياً فعاليات المؤتمر الدولي السادس للمطفرات البيئية في المجموعات السكانية. وعلى مدار الأيام القليلة الماضية، ناقش خبراء من مختلف أنحاء العالم أحدث التطورات في هذا المجال، ومهدوا الطريق لمد مزيد من جسور التعاون.
وفي الجلسة الصباحية لليوم الختامي، ألقى البروفيسور كيرك أر. سميث، أستاذ الصحة البيئية العالمية في جامعة كاليفورنيا في بيركلي محاضرة متميزة سلط فيها الضوء على أضرار الاحتراق غير المكتمل. وقد تناولت أبحاث الدكتور سميث، عضو الأكاديمية الوطنية الأمريكية للعلوم، القضايا البيئية والصحية في البلدان النامية بشكل مكثف، كما كانت له العديد من التقارير حول المخاطر الصحية الجسيمة الناجمة عن الجسيمات الصغيرة الناتجة عن الطهي في الأماكن المغلقة والتدفئة عن طريق اللهب المفتوح وآثارها على صحة 40٪ من سكان العالم.
وفي محاضرته بعنوان "السياسة غير المكتملة والبرنامج البحثي للاحتراق غير المكتمل: القاتل الرئيسي"، أكد الدكتور سميث أن الاحتراق غير الفعال للوقود الصلب، مثل الفحم والخشب وبقايا المحاصيل في المنازل ينتج مواد مسرطنة مثل البنزين والفورمالديهايد. وتقوم مواقد الوقود الصلب عادة بتحويل ما نسبته 6٪ -20٪ من الكربون الموجود في الوقود إلى عناصر سامة. ويتزايد مع الوقت استخدام الوقود الصلب، حيث يتعرض ما يصل إلى 3 مليارات شخص للاستخدام المنزلي للوقود الصلب، وبشكل غالب في البلدان النامية. ويتسبب التعرض للدخان في الأماكن المغلقة إلى ما يقرب من 2 مليون حالة وفاة سابقة لأوانها في كل عام. ولتوضيح أهمية هذا الأثر، بيّن الدكتور سميث أن كارثة نووية شبيهة بتشيرنوبل تحدث شهرياً لمدة عام ستسبب أقل من 100000 حالة وفاة مبكرة سنوياً. ومن بين الأمراض التي تعرف أنها ناجمة عن التعرض للدخان في الأماكن المغلقة سرطان الرئة وأمراض القلب والأوعية الدموية.
وبما أن طبيعة الآثار المترتبة على التعرض للاحتراق الداخلي للوقود الصلب غير متماثلة، أثار الدكتور سميث قضايا مهمة في مجال السياسات من خلال طرح سؤالين مهمين: "كيف لنا أن نفكر في موضوع الحماية عندما تكون بعض الآثار الرئيسية خطية، مثل سرطان الرئة، وغيرها بأثر غير خطي، مثل أمراض القلب وكيف يمكننا التفكير بالحماية عندما تحدث التخفيضات الكبيرة في المخاطر فقط عند مستويات منخفضة نسبياً؟".
الدكتور سميث له إسهامات متميزة في مجال الصحة البيئية، أشادت به الكثير من الأوساط الطبية وحظى على تقدير واسع لما يقوم به من أعمال. تقاسم الدكتور سميث جائزة نوبل للسلام عام 2007، وحصل أيضاً على جائزة هاينز في البيئة عام 2009، ومؤخراً، حصل على جائزة تايلر للبيئة 2012 – وهي واحدة من أعلى الجوائز في مجال العلوم البيئية.
وعقب المحاضرة الرئيسية للدكتور سميث، استضاف معهد البحوث القطري للطاقة والبيئة جلسة نقاشية رئيسية عن الجوانب البيئية والصحة السكانية.
وقد ناقش اليوم الختامي للمؤتمر العديد من القضايا مثل فعالية وسلامة استخدام الأدوية في البلدان النامية، وأثر التلوث البيئي على غير المصابين بمرض السرطان، والقضايا الأخلاقية للصحة البيئية، وتطبيق المعرفة العلمية للوقاية من الأمراض.
ومن بين أهداف المؤتمر الدولي السادس للمطفرات البيئية في المجموعات السكانية إشراك العلماء الشباب والطلاب والباحثين الناشئين من خلال منحهم فرصة لتقديم أعمالهم وعرضها أمام زملائهم.
اقرأ المقال الأصلي علي بوابة الوفد الاليكترونية الوفد - %40 من سكان العالم يعانون من تلوث الهواء
ساحة النقاش