كتب - رياض توفيق: 80
البيت المصري.. والأسرة المصرية.. كم تدفع ثمنا لمزاج رب الأسرة عندما يحرق20 سيجارة يوميا؟.. ماذا تقول أحدث دراسات لعلماء التكنولوجيا النووية عن محتويات السيجارة الواحدة من خطر إشعاعي يمكن أن يصيب كل أفراد العائلة.؟
وكانت منظمة الصحة العالمية قد أصدرت منذ أيام تقريرا حول المدخنين في مصر والبيت المصري حيث أكدت وفاة170 ألف إنسان مصري سنويا نتيجة لأمراض ناتجة عن التدخين.. وقدرت حجم المبالغ التي تنفق سنويا علي أمراض التدخين في مصر وحدها بنحو3 مليارات جنيه سنويا.. وكان علماء التكنولوجيا النووية قد أثبتوا في دراسات خطيرة احتواء تبغ السجائر علي تركيزات من نظير الرصاص ونظير البولونيوم وهما من العناصر المشعة.. وأكدت الدراسات أيضا وجود هذه المواد المشعة في أنسجة رئة المدخنين.. وأكدت الدراسة أيضا وجود تركيزات من هذه المواد المشعة في عينات السجائر الأكثر استهلاكا محليا.. وكذلك في التبغ والفلتر وانتهت إلي تحديد النسب باحتواء السجائر بتركيزات من البولونيوم المشع تبلغ3.61 بيكرين لكل سيجارة وهو مقياس شديد الخطورة.. وقدرت كفاءة الفلتر لخفض محتوي الدخان من هذه العناصر المشعة بحوالي7.4% من تركيزها بالسيجارة.. وهو أيضا مقياس لا يحقق الحماية الكافية للمدخن.. وباستخدام هذه القياسات تم تقدير الجرعات الإشعاعية المحتملة التي يتعرض لها المدخن وأيضا ما تتعرض لها أسرته بالتدخين السلبي الناتج عن استنشاق دخان السجائر بجرعة سنوية قدرها 19.0ميكرو سيفرت نتيجة لتدخين20 سيجارة يوميا. وهو مقياس أكد العلماء خطورته المدمرة علي المدخن وأسرته مسببة90 % من حالات سرطان الرئة في الكبار و44% من نفس السرطان في أطفال الأسرة الذين يتراوح أعمارهم بين13 و15 سنة والذين يتعرضون للتدخين السلبي المدمر.
وقد أثبتت دراسات وأبحاث المركز القومي للبحوث في بلادنا ـ كما تشرح د. عبلة جلال رئيسة قسم صحة الطفل بالمركز أن تدخين رب الأسرة خمس سجائر يقابله تدخين سلبي للأطفال يساوي سيجارة كاملة وأكدت الأبحاث أيضا أن التدخين داخل البيت يؤدي إلي ترسيب مواد من السموم يغلفها دخان السجائر وتتراكم علي جدران المنزل والعفش مما يؤثر علي المدي الطويل في التركيب النووي لخلايا الأبناء الذي يدفع نواة الخلية إلي النمو بطريقة غير عادية مسببة الأورام.. وقالت الأبحاث إن الأطفال في المدن يتعرضون بشكل مكثف لأضرار التدخين السلبي المدمر لأن رب الأسرة يحرص علي التدخين داخل البيت في حين أن أطفال القرية أقل عرضة لهذا الخطر حيث يفضل رب الأسرة التدخين في الهواء الطلق.
وثبت أيضا ـ كما تؤكد د. عبلة ـ أن الشيشة أكثر خطورة علي الأطفال داخل المنزل.. وقالت ان قوانين منع التدخين داخل المناطق المغلقة غير مفعلة ومازال الخطر يهدد حياة كل أفراد الأسرة.. وكل العاملين في مواقع العمل المغلقة..
ويضيف د. وليم اسكندر أستاذ طب الأطفال أن التدخين السلبي يؤدي إلي حدوث الأزمة الربوية للأطفال ومع ذلك فإن الآباء يصرون علي التدخين داخل بيوت يعاني فيها أطفالهم من أزمات الربو القاتلة.
ساحة النقاش