مشوار المصريين مع الحياة الدستورية
كتب : د. سعيد اللاوندي
هذا الرجل, مؤلف كتاب' رحلة الدستور المصري عبر التاريخ' مصري حتي النخاع, فهو يحمل تاريخ بلده فوق ظهره ولا يتحدث إلا ويرجع إلي التاريخ,
خصوصا في وقت يتحدث فيه الكثيرون عن الدستور. يقول في مقدمته: مع قرب تشكيل الجمعية التأسيسية المنوط بها وضع الدستور رأيت أن يصدر هذا الكتاب ليكون بمثابة إسهام من جانبي في اللغط المصري الذي يدور حول الدستور.
والحق أن المؤلف- أحمد زكي- قد أصاب كبد الحقيقة, مما جعل كتابه مطلوبا لأن المتناقشين حول الدستور لا يعرفون إلا أقل القليل عن الدستور المصري, أما حكاية دستور23 ودستور71 بل ودستور المخلوع والتعديلات الدستورية تم الإعلان الدستوري بعد الثورة.. كل هذا لا يعرفه شباب اليوم, ومن ثم فحكاية الدستور المصري لا يكاد يعرفها أحد.
أما أهم ما لفت نظري فهو أن المؤلف أحمد زكي, قد بدأ كتاب الدستور أو بالأحري حكاية الدستور علي مدونته ثم آثر أن يخرجها في كتاب حتي تعم الفائدة.
يقع الكتاب في نحو340 صفحة من القطع الكبير, ويضم نحو ستة فصول إلي جانب المقدمة والخاتمة, إضافة إلي المراجع, تحدث فيها المؤلف عن حكاية الدستور موضحا كيف أنه يعتبر وجها أساسيا للسلوك السياسي في الدول الديمقراطية, فلا حياة عن الديمقر اطية إلا بوجود دستور يعبر عن الشعب مصدر السلطات!
لم يحرص أحمد زكي أن يكون مؤلفا وإنما حرص أن يحب هذا الوطن- مصر- فوضع كتابه الذي يعد أغنية أو قيثارة أو أنشودة في حب مصر, ويذهب إلي أننا لن نكون ديمقراطيين إلا إذا فعلنا ما فعله الأجداد قبل84 عاما عندما سقط الباشا رئيس وزراء مصر ووزير داخليتها بأمر الشعب عندما لم ينتخبوه!
وكم كان رائعا وهو يقول: حدث هذا في مصر, لا في أمريكا ولا في أوروبا ولكن ليس في أيام أزهي عصور الديمقراطية, وطبقا لتوجيهات السيد الرئيس وسيد قراره
لقد تحدث أحمد زكي وأسهب في الحديث عن دساتير إسماعيل وولده توفيق, ثم تحدث عن الفرق بين دستور الأمة ودستور السلطة, وكذلك عن' فاروق الأول والأخير', وأنهي بحديث مفصل عن الدستور وسنين الدستور, راصدا كل اللغط الذي دار ويدور حوله, خاصة في هذه الأيام حوله وهو ما يجعل كتابه ترياقا لشباب ثورة25 يناير الذين صنعوا الثورة وقادوها دون أن يعرفوا تفاصيل معركة الدستور المصري من قديم.
وقد أوجز أحمد زكي في خاتمته إجابات وافية عن الأسئلة التي تدور في أذهان الكثيرين وتتعلق بالدساتير المصرية منذ مجلس شوري النواب في عام1866 حتي اليوم, فكان كتابه رحلة الدستور المصري عبر التاريخ, هو كتاب الساعة.. وكل ساعة.
ساحة النقاش