كتبت: سامية عبد السلام 303
إذا تحولت الزوجة صاحبة الكلمة والرأي الي زوجة مطيعة مستسلمة بصورة مبالغ فيها فيجب علي الزوجة الانتباه جيدا, فربما يكون هذا ضوء أحمر ينذر بهبوب عاصفة تطيح باستقرار الأسرة..
هذا التحذير الذي أطلقه علماء النفس يجب أخذه مأخذ الجد لأن عواقبه ليست هينة, فكما توضح د. هبة عيسوي أستاذة الصحة النفسية والعصبية بكلية طب عين شمس فإن الزوجة عندما تتحول الي موافقة علي طول الخط علي عكس طبيعتها تجنبا للمشاكل تلجأ الي ذلك لأنها لا تشعر بالأمان وتخشي انهيار حياتها الزوجية, فهذا الأمان الذي أصبحت تفتقده داخل البيت هو زادها وطاقتها للعطاء لأفراد أسرتها او لعملها, الا أن شعورها بعدم الأمان لا يمكن أن يستمر طويلا وإلا تفسخت نفسيا, فالزوجة قد تمل كثرة الجدل والمشاكل وتستشعر خطرها علي أسرتها, فتؤثر السلامة وتفضل الموافقة التي تصبح مع الوقت نوعا من التلقائية التي لا يفرضها عليها الزوج, وبإستمرار الموافقة والإستكانة يحدث لديها نوع من الإحباط يظهر في صورة استسلام مبالغ فيه وتتحول الي شخصية اعتمادية من أهم صفاتها الرضوخ لكل رغبات الزوج دون مبرر, وليس لديها استعداد للمطالبة بحقوقها ولا للتطويل في المناقشة, وتشعر بأنه لا حول لها ولا قوة وتصبح سلبية تعتمد علي زوجها في كل القرارات دون إبداء رأيها وتنسحب من أي موقف يمكن أن يثير نوعا من العداء او المشاكسة مع أحد خاصة الزوج.
وعادة يصاحب هذه الشخصية الاعتمادية أعراض نفسية جسمانية تظهر في شكل صداع وارتفاع في ضغط الدم او إرهاق او متاعب بالمعدة وتقل علاقاتها الاجتماعية. والغريب أنها مع كل ذلك تعمل بنجاح وإن كانت لا تعمل بكل طاقتها وتؤدي أدوارها ولكن بنوع من الخمول وعدم البهجة.
وعادة عندما يجد الزوج, زوجته علي هذا النحو من الطاعة والاستسلام يشعر بالرضا تجاه زوجته التي تحولت الي هذه الصورة المبهرة ويشعر بالأمان وبأنه إمتلكها ولم يعد هناك مبرر للعمل علي إسعادها كما كان يفعل في بداية الزواج الأمر الذي يزيد من إحساس الزوجة بالمرارة وتبدأ معاناتها الصحية من أمراض نفس- جسمانية وهذا هو الضوء الأحمر الذي يجب الانتباه اليه وإعادة النظر في العلاقات, فالزوجة التي جاهدت نفسها حتي وصلت الي حالة الاستكانة والاستسلام لإرضائه لا تزال تشعر بعدم الأمان فتبدأ في التمرد فتتحول من شخصية اعتمادية الي شخصية سلبية عدوانية وتتبدل مشاعر المودة والرحمة الي كره غير واضح, لأنها لا تستطيع التعبير عنه بلسانها فتبدأ برؤية كل شي مخالف لما تريده وتتوقف عند كل تصرف وتثير المشاكل عند كل موقف, وحتي عندما يراجع الزوج نفسه ويحاول إرضاءها لا تقبل منه شيئا فهي لم تعد تري معني ولا قيمة لشيء.. تشعر بأنها غريبة في أسرتها ليس لها دور واضح.. وهنا يكون العلاج صعبا لأنه كان يجب ان يبدأ مع ظهور سمات الشخصية الاعتمادية كما تقول د. هبة عيسوي ـ لذا يحتاج الأمر الي وقفة مع النفس وإصلاح الأمر وإشعار الزوجة بالأمان, وان كان الكثيرون يرون أن الزوجين وصلا الي نقطة اللا عودة الا أن الحل هو البدء بالعلاج المعرفي أي تذكر الإيجابيات وإبرازها وعلاج المتاعب النفس- جسمانية وعلي الزوج أن تكون لديه رغبة حقيقية في الإصلاح كشرط أساسي لنجاح العلاج, فالوصول الي هذه المرحلة لم يحدث فجأة وكما استغرق حدوثه وقتا طويلا فإن علاجه ايضا يحتاج بعض الوقت.
ساحة النقاش