‏2011‏ عام الاكتشافات الكونية والكواكب المشابهة للأرض‏..‏
زرع أول وجه بشري‏..‏ ونظام فضائي عملاق لتحديد المواقع الأرضية
عمرو يحيي 154 

لم تقل سخونة الأحداث العلمية التي شهدها عام‏2011‏ عن الأحداث السياسية التي شهدها العالم خاصة ثورات دول الربيع العربي التي قلبت الأنظمة الديكتاتورية رأسا علي عقب‏,‏ ففي مقدمة الإنجازات العلمية‏,‏

 

 يأتي اكتشاف ظاهرة تسارع التمدد الكوني عن طريق متابعة النجوم المتفجرة التي تسمي سوبر نوفا, ونال3 علماء أمريكيين جائزة نوبل في الفيزياء بسبب هذا الاكتشاف, حيث درسوا عشرات النجوم المتفجرة, ورصدوا نجوما هائلة الحجم تقع في أعماق الكون السحيق, وتوصلوا إلي أن الكون يتوسع بمعدل متسارع علي نحو لم يسبق له مثيل, وأكدوا أن استمرار تلك الظاهرة بتلك الوتيرة سيجعل الكون يتحول إلي جليد.
وفي مجال الفضاء, نجحت الصين في أواخر العام في أول مهمة التحام فضائي بين وحدة المختبر الفضائي التي أطلقت سابقا والمركبة الفضائية( شنتو شو8), ويعد هذا الالتحام الثاني للمركبة بالمختبر, وهو حدث ـ بحسب وصف الرئيس الصيني ـ في برنامج الفضاء المأهول, مساهمة بارزة في استكشاف البشرية للفضاء الخارجي, وفي أواخر العام المنصرم اكتشف علماء ناسا كوكبين جديدين مشابهين للأرض, قطر الكوكب الأول أكبر بنسبة3% من الأرض مما يجعله الجرم الأكبر تشابها من الأرض, ويبعد الكوكب600 سنة ضوئية, وأطلق عليه( كيبلر22 ب), أما الكوكب الثاني فأطلق عليه( كيبلر20 اف), حيث يعتقد العلماء وجود مياه سائلة عليه مما سيجعله كوكبا مناسبا للحياة. ويأتي اكتشاف أشباه البللورات التي تشبه أشكال الفسيفساء علي مستوي الذرات والتي لا تكرر نفسها علي عكس قوانين الطبيعة, بمثابة ثورة علمية خلال العام, ورغم ما أحدثه الاكتشاف من جدل علمي واسع, إلا أنه رشح العالم دانيال شيختمان للفوز بجائزة نوبل في الكيمياء لعام2011, وشبه البللورات هي أجسام صلبة ذات تناظر غير عادي للذرات التي تشكلها, حيث تنتظم هذه الذرات في أشكال ونماذج لا يشبه أحدها الآخر علي الإطلاق, وكان العلماء قبل هذا الاكتشاف يعتقدون أن أنماط الذرات لابد أن تكرر نفسها, ويجري العلماء تجارب لاستخدام أشباه البللورات في صناعة عازلات حرارية جديدة لمحركات السيارات وشاشات التليفزيون.
وطبيا, قدم عام2011 بارقة أمل كبيرة لمرض سرطان البنكرياس, باكتشاف طفرة كبيرة في علاج المرض, علي يد الراحل الدكتور رالف ستاينمان أستاذ المناعة بجامعة روكفلر بالولايات المتحدة, والذي نال- بعد وفاته بأيام- جائزة نوبل في الطب علي هذا الإنجاز, حيث اكتشف أحد أنواع الخلايا المناعية المعروفة باسمdendriticcells, حيث وجد أن لها دورا مهما في التعامل مع الخلايا السرطانية والفيروسات التي تهاجم الجسم, وتمكن من شرح طريقة التقاط هذه الخلايا المناعية لإنزيمات تنتجها الفيروسات, وذلك للتحكم بشكل مسبق في المرض في مراحله الأولي, وهو ما يمهد لإنتاج لقاحات لمواجهة العديد من الفيروسات والأورام التي تهاجم الإنسان, ما يعني فتح الباب أمام إنتاج علاجات وقائية.
