الترويح عن النفس‏..‏ علم

بل ويحافظ علي الصحة الجسمانية والاتزان النفسي.. فالترويح كما يقول علماء النفس والمتخصصون لايعني الخروج من البيت للنزهة أو القيام برحلة ولكنه يشمل كل انواع التذوق الجمالي والفكري التي تتحقق من خلال الاطلاع وتذوق الفنون..
وتوضح د.تهاني عبدالسلام محمد أستاذ ورئيس قسم الترويح بكلية التربية جامعة الاسكندرية مفهوم الترويح بأنه طريقة حياة واسلوب معيشة يعني التجديد والابتكار, كما أنه يهدف للسعادة التي ينشدها الفرد مهما اختلف في الجنس والعقيدة, فالسعادة نتيجة جانبية لحياة تتسم بالاتزان.. وله مكانة مميزة في جعل الحياة متزنة بين العمل والراحة, لتكتمل الحياة في معناها وتزداد في رونقها يصبح الانسان اكثر سعادة, فهناك احتياجات حيوية لما يعرف بالحياة الايجابية تتمثل في الجمال والمعرفة, والحاجة الي القيم والمثاليات, إلي جانب تذوق الفكر من خلال الاطلاع, وتذوق الفنون المختلفة كما في الموسيقي والرسم والألعاب الرياضية وفي الصداقة, وفي تبادل الآراء, والافكار. فغالبا يسعد الفرد إذا وجد راحته في اي من هذه المجالات, فالترويح يهيئ الفرص لمقابلة تلك الاحتياجات الانسانية المهمة, فالانسان هو ذلك المخلوق الذي يعشق المغامرات والرومانسية والاثارة, وهناك قوي مؤثرة دافعة لمعظم الناس تتمثل في البحث عن السعادة والسعي اليها, وحب المخاطرة والرغبة في الوصول الي هدف ما أو حتي مجرد الوصول إليه, ويوفر الترويح فرصا لاحصر لها لمقابلة هذه الرغبات.
وتتطرق د. تهاني الي الأمل فتصفه بأنه علاج لأمراض العصر كالملل الذي يسبب الضغوط العصبية والتعب. ينتج من عدم التنوع أو التجديد في العمل أو أداء أعمال لاتتفق واستعدادات الفرد واهتماماته, فالملل يقلل الطموح والابتكار, والحماس للعمل, ونتيجة ذلك يحدث الشعور بالتعب والارهاق..
وتنصح د. تهاني الفرد الذي يصل إلي هذه المرحلة بالاشتراك في نشاط يمارسه لكي يشعر بالسعادة والراحة النفسية ومحاولة الابتكار, والإبداع. مع التركيز علي الممارسات التي تعزز الشعور بالألفة والأخوة والصداقة ومزاولة انشطة جماعية والاتجاه الي مساعدة الغير.. فالاحساس بالسعادة عند إسعاد الآخرين يعتبر من أرقي أشكال الأنشطة الترويحية والتي تتمثل في عطاء جزء من وقت فراغ الفرد لمعاونة ومساعدة الآخرين