وفي إسبانيا أجري فريق من أطباء مستشفي فال دييرون ببرشلونة, أول عملية زرع كامل للوجه, لشاب فقد وجهه في حادث صيد; أدي إلي فقدانه الجلد والعضلات, ولم يكن بإمكانه أن يبتلع الطعام وكان يتكلم بصعوبة بالغة, وأوضح خوان بيري باريت, رئيس الفريق الطبي, أن الرجل كان لا يستطيع التحدث بشكل صحيح, كما أنه لا يستطيع إغلاق عينيه, وبعد الجراحة صار بإمكانه تناول السوائل والطعام المهروس وتحريك حاجبيه وجفنيه, متوقعا أن يتمكن من تحريك جميع عضلات وجهه بشكل كامل بعد عملية تأهيل تستغرق ستة أشهر, استمرت العملية نحو24 ساعة, وشارك فيها فريق من30 شخصا, وبقي المريض في المستشفي طوال الأشهر الأربعة الماضية بهدف مراقبته تحسبا لأي رفض محتمل للأعضاء المزروعة. وفي العام نفسه استمرت تجارب علماء المنظمة الأوروبية للأبحاث النووية في محطم الجزيئات العملاق الهادرون الذي يصل طوله إلي17 ميلا وبتكلفة8 مليارات دولار, وبمشاركة5 آلاف عالم, بهدف الكشف عن أسرار المادة المظلمة وبدايات نشأة الكون وفي عام2011, دخلت شركة جوجل العالمية مجال الاختراعات التكنولوجية الالكترونية في محاولة لتقليل عدد الأجهزة المنزلية بالدمج بين استعمال الإنترنت والتليفزيون لإنتاج أول تليفزيون يعمل بنظام اندرويد باللمس ويعتمد علي الإنترنت لاستمرار عمله دون الحاجة لأطباق الأقمار الصناعية الدش, وتعمل شركات أخري في مجال إنتاج شاشات تليفزيونية ثلاثية الأبعاد دون الحاجة لارتداء نظارات الرؤية الثلاثية, كما اخترعت جوجل سيارة من أكثر السيارات المتقدمة تكنولوجيا, وتعتمد علي أنظمة الملاحة الجغرافيةGPS حيث تصل بك للمكان المراد دون الحاجة لقيادة شخصية, كما بدأت الصين في التشغيل التجريبي لنظام بايدو للملاحة وتحديد المواقع كمنافس للتخلص من الاعتماد علي أنظمة الملاحةGPS الأمريكية, ويضم النظام الصيني35 قمرا صناعيا, وبدأ المشروع قبل11 عاما بإطلاق قمرين صناعيين لتحديد المواقع, وقال الناطق الرسمي الصيني إن النظام سيغطي منطقة شرق آسيا والمحيط الهادي بحلول عام2012, وهي نحو ربع مساحة الكرة الأرضية, وسيغطي الكرة الأرضية بكاملها عام2020 وحتي الآن تم إطلاق10 أقمار صناعية في إطار هذا البرنامج, وسيشهد العام الجديد إطلاق6 أقمار صناعية
وطبقا لقوانين الفيزياء الكلاسيكية فإن المادة لا تفني ولا تستحدث من العدم ولكنها تتحول من صورة لأخري إلا أنه بالنسبة لعلماء فيزياء الكم فإنه يمكن إنتاج طاقة من العدم وهو ما تم افتراضه نظريا منذ أكثر من ستين عاما وتم إثباته عمليا عام.2011 ويقول الدكتور فرانكو نوري رئيس الفريق البحثي بجامعة ميتشيجان إنه طبقا لعلماء ميكانيكا الكم هناك افتراض بأنه في الفراغ والقياسات الدقيقة, التي تصل لحجم النانو, من الممكن أن يتولد ضوء ويزول بسرعة, وهو ما يعرف باسم تأثير كازيمير, وعلي مدار ستة عقود كانت هذه الفرضية محل جدل العلماء ويصعب إثباتها عمليا, إلا أننا نجحنا في رصدها, حيث تم ضغط مجموعة من الفوتونات الضوئية في الفراغ, ثم فوجئنا برصد طاقة ضوئية تنتج من العدم.. هذه التجربة تثبت أن الفراغ ليس فراغا كما كنا نعتقد, وأن هناك قوي أخري تحتاج للرصد مما يعني أن نهاية قوانين في الفيزياء وظهور قوانين علمية جديدة, كما من المتوقع أن يكون هذا الإثبات الخارق بمثابة البداية للعديد من الحلول لمشكلات كبري مثل توليد الطاقة في الفضاء لتغذية الأقمار الصناعية والمركبات الفضائية دون الحاجة الي خزانات وقود ملحقة بالمركبات.

azazystudy

مع أطيب الأمنيات بالتوفيق الدكتورة/سلوى عزازي

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 30 مشاهدة
نشرت فى 4 يناير 2012 بواسطة azazystudy

ساحة النقاش

الدكتورة/سلوى محمد أحمد عزازي

azazystudy
دكتوراة مناهج وطرق تدريس لغة عربية محاضر بالأكاديمية المهنية للمعلمين، وعضوالجمعية المصرية للمعلمين حملة الماجستير والدكتوراة »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

4,749,659